رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إيمي آدامز .. صباح المستحيل اللي يترعب منها !

طارق عرابي

بقلم الدكتور: طارق عرابي

كان لي إعلان يحوي رسالة ودعوة لأصحاب المواهب الذين يبحثون عن فرصة تأخذهم عبر صراطٍ مستقيم نحو تحقيق أحلامهم ، وقد قمت بآدائه أنا شخصياً وتم عرضه على إحدى القنوات الفضائية الشهيرة كحملة إعلانية لمدة شهر مع بداية عام 2018 ، وكنت أقول فيه باللهجة المصرية العامية: “صباح النقاوة رغم الغُبار .. صباح الحلاوة رغم المرار .. صباح المنافذ رغم الجدار .. صباح الصبر والإصرار .. صباحك أمل يبدأ بالفكر والعمل .. وصباح المستحيل اللي يترعب منك”

ولم تكن رسالة الإعلان مجرد كلمات قمت بتأليفها ، بل كانت رسالة حقيقية صادقة ونابعة من بصيرة عقل يقرأ ويتفكر في التجارب الإنسانية من حوله وكذلك من يقينٍ قد وقر في القلب هو بمثابة المحرك الرئيسي لتقدمنا نحو تحقيق أهدافنا بالفكر السليم وتحصيل المعرفة والتخطيط والعمل والصبر ، وكان مصدرُ إلهامي في هذه الرسالة شخصيات عامة عالمية سلكت مساراً مشروعاً وتحدت كل الصعاب من أجل بلوغ طموحاتهم النبيلة أمثال الدكتور “أحمد زويل” والدكتور “مجدي يعقوب” والدكتور “جون ناش” والدكتورة “تِمبِل جراندين” وآخرين ، وكذلك بعض نجوم الفن الذين جعلوا “المستحيل” يرتجف أمام عزيمتهم النافذة والعابرة لأي سدٍ منيع أمثال عبد الحليم حافظ وأحمد زكي وتوم هانكس وخواكين فينيكس وغيرهم ، وكان من بين هؤلاء النجوم الملهمين لي في رسالتي النجمة العالمية الرقيقة ذات العيون الحالمة والوجه المريح والابتسامة التي تُحيل كلَ “ألمٍ قديم” إلى “أملٍ جديد” ، الفنانة الحقيقية “إيمي آدامز” Amy Adams  

وُلدت إيمي آدامز في أغسطس عام 1974 في قاعدة عسكرية أمريكية بإيطاليا حيث كان والدها جندياً في الجيش الأمريكي وقد قضت جزءاً من طفولتها المبكرة بتلك القاعدة العسكرية ، ثم عادت الأسرة بعد ذلك إلى موطنها في “كاسل روك” بولاية كولورادو الأمريكية ، وقد نشأت “إيمي” في أسرة مكونة من سبعة أطفال.

اتضح لاحقاً أن الطفلة “إيمي” تعاني من مرض يُدعى ADHD وهو حالة اضطراب ذهني يصاحبها فرط شديد في الحركة وإزعاج للآخرين ، وتشتيت ذهني مع عدم القدرة على التركيز ، وهي تعيش منذ طفولتها وإلى يومنا هذا على تناول الدواء المخصص لهذه الحالة الصعبة ، ورغم أن هذه الحالة المرضية يصعب معها القدرة على تحصيل العلم والتقدم في الدراسة بشكل طبيعي إلا أن “إيمي” برغبتها القوية وطموحاتها المستقبلية وبدعم الأسرة المستمر لها تمكنت من الحصول على الثانوية العامة من مدرسة مقاطعة دوجلاس الثانوية ببلدة كاسل روك بولاية كولورادو ، وقد مارست الطالبة “إيمي آدامز” نشاط الرقص والغناء أثناء دراستها بهذه المدرسة. وعملت “إيمي” في بداية حياتها العملية كنادلة بالمطاعم لتعيل نفسها ، وفي هذه الأثناء كانت تتدرب على الرقص بغرض الحصول على فرصة عمل بإحدى المسارح.

