رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

الجمهورية الجديدة .. والإعلام الجديد‎‎

بقلم : علي عبد الرحمن

مر العيد وفرح المصريون كل حسب قدرته، ففي عصر الكوروناحلت وسائل التواصل محل الزيارات والتجمعات العائليه وزادت نسب البعد والانقطاع في عصر التواصل، وقلت هيبة التزاور وحتى العيديه فقدت بريق فرحتها وملمسها الجديد، ولكن رأيت المصريين فرحين بفسحة في حديقة وتجول في شارع هادئ وفلوكة في نيل مصر الخالد، وهجر المصريون الشاشات بحثا عن ماستبثه من جديد في عطلة العيد الطويلة ولم يجد أهل مصر جديدا في إعلامهم فكل مايذاع معلب قديم وحتي مسرحيات العيد المعتادة وأفلامه الأحدث إختفت.

هل لأن الحقوق في البث منتهية أم لأن ذاكرة الإعلام نضبت؟، أم لأن أهل الميديا في السواحل؟، أم لأن ماكينات الإنتاج السينمائي والمسرحي والبرامج المنوعه الكبري لم تعد تدور لتنتج ؟!، ولكن المزاج المصري لن يعكره تقوقع إعلامه فقد خرج أهل مصر وأمضوا عطلتهم بعيدا عن الشاشات التي لم تجهز لهم ما يسلي أوقات عطلتهم، وكما فعل الاعلام بالمصريين في العيد، فعل في مشروعاتهم القوميه أيضا تقوقعا وتواكلا،وعدم جاهزية، حتى أن هذه الشاشات التي ترفع شعار (الجمهوريه الجديدة) نسيت أو تناست أو هذه عاداتها.

نسيت أن توضح للعوام لماذا نرفع كلنا هذا الشعار؟، هل لأننا نعيد بناء وتصحيح كل شئ؟، أم لحجم المشروعات التي تنفذ؟، أم لكم التغيير الذي ستحدثه هذه المشروعات في وجه الحياه المصرية؟، أم للقدر الكبير من توافر مقومات العيشه الكريمه لأهل مصر؟، أم لضخامة الدور الإقليمي والدولي لمصر؟، أم لأننا نصنع جمهورية طالما حلم بها كتابنا ومبدعينا في أعمالهم الإبداعية؟، رفعت الشاشات شعارا ولم تقدم له شرحا ولا تبريرا حتى أن البعض كان يتخيل في بداية رفع الشعار أنه اسم لعمل يذاع، أو عنوانا لعمل قادم!.

يا أهل الميديا الجمهوريه الجديدة تحتاج إعلاما جديدا، فكرا وتخطيطا وانتاجاوبثا، تحتاج إلي منظومة فكريه إعلاميه توضح للناس لماذا جمهورية جديدة ومؤسسات فاعلة وأداور موزعه ومستقبل منتظر، هل فكر أهل الإعلام في انتاج داعم لهذا الشعار؟، هل قدموا تمهيدا لرفع هذا الشعار؟، هل ناقشوا مع الناس لماذا هذا الشعار؟، هل أوضحوا للناس كيف نعيش بدايات انطلاق الجمهوريه الجديدة، هل بينوا للناس ماذا تم؟، وماذا يتم؟، وماذا سيتم؟، حتي ندخل جميعا جمهوريتنا الجديده.

هل تأكد أهل الإعلام من أن لدي المواطن فكرة عن كل مايتم لصالح غده الأفضل؟، هل تأكد أهل الإعلام من إلمام المواطن بمشروعاته القوميه الكبري من أقصي جنوبه إلي أقصي شماله؟، هل يعلم المواطن ماذا تم في منظومة الطرق والكباري الرئيسيه والفرعية ومنظومة التنميه زراعيا وعمرانيا وصناعيا ومنظومة التجويد في الصحة والتعليم وجودة وسلامة الغذاء؟، وهل اكتفي الإعلام بنقل جولات الرئيس وسط فرق عمله بين إنجازاته ومشروعاته؟، وهل قدم أحد لمواطنينا شرحا لنتائج هذه المشروعات وكم تكلفت وكيف ستكون الحياة بعد إكتمالها وكيف ولماذا ندخل جمهورية جديدة ونرفع شعار لها؟.

