رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أنيس منصور سبب اتجاه “الإسكندراني” للغناء

ينال التكريم من إحدى المؤسسات

كتب : أحمد السماحي

ورث المطرب الراحل “سمير الإسكندراني” جمال الصوت من والده تاجر الموبيليا الشهير”فؤاد الإسكندراني” الذي كان يمتلك محلات في شارع قصر النيل، ولديه منزل يتكون – كما ذكر لي الراحل – من أربع أدوار، وكان سطوح المنزل مساحته شاسعة، وكل شهر كان والده يجتمع فى يوم “الأحد” الأول من كل شهر بالشعراء والملحنيين من أصدقائه مثل “أحمد رامي، بيرم التونسي، زكريا أحمد” وغيرهم ليقضوا وقتا مرحا مع بعضهم يغنون ويلقون الأشعار، وفى هذه الأجواء الفنية والأدبية كان الطفل “سمير” يغني فيسعد الجميع، خاصة الشيخ “زكريا أحمد” الذى تنبأ له بمستقبل فني باهر إذا سمح له والده باحتراف الفن!.

الحب سبب إجادته الإيطالية

وكان منزلهم الذي انتقلوا إليه في شارع “عبدالعزيز” فى وسط القاهرة يطل على سينما صيفي، فكان يصعد مع جيرانه من الأولاد ليشاهدوا السينما التى كان يفضل منها السينما الغنائية لـ “فرانك سيناترا، وجيمس دين” تحديدا، وذات مرة عرض فيلما إيطاليا بعنوان “غدا متأخر جدا”، وفى هذا الوقت كان انتهى من مرحلة التوجيهية ويحب فتاة إيطالية، فشاهد الفيلم أكثر من مرة حتى يلتقط بعض الكلمات ليتحدث بها مع فتاته التى يحبها من طرف واحد، وبالفعل نجح في هذا فاشترى أحد الكتب التى تعلم الإيطالية، حتى أصبح مستواه لا بأس به.

مع الدكتور مصطفى الفقي والدكتور حسن راتب

السفر إلى إيطاليا

وفى هذه الفترة التحق بكلية الفنون الجميلة، وتعلم الرسم على يد أكبر رسامين في العالم كان أستاذه بالجامعة هنا في مصر يلجأ للعنف ليعلمهم فن الرسم ولم يعطيهم أي إرشادات، ولكن عندما سافر بعثة الي إيطاليا تتلمذ علي يد أكبر أساتذة العالم الإيطاليين والتيشيك والألمان وكثير من الجنسيات الأخري وأصبح معيدا واستاذ بكلية الفنون الجميلة.

مجلة الجيل

بعد عودته لمصر عمل معيدا في كلية الفنون الجميلة، وفي هذه الفترة كانت مجلة “الجيل” التى يرأس تحريرها الكاتب الصحفي “أنيس منصور” تهتم بالرسوم والفنون التشكيلية في جزء منها، فذهب “الإسكندراني” ليعرض رسوماته على “أنيس منصور” واستقبله الكاتب الشاب بترحاب بعد أن علم مؤهلاته وإجادته لأكثر من لغة أجنبية، وبالمصادفة كان “الراديو” الذي في مكتب “أنيس” يبث أغنية للمطربة “فايزة أحمد” ففوجئ الكاتب الصحفي أن الفنان الذي جاء يعرض عليه رسوماته يترنم بالأغنية بصوت جميل، فأغلق الإذاعة واستمع إليه، ونال صوته إعجابه، فقال له : مكانك ليس في الفن التشكيلي، مكانك فى الغناء!.

وسط الناس الذين خرج منهم

مذيعا إيطاليا

أرسله “أنيس” إلى صديقه الإذاعي “عبدالحميد الحديدي” رئيس الإذاعة، الذي عينه مذيعا بالإيطاليه لنقص مذيعين هذه اللغة، وبعد أسابيع من عمله فى الإذاعة دعا “الإسكندراني” رئيسه “الحديدي” إلى الاستماع إليه وهو يغني بمصاحبة فرقة إيطالية، ولبى الدعوة، ونال غنائه إعجابه، ونظرا لإعجاب “الحديدي” بما سمعه، تحدث مع صديقه الموسيقار “محمد عبدالوهاب” عن مواهب الإذاعي الجديد وغنائه باللغة الإيطالية فطلب الاستماع إليه، وبالفعل ذهب “الإسكندراني” إلى موسيقار مصر الكبير الذي أعجب بصوت وإحساس المذيع الجديد وطلب منه التفرغ للغناء الغربي.

وبالفعل غنى “الإسكندراني” العديد من الأغنيات الأجنبية التى لحن بعضها الموسيقار اليوناني المصري “أندريا رايدر”، ومثل مصر في العديد من المهرجانات الدولية، لكن كان على المذيع الشاب أن يلبي نداء وطنه، وأن يلتحق بالخدمة العسكرية خاصة أنه اقترب من الثلاثين، وأوشك أن تضيع منه خدمة الوطن، فالتحق بالخدمة العسكرية، وهناك قابل صديقه الشاعر الشاب “عبدالسلام أمين” الذي كتب له أول أغنية باللهجة المصرية وهى “يارب بلدي وحبايبي والناس” التى لحنها الشيخ سيد مكاوي، وبدأ المشوار الذى انتهى يوم الخميس الثاني عشر من أغسطس 2020!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.