رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

مها نصار .. ممثلة على الطريق الصحيح

استطاعت أن تلفت نظر الجمهور إليها في فترة قصيرة

كتبت : سدرة محمد

لأنها تختار أدوارها بعناية وتتنقل بخفة واحتراف فيما بينها، فقد استطاعت أن تلفت نظر الجمهور إليها، سواء كان الدور مساحته صغيرة أم كبيرة، ذلك لأنها تعتمد على موهبة حقيقية نابعة من صدق وبراعة الأداء، لذا دائما تتصدر المشهد وتجعلها حديث مواقع التواصل فور كل شخصية تلعبها في مسلسل أو فيلم جديد، فهى فنانة ذو طابع مختلف تمتلك من المهارات التمثيلية قوة وثبات، ما يجعلها تخطف الأنظار فور ظهورها على الشاشة وهى في ذات الوقت محل إشادات النقاد من حين لآخر، وهو ما يجعل الجميع يتنبأ لها بمستقبل باهر في عالم الفن التمثيلي.

إنها النجمة الشابة (مها نصار) التي تملك نوعا خاصا من الجاذبية التي يتمتع بها الممثلون بدرجات مختلفة، كما تملك في الوقت ذاته (سحر) الممثل في قدرته على استمالة زملائه وجذب الجمهور إلى ما يفعله أو يحس به، فنجد أن لديها قدراً كبيرا من الإقناع، وقدرا من الإغواء! في ذات الوقت، وهذا يعني أنها تستخدم أحياناً شخصيتها الحقيقية في محاولة الإقناع والإغواء أيضاً، ومن ثم تستخدم أسلحتها الشخصية بعد مزجها بأسلحتها هى، وعلى الرغم من الجدل المستعر بشأن هذه النقطة (استخدام الممثل لذاته في إقناع المتفرج) يكون الحق بالنسبة إليها في استخدام الذات هو الأساس المؤكد الوحيد المعبر عن الذات، وهذا ربما يكون هو المطلوب في التمثيل (الصحيح) أو المؤثر.

نعمة في “واحة الغروب’

ولدت (مها نصار) في أكتوبر عام 1995، ومنذ أن كانت صغيرة وهى عاشقة للتمثيل، فقد كانت تقوم بالتمثيل أمام المرآة وتقوم بتقليد الفنانين، وعملت في بداية حياتها كعارضة أزياء وأيضا راقصة باليه، أما عن بدايتها بالتمثيل فقد شاركت في مسلسل (اغتيال شمس)، ثم قام بترشيحها المخرج مجدي أبو عميرة للتمثيل في مسلسل (بفعل فاعل) مع الفنانة تيسير فهمي ، ثم بدأت الحصول على شهرة ومعرفة الجمهور بها من خلال المسلسل الرمضاني (ضد مجهول) مع المخرج طارق رفعت، والذي كان من بطولة غادة عبد الرازق وحنان مطاوع ودياب وروجينا وأحمد سعيد عبد الغني، وعملت من قبل ذلك في مسلسلات (نابليون والمحروسة، البحر والعطشانة، بيت العيلة الجزء الثاني، بين عالمين) وكان لها ظهور مميز أيضا في مسلسل طايع لعام 2018، مع المخرج عمرو سلامة وتأليف محمد دياب ، بطولة عمرو يوسف وعمرو عبد الجليل ومجموعة كبيرة من كبار الفن ومن النجوم الشباب .

شغلت الفنانة (مها نصار) جمهور مشاهدي مسلسل (واحة الغروب)، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بعدد قليل من المشاهد من خلال دور (نعمة) الجارية التي أحبت سيدها (محمود عبد الظاهر) النجم خالد النبوى، لكنها رحلت وتركته بعدما نهرها عندما سألته (بتحبني ياسيدي؟)، وقد استطاعت أن  تجذب انتباه متابعي المسلسل في أول حلقاته، وتصبح محور حديث مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، سواء بأدائها المميز أمام الممثل خالد النبوي أو بتحول شكلها تمامًا إلى اللون الأسمر ليتوافق مع طبيعة الدور، لدرجة أن البعض لم يتعرف عليها.

فنانة ذو طابع مختلف

وبالفعل فمنذ ظهورها في اللحظات الأولى من الحلقة الأولى في مسلسل (واحة الغروب)، التي تجمعها مع خالد النبوي، فقد سحرت (نعمة) القلوب بابتسامتها التي تملأ وجهها، وملامحها الجميلة، فرغم أنها قد غيرت جلدها كي تقوم بأداء تلك الشخصية، إلا أنها أتقنت الدور ببراعة، وبات الجميع يتحدث عن أداء (نعمة) البارع، الذي كان واضحا منذ أول دقيقة، وتدول الكثيرون ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالكثيرون كانوا يتحدثون عن تلك الممثلة وأدائها المميز في مسلسل مشحون بالشخصيات والأحداث المثيرة.

في عام 2012، والذي حصلت فيه على دور في مسلسل (بفعل فاعل) للمخرج تيسير عبود، شاركت أيضا في الموسم الأول من مسلسل (سلسال الدم)، وأيضًا في الجزء الثاني لمسلسل (سرايا عابدين)، ثم جاءت لها فرصة العمل بالمسرح أمام الفنان سمير غانم، وشارك في مسرحيته (ترا لم لم) لمدة موسم كامل، لكن يعد فيلم (تسعة) الصادر عام 2015  للمخرج إيهاب راضي بمثابة نقطة تحول في حياتها الفنية رغم أنه يعد تجربتها السينمائية الأولى وكانت تجربتها الثانية في (تراب الماس) الذي دارت أحداثه في إطار التشويق والإثارة، وبعد هذا الفيلم وقع الاختيار عليها للمشاركة في مسلسل “ولاد الطيب مرزوق وإيتو” من بطولة الممثل محمد رمضان وإخراج طارق رفعت، والذي توقف تصويره لفترة بسبب التحاق (رمضان) بالجيش المصري لأداء الخدمة العسكرية.