إيمي آدامز مع دي كابريو في فيلم Catch Me If You Can عام 2002

بدأت “إيمي آدامز” مسيرتها الفنية بالتمثيل والرقص على مسرح “تشانهاسن دينر” Chanhassen Dinner Theater بولاية مينيسوتا الأمريكية ، وأثناء عملها على هذا المسرح جاءتها عام 1999 فرصة المشاركة في فيلم كان يتم تصويره بالقرب من ولاية مينيسوتا التي يتواجد بها المسرح الذي تعمل به ، فقامت بدور “ليزلي ميللر” في فيلم Drop Dead Gorgeous ولكن هذا الدور لم يكن ذا أثرٍ إيجابي في مسيرتها. وكانت الممثلة والمنتجة التلفزيونية المعروفة “كريستي أللي” ضمن فريق عمل الفيلم ونشأت صداقة بينها وبين “إيمي” وشجعتها على الانتقال بحياتها إلى لوس أنجلوس ، وقد ساعدتها هناك في الحصول على أدوار في بعض الأعمال التلفزيونية.

منذ عام 1999 ظلت “إيمي آدامز” تنتقل من فشل إلى آخر بين التلفزيون والسينما ولم يكن الجمهور الأمريكي يعرف هذا الإسم “إيمي آدامز” حتى جاءتها أول فرصة مناسبة عام 2002 مع النجمين “ليوناردو دي كابريو” و”توم هانكس” والممثل القدير “كريستوفر ووكن” في فيلم Catch Me If You Can حيث لعبت دور الممرضة “بريندا” إبنة المحامي الثري والشهير “روجر سترونج” (الممثل القدير مارتن شين) والتي وقعت في غرام النصاب “فرانك” (ليوناردو دي كابريو) أثناء انتحاله لشخصية طبيب. ورغم أن دورها بهذا الفيلم هو الذي قدمها فعلياً للجمهور إلا أنه لم يحقق لها ما كانت تتوقعه من نتائج ، لدرجة أنها لم تتلقَ بعده أية عروض لمدة عامين واضطرت في 2004 للعودة إلى العمل بالتلفزيون في أعمال لم تحقق لها أي جديد ، واشتركت في 2004 بفيلم سينمائي بعنوان The Last Run والذي فشل فشلاً ذريعاً ، لكن “إيمي” التي مازالت تعيش على أدوية مرض الـ ADHD ، والمُطارَدة بسلسلة من الأعمال الفاشلة المتلاحقة بالسنوات السابقة لم تيأس ولم تقبل اعتماد مصطلح “المستحيل” في قاموسها الخاص ، فهي لم تتوقف عن الحلم واستهداف إطار النجومية الذي تطمح إليه وظلت تجتهد وتطور من موهبتها حتي جلب لها آداؤها المتميز في أعمالها السينمائية من عام 2005 حتى 2019 الترشح لست جوائز أوسكار. وقد جاءتها أخيراً عام 2005 الفرصة السينمائية الذهبية الأولى التي قدمتها للجمهور بأفضل شكل وجعلتها ولأول مرة تترشح لجائزة الأوسكار.

إيمي آدامز في فيلم Junebug عام 2005

إيمي تتحول إلى “علامة تجارية” بارزة في السينما

كان عام 2005 هو عام الخطوة الإيجابية الحقيقية الأولى في المسيرة السينمائية التي بدأت تكتب إسم “إيمي آدامز” بحروفٍ من ذهب وتصنع منها “علامة تجارية” ناجحة في السينما الأمريكية والعالمية ، ونستعرض في السطور التالية أهم المحطات السينمائية في مسيرة النجمة “إيمي آدامز”

في عام 2005 تشارك إيمي آدامز في دور مهم بفيلم Junebug حيث تلعب شخصية “أشلي” وهي سيدة في الأسابيع الأخيرة من حملها وشقيقة “جورج” (الممثل أليساندرو نيفولا) ، والتي تنشأ بينها وبين زوجة أخيها “مادلين” (الممثلة إيمبث ديفيتس) علاقة صداقة وطيدة رغم مقاطعة زوجة أخيها لكل أفراد عائلته ، ومن خلال صداقة “مادلين” مع “أشلي” تحظى “مادلين” بفرصة التعرف بشكل أوضح وعن كثب بشخصية زوجها. ترشح هذا الفيلم لجائزة أوسكار وحيدة كانت للنجمة الجديدة “إيمي آدامز” كأفضل ممثلة في دور مساعد ، كما فازت “إيمي آدامز” عن هذا الفيلم بعدد 16 جائزة سينمائية أمريكية وترشحت عن نفس الفيلم لعدد 24 جائزة سينمائية أخرى ، وبسبب آدائها البارع في هذا الفيلم فازت “إيمي” بلقب أفضل سادس آداء تمثيلي في فيلم خلال العقد الأخير (خلال الـ 10 سنوات الأخيرة) وذلك ضمن قائمة أفضل 25 آداء تمثيلي في فيلم خلال آخر عشر سنوات. وهكذا أصبحت “إيمي آدامز” علامة تجارية جديدة ومسجلة في عالم السينما وأصبحت معروفة لدى كل الأمريكيين كنجمة جديدة متميزة.

