رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

هل نتعلمُ من فتاةٍ هزت عرشَ هوليوود ؟!

طارق عرابي

بقلم الدكتور: طارق عرابي  

أعداء سلام وأمن واستقرار الآخرين قد يكونون أفراداً أو جماعات مُضلِلة أو مُضلَلة فكرياً أو دينياً ممن يعملون على تدمير مجتمعاتهم المحلية أو الإقليمية ومحاولة خلق أجواء فوضوية مناسبة لنمو أفكارهم ومعتقداتهم المَرَضية ، وقد يكونون قيادات سياسية أومخابراتية تعمل على صعيد المجتمعات الدولية وهم غالباً يستخدمون هؤلاء الأفراد أو الجماعات كأدوات لتحقيق مآربهم الرامية إلى السيطرة على شعوب الدول الأخرى وسلبهم حقوقهم في تحرير اقتصاداتهم وتقرير مصائرهم ، وجميعهم في النهاية يراهنون أويقتاتون على ما أسميته “مثلث الدمار الشامل” داخل أي مجتمع يريدون ألا تقوم له قائمة ، ولن ينجوَ أيُ مجتمع من أهدافهم المدمرة ولن يحرز تقدماً علمياً أو فنياً أو اقتصادياً ملموساً على أرض الواقع مالم يتخلص أولاً من الرءوس الثلاث لهذا المثلث المرعب والمتمثلة في “الجهل” و”الخوف” و”الإنكار” ، فهذا المثلث برءوسه الثلاث يمثل في أي مجتمع المانع الأول لتحقيق أي قفزات إيجابية بأيٍ من المجالات التي قد تثري حاضر ومستقبل هذا المجتمع ، وبالتالي يصبح هذا المثلث سلاحاً داعماً ومُسهلاً لتحقيق أهداف أعدائنا.

هذا المثلث تتضاعف مخاطره في منظومة الفنون والإعلام باعتبارها قاطرة الوعي والتنوير والتطوير والتغيير في عقل ووجدان ومفاهيم الناس ، فماذا نتوقع عندما نجد غالبية القائمين على (والعاملين في) هذه المنظومة “يجهلون” الكثير حول الرسالة والأهداف والتوصيف الوظيفي الدقيق لأدوارهم ولا يعرفون ماذا ينبغي عليهم أن يفعلوا ، وإن عرف بعضهم فإنهم “يخافون” من عواقب تعديل أو تغيير المسار من أجل تحقيق نجاح حقيقي لا وهمي ، وعندما يؤدي ذلك إلى الإخفاق في النتائج الملموسة في توجهات وسلوكيات وأخلاقيات جمهورهم المستهدف فإنهم “ينكرون” هذا الفشل ، بل قد يقوم بعض المتبجحين منهم باستعمال مساحيق تجميل وهمية ليُزيَّنَ بها وجه الفشل ويقدمه بالزيف “نجاحاً” كبيراً ، وهذا ما صنفته أنا شخصياً بمرض “الإنكار المتكبر” ذي العواقب الكارثية ، وأنا لا أضع هنا مجرد كلمات أو مصطلحات لغوية فارغة دون سندٍ واقعي ، فمصدرُ إلهامي لابتكار هذا التصنيف “الإنكار المتكبر” هو نجمٌ سينمائيٌ مصريٌ كبير خرج علينا منذ أكثر من 10 سنوات بإحدى لقاءاته التلفزيونية وهو يتحدث عن الفرق بين صناعة السينما في مصر ومثيلتها في هوليوود قائلاً بالحرف الواحد: “هم مش أحسن مننا بالعكس أنا شايف إننا أحسن منهم بكتير”.

