رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

فى ذكرى حسين السيد نكشف لأول مرة عن أغنيات أوبريت (مصر بلدنا)

حسين السيد مع ابنه حسام

كتب : أحمد السماحي

نحيي هذه الأيام الذكرى 38 لرحيل مبدعنا الكبير شاعر الأغنية صاحب الثراء اللغوي (حسين السيد) المحفور في ذاكرة المصريين في كل مناسبتهم الاجتماعية سواء في عيد أم، أو شهر رمضان، أو عيد حب، أو لقاء قمة بين الأهلي والزمالك، وغيرها من المناسبات الإجتماعية المختلفة، والملاحظة الجديرة بالوقوف عندها أن هناك تعتيما على هذه الرموز الشعرية واللحنية الشامخة سواء من رحل عن دنيانا أو من لا يزال بيننا، وأصدق مثال على ذلك المبدع الكبير شيخ الملحنيين (زكريا أحمد) الذي مرت ذكراه الستين منذ أيام دون أن يذكره أحد  بكلمة فى أي فضائية مصرية.!

اليوم نتوقف عند شاعرنا (حسين السيد) الذي عبر في شعره عن عواطفه ومشاعره وأحاسيسه في الحب والجمال، وعكس لنا تجاربه السعيدة والحزينة فأضاف كثيرا إلى الشعر الغنائي بصوره الشعرية وأخيلته وموسيقاه المختلفة، والذي ظلمه النقد ولم تحلل أعماله الشعرية المتنوعة، ولم يأخذ حقه كشاعر غنائي مجدد في شكل الأغنية المصرية ومضمونها.

لقاء ودي مع الرئيس السادات

لم يغلق (حسين السيد) على نفسه الباب ويعبر عن مشاعره الذاتية بل شارك فى العديد من الأحداث القومية والوطنية في مصر والعالم العربي، وقدم أغنيات وطنية هامة تؤكد على انفعال هذا المعجون بالموهبة بأحداث وطنه مصر ووطنه العربي الكبير، ومن الأعمال الكبيرة الهامة الرائعة التى قدمها والتى لا يعلمها الكثيرين أوبريت (مصر بلدنا) الذي كتب كل أغنياته عام 1979، وتولى الجانب الدرامي والحوار الكاتب الصحفي (حسام حازم)، وتحمل مسئولية الموسيقي والألحان  الموسيقار الكبير (محمد سلطان)، وقام بإخراج الأوبريت المخرج المتميز الراحل (أحمد زكي)، أما البطولة فكانت لـ (فايزة أحمد، هاني شاكر، لبلبة، وحيد سيف، إبراهيم نصر، سعاد حسين، محمود شكوكو، سامي مغاوري) وغيرهم.

كما شاركت في الاستعراضات فرقة رضا، والفرقة القومية للفنون الشعبية، ظهر هذا الأوبريت كما تقول ابنته الدكتورة (حامدة) بعد معاهدة السلام، ويسرد جزء من تاريخ مصر المعاصر بما فيه من سلبيات وإيجابيات، وافتتح العرض الرئيس الراحل (أنور السادات)، وتناول الأوبريت فترة هامة ومؤثرة من عمر (مصر بلدنا) بداية من نكسة عام ١٩٦٧ وما تبعها من إحباط وانكسار  مرورا بحرب الاستنزاف، والصبر والترقب، الي العبور العظيم وزهوة الانتصار، وانتهاءاً بمعاهدة السلام .

الجندي صابر الذي عانى مرارة الهزيمة وفرحة النصر
لبلة .. قدمت شخصية عزيزة خطيبة صابر

وتواصل الدكتورة (حامدة) كلامها قائلا : وصور الأوبريت مشاعر الشعب وخاصة الشباب في كل  فترة زمنيه، سواء آمالهم أوتساؤلاتهم، أومخاوفهم، وصور العراقيل والمعوقات المتمثّلة في الروتين القبيح، ومراكز القوى الهدامة، تدور القصة الدرامية البسيطة من خلال الجندي ( صابر/ هاني شاكر) وخطيبته (عزيزة / لبلبة)، ونري في (صابر) كل مشاعر الهزيمة الأليمة في ٦٧ ثم الشوق  للعبور ثم فرحة النصر.

