رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

سامي سرحان .. مجرم سينمائي شكل تاني!

سامي سرحان .. مجرم سينمائي شكل تاني!
كان بسيطا للغاية في تعامله مع أصدقاء السيدة زينب

بقلم : سامي فريد

سامي سرحان أو أمين سامي الحسيني سرحان، ممثل فنان عرفه الجمهور في أدوار شر وإجرام جديدة بعيداً عن كل عرفه جمهور السينما من قبل والذي قدمه له أساطين وفنانين كباراً أمثال محمود المليجي وفريد شوقي وتوفيق الدقن ومحمود إسماعيل الممثل والمخرج صاحب دور المعلم سلطان في فيلم سمارة..

كان إجرام سامي سرحان جديدا على الشاشة.. فليس فيه جبروت المليجي وتدبيره الإجرامي المحكم وكأنه كان يخطط للجرائم الكاملة، ولا هو إجرام وحش الشاشة فريد شوقي الذي كان يعتمد على ذكائه وفتونته وقهره لكل خصومه..

ولا هو أيضا شر محمود إسماعيل الذي سيطر بماله ونفوذه على الحارة فصارت في قبضته يتحكل فيها كيف يشاء.. ولم يكن شر سامي سرحان رغم أنها ساعدته أيضا على تقمص أدوار الشر بعد ذلك مع إسماعيل ياسين، ولا كان إجرامه السينمائي هو إجرام ستيفان روستي المجرد التابع والفرد في العصابة الذي ينفذ تعليمات رئيس العصابة دائما بخبثه ودهائه.. ولم يكن أيضا إجرام محمود فرج الذي كان يعتمد على قوته الجسدية.. ولا حتى توفيق الدقن بكلماته التي كان يرددها في أفلامه مثل ألو يا أمم أو الشرف مافيش أحسن منه.. وهكذا..

سامي سرحان .. مجرم سينمائي شكل تاني!
قدم الشر بطريقة مختلفة عن نجومه الكبار

ويبدو أن سامي سرحان كان عكف على دراسة كل هذه الأنماط التي تعلب أدوار الشر على الشاشة ليخرج منها بعد أن وجد أن المخرجين قد حاصروه داخل أدوار الشر فتمكن بذكائه من أن يخرج علينا بشخصية شريرة عجيبة تطلق الضحكات في صفوف المشاهدين من إفيهات هذا المجرم الذي ليس له من الإجرام على الشاشة سوى صوته الأجش.. وملامحه القاسية.. فكان شكل المجرم أو منظر المجرم الخارجي وإن كان مجرماً هشاً فضحك من خيبته وادعائه الإجرام..

في فيلم مثل فول الصين العظيم وكان يلعب فيه دور جد محيي الشرقاوي (محمد هيندي) الذي يخجل من حفيده الفاشل مع دور المجرم.. ثم عندما يستغيث به حفيده من العصابة التي تحاصره في الصين يكون الجد عميد المجرمين في مصر مختبأ تحت المائدة بينما المعركة بين المجرمين فوق رأسه!

ومشهد يفاجئ الجمهور من هذا المجرم “فنجري الكلام” الذي إذا جد الجد أسرع يلوذ بالهرب تحت المائدة!

وسامي سرحان في حقيقة شخصية غريبة.. فهو ابن بلد أو “صايع” كما قد يسميه البعض.. فهو يرفض الفنادق الفخمة والمشهورة وكل أصدقائه في بولاق الذي تربى فيه أو في السيدة التي منها كل أصحابه.. يسهر معهم كأي فرد عادي بلاد إدعاء ويأكل مما يأكلون سواء في المسمط أو في محلات الفول والطعمية البلدي في الحي الشعبي مثل “بحة” ذلك المعطم الشعبي المعروف.. أو مطعم “حبايب السيدة”.. ولم يدع سامي سرحان مطلقا أنه نجم شباك أو دونجوان مثل شقيقه شكري سرحان.. وكيف يمكن أن يحدث هذا وهو لم يضع حول عنقه في أي يوم ربطة عنق ولا يطيقها ويحس أنه يختنق لو وضعوها حول رقبته..

سامي سرحان .. مجرم سينمائي شكل تاني!
أحد مشاهده العنيفة

وهو كما يقول تاريحه “رد سجون” بعد أن صدر هذه الحكم بالسحن المؤبد في قضية معروفة سقط فيها عامل البار في أحد الفنادق الكبيرة قتيلا.. لكن شكري سرحان يتدخل في يوم عيد الفن وأثناء تكريم الرئيس عبدالناصر له عن دور الضابط على في فيلم “رد قلبي” فيقدم التماسا إلى عبدالناصر يرجوه فيه إصدار قراره بالعفو عن شقيقه سامي بعد أن كان قد أمضى في السجن عشر سنوات تميزت كلها بحسن السير والسلوك..

وهكذا خرج سامي سرحان من السجن بالعفو الرئاسي ليسقط مرة أخرى في السجن محبوساً لمدة 6 أشهر في إحدى قضايا المخدرات.. لكنه لم يستسلم وظل يحاول ويحاول من خلال الأدوار الثانوية أو أدوار الكومبارس حتى أعاد اكتشافه النجم عادل إمام الذي صدق موهبته ليشركه معه في بعض أفلامه مثل الإرهاب والكباب أو التجربة الدنماركية والنوم في العسل لينطلق سامي سرحان بعدها في أفلام مثل “الناظر صلاح الدين” أمام الراحل علاء ولي الدين أو فيلم “الساحر” و”سوق المتعة” أمام النجم محمود عبدالعزيز.

سامي سرحان .. مجرم سينمائي شكل تاني!
شخصية نصاب ومحتال

مع عادل أمام أيضا لعب أدواراً بدت هامشية لكنها تركت تأثيرا واضحا عند الجمهور مثل “الولد محروس بتاع الوزير”.. أو مع العبقري أحمد زكي في فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة”.. أو أمام فؤاد المهندس ودلال عبدالعزيز في مسرحية “هالة حبيبتي”.

أما أستاذه الحقيقي فكان شقيقه الأكبر الفنان صلاح سرحان.. نجم الإذاعة والمسرح والسينما الذي أحبه سامي وراح يقلد كل أدواره.. أما شكري سرحان فرغم كل ما قدمه له عندما أخرجه من السجن أو فرضه فرضا ليلعب دورا في فيلم “الحقيبة السوداء”، ورغم نصائحه المتكررة له بأن يهتم بسلوكه ومظهره حتى لا يسيء إلى اسم عائلة سرحان وقرية الفار مسقط رأسه، بل ومحافظة الشرقية وكل جماهير السينما بفوضويته وما عرف عنه من “السبهللة”.. فكان سامي سرحان يعتبره النموذج العقبة الذي لا يستطيع تقليده أو العمل بنصائحه مطلقا فقد كان شكري سرحان من هذه النوعية من النجوم التي قصر على ارتداء البدلة كاملة حتى في البيت.. وكان هو الدونجوان والجنتلمان وهى شخصية مختلفة تمام الاختلاف عن شخصية سامي سرحان..

وقد ترك لنا سامي سرحان بعد مشواره القصير نسبيا في السينما 122 فيلما لعل أهمها رغم محدودية أدواره فيها كان “عبود على الحدود، والإرهاب والكباب والتجربة الدنماركية، والنوم في العسل، والولد محروس،، وسوق المتعة، وفول الصين العظيم، والساحر” ومن يدري فلولا تأخره في بداية حياته بسبب ظروفه السيئة فربما كان له شأن أكبر مما وصل إليه مع أدوار الشر الجديدة التي فاجاء بها جمهوره.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.