إنتهى كلام “الإنكار المتكبر” لفشلنا على لسان نجمنا الكبير الناجح! فهل يمكن لنا اليوم أن نبدأ الاعتراف دون خجل “بجهلنا” عما ينبغي أن نفعل ، ونهجر “خوفنا” من تعديل أو تغيير مسارنا ، ونتوقف فوراً عن “إنكارنا” لفشلنا الفني في الارتقاء بعقل ووجدان ومفاهيم المشاهد المصري والعربي ، إن فعلنا فقد أدركنا تشخيصاً سليماً لحالنا الراهن ، وعليه ستبصر عقولنا الطريق الصحيح لوضع خطة العلاج والشفاء التدريجي من تلك العِلل المدمرة؟ هل سنفعل؟ أم سنترك الحال يبقى على ما هو عليه حتى يأخذنا جهلنا وخوفنا وعزتنا بآثامنا (إنكارنا المتكبر) إلي غيابة جُبِ الظلام والهلاك؟ ألم يَحِنْ لنا أن نتعلم من قصص أفراد غيروا مصائرهم واستطاعوا أن يطوروا عناصرهم وأدواتهم الحافزة في معادلات التفاعل الإنساني مع الفشل والنجاح؟! ، ذلك لأنهم “تعلموا” الدرس ولم يوقفهم “الخوف” عن خوض تجربة التعديل أو التغيير بعد الفشل ، ولأنهم في الأصل أدركوا واعترفوا ولم “ينكروا أو يكابروا” فيما يتعلق بتجاربهم الفاشلة.

جينيفر لورانس مع والديها بإحدى المناسبات بعد نجاحاتها الكبيرة

لقد ذكرت من هذه النماذج أمثلة كثيرة كان آخرها النجمة الحقيقية “فرانسيس ماكدورماند” التي تعلمت الدروس من فشلها لمرتين وقررت تعديل التفكير والتوجه في مسارها  فاستطاعت لاحقاً أن تحقق نجاحاً كبيراً ، أما النموذج الذي أقدمه لكم اليوم فهو حالة نادرة لفتاة صغيرة كانت بدايتها السينمائية فاشلة في 2008 ثم جاءت بدايتها الفعلية الناجحة في 2010 فكان أول ترشح للأوسكار ، ثم في 2012 قدمت فيلماً جلب لها الأوسكار كأفضل ممثلة في دور رئيسي لتكون ثاني أصغر ممثلة حاصلة على الأوسكار في دور رئيسي منذ أن ظهرت السينما في التاريخ وحتى هذه اللحظة، فتاة الأمس القريب جداً “بنت امبارح” كان أجرها عن الفيلم في 2011 لا يتعدى بِضعَ آلافٍ قليلة من الدولارات لكنها استطاعت تغيير مسارها ومصيرها خلال 4 سنوات فقط ، لتصبح بين عامي 2015 و 2016 الأعلى أجراً في تاريخ هوليوود حيث وصل أجرها إلى 52 مليون دولار عن الفيلم الواحد ، وهي أيضاً الفتاة التي جلب فيلمان لها من شباك التذاكر في عامٍ واحدٍ فقط (2014) عائداً فاق المليار ونصف المليار دولار أي حوالي 24 مليار جنيه مصري ،، إنها حقاً الفتاة التي هزت عرش النجومية وعرش الأجور في هوليوود ،، عن الفتاة “جينيفر لورانس” Jennifer Lawrence نتحدث أيتها السيدات ، وأيها السادة!

ري دوللي (جينيفر لورانس) مع شقيقتها الصغرى آشلي في فيلم انطلاقتها الأولى Winter’s Bone عام 2010
جينيفر لورانس في آخر جزء من سلسلة أفلام X-Men عام 2019

جينيفر لورانس .. حكاية فتاة بـ 6 مليار دولار!

منذ إنطلاقتها السينمائية الناجحة فعلياً في 2010 وحتى نهاية عام 2019 جلبت أفلام “جينيفر لورانس” لمنتجيها 6 مليار و 20 مليون دولار من عائدات شباك التذاكر عالمياً ، أي ما يقترب جداً من رقم “100 مليار” جنيه مصري ، وبتدقيق النظر في تفاصيل الإيرادات ستلحظ بوضوح أن عدداً كبيراً من هذه الأفلام وغيرها من الأفلام الهوليودية لم يكن ليحقق أرباحاً إن اقتصر عرضها داخل الولايات المتحدة الأمريكية فقط ، وهو الأمر الذي جعلني أترحم على زمن رائد الاقتصاد المصري “طلعت حرب” الذي أسس وخطط ونجح في توفير كل ما يلزم عظماء هذه الصناعة آنذاك ليصنعوا من السينما المصرية مُنْتَجاً صالحاً للتصدير وقادراً على منافسة القطن المصري في عصره الذهبي من حيث إيرادات الدخل القومي من الصادرات المصرية.

