رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

“كلمة شرف” .. الفيلم الذي غير قوانين السجن

سالم مع حب عمره

* رشدي أباظة رفض بطولة الفيلم ووافق علي الظهور 3 دقائق

* أحب الدنجوان عمل مفاجأة لوالده، فرحل قبل أن يرى المفاجأة!

* فريد شوقي يزور “رشدي أباظة” في بيته ويقنعه بالدور

* أسطورة الأبيض والأسود يرفض تقاضي أجر عن دوره، رغم أن وحش الشاشة عرض عليه مبلغ ضخم

حيرة مأمور السجن في أمر سالم

كتب : أحمد السماحي

لم تشهد السينما المصرية ولا الفن المصري فنان قدم هذه التنويعة النادرة من الأدوار المتناقضة المختلفة مثل “فريد شوقي” الذى نحتفي اليوم بذكرى رحيله، فهو الشرير، الطيب، القاسي، الرقيق، المجرم، الفتوة، الموظف، الضاحك، الباكي، النصاب، التاجر، المغني، الدكتور، وهو أيضا الممثل والكاتب والمنتج، الذي تبدو رحلة حياته وفنه رحلة واحدة.

وفي كل هذه الأفلام التى أضحكنا وأبكانا فيها استطاع أن يصنع تاريخه الفني الحافل بأدوار مختلفة بعضها تعاطف معه الجمهور، وتقطعت لها نياط قلوب المشاهدين، وأغرقت مآقي العيون بالدموع، والبعض الآخر كان على النقيض تماما، حيث جسد دور الظالم الذي لا تعرف الرحمة طريقها إلى قلبه، ورغم هذا لم نكرهه بل أستطاع أن ينتزع منا اعتراف بعظمة أدائه، وبين هذا وذاك أمتعنا ببعض أدواره الكوميدية، وفي كل هذه الأفلام لم يساهم “فريد شوقي” في صنع تاريخه فقط، بل ساهم فى صنع صفحات هامة من تاريخ السينما المصرية كلها.

الفيلم يحكي قصة واقعية من أرشيف المحاكم

تغير القوانين

من أهم الأفلام التى قدمها فيلم “كلمة شرف” الذي كان سببا في إعادة النظر للحالات الإنسانية للسجناء المصريين، ومن ثم تم إعادة صياغة القوانين، واشتقاق قانون جديد يسمح للمسجون بزيارة أهله بضوابط محددة، خاصة أفراد عائلته الذين لا يستطيعون الحركة وزيارته في السجن.

القصة

تدور أحداث الفيلم حول “سالم” الذي يأخذ الفتاة “منى” لعمل عملية إجهاض، وذلك بعد إقامة “كامل” شقيق زوجته “ناهد” علاقة غير شرعية معها، إلا أن الفتاة تموت أثناء إجراء العملية، ويتم القبض على “سالم”، فتظن زوجته أنه هو الذي كان على علاقة بالفتاة، ويضطر “سالم” لإخفاء الحقيقة عنها، ويدخل السجن ويحاول مراراً الهرب للاتصال بزوجته القعيدة والتحدث معها، وإخبارها ببرائته، ولكن محاولاته للهروب كلها تفشل، مما يضاعف عقوبته، وتتراكم عليه السنوات التي سيقضيها في السجن.

تتدهور حالة زوجة السجين بشدة، ويصبح في أمس الحاجة لزيارتها وتوديعها للمرة الأخيرة، وعلى هذا يخاطر مأمور السجن بمنحه الفرصة للهرب وزيارتها، ثم العودة قبل أن يكتشف غيابه أحد، وأثناء ذلك يأتي رئيس مصلحة السجون لزيارة السجن مما يزيد الأحداث سخونة وإشتعالا!

دراما مأساوية جسدها فيلم “كلمة شرف”

رشدي أباظة يرفض بطولة “كلمة شرف”

بعد تعاونهما معا في فيلم “وكر الأشرار” عام 1971، والذي جمع بين “فريد شوقي، ورشدي أباظة”، قرر”وحش الشاشة” التعاون مجددا مع “رشدي أباظة” في فيلمه الجديد “كلمة شرف”، وأرسل سيناريو الفيلم إلى “رشدي” لكن “الدنجوان” أبدى عدة تحفظات على دوره، ورفض بطولة الفيلم فتم إسناد البطولة إلى الفنان “أحمد مظهر”.

