رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

“أبي فوق الشجرة” يدشن عصر الفيديو كليب

أفيش الفيلم

* حليم يرفض اسم الفيلم ونادية لطفي لم تضبط متلبسه بنطق اسمه

* تم ترشيح “هند رستم وزيزي مصطفى وحسن يوسف” لمشاركة العندليب البطولة.. ولكن!

* عبدالوهاب يطلب من “العمروسي” دفع فلوس لخطيب الجامع لهجومه على الفيلم!

* نظرا لطول الفيلم تم حذف أغنية “على طول الحياة” بعد تصويرها

كتب : أحمد السماحي

قدم عبدالحليم حافظ في مسيرته الفنية 16 فيلما سينمائيا، كان آخرها “أبي فوق الشجرة” الذي حطم الأرقام القياسية في شباك التذاكر، واستمر عرضه عاما كاملا في دار سينما “ديانا”، فى الوقت الذي كان أقصى مدة عرض لفيلم ناجح تترواح ما بين شهرين أو ثلاثة، ونظرا لهذا النجاح الساحق أطلق على محطة أتوبيس سينما “ديانا” اسم “محطة أبي فوق الشجرة”.

كان الفيلم هو اللقاء الثالث بين العندليب الأسمر والكاتب الكبير “إحسان عبدالقدوس” بعد فيلمي “الوسادة الخالية، والبنات والصيف”، ولم يكتف “إحسان” بالقصة فشارك في كتابة السيناريو والحوار مع الكاتب “سعد الدين وهبه”، نظرا لأنه كان يعاني من حالة فراغ وزهق من العمل الصحفي.

تتناول القصة بعض مشاكل الشباب من خلال الطالب الجامعي “عادل عبدالحميد” الذي يسافرإلى الإسكندرية مع أصدقائه للمصيف، وفي الأسكندرية يقابل الملاك والشيطان، الطهر والبراءة، الغواية والجنس، حيث ينشأ علاقة حب بريئة مع زميلته “آمال”، لكن هذه العلاقة البريئة لا تكفيه، وفي أحد الأيام يذهب مع أصدقاء له معرفون بسوء الخلق إلى ملهى ليلي حيث يتعرف على الراقصة “فردوس” التى تلتهم شبابه، وعندما يعلم والده بهذه العلاقة يسافر إليه، وبدلا من إنقاذه من براثن “فردوس”، يسبح هو في بحور اللذه مع “محاسن” زميلة عشيقه ابنه، وتدور باقي الأحداث في تصاعد درامي لطيف.

لحظة رومانسية بين بطلي الفيلم

مفارقات في إختيار الأبطال

رشح لهذا الفيلم مجموعة من الأبطال لكن بعضهم أعتذر، والبعض الآخر كان مجرد ترشيح ولم يصل إليهم “سيناريو الفيلم”، ومن الأبطال الذين رشحوا وذهب إليهم السيناريو النجمة “هند رستم” التى رشحت لتلعب دور الراقصة “فردوس”، خاصة وأنها لها “سوابق” فى تجسيد مثل هذا الدور، لكنها بعد أن وافقت مبدئيا على الدور، تراجعت واعتذرت عن الدور بسبب خوفها من كره الجمهور لها، لأنها ستجسد الغواية والشر المطلق.

كما رشح المخرج “حسين كمال” بطلته المفضلة فى هذا الوقت الفنانة “زيزي مصطفى” بطله فيلمه الخالد “البوسطجي” ،ونجمة التليفزيون الشهيرة لدور “آمال” حبيبة ” عادل”، لكن حال وزنها السمين دون إرسال السيناريو لها، كما رشح النجم الكبير “حسن يوسف” لدور “سامي”  صديق “عادل” السيئ العابث الذي يأخذه إلى الملهى ويشربه “الحاجة الصفرا” ويعرفه بالراقصة “فردوس”، وتحمس “حسن” للدور فى البداية نظرا لكبر الدور، لكنهم عندما أرسلوا له السيناريو فى صورته النهائية وجد اختصار كبير في دوره، فأعتذر عن الدور، وقام ببطولته “سمير صبري”.