إن ما تحققه أفلام “جينيفر لورانس” أو غيرها من الأفلام الكثيرة لنجوم آخرين ونجمات أخريات في هوليوود من حيث المساهمة في زيادة مصدر الدخل القومي الأمريكي يعود الفضل فيه أولاً إلى القائمين على هذه الصناعة البديعة هناك ، ابتداءً من الوكالة الباحثة عن المواهب الحقيقية وتدريبهم وتأهيلهم للنجومية ، مروراً بأدوار المنتج والمؤلف والمخرج وانتهاءً بفريق العمل الكامل الذي يؤدي كلُ فردٍ فيه دوره كما ينبغي أن يكون وهو في حالة إبداعٍ وولاءٍ وعشقٍ حقيقي لهذه الصناعة.

جينيفر لورانس مع ليام هيمسوورث في آخر أجزاء The Hunger Games عام 2015

وُلدت جينيفر لورانس في شهر أغسطس من عام 1990 بولاية كنتاكي الأمريكية  ، والدها عامل بناء وأمها تدير مخيمات صيفية للأطفال. لم تعش جينيفر طفولة عادية سعيدة حيث كانت تعاني من فرط الحركة والنشاط الزائد واختلال في التواصل الاجتماعي ، ومنعتها أمها “كارين” من اللعب مع زميلاتها بالمدرسة بسبب قسوتها وعنفها معهن ، هذا الخلل الذي تعاني منه تتطلب من الطفلة جينيفر أن تخضع لتناول أدوية مخصصة لفترات طويلة ، ولم تتخلص جينيفر من مرضها (كما تقول هي) إلا بعدما بدأت تُخرج كل طاقاتها في التمثيل منذ أن كان عمرها 14 سنة.

بدأت جينيفر حياتها المهنية بالتمثيل في الإعلانات ، ثم أدوار سطحية بمسلسلات لا تحظى بشهرة جيدة حتى حصلت على دور مميز مع الكاتب والممثل التلفزيوني “بيل إنجفال” عام 2007 في سلسلة حلقاته الكوميدية الشهيرة The Bill Engvall Show والتي استمرت فيها لثلاث مواسم حتى عام 2009.

أثناء عملها مع “بيل إنجفال” دخلت التجربة السينمائية لأول مرة في عام 2008 وشاركت في ثلاث أفلام ولم تكن هي ولا الأفلام التي شاركت فيها على موعد مع النجاح ، فيلم Garden Party وفيلم The Poker House وفيلم The Burning Plain ، والأفلام الثلاثة فشلت ومُنيت بخسارة مالية كبيرة ، وعليه فإن “جينيفر” توقفت تماماً عن العمل للسينما في 2009 ولم تعد إلا باختيارٍ صحيح في 2010.      

جينيفر لورانس مع روبرت دي نيرو وبرادلي كوبر – فيلم Joy عام 2015
جينيفر لورانس مع كريس برات – فيلم Passengers عام 2016