إيمي آدامز في مشهد من فيلم Enchanted عام 2007
إيمي آدامز مع توم هانكس في فيلم Charlie Wilson’s War عام 2007

في عام 2007 تقدم “إيمي” دوراً رائعاً في فيلم Enchanted وهو فيلم فانتازيا رومانسي كوميدي ممزوج بين شخصيات التصوير الحي “اللايف” والكارتون ، وتلعب فيه “إيمي” شخصية الأميرة الشابة الجميلة “جيزيل” التي تعيش في أرض الأندلس وتقع في قصة غرام مع الأمير الوسيم “إدوارد” (الممثل جيمس مارسدن) ، وعندما تصل “جيزيل” إلى القلعة الملكية للزواج من أميرها الساحر “إدوارد” ، تعمل زوجة أبيه الملكة الشريرة “ناريسا” (الممثلة القديرة سوزان ساراندون) بسحرها على حرمان “جيزيل” من هذه الحياة الأندلسية الحالمة وترسلها إلى مدينة نيويورك العصرية كنوعٍ من العذاب ، وهناك يأتي “روبرت” (الممثل باتريك ديمبسي) محامي الطلاق الساخر الذي يحاول مساندتها ، ويقع في حبها وتنشأ علاقة بينهما ولكنها مازالت تفكر في حبها الأندلسي مع الأمير إدوارد ، والسؤال الذي يطرحه الفيلم هو: هل يمكن لقصص الرومانسية الجميلة أن تعيش في عالمنا الواقعي الحديث؟! ترشح هذا الفيلم لثلاث جوائز أوسكار كانت جميعها من نصيب ثلاث أغنيات داخل الفيلم ، كما ترشحت “إيمي آدامز” عن هذا الفيلم لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة. تكلف إنتاج هذا الفيلم 85 مليون دولار وجمع عالمياً ما يزيد عن 340 مليون دولار.

وفي نفس العام (2007) تشارك “إيمي آدامز” في فيلم Charlie Wilson’s War مع النجم توم هانكس والنجمة جوليا روبرتس والنجم الراحل فيليب سيمور هوفمان الذي ترشح عن هذا الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور مساعد.

إيمي آدامز في مشهد من فيلم Doubt عام 2008

في عام 2008 تقدم “إيمي” دوراً استثنائياً مع العظيمة ميريل ستريب والنجم الراحل فيليب سيمور هوفمان والممثلة فيولا ديفيس في فيلم Doubt وتجسد فيه “إيمي آدامز” شخصية “الأخت جيمس” Sister James في مدرسة سانت نيكولاس St. Nicholas School ، وهي التي تقدم ولاءها بالكامل للأخت “ألوسيوس” (ميريل ستريب) ، هذا الولاء الذي أوقد نار الحرب عندما أخبرت الأخت “جيمس” الأخت “ألوسيوس” أن “الأب فلين” (فيليب سيمور هوفمان) يمنح إهتماماً زائداً لأول تلميذ أسود بالمدرسة ، وعليه تبدأ “الأخت ألوسيوس” شن حرب اتهامات وتشويه سمعة الأب فلين لا لشيءٍ سوى أنه كاهن ذو شخصية غير تقليدية وعقلية متحررة ويدعو إلى إصلاح القواعد المستبدة للمدرسة. ترشح هذا الفيلم لخمس جوائز أوسكار وجاء إسم “إيمي آدامز” ضمن هذه الترشيحات كأفضل ممثلة في دور مساعد ، كما ترشحت ميريل ستريب عن الفيلم لأوسكار أفضل ممثلة في دور رئيسي ، وفيليب سيمور هوفمان كأفضل ممثل في دور مساعد وترشحت “إيمي آدامز” عن نفس الفيلم لجائزتي جولدن جلوب و BAFTA البريطانية كأفضل ممثلة في دور مساعد ، ولنفس الجائزتين ترشحت ميريل ستريب كأفضل ممثلة في دور رئيسي وفيليب سيمور هوفمان كأفضل ممثل في دور مساعد ، كما ترشحت الممثلة السمراء “فيولا ديفيس” عن هذا الفيلم لجائزتي الأوسكار وجولدن جلوب كأفضل ممثلة في دور مساعد.