فايزة أحمد التى جسدت روح مصر

وقد أدت الفنانة (فايزة أحمد) دور الروح المصرية وهى التي تجيب علي تساؤلات الشباب، وينتهي العرض باستعراض رائع بعنوان (أحلي الكلام كلمة سلام)، وتضمن الأوبريت 16 أغنية هى (مصر الحب، استعراض تاريخ مصر) لـ (فايزة أحمد )، دويتو (جري ايه يا صابر)، لـ هاني شاكر ولبلبة، (بعيد يا فجر الصمت)، غناء هاني شاكر، اسكتش (الهوى والشباب) غناء لبلبة وهاني شاكر، اسكتش (الله يرحم ايام العز، وأغنية مرسي طق) غناء  لبلبة، (ما تقولوش عنها كده)  لـ فايزة أحمد، (يا شماتة كل عدوينا) لـ فايزة أحمد، (فينك يا صابر) غناء  لبلبة، (مصر لازم تعيش) لـ هاني شاكر ولبلبة، (كله يسكت كله يهس) لـ لبلبة، اسكتش (كانت ثورة تصحيح، وصرخة الانتظار) غناء  هاني شاكر، (فرحة النصر) للبلبة.

وقد تحدث معي الموسيقار المبدع وصديقي الغالي (محمد سلطان) عن ظروف  تقديم هذا الأوبريت فقال لي: كان الرئيس (السادات) فنانا حقيقيا يحب الفن والفنانيين، ولقد أحببته جدا، وهو الآخر بادلني الحب ولا أنسى إنه غني لي بصوته!!، ففى أحد الأيام فوجئت باتصال هاتفي من ديوان رئاسة الجمهورية وقالولي الرئيس هيكلمك، وبالفعل وجدت الرئيس (السادات) يقول لي: (يا عبقري مش عايز تشوفني!)، فقلت له: (يشرفني يا فندم خصوصا اني بحب حضرتك جدا)، فقال لي: (خلاص أنا منتظرك غدا في استراحة القناطر الخيرية وهات العود بتاعك معاك)!.

وفى الموعد المحدد كنت أجلس معه، وبعد السلام والترحيب فجائني قائلا: (إعزف لي موشح العيون الكواحل)، وبدأ الرئيس يغني لي بصوته الأجش (العيون الكواحل)، ورغم أن صوته ليس جميلا  لكن أذنه سليمه، ويغني بطريقة صحيحة، وفى نهاية الجلسة طلب مني تلحين أوبريت لأعياد أكتوبرعلى أن تكون (فايزة أحمد) المطربة الرئيسية فيه، وبالفعل جهزنا أوبريت (مصر بلدنا) الذى كتبه المبدع الراحل (حسين السيد) وشارك في بطولته (هاني شاكر، ولبلبة، ومحمود شكوكو)، وآخرين.

وإليكم نموذج صغير من أغنيات هذا الأوبريت الذي نتمنى من الدكتور (عادل عبده) رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية إعادته مرة ثانية على مسرح البالون، خاصة وأن أغنياته موجودة، وصالحة لكل الأزمان:

……………………………………….

يا مصر يا أعظم حب غناء (فايزة أحمد)

يا مصر الحب يا أعظم حب

يا مصر العالم والفنان

يا مصر الشعب .. يا أول شعب

خطوته سبقت كل زمان

عشتي يا أول صورة اترسمت

من يوم ما اتخلق الإنسان

الأديان لله على أرضك

والإيمان هو العنوان

يا مصر العامل وإرادته

يا مصر الفلاح وأصالته

يا مصر الجندي وشجاعته

في ميدانه وف كل ميدان

يا مصر يا حضن النيل الأسمر

يا فاردة جناحك توب أخضر

في بعادك الصيف بيشتي

وف حضنك الشتا دفيان

تعيشي تعيشي يا بلدي تعيشي

تعيشي يا مصر

……………………………………….

دويتو جرى ايه يا صابر غناء (هاني شاكر ولبلبة)

عزيزة: جرى ايه يا صابر … مالك يا صابر

اشحال لو انت مش اسمك صابر

صابر: تعبان يا عزيزة … تعبان بتألم

لا انا قادر اسكت … ولا قادر أتكلم

ولا عارف اتأخر … ولا عارف أتقدم

عزيزة: طوِّل بالك يا صابر … دا كل شيء له آخر

صابر :  يا حبيبتي صدقيني… خلاص ما بقتش قادر

عمرك سمعتي صوت السكات

عزيزة:  ساعات يا صابر أيوة ساعات

صابر :  أنا السكات جوايا بيصرخ   بيقولي قول

عزيزة : طب رد عليه يمكن ساعتها قلبك يهدا

صابر: بس انا مش عارف أرد اقول ايه

في قلوب كتير ساكته معايا  

لكن بتصرخ شوق وحنين

أرد علي اللي جوايا        

ولّا علي سكوت الملايين

تعبان يا عزيزة تعبان

عزيزة : ومين يا صابر مش تعبان

دا القلب يا صابر مليان

لكن مسيرنا حنرتاح يوم

والصبر حلو مع الإيمان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.