في عام 2010 تقدم الكاتبة والمخرجة ” ديبرا جرانيك” فرصة الانطلاقة السينمائية الحقيقية للفتاة الصاعدة “جينيفر لورانس” في فيلم Winter’s Bone حيث تجسد شخصية الفتاة “ري دوللي” إبنة الأم المعاقة ذهنياً والأب الغائب دائماً والذي يتاجر في الممنوعات وشقيقة كل من ” سوني” وعمره 12 سنة و”أشلي” الأخت الصغرى البالغة من العمر 6 سنوات ، ويعيشون في منطقة ريفية فقيرة للغاية ،، وتفعل “ري” كل ما في وسعها للحفاظ على أسرتها وتجنيبهم مصير الجوع والتشرد ، وعندما يخبرها مسئول شرطة البلدة بأن والدها قد قدم منزلهم كضمان لكفالة له بسبب تجارته في الممنوعات ، وإن لم يحضر إلى المحكمة خلال أسبوع فسوف يفقدون المنزل وسيكون مصيرهم التشرد ، ولا تجد “ري” حلاً أمامها سوى المخاطرة بحياتها وسط جبال وتضاريس وعرة للبحث عن والدها وقد أصبح مصير والدتها المريضة وشقيقها “سوني” وشقيقتها “أشلي” مرهوناً بنجاحها أو فشلها في العثور على والدها ليحضر إلى المحكمة قبل فوات الآوان. وتتألق “جينيفر” في آدائها بهذا الفيلم وتترشح عنه (وعمرها 20 عام) لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور رئيسي. وقد ترشح الفيلم إجمالاً لأربع جوائز أوسكار. وقد حقق الفيلم نجاحاً تجارياً مقبولاً حيث تكلف إنتاجه 2 مليون دولار وجمع من شباك التذاكر عالمياً حوالي 14 مليون دولار.   

مع خافير باردم في فيلم Mother! عام 2017

في عام 2011 تشارك “جينيفر” في فيلم Like Crazy بدور مساعد مع كل من النجمة ” فيليسيتي جونز” والشاب النجم “أنطون يلشين” الذي مات لاحقاً في حادث سيارة عام 2016 ومن أشهر أعماله وهو طفل فيلم Hearts in Atlantis مع النجم “أنتوني هوبكنز” عام 2001 ، وفيلمه الشهير Star Trek وهو شاب يافع في عام 2009 . فيلم Like Crazy تكلف إنتاجه بالكامل 250 ألف دولار وجمع من شباك التذاكر ما يقرب من 4 مليون دولار. وفي نفس العام تشارك “جينيفر لورانس” النجم “ميل جيبسون” والنجمة “جودي فوستر” وكذلك النجم الشاب “أنطون يلشين” في فيلم The Beaver وهو الفيلم الذي تكلف إنتاجه 21 مليون دولار وجمع من شباك التذاكر داخل أمريكا حوالي 970 ألف دولار فقط وكان إجمالي عائداته عالمياً حوالي 7 مليون و 300 ألف دولار أي حقق خسارة كبيرة. وتختتم “جينيفر لورانس” عام 2011 بفتح باب العائدات الكبيرة حيث شاركت في فيلم X-Men: First Class الذي تكلف إنتاجه حوالي 160 مليون دولار وحقق عالمياً عائدات أكثر من 350 مليون دولار منها حوالي 146 مليون دولار من دور العرض داخل أمريكا.    

عام 2012 كان عام أفلام النجاحات الفنية والتجارية واستحقاق جائزة الأوسكار للنجمة الصاعدة “جينيفر لورانس” ، حيث قدمت بهذا العام ثلاث أفلام بدأتهم بفيلم العائدات الكبيرة The Hunger Games الذي تكلف إنتاجه 78 مليون دولار وجمع عالمياً من عائدات التذاكر ما يقرب من 700 مليون دولار ، وأنهته بفيلم الرعب House at the End of the Street الذي تكلف إنتاجه 10 مليون دولار وحقق عائدات عالمية من شباك التذاكر تقترب من 45 مليون دولار.

مع سيرجي بولونين في فيلم Red Sparrow عام 2018
جينيفر لورانس مع دانيال داي لويس – حفل الأوسكار 2013

وبين الفيلمين السابقين بنفس العام 2012 أهدتنا “جينيفر لورانس” آداءً ولا أروع ، وذلك في واحد من أعظم أفلامها حتى هذه اللحظة ، حيث شاركت كل من النجم “برادلي كوبر” والنجم الكبير “روبرت دي نيرو” والممثلة القديرة “جاكي ويفر” في فيلم Silver Linings Playbook من تأليف وإخراج الكاتب والمخرج الكبير ” ديفيد أو راسل” ، ورغم أن الشخصية التي تؤديها جينيفر لورانس “تيفاني” هي شخصية مركبة ومعقدة وتعاني من تشويش نفسي وعاطفي إلا أن “جينيفر” أقنعتنا بشخصية “تيفاني” من خلال روعة البساطة والإبداع في آدائها لهذه الشخصية. إن الفتاة الموهوبة للغاية “جينيفر لورانس” استطاعت بآدائها الساحر في هذا الفيلم أن تنتزع مني ببساطة وسلاسة “البسمة والضحكة والدموع”.

