كتب : أحمد السماحي
لأول مرة منذ سنوات طويلة تسيطر أغنية (single ـ السينجل) على الموسم الغنائي الحالي 2020، وتتفوق بجدارة على الألبومات الغنائية، ففي الوقت الذي طرح فيه عدد ألبومات يعد على أصابع اليدين ولا يزيد عنهما طرح في المقابل عشرات من أغنيات المنفردة لكبار مطربي مصر والعالم العربي، مثل (أصالة، أمال ماهر، أنغام، حسين الجسمي، خالد سليم، رامي صبري، سعد لمجرد، سميرة سعيد، صابر الرباعي، عمرو دياب، كارول سماحه، لطيفة، محمد منير، نانسي عجرم، نجوى كرم، وائل جسار، وائل كافوري وليد توفيق) وغيرهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل انتهي عصر الألبوم الذي يحمل12 و13 أغنية؟!، أم أن ما حدث هذا العام الذي أوشك على الرحيل من تفشي فيروس كورونا المستجد، وانفجار مرفأ بيروت، والانتخابات الأمريكية، وانتخابات مجلس الشيوخ و البرلمان المصرية، كان وراء انحسار طرح الألبومات، وازدياد عدد الأغنيات المنفردة، أم أن ما حدث هذا العام موضة مثل الموضات السابقة التى عدت على المواسم الغنائية السابقة مثل موضة العري كليب، وموضة الكوكتلات الغنائية، وموضة الألبومات التى تحمل أغنية أو اثنين، وغيرها من الظواهر والموضات التى مرت علينا .
فى البداية تقول الديفا (سميرة سعيد) التى طرحت مؤخرا أغنية (قط وفار) : أن العصر الحالي وما يشهده من تطور وتقدم فظيع في وسائل التكونولوجيا الحديثة، حيث أصبحنا نعيش عصر السوشيال ميديا والديجيتال، فرض أدواته على المتلقي ولابد للفنان من مواكبة هذا التطور وإلا لن يستمر ولن ينجح، وبالتالي أصبح التواجد الدائم للمطرب من الضروريات، وهذا التواجد الدائم لن يتحقق بألبوم يتضمن 14 أو 15 أغنية، ولكنه يتحقق بالسينجل لضمان التواجد دون الاختفاء عن الجمهور.
أما المطرب اللبناني الكبير (وليد توفيق) فيقول : لقد تنبأت منذ سنوات بما يحدث حاليا وقلت إننا لسنا الآن في زمن الكاسيت، وسنبحث قريبا عن وسائط أخري ومنها أغنية (single ) كما كان يحدث في الماضي، وها هى الأيام تثبت صحة رأيي.
ويضيف وليد قائلا: أعتقد أن المطربين لجأوا إلي هذه التجربة لأننا أصبحنا نعيش عصر الأغنية الواحدة وبالتحديد الأغنية المصورة، فأي مطرب الآن قادر علي الظهور من خلال أغنية واحدة فقط يختار الكلمات والألحان ويدخل الاستديو يسجلها وبعدها يتم تصوير هذه الأغنية لتعرضها القنوات الفضائية ليل نهار، ولو تابعت الأسماء التي حققت النجاح في السنوات الأخيرة ستجد أنها نجحت من خلال أغنية واحدة واستطاعوا بعد ذلك تكملة المشوار وتحقيق النجاح، لهذا تجد كثيرا من المطربين يقولون لك ما الداعي أن أقدم ألبوما يحتوي علي عشر أغنيات ولا يعرف منه إلا أغنية واحدة، خاصة أن بعضهم لا يهمهم عمل تاريخ غنائي بقدر ما يهمهم عمل فلوس وتحقيق شهرة عارضة.
ويستطرد وليد قائلا ما يحدث حاليا يؤكد أننا عدنا إلي مرحلة الأغنية الواحدة وأنا لست ضد هذه التجارب بل أؤيدها لأنها تعطي الفرصة لجيل كامل للظهور وإبراز مواهبه، لكن علي المطرب الذي يقدم أغنية single أن تكون أغنيتة تحمل فكرا فنيا جديدا لأن الألبوم الذي يضم فكرا فنيا جديدا سواء أغنية واحدة أم عشر أم أغنيات هو الذي يحقق النجاح وبالتالي يحقق الخلود.
منتج الكاسيت السابق محمد عبدالحليم: يرى أن الأغنية السنجل أصبحت الباب الخلفي لتواجد المطربين خاصة بعد ارتفاع تكاليف الألبومات وتراجع المبيعات في االسنوات الأخيرة بصورة رهيبة، بسبب وجود الفضائيات التي تذيع الأغاني بصفة مستمرة وعلي مدي24 ساعة، والأهم القرصنة على الإنترنت، وبالتالي ابتعد البعض عن شراء الكاسيت، واكتفي البعض الآخر بمتابعة الأغاني المصورة وكذلك البحث عن الأغنيات التي تضم أفضل أغاني ظهرت في السوق وتجميعها على (فلاشة)، وهذا ما جعل كثير من شركات الكاسيت تغلق أبوابها ومنهم شركته.
ويضيف عبدالحليم: الأغنية (السنجل) هى الحل السحري لأزمة الكاسيت لا سيما وأن تكاليفها بسيطة عكس الألبومات التي تتضمن 10 أو12 أغنية وفي النهاية لا يصل منها للمستمع إلا أغنية واحدة والتي تم تصويرها بطريقة الفيديو كليب.