رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

“ولاد إمبابة” مسلسل يصيبك بالغثيان !

أفيش المسلسل

كتب : الناقد المجهول

أتحفتنا شاشتنا الذهبية خلال الأيام الأولى من شهر رمضان الجاري بمجموعة من المسلسلات الكوميدية حتى تخفف عنا قلق وتوتر فيروس كورونا المستجد الذي اجتاح العالم في الفترة الأخيرة، بحكم أن الضحك يزيد من مرونة الأوعية الدموية الخاصة بالقلب، مما يزيد من التدفق الدموي أيضا، وترفع الكوميديا الروح المعنوية لدى الإنسان، وتخلصه من الرتابة والروتين والملل، لكن جاءت هذه المسلسلات السمجة الرذلة، المليئة بالتهريج لتضيف على حالة القلق والتوتر، حالة من الغضب والحزن، وجعلتنا نبكي بالدموع على تقل الدم، والاستظراف، و”الفهلوة”، وكشفت هذه الاسكتشات وليست المسلسلات زيف هؤلاء التافهين الذين كتبوها وأخرجوها وقاموا بتمثيلها، وأسقطت الأقنعة الجذابة عن الوجوه القبيحة لهؤلاء المرتزقة الذين يستهينون بعقول الجمهور.

فيفتي والسادات مع باقي العاملين في المسلسل

وطوال الأيام القادمة سنتوقف عند هذه المسلسلات، لنؤكد لك عزيزي القارئ إننا معك، ونكتوي بنار هذه الكوميديا التى ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بالكوميديا، ولكن لها علاقة “بالهبل والعبط” وأشياء أخرى نترفع عن ذكرها.

اليوم سنبدأ بمسلسل “ولاد إمبابة” تأليف أيمن بكرى، إخراج ممدوح زكى، بطولة فريدة سيف النصر، مصطفى أبوسريع، سعد الصغير، عمرو رمزي، شمس، نادر أبو الليف،عبد الله مشرف، وريكو، ونجوم فرق المهرجانات.

وتدور أحداثه من خلال راقصة شهيرة معتزلة متعددة الزيجات والأبناء، إسمها “إمبابة” تلعب دورها “فريدة سيف النصر” تقرر جمع شمل أولادها وأحفادها، وخلال الحلقات الأربعة التى عرضت شاهدنا موضوع هزيل فنيا لا يمس الواقع بشيئ من قريب ولا من بعيد، منذ بداية الحياة وحتى الآن، لم نسمع أو نقرأ عن راقصة حاولت تجميع شمل أولادها الكثيرين، وبهذا يختفي المنطق من “الحدوتة”! عرفنا وقرأنا عن راقصات تزوجن كثيرا، مثل الفنانة الرائعة “تحية كاريوكا” التى تزوجت 13 مرة، لكننا لم نسمع عن راقصة لديها أولاد لا تعرف أما كنهم، فهذا فيه إهانة للمرأة أولا وللراقصة ثانية.

سعد الصغير نموذج سلبي في المسلسل

وأثناء مشاهدتي لهذه الاسكتشات تصورت لبعض الوقت وأنا أتعذب على “الشيزلونج” الخاص بي في بيتي، إنني أشاهد أسوأ مسلسل، ولكني عدت فتذكرت إنصافا إنني شاهدت أسوأ منه، وإننا سنرى بالتأكيد ما هو أفدح ما دام أحدا لا يخجل من التنافس على الإمعان فى الرداءة، بحيث يخطر لي أحيانا أن بعض مخرجينا ومنتجينا ومؤلفينا يدخلون فى مباراة سرية غير معلنة للحصول على جائزة ذهبية لأسوأ مسلسل.

لم تقتصر “المهازل” على موضوع المسلسل – الذي يسئ حتما لمنطقة إمبابة الشعبية – ولا المشاهد الطويلة، التى يقترب المشهد من الـ 8 دقائق في كلام عبث وحكايات ساذجة من الست “إمبابة” عن أمجادها القديمة في الرقص والغناء والأستعراض والزواج من الرجالة “المقرشين” أي الذين لديهم “فلوس”، ولكنها تعدت إلى أخطأ في “الركورات والملابس”، ففي الحلقة الثانية وأثناء جلوس “زمارة وعسلية وعمرو” على القهوة، يطلب منهم “عمرو” أن يسرعوا بالذهاب إلى الفرح، فنجدهم بعد أن هموا بالوقوف، في المشهد الثاني مباشرة بملابس أخرى غير التى كانوا يجلسون بها على القهوة، رغم أن السيناريو لم يشير من قريب أو بعيد أنهم أخذوا وقت للذهاب إلى بيوتهم لاستبدال ملابسهم استعدادا للفرح!!

من كواليس المسلسل

الطريف والمثير أن مخرج هذه الاسكتشات التى تدعى مسلسل “ممدوح زكى”،هاجم قناة النهار، وذلك من خلال حسابه على موقع الـ “فيس بوك”، حيث كتب: “حسبي الله ونعم الوكيل الحلقة الأولى باظت والمسلسل حتي بدايته مش مفهوم بالمرة وبوخوها وخلو دمها سم”، ووضع صورة كتب عليها: “الحلقة اللي اتذاعت من مسلسل ولاد إمبابة على قناة “النهار” لا تمت بأى صلة للحلقة المتسلمة للقنوات، نص الحلقة اتشال دون حتي الرجوع ليا، ده غير المواعيد القذرة اللي القناة بتعرض فيها المسلسل”!

ويحق لنا أن نتساءل لماذا عرض مثل هذا العمل الهزيل – الذي يبدو أن النجمة الموهوبة فريدة سيف النصر قد تورطت فيه هى والممثل القدير لطفي لبيب للأسف – ومن المسئول عن عرضه؟ بينما مصر تمر بأخطر فترات حياتها في العصر الحديث، والمجتمع المصري يغلي بتناقضات وصراعات وتحديات ومشكلات، ويتطلع إلى وضوح الرؤيا وتثبيت القيم أكثر من أي وقت مضى، نشاهد مسلسل إيه  “ولاد إمبابة”!!!، ورغم أن المسلسل لايمت إلى حى إمبابة سوى في تشابه الاسم فقط، لكنه في ذات الوقت يمثل إسقاطا واضحا على “ولاد إمبابة”، الذين يعرفون بالنخوة والجدعنة والغيرة على منطقتهم، تماما كما يتصف بذلك سائر الأحياء الشعبية في القاهرة والجيزة، ومن هنا لست أدري لماذا لم يتحرك أهل إمبابة أو أحد ممثليها في مجلس النواب في انتفاضة غضب للدفاع عن هذا الحي الشعبي العريق، الذي خلده الأديب الكبير الراحل “إبراهيم أصلان” في رواياته وفيلمه الشهير “الكيت كات”، .. وللحديث بقية..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.