تيفاني (جينيفر لورانس) مع بات (برادلي كوبر) في أول لقاء بينهما بمنزل أختها – فيلم Silver Linings عام 2012
تيفاني مع بات أثناء تدريباتهما على رقصة المسابقة – فيلم Silver Linings عام 2012

وبالتأكيد حدث ذلك لكل من شاهد الفيلم مشاهدة جيدة. “تيفاني” مات زوجها في حادث مأساوي على الطريق عندما كان في طريق العودة لها بعدما قرر أن يعيد الحياة إلى علاقتهما الزوجية التي غلبها الفتور لمدة طويلة فاشترى بعض الملابس الزوجية لها ، وقد سبب الكشف عن حقيبة الهدايا بالسيارة بعد موته جرحاً عميقاً في وجدانها ، ثم يشاء القدر أن تقابل جار وصديق زوج أختها “فيرونيكا” (جوليا ستايلز) ، وهذا الجار يدعى “بات” ( برادلي كوبر) وهو الذي خرج للتو من مصحة نفسية حيث يعاني من خلل نفسي وسلوكي يسميه أهل الطب بحالة “الاضطراب ثنائي القطب” ، “بات” يريد عودة علاقته بزوجته “نِكي” التي يحبها رغم أنه شاهدها وهي تخونه مع شخص آخر وهو يبذل كل ما في وسعه حتى تصلها رسالة مفادها أن علاجه من حالته يأتي بنتائج طيبة وأنه أصبح مؤهلاً لأن يعودا ويعيشا سوياً. “تيفاني” تحظى بسمعة سيئة للغاية بقيت معها حتى بعدما توقفت وأقلعت عما كانت تفعله.

أصبحت “تيفاني” تطارد “بات” في الشارع أثناء ممارسة كل منهما لرياضة الركض “الجري” وتتطور العلاقة بينهما من السيء إلى الأفضل خاصة وأن “بات” وجد أن “تيفاني” هي طريقه الوحيد لتوصيل رسالته إلى زوجته المنفصلة “نِكي” ،، وتوافق “تيفاني” وتطلب منه في المقابل أن يتدرب معها ليشاركها رقصة ما في مسابقة قريبة ، ويوافقان معاً على ذلك ، وأثناء برنامج تدريبهما معاً تكون “تيفاني” قد أوصلت “رسالته” إلى “نِكي” ثم تجلب له الرد برسالة مكتوبة وموضوعة في مغلف ورقي مغلق ،، ويقرأ الرسالة أمامها بصوتٍ عالٍ وكان ملخص رسالة الرد من “نِكي” أن الباب شبه مفتوح بشروط .

الحب عالج بات و تيفاني مما عجز الطب أن يعالجه – فيلم Silver Linings عام 2012

وبعدما كان لدى والد بات (روبرت دي نيرو) ووالدته (جاكي ويفر) انطباعاً سيئاً للغاية عن “تيفاني” تتبدل الأمور عندما تذهب إليهم ويكتشفوا أن تدريبات إبنهما على الرقص مع تيفاني كانت نوعاً رائعاً من العلاج ، وعندما يرفض “بات” مشاركة “تيفاني” في مسابقة الرقص تتفق “تيفاني” ووالداه على أنه لا سبيل لتشجيعه إلا إذا قالوا له إن “نِكي” ستحضر المسابقة لترى كيف يتصرف في مثل هذه الظروف ،، ويأتي موعد مسابقة الرقص ونرى “تيفاني” و “بات” ووالديه يصحبة حضور من بعض الأقارب والأصدقاء ، ثم تحدث المفاجأة بحضور “نِكي” فعلياً لمشاهدة “بات” في مسابقة الرقص.

