رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

“العيون السود” .. كتب “بليغ حمدي” بدايتها لوردة في الجزائر

"العيون السود" .. كتب "بليغ حمدي" بدايتها لوردة في الجزائر
لحظة تلحين الأغنية بعد عودة ورده لمصر

كتب : أحمد السماحي

أحلى قصص الحب ليست تلك التى تحنو عليها دفات الكتب، وأصدق روايات الغرام ليست بالقطع ما تقدمه الأفلام العاطفية أروع من الأولى وأعذب من الثانية .. قصة حب المطربة “ورده” والموسيقار العبقري “بليغ حمدي” قصة تكتب فيها القصائد والأشعار، فقد كانا عاشقين صادقين ورمزا من زمان مضى، زمن الفرسان والنبلاء، كل نبضة قلب كانت تنبض في قلب “بليغ حمدي” كانت تقول : إن “وردة” هى مصدر كل دقات قلبه، وكل دمعة كانت تنزل من عينه كانت تناجي “وردة”، فهو كان يقول عنها “وردة هي حبيبتي قبل أن تكون زوجتي، وتوأم روحي قبل أن تكون شريكة حياتي”، وهي كانت تهديه أرق كلمات الحب في أغانيها فعندما قدمت لأول مرة أغنيتها الرومانسية “ايه ولا أيه” كلمات الشاعر المبدع “مأمون الشناوي” على المسرح، والتى تقول فى مطلعها: “ايه ولا ايه يعجبني فيك، وبحبه فيك، نظرتك، رقتك، بسمتك، روحك الحلوة الملايكة من حلاوتها تغير…” قالت ورده يومها للجماهير وهى تذوب رقة ورومانسية: “نفسي أهدي هذه الأغنية لشريك عمري وحياتي الأستاذ بليغ حمدي”.

"العيون السود" .. كتب "بليغ حمدي" بدايتها لوردة في الجزائر
في أثناء إحدى البروفات

قصة الحب بين “وردة وبليغ” تراوحت بين الأمل واليأس، والوصل والخصام، وكانت سببا لولادة العديد من الأغنيات لورده، أو لغيرها من المطربيين، ومن الأغنيات التى لها مكانة خاصة عند “بليغ ووردة” أغنية العودة وهى “العيون السود”، فهذه الأغنية كتب الكوبليه الأول منها الموسيقار “بليغ حمدي” في الجزائر، وتعالوا نترك شاعر الأغنية “محمد حمزة” يحكى لنا بداية حدوتة هذه الأيقونة الرومانسية الرائعة .

يقول حمزة : بعد طلاق “ورده” من زوجها الجزائري، وصل الخبر لـ”بليغ” بالطلاق فبكى من شدة الفرح وكأنه طفل صغير، وطلب منى أن أسافر معه للجزائر بحكم الصداقة بيننا، وكان وقتها لم ينته من تلحين أغنية لـ”عبدالحليم حافظ”، كان “العندليب” ينوى تقديمها فى حفل فترك الدنيا وأخذنى وذهبنا لنقابلها فى مطعم يملكه أحد أقاربها وأمسك بورقة وقلم وكتب :

وعملت إيه فينا السنين

فرقتنا لا، غربتنا لا

ولادوبت فينا الحنين السنين

وبحبك والله بحبك

قد العيون السود بحبك

 وإنت عارف أد إيه كتيرة

 وجميلة العيون السود

 فى بلدنا ياحبيبى”

وأمسك بالعود ودندن لحنها، فدمعت عيون “وردة” وقالت: حلوة أوى يابليغ كمل”، فقال : أنا كتبت دول بس الآن وليدي اللحظة”، فردت: “لو كملتها هسمع كلامك وأرجع مصر أغنيها، فادمعت عيون بليغ من الفرحة”.

وهنا ينتهي كلام شاعرنا الكبير “محمد حمزه”، ورجع “بليغ” من الجزائر، وبعد مرور شهور من لقائه بوردة، تذكر أغنية “العيون السود” واشتغل عليها مجددا مع الشاعر “محمد حمزة”، وعندما طلبت منه القيثارة الحزينة  نجاة” أغنية جديدة لتغنيها في حفل سينما قصر النيل القادم، تنازل لها عن أغنية “العيون السود”، وبدأت “نجاة” تحفظ اللحن والكلمات، وهنا ظهرت “ورده” وقررت العودة للغناء بعد فترة تردد خاصة أن زوجها عندما علم بنيتها العودة للغناء، قرر منعها من رؤية أولادها، وهذا ما جعلها تبتعد عن ” بليغ حمدي” طوال الشهور الماضية.

"العيون السود" .. كتب "بليغ حمدي" بدايتها لوردة في الجزائر
دندنة على العودة في محاولة للقبض على شيطان التلحين

ونزلت “ورده” مصر وقررت الاستقرار فيها، وطلبت من “بليغ” الأغنية التى استمعت لمطلعها في الجزائر، ونظرا لعشق الموسيقار الشاب لها، أهداها الأغنية التى كتب مطلعها من وحي حبه وعشقه لها، وفى أول حفل قامت بإحيائه في مصر، غنت أغنيتين الأولى وطنية بعنوان “والله زمان يا مصر” والثانية عاطفية وهى “العيون السود”، وحققت نجاحا كاسحا بالأغنيتين جعلها تندم على تركها الغناء لمدة 10 سنوات، وجاءت لها عروض غنائية وسينمائية ومسرحية، منها عرض مع المخرج ” حلمي رفله” الذي تحمس لعودتها جدا، وطلب منها العمل معه في فيلم جديد بعنوان ” النغم الساحر” على أن يتضمن أغنية ” العيون السود”!.

أثناء ذلك قامت المطربة “نجاة” برفع قضية على “بليغ حمدي” بحكم التنازل الذي معها عن أغنية ” العيون السود”، وبالفعل أخذت حكم لصالحها، وتم منع الأغنية من إذاعتها في الإذاعة، وتم حذفها من فيلم “النغم الساحر” الذي أصبح إسمه الجديد “صوت الحب” الذي قامت ببطولته “ورده” مع “حسن يوسف”، من إخراج ” حلمي رفله”.

لكن بعد مرور فترة تدخل أولاد الحلال وتم الصلح بين “بليغ حمدي ونجاة الصغيرة”، وتنازلت عن القضية، وبدأت الأغنية تذاع مجددا، فحققت نفس النجاح الذي حققته فى الحفل الأول، ومازالت من أرق أغنيات “بليغ حمدي” فى مشواره مع “وردة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.