نادية لطفي والشجرة

عندما عرض الفيلم على “حليم” أحب تغيير اسمه، لكن كاتب القصة “إحسان عبدالقدوس” شرح له أهمية العنوان، وعلاقته بالقصة، ونصحة بأن يبعد عن النمطية والعناوين المستهلكة التى سادت كثير من عناوين الأفلام المصرية، فأقتنع “العندليب”، لكن النجمة الكبيرة “نادية لطفي” لم تقتنع، وظلت حتى رحيلها ــ بحكم صداقتي لها ــ لا يمكن أن تقول إسم الفيلم كاملا، واتحدى أحد يقول أنها كانت تقول فيلم “أبي فوق الشجرة”، كانت دائما تردد فيلم ” الشجرة”.!

حليم يغني “قاضي البلاج”

مؤذن الجامع الذي روج للفيلم

بعد عرض الفيلم الذي تضمن عدد كبير من “القبلات” ذكر “مجدي العمروسي” صديق عبدالحليم والمسئول عن شركة “صوت الفن” منتجة الفيلم: بأن أحد خطباء جامع ما في وسط البلد كان في كل خطبة جمعة يسب الفيلم ومن صنعوه، ويقول أن الفيلم به “100” قبلة، فأنزعج “العمروسي”، وذكر هذا للموسيقار “محمد عبدالوهاب” أحد منتجي الفيلم، فقال له عبدالوهاب: يا عبيط روح اديله فلوس علشان يستمر، الناس بستمع كده وبتخرج من الجامع وتروح تتفرج على الفيلم، خلي بالك أوعى يبطل، طول ما هو بيتكلم مدة الفيلم هيستمر ويجيب فلوس.!

عبد الحليم اعترض على اسم الفيلم في البداية

على طول الحياة

تعتبر أغنيات فيلم “أبي فوق الشجرة” من أجمل ما قدم من أغنيات في السينما الغنائية، تضمن الفيلم 5 أغنيات هى “قاضي البلاج” كلمات “مرسي جميل عزيز، وألحان منير مراد”، “الهوى هوايا” كلمات “عبدالرحمن الأبنودي”، ألحان “بليغ حمدي”، “يا خلي القلب” كلمات “مرسي جميل عزيز، ألحان محمد عبدالوهاب”، و”جانا الهوى” كلمات “محمد حمزه، ألحان بليغ حمدي”، و”أحضان الحبايب” كلمات عبدالرحمن الأبنودي، ألحان محمد الموجي”.

وكان – كما ذكر لي صديقي المخرج حسين كمال فى حوار بيننا نشر – هناك أغنية “على طول الحياة أو أعز الناس” كلمات “مرسي جميل عزيز، وألحان بليغ حمدي” وتم تصويرها بالفعل، لكن في العرض الخاص للعاملين في الفيلم رأوا حذف هذه الأغنية نظرا لطول الفيلم، ولا أحد يدري أين ذهبت هذه الأغنية المصورة؟!.

كان “حسين كمال” سباق ومتفرد في إخراج الأغنيات التى دشنت عصر “الفيديو كليب” قبل ظهور “الكليب” بحوالي 30 عاما، ففي أغنية “جانا الهوى” مثلا بدأها حليم في مصر، وسافر أثناء غنائها إلى لبنان وتم تصويرها بين هياكل بعلبك، وشلالات نبع العسل، وأشجار فاريا، ومسابح بيروت، ومع نهايتها رجع لمصر.

وصور “حسين كمال” أغنية “يا خلي القلب” فى البداية – وكما يقول الشاعر محمد حمزه – مع العرائس، لكن بعد أن تم تصويرها اكتشف أنها لو تم تصويرها بالبشر مثلما قال “حليم” ستكون أفضل من ذلك، وبالفعل تم تصويرها، وقام “مجدي العمروس، ومحمد حمزه، وبليغ حمدي” بنفخ فقاقيع الصابون التى ظهرت في الأغنية.

مع ميرفت أمين

……………………………………………………………………………………………………………………..

بطاقة الفيلم

قصة: إحسان عبدالقدوس

سيناريو وحوار: إحسان عبدالقدوس، سعد الدين وهبه، واشترك في السيناريو “يوسف فرنسيس”.

إنتاج: أفلام صوت الفن

مدير التصوير: وحيد فريد

ديكور: حلمي عزب

مونتاج: رشيدة عبدالسلام

الموسيقى التصويرية: علي إسماعيل

إخراج: حسين كمال

بطولة: عبدالحليم حافظ، نادية لطفي، ميرفت أمين، عماد حمدي، صلاح نظمي، فتحي عبدالستار، فاروق يوسف، سمير صبري، نبيلة السيد.

لقطة جماعية بين حليم وميرفت أمين وباقي الأبطال

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.