رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

الخطة العايمة .. فيلم جدير بالمشاهدة رغم كل عيوبه!

عمر على

بقلم : عمر علي

منذ أكثر من أسبوعين تم طرح الفيلم الكوميدي (الخطة العايمة) بعد سلسلة من التأجيلات التي تعرض لها سواء في التصوير أو العرض ، وبعد طرح البرومو الخاص به بدأ يظهر لغط حول محتواه الدرامي، فمن ناحية اتهمه بعض النقاد والجمهور باقتباس فكرته من الفيلم الهندي (Aankhen) الذي عرض عام 2002 من بطولة (أميتاب باتشان وأكشاي كومار)، ومن ناحية اتهم الكاتب (عمر طاهر) صناع الفيلم بتشابه اسمه فيلمهم مع فيلم كان قد كتبه وسجله باسمه منذ أربع سنوات لهذا تم تغيير إسم (الخطة العامية) ليصبح (الخطة العايمة).

كل هذه اللغط زاد من ترقب الجمهور للفيلم مما جعله يتربع على عرش الإيرادات منذ صدوره وحتى الآن، وأنا شخصياً لم أكن أود الحكم عليه إلا بعد مشاهدته.

على ربيع جسد دور البلطجي الكفيف

يحكي (الخطة العايمة) حول جلال الذي يعمل موظفاً في أحد البنوك وهناك رجل أعمال يريد الاستيلاء على بعض الأموال من البنك بالإضافة إلى بعض الأوراق الخاصة فيستعين بجلال من سرقة البنك، يفكر جلال في كيفية سرقة البنك فيشاهد في يوم فيديو لياسمين (غادة عادل) وهى تقوم بتدريب ابنها الأعمى على بعض المهارات وتطلب من أحد رجال الأعمال تبني حالته، ومن هنا تأتيه الفكرة وهي أن يستعين بلصوص مكفوفين لسرقة البنك كي لا تقع عليه أو عليهم أي شبهه جنائية .

في يوم يشاهد النشال المكفوف على الله (محمد عبد الرحمن) ويقرر أن يضمه للعصابة، وفي نفس الوقت يعرف بوجود حالة مزعجة في أحد دور رعاية المكفوفين وهو حمزون (علي ربيع) فيقرر أيضاً أن يضمه للعصابة، ويقوم جلال بخطف ابن ياسمين كوسيلة ضغط عليها لتوافق على تدريب حمزون وعلى الله. 

محمد عبد الرحمن قدم كوميديا خفيفة ورشيقة

والحقيقة أني بعد أن شاهدت (الخطة العايمة) والفيلم الهندي (عيون Aankhen) أستطيع أن أقول أنه لا يمكن نفي شبهه الاقتباس عنه، فالفكرة في الفيلمين متشابهة للغاية مع بعض الاختلافات البسيطة، فما تم تغييره في الفيلم المصري هو بداية القصة ونهايتها، لكن وسط القصة تقريباً لم يتغير فيه شئ، مشاهد تدريب المكفوفين ومشهد سرقة البنك بتفاصيله منقولة كما هي من الفيلم الهندي، وذلك على مستوى تتابع السيناريو وعلى مستوى الإخراج أيضاً.

فمثلاً في الفيلم الهندي لا يوجد شخصية رجل أعمال يريد الاستيلاء على أوراق البنك فمحرك القصة الأساسي هو مدير أمن البنك نفسه الذي جسده (أميتاب باتشان)، والذي يتم فصله من البنك بسبب عنفه مع أحد الموظفين.

عمرو عبد الجليل رجل الأعمال المخطط والمدبر

في الفيلم الهندي لم يشاهد منفذ العملية فيديو لسيدة تدرب إبنها، بل في أثناء سيره في الشارع ذات مرة شاهد فتاة تدرب مجموعة من المكفوفين، وقام بخطف شقيقها للضغط عليها وليس إبنها كما في الفيلم المصري، في الفيلم الهندي تم تجنيد ثلاثة مكفوفين ليقوموا بعملية السرقة، في الفيلم المصري كانوا اثنين فقط، نهاية الفيلم الهندي دموية بعض الشئ قتل فيها واحد من المكفوفين والسيدة التي دربتهم والتي جسدت دورها النجمة الهندية (سوشميتا سين)، نهاية الفيلم المصري سعيدة انتصر فيها الأبطال على مدبر العملية.

ورغم شبهه الإقتباس الواضحة إلا أن مؤلفا (الخطة العايمة) أحمد عبد الوهاب وكريم سامي في تجربتهم السينمائية الأولى نجحوا في نقل الفكرة إلى المجتمع المصري ونحجوا في تصميم شخصيات مغايرة عن الفيلم الهندي ، ونجحوا في تصميم مضحكة فعلاً، كما نجحوا في إضفاء صبغة كوميدية على الفكرة لم تكن موجودة في الفيلم الهندي الذي طغت عليه الميلودراما تحديداً في نصفه الثاني، وأنا أتمنى أن يراعوا اختيار فكرة أصلية في عملهم القادم بدلا من الإعتماد على الأفكار المقتبسة.

غادة عادل قدمت أسوأ أدوارها السينمائية

على مستوى التجسيد فهذا هو الفيلم الثاني الذي يجمع علي ربيع ومحمد عبد الرحمن كأبطال بعد أن قدما سوياً فيلم (خير وبركة) في 2017، ولم يكن موفقاً على الإطلاق في كل جوانبه ولم يحظى بنجاح كبير وقتها على المستوى الجماهيري ولا النقدي، أما (الخطة العامية) فهو من أفضل من سابقه بكثير، على الأقل هو فيلم جدير بالمشاهدة رغم كل عيوبه، ونجح ربيع وعبد الرحمن في تقديم شخصيات كوميدية خفيفة، ويمكن إعتباره هو الظهور السينمائي الأفضل لهم في مسيرتهم القصيرة حتى الآن.

التجسيد الأضعف في الفيلم للأسف كان من نصيب (غادة عادل) التي أدت واحد من أضعف أدوارها على الإطلاق، ودور لا يحسب لها ولا لن يضاف إلى تاريخها، ولكن في تقديري أن سبب وجودها في الفيلم يرجع إلى سبب تجاري وجماهيري بحت وهو استغلال نجوميتها واسمها في بيع الفيلم وتسويقه وأيضاً اجتذاب عدد أكبر من الجمهور.

على مستوى الإخراج لم تكن النتيجة في أفضل أحوالها، وجاء أداء معتز التوني كمخرج باهتاً إلى حداً كبير، إيقاع الفيلم كان بحاجة إلى أن يكون مشدوداً ومضغوطاً أكثر من ذلك على مستوى الكادرات وتقطيعات المشاهد تليفزيونية إلى حد كبير، وأعتقد أن ذلك يرجع إلى عمل معتز التوني في المسلسلات بكثرة في السنوات الأخيرة، ويبدو أنه تناسى أن إيقاع ولغة السينما يختلف عن إيقاع ولغة التليفزيون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.