إيمي آدامز في مشهد من فيلم Julie & Julia عام 2009
إيمي آدامز في مشهد من فيلم Night at the Museum عام 2009

في عام 2009 تشارك “إيمي” للمرة الثانية النجمة ميريل ستريب بطولة فيلم Julie & Julia الذي تجسد فيه إيمي آدامز شخصية السيدة “جولي باول” التي تكتفي من وظيفتها المملة وتقرر أن تخوض مشروع جريء يتعلق بإعدادها لجميع وصفات الطهي الواردة بكتاب جوليا تشايلد وعددها 524 وصفة ، وتتشابه قصة “جولي باول” في هذه التجربة مع قصة مؤلفة الكتاب السيدة “جوليا تشايلد” (ميريل ستريب) في كيفية غزوها للمطبخ الفرنسي بكثير من الشغف والخوف. ترشحت ميريل ستريب عن هذا الفيلم لجائزة الأوسكار وجائزة BAFTA البريطانية كأفضل ممثلة في دور رئيسي وفازت عن نفس الفيلم بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة. تكلف إنتاج هذاالفيلم 40 مليون دولار وجمع عالمياً حوالي 130 مليون دولار.

إيمي آدامز مع مارك ويلبرج في فيلم The Fighter عام 2010
إيمي آدامز في مشهد من فيلم The Muppets عام 2011

في عام 2010 تشارك إيمي آدامز في فيلم The Fighter المأخوذ عن قصة حقيقية وتجسد فيه شخصية “تشارلين فليمنج” حبيبة الملاكم “ميكي وورد” (الممثل مارك ويلبرج) الذي يحاول ألا يعيش في جلباب أخيه الأكبر المضطرب والأكثر شهرة “ديكي” (الممثل كريستيان بيل) ، فيبحث لنفسه عن طريق مختلف لصناعة المجد والشهرة في عالم الملاكمة. ترشحت إيمي آدامز عن هذا الفيلم لأكبر ثلاث جوائز سينمائية هي الأوسكار وجولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثلة في دور مساعد ، بينما فاز كريستيان بيل عن نفس الفيلم بجائزتي الأوسكار وجولدن جلوب كأفضل ممثل في دور مساعد ، وفازت كذلك عن نفس الفيلم الممثلة “ميليسا ليو” بجائزتي الأوسكار وجولدن جلوب كأفضل ممثلة في دور مساعد حيث أدت في هذا الفيلم دور والدة ديكي وميكي ببراعة. تكلف إنتاج هذا الفيلم 25 مليون دولار وجمع عالمياً حوالي 130 مليون دولار.

إيمي آدامز مع فيليب سيمور هوفمان في فيلم The Master عام 2012
إيمي آدامز مع خواكين فينيكس في فيلم Her عام 2013
إيمي آدامز في مشهد من فيلم American Hustle عام 2013
إيمي آدامز في فيلم Batman v Superman عام 2016

في عام 2012 تقدم إيمي آدامز شخصية “بيجي” في فيلم The Master وهي زوجة “دود” (الممثل فيليب سيمور هوفمان) زعيم حركة دينية تُدعى The Cause والذي يلتقي عام 1950 بشخص مشوش وتائه ومدمن كحول يُدعى “فريدي كويل” (الممثل خواكين فينيكس) والذي مازال يعاني من صدمة الحرب العالمية الثانية ، ويعجب بشخصية “دود” ويدخل ضمن أعضاء حركته الدينية ، لكن زوجة دود “بيجي” وأعضاء آخرين في الدائرة الإدارية المغلقة للحركة يرون أن وجود “فريدي” بينهم بظروفه وطباعه يمثل تهديداً للحركة. هذا الفيلم من تأليف وإخراج المتميز “بول توماس أندرسون” وقد ترشحت إيمي آدامز عن هذا الفيلم لجوائز الأوسكار وجولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثلة في دور مساعد ، وقد ترشح لنفس الثلاث جوائز عن نفس الفيلم كل من “خواكين فينيكس” كأفضل ممثل في دور رئيسي و “فيليب سيمور هوفمان” كأفضل ممثل في دور مساعد.