في موسم رمضان 2020 بدأ يعلو نجم (مها نصار) من خلال شخصية (مها) شقيقة الإرهابي هشام عشماوي في مسلسل (الاختيار)، و(زينب الجبالي) في مسلسل (الفتوة)، وعن شخصيتها في (الاختيار) تقول: شخصية (مها عشماوي) هى شخصية فتاة إخوانية ترتدي النقاب، وتطلب منى هذا الدور تركيزا شديدا لأنها شخصية حقيقية، لهذا جمعتني جلسات كثيرة بالمخرج بيتر ميمي، وقرأت كل المعلومات الكافية عنها، كما أنني عشت تلك الفترة، وذلك ساعدني كثيرا على تقديم الدور بشكل قريب من الواقع، كل ذلك من أجل الوصول للشكل النهائي الذي ظهرت به الشخصية التي ظهرت في عمل قوى وكبير ومهم، حيث استطاع الجمهور أن يعرف من الوطني ومن الخائن، في الحياة التي تحمل اسم (الاختيار) بين الخير والشر، الحب والعداء كما جاءت الأحداث.

تغيرجلدها كي تقوم بأداء الشخصيات على نحو مختلف

وتضيف مها نصار: كنت أعتصر من داخلى فى مشاهد مها العشماوي؛ فهو شىء مرهق أن تجسدين شخصية تكرهينها فى داخلك، ولكن الممثل لابد أن يفصل بين أهوائه الشخصية وبين الدور الذى يؤديه، فشخصيتها (مثل ما تم عرضه)؛ بل والحقيقة أبشع من ذلك، فالنساء أسوء من الرجال عند هذا التنظيم الإرهابي و هن محرضات أكثر بلاشك ، ويقيني أن من يتاجر بالدين ويخون وطنه ليس “بنى آدم” لأنه يلغى الدين من أجل مصالحه الشخصية والمتاجرة بالوطن، وخسارة أن نطلق عليهم كلمة (مصريين)، فمصر منهم براء إلى يوم الدين.

وعن شخصية (زينب الجبالي) في مسلسل الفتوة تقول: كانت تشكل تحديًا بالنسبة لها، موضحة:  صحيح أنني لم أعش في هذا الزمن القديم بكل تفاصيله، ومع ذلك فقد استمتعت بالعمل فيه، وهى شخصية لها مهام كثيرة ومليئة بالفرح والحزن والكوميديا، فهي تعمل داية وفي نفس الوقت محرومة من الإنجاب، كما أن (مها نصار) على حد قولها لم تقلق من تقديم نوعية مثل مسلسل (الفتوة) للنجم ياسر جلال في شهر رمضان، والذي حقق نجاحا جماهيريا، وتضيف : لم أشعر بالقلق بل دائما كانت تشعر بالثقة  لأسباب كثيرة أبرزها براعة الكاتب هاني سرحان، إضافة إلى المخرج المتميز حسين المنباوي”، وتعتقد أن المسلسل ككل تركيبة مختلفة تماما من حيث طبيعة الشخصيات، وزمانه الذي يعود بنا إلى عصر الفتوات، ولنا فترة كبيرة لم نرَها على شاشة السينما أو التليفزيون.

تمتلك من المهارات التمثيلية قوة وثبات

بعد نجاح (مها نصار) في موسم رمضان 2020، والذي وضعها على الطريق الصحيح، قالت: إنه بعد نجاحها في أعمالها التي قدمتها خلال هذا الموسم من خلال مسلسلين الأول (الاختيار) والثاني (الفتوة) أصبح لديها معايير في اختيار الأدوار القادمة، مؤكدة أنها منذ بداية عملها في الفن وهى لا تقبل الأدوار لمجرد الانتشار فحسب، بل لديها معايير معينة في الاختيارتضعها دائما صوب أعينها، أبرزها أن يكون الدور جديدا، بمعنى أنها لا تحب التكرار بالإضافة إلى وجود القصة مشوقة يتوفر فيها الخيال الجاد والقضية المهمة التي يناقشها العمل، كذلك ضرورة وجود المخرج والمؤلف الجيدين، كل تلك الأمور تضعها دائما بعين الاعتبار.

في النهاية تؤكد (مها نصار) أنها تحب جميع أدوارها، ولذا فقد أخلصت في أدائهم، وأي دور توافق عليه لابد أن يكون قريب من قلبها بكل تأكيد، وتتوقع أنه يمكن في المستقبل القريب أن يكون هناك دور قريب إلى أكثر من أي دور آخر، مشيرة إلى أن ما قدمته من أدوار جميعها لا تشبهها، ما جعلها تستمتع بها، فمن (مها) الإخوانية المتشددة المتعصبة إلى (نعمة) الجارية السمراء مرورا بـ (ليلى) صاحبة الشخصية المستهترة ولها علاقات متشابكة، وحتى (زينب) الداية التي تنتمي إلى زمن قديم، غير دور (أمينة) الفتاة الإيطالية التي تعمل كباحثة آثار، هن جميعا بالنسبة لها محببين إلى قلبها، وتعتبر كلها خطوات مهمة في مشوارها الفني.

بدورنا في بوابة (شهريار النجوم) نشيد عبر باب (نجوم على الطريق) بأداء (مها نصار)، والذي يثبت بما لايدع مجالا للشك بأنها فنانة شابة موهوبة وتسير على الطريق الصحيح نحو نجومية محققة في قادم الأيام، ونتمنى لها مستقبلا فنيا أكثر ازدهارا وتألقا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.