وفي أثناء التصوير وجد فريق العمل أن هناك دوراً مهماً للغاية لن يظهر الممثل فيه سوى 3 دقائق ولكنه “محوري” جدا في مشاهد النهاية، وكان الدور “لواء شرطة” يحضر إلى سجن “طرة” للتفتيش على السجن ويثير الرعب في قلوب المأمور والضباط، واحتار “فريد شوقي” والمخرج “حسام الدين مصطفى” في اختيار الممثل الذي يجيد أداء الدور، فاقترحت البطلة هند رستم الاستعانة بـ “رشدي” ولكن فريد قال لها “كيف نطلب منه ذلك بعد رفضه القيام بالبطولة” فأكدت له أنه فنان كبير وسيقبل الدور وأخذت على عاتقها مهمة الاتصال به، فطلب “رشدي” قراءة السيناريو مرة أخرى.

فريد شوقي يتحدث

ويروي فريد شوقي هذه الواقعة بقوله “ذهبت إلى شقة “رشدي أباظة” وقلت له إنه لا يوجد بين ممثلي مصر كلها من يستطيع بث الرعب في أوصال الضباط، والمأمور “أحمد مظهر” بل جمهور السينما سوى ممثل واحد فقط”.. فرد رشدي ببساطة وتلقائية “من هو هذا الممثل؟!” . فأجبت “رشدي أباظة” طبعاً.. والذي سيمثل إضافة كبيرة للفيلم.. واستطرد قائلاً : “بالنسبة للأجر سوف تتقاضى المبلغ الذي تطلبه”.. فأجاب “رشدي” بأسلوبه الرجولي المعروف “لن أتقاضى منك أجراً عن هذا الدور.. فهو هدية مني لصديق ورفيق كفاحي فريد شوقي.

 ولكن كل ما أطلبه منك أن تفصل لي بذلة لواء على أعلى مستوى فاحتضنته بحرارة وقلت له: “هذه أخلاق ولاد الناس يا رشدي”.

الأب يحتضر

في اليوم المحدد للتصوير في سجن “ليمان طرة” علم “رشدي” أن والده أصيب بفيروس إنفلونزا تطور إلى التهاب رئوي، فاتصل بالبيت للاطمئنان عليه فأخبروه بأن صحته تتدهور بسرعة فأجاب بأنه سوف يذهب إلى السجن لتصوير مشاهده في فيلم “كلمة شرف” وسيعود إلى بيت والده ببذلة لواء الشرطة حتى يراه ويتذكر أيام شبابه، ولكن والده أسلم الروح إلى خالقها في السابعة مساء وسط نحيب زوجته وبناته ونادية لطفي وسامية جمال، وبعد ساعة واحدة حضر الابن بـ “بذلة اللواء” فعلم أن الأب توفى فانهمرت الدموع من عينيه ودخل حجرته وأغلق الباب خلفه وجلس بجواره دقائق ثم خرج واحتوى بذراعيه زوجة أبيه وأخواته وهو يذرف دماً على رحيل الأب.

……………………………………………………………………………………………………………………..

أفيش الفيلم

بطاقة الفيلم

إنتاج : الجندول للأعمال الفنية “سمير محي الدين طنطاوي”

قصة : فاروق صبري

سيناريو وحوار : فريد شوقي، فاروق صبري

مساعد المخرج : أحمد السبعاوي

ملاحظ السيناريو : نجيب إسكندر

مساعد المصور : عادل أسعد

مساعد اكسسوار : محمد بهيج

كلاكيت : سيد فضل

ريجسير : تركي الهواري

مكياج : سيد محمد

كوافير : ناديى صديق

مونتاج : فكري رستم

مدير التصوير : علي خير الله

توزيع : أفلام فريد شوقي

إخراج : حسام الدين مصطفى

بطولة : فريد شوقي، أحمد مظهر، هند رستم، نيللي، نور الشريف، مجدي وهبه، سامي العدل، كنعان وصفي، عزيزة راشد، أحمد لوكسر، مختار السيد، كاميليا، كمال الزيني، الطوخي توفيق، الراقصة أشواق، وضيف شرف الفيلم “رشدي أباظة”.

……………………………………………………………………………………………………………………..

