رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

السؤال المحظور

بقلم : محمد شمروخ

سؤال يلح على ذهنى من أول يوم رمضان

لماذا فقدنا العمائم والطرابيش في رمضان هذا العام؟!

لم يهتم أحد بهذا السؤال وربما لم يطرحه أحد فيما أعلم لأنه لم يخطر ببالهم.

فأين العيب إذن؟!

في المنتجين؟!.. المخرجين؟!.. المؤلفين؟!.. ولا يكون في الممثلين؟!

عموما يا عم الحج.. إن كان على المنتجين، فهم أبعد ما يكون عن وجع الدماغ بتكلفة إنتاج مسلسل تاريخي عن فترة قديمة أو حتى قريبة العهد وما فائدة الدخول في تكاليف ملابس وديكورات وتجهيزات وسيارات وحناطير وأحصنة وجمال وحمير، ثم إن أقلام الصحفيين والكتاب والمؤرخين والنقاد مسنونة ومترصدة لأي خطأ ولا أحدثك عن هيافات مواقع التواصل الاجتماعي!

أما المخرجين، فما بدا من مسلسلات رمضان 2020 (بعد ما عشنا وشفنا رمضان كأنه واحد من شهور التقويم الجريجوري) أنهم جاؤوا بمعجزة اقتران النفس القصير بالملل، فتكاد “تتلخبط” بين المسلسلات التى بدت وكأنها مشاهد متوالية في مسلسل واحد طويل كأن مخرجا واحدا هو الذي قام بإخراجه، بينما المسلسل التاريخى يتطلب مخرجا بإمكانات خاصة وفي النهاية صار المخرج تبعا للمنتج خاصة في مسألة “شراء الدماغ”.. “فمش ناقصة حنتفة وفذلكة ووجع قلب”.

أما بخصوص المؤلفين، فاعذرونى لو قررت لكم أن المسلسل التاريخي يحتاج لمؤلفين لديهم ثقافة ووعي ومسئولية، سواء كان مسلسلاتهم عم عصور العمائم في تاريخ الإسلام بعصوره المختلفة منذ عهد الدعوة وحتى الحملة الفرنسية مرورا بالعصور الأموية والعباسية والأندلسية والفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية، كما اعتدنا في رمضانات العهد القريب أو في مسلسلات عصر الطرابيش منذ محمد على باشا وحتى ثورة يوليو التى كنا نضج من كثرتها لدرجة السخرية ولكنها أنتجت لنا؛ كمثيلتها في العمائم؛ دررا صارت شموسا في تاريخ الدراما.

فالمؤلف هو العنصر الأكثر أهمية في المسلسل التاريخي ولا بد أن يكون على مستواه بقية العناصر، ولكنه يأتى في المقدمة لأنه هو الذي سينقلنا وسينقل إلينا روح العصر الذي يكتب عنه ولابد أن يستعين بمراجع ومؤرخين ودارسين في أدق المسائل التاريخية وهى مسئولية كبرى لم يهرب منها مؤلفو رمضاننا الحالي إلا لأنها بمنتهى البساطة “ولا في دماغهم” فالأفضل يكتب عن موضوعات سهلة بسيطة من رحم الحياة المعايشة عن حكايات نعيشها جميعا زواج وطلاق وحب وخيانة وغدر وصراعات عائلية يعج بها المجتمع، يعنى حكايات ستجدها في رسائل بريد الجمعة في الأهرام وفي صفحات حوادث الصحف والمواقع الإليكترونية، يعنى المؤلف يقعد مع المخرج والممثلين ويللا يا ولاد أنت تعمل كده ودي تعمل كده وفركش”.

فما الداعى لوجع مزدوج بالدماغ والقلب والبحث عن ممثلين كبار يجيدون التحدث باللغة العربية الفصحي واحنا دلوقت كل ممثلينا وممثلاتنا يا إما درسوا في فيكتوريا كولدج يا إما ما كملوش علامهم أساسا و”كلا الفريقين” ما يعرفوش يفكوا الخط العربي من أصله وأنت تقول تاريخي وجغرافي وتربية قومية.

فالمسألة تتطلب تدريبات ومراجعات لغوية وكل شوية المصحح يتدخل واستوب وعيد المشهد وكلاكيت عشروميت مرة.

ويمكن أراهنك وضامن المكسب في أنك لو سألت مخرج ولا مؤلف ولا ممثل عن رمضان 2020 يوافق سنة كام هجرية.. والنعمة يمكن ولا حد عارف وارجع للنتيجة الورق وجورنان النهاردة لو لسه بتجيبوا جرايد

عذرا إن لم يكن هذا.. فما السبب؟!

حسك عينك تقولى الجمهور.. لا يا حبيبي الجمهور حتى هذه اللحظة متيم بمسلسل “عمر بن عبد العزيز” الذي يذاع على مدار العام تقريبا وخصوصا في رمضان على قنوات لا تعد ولا تحصى .. جرب وأعد عرض مسلسلات “هارون الرشيد أو الفرسان وبوابة الحلواني والملك فاروق أو حتى على باب زويلة” .. هل نسيت نجاح “ممالك النار” الذي لم يمض علي عرضه شهور؟!

أوعاك يا حزين تلبس الجمهور هذه التهمة وتقول إنه غير واع وغير ملتزم ومش مهتم بالإجراءات الاحترازية لكورونا.. هههههههههههه.. والنعمة أنت بتهرج!

بس آه سمعتك.. وكمان عارف ما سألته في نفسك!

أنت تسأل عن إنتاج الدولة ودور الدولة.. والنعمة الشريفة هذا هو السؤال الذى أريد أن أختم به المقال.. دولة.. يا دولة.. كل سنة وأنتى طيبة رمضان كريم!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.