ألم يفكر أهل الاعلام في تزامن اكتمال هذه المشروعات وتزامن إدراك المواطن لما يحدث وتزامن إعادة النظر في بناء الشخصيه المصرية الملائمة لهذه الجمهورية الجديدة؟، ألم يدرك أولي الأمر أن التعليم ومستواه وجودته في زمن الكورنا (بعافيه شويه) وأن مصادر الثقافة وروافد الهويه بعيدا عن اهتمامات شبابنا وأن دور الرواد والقدوه تباعد عن أنظارهم؟، وأن الملاحظ في جيل النشئ لا تنشئة ولا قدوة ولا تعليم ولا تثقيف ولا رؤي واضحه لغد هم قادته وولاة أمره، أليس واجبا على إعلامنا أن يقدم مشروعا قوميا لإعادة بناء الإنسان المصري متعاونا مع قطاعات التربية والتنشئة والتعليم والتثقيف ومؤسسات الدين وغيرها.

أليس واجبا قوميا على هذا الإعلام أن يقدم تنويهات وأفلام قصيره لإنسان الجمهورية الجديدة وتكوين شخصيته وملامح سلوكه؟، وهل عجزت البرامج عن إعمال العقل والفكر في محتوي تنافسي تثقيفي جاد؟، وهل لايستطيع الفيلم التسجيلي بكل أنواعه أن يدشن لجمهورية جديدة منطلقا من إنجازات تتحقق بالفعل؟، بل هل نضب فكر الدراما الإبداعي أن يمهد لمصر الجديدة، أرضا وبشرا وسلوكا في أعمال تقرب الغد الأفضل من تصورات أهلنا حاليا؟، وهل سيفقد الإعلام كثيرا من تأثيره – إن وجد – لو خصص قناة أو أكثر لرؤية الجمهوريه الجديدة، مشروعاتها وأفكارها ومخططيها وواقع الحياة فيها وشكل الإنسان ومقوماته فيها.

ألا يستدعي هذا التغيير الحاصل في بقاع مصر قناة لبكره أفضل، أو برنامجا ضخما حول الحياة الكريمة، أو قناة لمصر الجديدة أو قناة لـ (الجمهوريه الجديدة) تقدم واقعا وليس افتراضا لمصر بكره؟، بعد اكتمال شرايين التواصل فيها، وظهور مشروعات تغير ملامح الحياة فيها، وإحساس بالفخر لدي كل مصري لما يراه تحقق، ودور ومسئولية كل مواطن في الجمهورية الجديدة، ورفع شعار دولة غنية ودولة تستطيع، ألا يحفز الإعلام حكومته بأنها تنجز وتمول في هدوء؟، وهل يترك الإعلام مواطنيه لهواجس كورونا ورفع الأسعار ومنع السفر ولا يبشره بغد أفضل وحياة كريمة وقادة يعملون له في هدوء؟،د.

إذن ما دور الإعلام الرسمي وشقيقه شبه الرسمي والقومي وتابعه الإقليمي؟. ماذا ينقص إعلامنا حتي ينطلق من قوقعته إلي بقاع المحروسة يعرض ماتحقق ومتي ينتهي إنجازه وما تأثيره وكم تكلف ومن أين تم توفير هذا التكلفه!؟، إننا بحاجة إلي خطة عاجلة، واستراتيجية واضحة، لإعلام الجمهوريه الجديدة بمحتوي جديد ملائم ومواد تعزز الانتماء والفخر وتدعم الهوية والتثقيف والتنافس من أجل الوطن الذي يتغير معظم ملامحه؟، وليعمل الإعلام الجديد في سباق مع ما يتحقق، وليعلم للناس عن ملامح هذه الجمهورية الجديدة، بدلا من انتظار مرور أو تفقد أو متابعة أو افتتاح للسيد الرئيس، وهويعلم تقصير الإعلام فيقوم هو بنفسه وسط هذا الفعاليات بتوجيه الرسائل وبالشرح وبالتوضيح للمواطنين وكأنه يقول لهم (نحن نصنع إعلامنا سويا أنا وانتم) طالما أن انجازاتنا وأحلامنا التي تتحقق لم تثر شهية أهل الإعلام، وطالما أن مشروعاتنا القومية العملاقة التي يتم إنجازها لا تستحق قناة من بين هذا الكم المتشابه من القنوات، ولا تستوجب برنامجا كبيرا كسائر برامج الطبخ والأحلام والملاسنات، ولا يلزمها تنويهات وأفلام قصيره كالتي تذاع لمباراة أو فيلم أو برنامج، وأين تذهب أموال الإعلام ومعداته وكوادره، إن لم تقدم للوطن ما يحتاجه!!!

إننا بحاجة ماسة لإعلام جديد وإنسان جديد في جمهوريتنا الجديدة، حماها الله وحمي أهلها وحقق لهم رجائهم، وحرك إعلامهم، وأيقظ قادته من سبات لايصلح أبدا للجمهورية الجديدة في مصر الجديدة .. ولتحيا دوما مصر بفضل الله العظيم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.