“البرنس” وسيدنا يوسف وفريد شوقي
بقلم : محمود حسونة
من الأعمال الدرامية التي تثير كثيراً من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي حالياً، مسلسل “البرنس”، وهو جدل غير مستغرب، خصوصاً أن بطله محمد رمضان أصبح مصدر جدل مع كل عمل جديد له ومع كل إطلالة إعلامية، ويتساوى في ذلك المسلسل والأغنية والفيلم والتصريح الإعلامي.
محمد رمضان فنان انقسم الناس حوله، فالبعض يراه مصدر الابتذال والمشجع على نشر الجريمة والبلطجة، والبعض يراه “نمبر وان” و”الأسطورة”، ومؤخراً “برنس” الوسط الفني؛ ورغم الاختلاف حوله، فإن هناك شبه اتفاق على أنه ممثل متميز ولديه قدرات خارقة في التشخيص، وأنه خليفة العبقري الراحل أحمد زكي، ولكنه في الغناء مجرد رقم يجيد الأداء بطريقة تستهوي قطاع من الشباب، ولن يترك بصمة في هذا المجال.
كثيرون يشيدون به على تويتر، ومنهم رجل الأعمال نجيب ساويرس، الذي كتب عنه أكثر من تغريدة إشادة وثناء معتبراً أنه ومسلسله “نمبر وان”، ويبدو أن الناس لا تتقبل إشادة نجم مجتمع بنجم مجتمع آخر، حيث تعرض ساويرس لانتقادات كثيرة جراء تغريداته عن رمضان، وبدلاً من أن يقول الناس رأيهم في الفنان ومسلسله انشغلوا بالتنقيب عن طبيعة العلاقة التي تربطه برجل الأعمال وحدود المصالح بينهما، وكأن أي نوع من العلاقة هو فعل آثم، وكأن من المحرمات على ساويرس أن يعبر عن رأيه في فنان أو مسلسل!!!
بالعودة إلى “البرنس”، فإنه من الأعمال الأكثر نجاحاً هذا الموسم، رغم أنه يطرح قضية ليست جديدة، وتناولتها العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية في مصر ودول مختلفة، فقضية المسلسل هي صراع الأشقاء بسبب الميراث المادي والمعنوي، والذي يصل إلى حد القتل، ولعل المنبع الأساسي لـ “البرنس” وأشقائه من الأعمال الفنية والأدبية التي تدور في فلك عداء الإخوة، هو قصة سيدنا يوسف وتآمر أشقائه عليه غيرةً من حب والده سيدنا يعقوب، واتفاقهم على قتله ثم الاكتفاء بإلقائه في البئر حتى التقطه بعض السيّارة، وتتوالى الحكاية المعروفة لكل بني البشر.
يتقاطع “البرنس” مع قصة سيدنا يوسف في العديد من المحاور التي تؤكد تأثر مؤلف ومخرج المسلسل محمد سامي به، ويتقاطع المسلسل مع أعمال محمد رمضان السابقة في العديد من المحاور، فهو الشاب الذي يتآمر عليه كل من حوله، ويملك من القوة ما يمكنه من سحق كل الأشرار واستعادة الحقوق المسلوبة وإعادة ضبط زوايا الحياة لصالح الحق، وهو فريد شوقي سينما الترسو الذي لا يمكن أن يهزمه أحد حتى وهو عائد من الموت وهارب من المستشفى وجراحه لم تندمل!
رغم ما يحمله المسلسل من تجاوزات لا يقبلها المنطق إلا أنه يعد من الأعمال الجيدة إيقاعاً وتمثيلاً وإخراجاً، فلا خلاف على أن محمد رمضان أبدع في أداء دور رضوان البرنس، ولم يحتكر وحده التميز والإجادة ولكن شاركه باقي الممثلين، وخصوصاً أحمد زاهر الذي تحول إلى شر يمشي على قدمين، وسلوى عثمان الأم الموجوعة من أفعال أبنائها ولكنها لا تملك سوى الانحياز لهم أملًا في حمايتهم. ويأتي المسلسل شديد القسوة وشديد القتامة، وكل شخصياته نماذج للشر والطمع والجشع ، ولا يوجد عنصر إيجابي فيه سوى رمضان البرنس أو محمد رمضان وزوجته القتيلة(نجلاء بدر) وحبيبة عمره(نور) ووالدتها(صفاء الطوخي .
“البرنس” مسلسل سيثير المزيد من الجدل خلال الأيام المقبلة مع عرض باقي حلقاته والتي من المؤكد ستحمل إلى الجمهور المزيد من المفاجآت في التمثيل وفي السيناريو، ورغم أنه يتناول قضية كل زمان منذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة، إلا أنه لا يمكن تصنيفه “نمبر وان” كما اعتبره ساويرس وغيره من محبي الفنان.
أما محمد رمضان، فليته يركز في التمثيل ويقلل من استفزازاته لقطاعات من الجمهور، وساعتها سيكون بالفعل “نمبر وان” في مجاله.