وهنا نرى صدمة كبيرة وتوتر وعصبية على وجه وسلوك “تيفاني” ونحن لا نفهم لماذا كل هذا الغضب وهي التي تعمل كحمامة سلام بينه وبين “نِكي” ! بعدما تنتهي الرقصة للثنائي “بات” و “تيفاني” يترك بات تيفاني متوجهاً على الفور نحو المائدة التي تجلس بها “نِكي” ، ونشاهده ينحني برأسه باتجاه أذن “نِكي” هامساً لها بما لا نسمعه ، بينما والد بات (روبرت دي نيرو) يراقب ما يحدث وعلى الأخص يراقب باهتمام شديد ردود وتعبيرات “تيفاني” على ما يحدث ، حتى ترحل “تيفاني” وهي باكية ، ويعود “بات” ويسأل والده أين “تيفاني” فيخبره بأنها انصرفت فيهرول “بات” لكي يلحق بها وهي في الشارع وينادي عليها فترفض ، إلى أن يلحق بها ويفاجئها ويفاجئنا ويعترف لها بحبه منذ أن قرأ رسالة “نِكي” وأنه قد علم من داخله مبكراً بأن “تيفاني” لم توصل رسالته إلى “نِكي” لأنها أحبته منذ التقت به ، وعلم كذلك بحسه النقي أن “تيفاني” هي التي كتبت رسالة الرد. وهكذا عالج الحب في هذه القصة مالم تستطع العلوم والعقاقير علاجه.

ترشح الفيلم لثماني جوائز أوسكار ولم يفز إلا بجائزة “جينيفر لورانس” كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، وكان من بين الترشيحات جائزة أفضل ممثل في دور رئيسي للنجم “برادلي كوبر” الذي أبدع هو الآخر في آداء شخصية “بات” الصعبة والمعقدة للغاية. وترشح النجم “روبرت دي نيرو” لجائزة أفضل ممثل في دور مساعد ، وترشحت كذلك الممثلة القديرة “جاكي ويفر” (والدة بات) لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور مساعد ، وترشح “ديفيد أو راسل” لجائزتين ، واحدة منهما لأفضل سيناريو والأخرى لأفضل إخراج. تكلف الفيلم إنتاجياً 21 مليون دولار وجمع من شباك التذاكر عالمياً ما يقرب من 240 مليون دولار. 

جينيفر و دي نيرو و كوبر بإحدى مناسبات الاحتفال بفيلم Silver Linings إنتاج 2012

بعد هذا الفيلم الرائع وبعد هذا الكم الكبير من المشاعر الجميلة أرجو قبول عذري لعدم قدرتي على تقديم المزيد عن أفلام “جينيفر”  لأنني حقاً لا أستطيع أن أنفصل سريعاً عن تلك القصة الرائعة ، خاصة وأن لدي إبني الحبيب “أمير” في الرابعة عشر من عمره وهو يعاني من “فرط الحركة والنشاط وخلل في التواصل الاجتماعي” وكم تمنيت بعد مشاهدتي لهذا الفيلم أن يرزقه الله بحب فتاة مثل “تيفاني” ليحصل على قدر السعادة الكافية لتستقيم حياته ،، ولكن ما هو جديرٌ بالذكر أن “جينيفر لورانس” ترشحت للأوسكار بعد ذلك مرتين ، مرة كأفضل ممثلة في دور مساعد مع النجم “كريستيان بيل” والنجمة “إيمي آدامز” عن فيلم American Hustle إنتاج 2013 ، والمرة الثانية كانت كأفضل ممثلة في دور رئيسي مع النجم “روبرت دي نيرو” وكذلك النجم “برادلي كوبر” عن فيلم Joy إنتاج 2015 ، أما عن الفيلم الذي حقق أعلى الإيرادات من بين كل أفلام “جينيفر” فهو فيلم The Hunger Games: Catching Fire في 2013 حيث تكلف إنتاجه 130 مليون دولار وجمع من شباك التذاكر على مستوى العالم ما يقرب من 870 مليون دولار.               

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.