إيمي آدامز في مشهد من فيلم Arrival عام 2016
إيمي آدامز في مشهد من فيلم Justice League عام 2017

في عام 2013 تقدم إيمي أحد أدوارها الاستثنائية الرائعة في فيلم American Hustle وهو فيلم مأخوذ عن قصة فضيحة حقيقية حدثت في أمريكا مع نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي تحت إسم “عملية آبسكام” ABSCAM وهي قضية فساد وجريمة منظمة تورط فيها عضو مجلس شيوخ و6 أعضاء من الكونجرس الأمريكي وعمدة “كامدن” بولاية نيوجيرسي وسياسيون ورجال أعمال آخرون ، وكان تورطهم مع شركة عربية استثمارية وهمية في أمريكا تابعة لثري عربي إسمه الأول عبد الله ومن هنا ابتكر مكتب التحقيقات الفيدرالي السري كود إسم العملية AB(dullah)SCAM أي عملية “غش عبد الله” وقد أثبت مكتب الـ FBI السري تهم الفساد والجريمة المنظمة ضد عدد كبير من السياسيين الذين تلقوا الرشاوى من شركة عربية وهمية مقابل خدمات سياسية مختلفة وتمت إدانتهم جميعاً إدانة بائنة بأنهم مذنبون.

وتلعب إيمي آدامز في هذا الفيلم دور “سيدني جروسر”  التي تنشأ علاقة حب وغرام بينها وبين الفاسد وأستاذ التزوير وفبركة الحقائق “إرفنج روزنفيلد” (الممثل كريستيان بيل) رغم أنه متزوج من “روزالين روزنفيلد” (الممثلة جينيفر لورانس) ، ويتم القبض على “إرفنج” متلبساً على يد وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي السري “ريتشي ديماسو” (الممثل برادلي كوبر) الذي يتفق مع “إرفنج” و”سيدني” على العمل سراً في عملية ABSCAM وعمل تسجيلات للسياسيين المشتبه بهم في هذه القضية ، لكن “روزالين” زوجة إرفنج الغيورة قد تقلب الطاولة على رأس الجميع. ترشح هذا الفيلم لعشر جوائز أوسكار كان من بينهم “إيمي آدامز” كأفضل ممثلة ولأول مرة “في دور رئيسي” ، “كريستيان بيل” كأفضل ممثل في دور رئيسي ، “برادلي كوبر” كأفضل ممثل في دور مساعد ، و”جينيفر لورانس” كأفضل ممثلة في دور مساعد ،، كما فازت عن نفس الفيلم كل من “إيمي آدامز” و”جينيفر لورانس” بجائزة جولدن جلوب ، الأولى كأفضل ممثلة في دور رئيسي والثانية كأفضل ممثلة في دور مساعد ، وترشحت “إيمي آدامز” عن نفس الفيلم لجائزة BAFTA البريطانية كأفضل ممثلة في دور رئيسي بينما فازت بها “جينيفر لورانس” كأفضل ممثلة في دور مساعد. كما ترشح مؤلف ومخرج الفيلم “ديفيد أو راسل” لجائزتي أوسكار كأفضل سيناريو وأفضل إخراج ، وترشح كذلك عن سيناريو وإخراج الفيلم لجائزتين من جولدن جلوب بينما ترشح للجائزة الخاصة “ديفيد لين للإخراج” من جوائز BAFTA كأفضل مخرج بالإضافة إلى ترشحه من نفس الجهة لجائزة أفضل سيناريو ،، علماً بأن جميع جوائز أفضل سيناريو لهذا الفيلم كانت مناصفة بين “ديفيد أو راسل” و”إريك وارن سينجر” الذي شاركه في كتابة سيناريو الفيلم. تكلف إنتاج هذا الفيلم 40 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من ربع مليار دولار.