أحداث عام 1972 السينمائية

*حقق فيلم “خللي بالك من زوزو” إخراج “حسن الإمام” تأليف “صلاح جاهين”، وتمثيل “سعاد حسني، وحسين فهمي” رقما قياسيا فى عدد أسابيع العرض فقد امتد قرابة عام كامل.

*حصل المخرج المصري “توفيق صالح” على جائزة التانينت الذهبي من مهرجان قرطاج السينمائي الدولي بتونس عن الفيلم السوري “المخدعون”.

*رشح فيلم “إمرأة ورجل” لـ” حسام الدين مصطفى” عن قصة للكاتب “يحيي حقي” لجائزة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي عام 1972 .

*حصل فيلم “كلمة شرف” لـ” حسام الدين مصطفى” على جائزة أحسن فيلم من المركز الكاثوليكي، كما حصل فيلم “غدا يعود الحب” لنادر جلال على جائزة جمال عبدالناصر التذكارية للقيم العائلية.

*توفى في بيروت المخرج “كامل التلمساني” صاحب فيلم “السوق السوداء” عن عمر يناهز الـ”57 ” عام، كما توفي كلا من المخرج “فطين عبدالوهاب” عن عمر “59 “، والمخرج “إبراهيم عماره” وشيخ مخرجي السينما المصرية، وأول مخرج مصري “محمد كريم” عن عمر 76 سنة، كما رحل نجمى السينما المصرية “إسماعيل ياسين” عن عمر يناهز الـ”60″ عاما، كما رحل “زكي رستم” عن عمر 69 سنة.

*قامت جماعة السينما الجديدة بإنتاج فيلم “أغنية على الممر” أول الأفلام الطويلة للمخرج “علي عبدالخالق” بنظام المشاركة مع هيئة السينما “70% الهيئة، و30% جماعة السينما ممثلة في أجور العاملين”، وهو أول فيلم مصري عن حرب 1967 وجاء بمثابة رد اعتبار الجندي المصري خلال هذه الحرب التى انتهت بالهزيمة.

*قدم “مدكور ثابت” و” محمد عبدالعزيز” أول مساهمتهما الروائية في فيلم “صور ممنوعة” وهو ثلاث قصص من إخراج ثلاثة مخرجين.

*قدم القطاع الخاص الفرصة لمخرجين اثنين جديدين هما نادر جلال وأمين الحكيم، وتم عرض فيلم “النيل أرزاق” إخراج هاشم النحاس، إنتاج المركز القومي للأفلام التسجيلية، والفيلم هو الخطوة التالية بعد “حصان الطين” نحو السينما التسجيلية الجديدة فى مصر.

*اشتركت مصر في مهرجان سينما الشباب بدمشق في الفترة من 2 إلى 8 إبريل بالفيلمين الروائيين “أغنية على الممر”، و”دعوة للحياة” لمدحت بكير، والفلام التسجيلية ” نبضات قلب، القاهرة 1830، صلاة من وحي مصر القديمة، بورسعيد 71، حصان الطين، لن نموت مرتين”،فاز “أغنية علي الممر” بجائزة  الفيلم الروائي مناصفة مع الفيلم الكويتي “بس يا بحر” إخراج خالد الصديق، وفاز “حصان الطين” بجائزة الأفلام القصيرة مناصفة مع الفيلم السوري “وادي الفرات” إخراج “عمر أميرالاي”.

……………………………………………………………………………………………………………………..

أفلام عام 1972

عرض عام 1972 مجموعة من الأفلام وصل عددها إلى 41 فيلم هى “الناس والنيل، الأضواء، ساعة الصفر، جنون المراهقات، الخوف، شياطين البحر، عاشقة نفسها، ملوك الشر، رجال بلا ملامح، إمتثال، أغنية على الممر، ولدي، إمبراطورية ميم، عماشة في الأدغال، شباب يحترق، الزائرة، خلي بالك من زوزو، أنف وتلات عيون، وكر الأشرار، برج العذراء، عودة أخطر رجل في العالم، لحظات خوف، الشيطان إمرأة، حكاية بنت إسمها مرمر، من البيت للمدرسة، الشيماء، بيت من رمال، الشيطان والخريف، الحاجز، ليلة حب أخيرة، غدا يعود الحب، صور ممنوعة، الغضب، أضواء المدينة، حب وكبرياء، ذئاب على الطريق، طريق الانتقام، أزمة سكن”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.