إيمي آدامز مع كريستيان بيل (ديك تشيني وحرمه) في فيلم Vice عام 2018
إيمي آدامز مع مارجريت كين الشخصية الحقيقية التي جسدتها في فيلم Big Eyes عام 2014

في عام 2014 تقدم إيمي آدامز واحداً من أدوارها الرائعة في فيلم Big Eyes المأخوذ عن قصة حقيقية حدثت في أوائل الستينيات من القرن الماضي ، وتجسد فيه إيمي آدامز شخصية ” مارجريت كين” الرسامة المبدعة التي تزوجت عام 1955 من ” والتر كين” (الممثل القدير كريستوف والتز) الذي قدم لوحات فنية رسمتها زوجته على أنه هو الذي رسمها وحقق نجاحاً وشهرة واسعة بأنحاء الولايات المتحدة الأمريكية على حساب زوجته ، وتنزعج زوجته “مارجريت” من ذلك لكنها لا تقوى على الاحتجاج أو الرفض بصوتٍ عالٍ لأنها تخشى من بطش زوجها ، وعندما ينتهي زواجهما عام 1964 ترفع “مارجريت” دعوى قضائية ضد “والتر كين” بالنصب والاحتيال وسرقة أعمالها. فازت “إيمي أدامز” عن دورها في هذا الفيلم بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة ، كما ترشحت عن نفس الفيلم لجائزة BAFTA كأفضل ممثلة في دور رئيسي.

إيمي آدمز في فيلم The Woman in the Window الذي انتهت من تصويره وفي انتظار انتهاء جائحة كورونا

في عام 2018 تجسد إيمي شخصية “لين تشيني” في فيلم Vice المأخوذ عن قصة حقيقية ، وهي الزوجة الطموحة لنائب الرئيس الأمريكي الشهير “ديك تشيني” (الممثل كريستيان بيل) الرئيس التنفيذي لشركة هاليبرتون الذي اختاره الرئيس “جورج دبليو بوش” (الممثل سام روكويل) ليكون نائباً له في البيت الأبيض من أول يوم له في عام 2000 وحتى اليوم الأخير من نهاية ولاية رئاسته الثانية في عام 2008 ، ويبدأ “ديك تشيني” في التلاعب بالنظام لمصلحته ولإعادة تشكيل أنظمة وإدارات العالم ، واستطاع من خلال منصبه كنائب للرئيس الأمريكي أن يكون سياسياً قوياً يعمل بهدوء وتكتيكات خفية على سطوع نجمه ، وهو ما أدى إلى وضعه في دائرة الضوء المستمر وجعله يبدو كما لو كان هو الرئيس الفعلي للبلاد. ترشح هذا الفيلم لثماني جوائز أوسكار فاز منها بواحدة كأفضل ماكياج وتصفيف شعر ، وكان من بين الترشيحات “إيمي آدامز” كأفضل ممثلة في دور مساعد و”سام روكويل” كأفضل ممثل في دور مساعد و”كريستيان بيل” كأفضل ممثل في دور رئيسي ، كما فاز الأخير عن نفس الفيلم بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل في دور رئيسي وترشح كذلك لجائزة BAFTA كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وترشحت “إيمي آدامز” عن الفيلم لجائزتي جولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثلة في دور مساعد ، كما ترشح “سام روكويل” لنفس الجائزتين الأخيرتين عن نفس الفيلم كأفضل ممثل في دور مساعد.   

إيمي آدامز مع زوجها دارين لي جالو وطفلتهما أفيانا

إيمي آدامز .. الأرقام والحب والتواضع الإنساني    

– من 2013 إلى 2017 من مجموع 9 أفلام اشتركت “إيمي آدامز” بأدوار مهمة ورئيسية بها ، حققت 5 أفلام منهم عائداً عالمياً يزيد عن 2 مليار و 650 مليون دولار وهي : فيلم Man of Steel وفيلم American Hustle عام 2013 ، وفيلم Batman v Superman: Dawn of Justice وفيلم Arrival عام 2016 ، وفيلم Justice League عام 2017

– في عام 2001 نشأت قصة حب بين “إيمي آدامز” والممثل الألماني الأصل “دارين لي جالو” أثناء زمالتهما بإحدى ورش التمثيل في أمريكا ، وقد أعلنا خطوبتهما في 2008 وتزوجا في 2015 ولهما الإبنة الوحيدة “أفيانا”.

– إحتراماً لدور والدها في الجيش الأمريكي ولكل جندي أمريكي جعلها في 2014 تتنازل عن مقعدها بالدرجة الأولى الفاخرة لجندي أمريكي بمجرد أن رأته بين ركاب رحلتها الداخلية من ديترويت إلى لوس أنجلوس وجلست هي بين عامة الركاب في الدرجة الاقتصادية العادية.

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.