رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد رمضان .. الاستفراز تحت وصاية تليفزيون الدولة!!

ملابس غريبة تعجبه هو وحده

كتبت : سدرة محمد

صحيح أن وائل الإبراشى بدأ حلقته الأولى في برنامجه الجديد “التاسعة” بداية جيدة للغاية، وذلك باستعراض لتراث التليفزيون المصري عبر عشرات السنين الماضية، والذي امتاز بالحرفية والتنوع الشديد في صورة خرائط برامجية كانت تهتم بكل هموم الشارع المصري، وتنتقي ما يوافق ذوقه العام محافظا على القيم والتقاليد التي تربينا عليها، فضلا عن حالة الشجن التي أصابت المصريين في حقب تاريخية مختلفة.

يرتدي زي طاووس عجيب

ثم كانت النقطة الإيجابية الثانية باستعرض تقريرا يحمل جانبا مهما حول تكريم حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد حين طوق وشاحه للعمل الإنساني رقبة الدكتور مجدي يعقوب كنموذج مبهر وصانع الأمل من رحم الأمل، والذي ينبغي أن نفخر به، كما أشار “الإبراشي” بحماس محمود عليه، ومؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة محاورة صناع الأمل في مصر خلال الفترة القادمة في برنامجه.

ثم كانت الكارثة التي قدم لها “الإبراشي” في بداية الحلقة قائلا: كل القضايا قابلة للنقاش، ومن حق الناس أن يدلوا برأيهم فيما يثار حولهم من جدل مهما كان، وهنا أذكر بأن التليفزيون عبر كثير من الإعلاميين أجرى حوارات مع إرهابيين وجواسيس من قبل، وكأنه يبرر عامدا لحوار استفزازي تحت وصاية تليفزيون الدولة مع “محمد رمضان” الذي شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي قبل حواره بـ 24 ساعة حملة شرسة تطالب بمقاطعته “الإبراشي” نفسه قبل أن يظهر أمس على شاشة القناة الأولى بالتليفزيون المصري، في إشارة واضحة من جانبه أننا دائما بحاجة إلى نقاش جدلي حول القضايا المهمة.. ولست أدري ما أهمية قضية إثارة الجدل من طرف “محمد رمضان” بحيث يمكنها أن تؤثر في حياة الناس من البسطاء الذين يلتفون حول شاشة مصر الوطنية؟

ينظر للأعلى في تيه وغرور

لقد قال “الإبراشي” بلغة استفزازية أن الحوار ليس فنيا، ولكنه سيتطرق إلى قضايا حيوية مست الشارع المصري خلال الأيام الماضية، حول أغاني “محمد رمضان” ومشكلته الشهيرة مع الطيار.. ولابد لي من وقفة حول نوعية القضايا التي تمس الشارع المصري، فلايصح أبدا أن يتم اختصارها على “محمد رمضان بعينه، بل إنه بهذه الطريقة الاستفزازية، يفرض علينا  قضايا بغيضة ويمارس أسلوبه الاحترافي في لي الحقيقة في تلفزيون مملوك للدولة.

ربما كانت للفضائيات الخاصة بعض الحق بعد مراجعة “المجلس الأعلى للإعلام وهيئته الوطنية” في استضافة من تراهم يحققون لهم الجماهيرية طبقا لمصالحها الخاصة، ولكن السؤال هنا : من المسئول عن استضافة أي شخص في التليفزيون المصري؟، وعلى أي أساس يتم الاختيار؟، ثم فوق هذا وذاك من بالضبط له حق فرض “س أو ص”، سواء كان ذلك ضد رغبة الجماهير أو معها، وهى بالأساس تصرف على التليفزيون المصري من ضرائبها الخاصة؟

مسخ من العرب لاينتمي لثقافتنا العربية

كان ظني في الواقع أن “وائل الإبراشي” من تقديمه ووصفه قائلا : موهوب .. ولكن، اعتلى القمة .. ولكن، الأعلى سعرا .. ولكن، لكنه هو نفسه أثلج صدور مشاهديه عندما وجه له سيل الاتهامات التي تلاحقه بالبلطجة فضلا عن حملات المقاطعة، ورمضان يرد بغرور شديد وببرود أعصاب بأن معارضيه نقطة في بحر جمهوره!!، وكأنه يشير بإصبعه الذي يحركه يمينا ويسارا بأنه يملك الملايين التي تؤيده، وضمنيا هى قادرة على سحق هذه القلة المعارضة.

ثم بدأ “الإبراشي” عاصفته المعتادة على جناح كشف الحقيقة بسؤاله عن أزمته مع الطيار الذي دمر مستقبله وحياته بالكامل: هل تشعر بالذنب؟، برر “رمضان” بأنه ليس الأول، وهناك لبنانيات مارسن نفس السلوك، لكني ألحظ  حالة تصيد لمحمد رمضان بعينه، وكأنه يرمى إلى نظرية المؤامرة، رغم أنه ينفي تماما تفاعله مع نظرية المؤامرة.

لم يشفي “رمضان” بحديثه الممجوج غليل جمهوره عندما قال معلقا على قضية الطيار: لم أخلى مسئوليتي ولم أخطأ ، بدليل أن هيئة الطيران لم تقاضيني.. ونحن بدورنا نسأل : كيف يمكن أن تقاضيك وأنت لست المسئول عن تصرفك الأخرق، خاصة أنه أشار إلى أن الطيار أخطأ عندما هددني بدفع 9.5 مليون وإلا سألجأ للسوشيال ميديا، وعندما واجهه “الإبراشي” بخطئه قال بتحدى سافر: أنا لم أخطئ، ثم أضاف في تباهي: ثم أن على موبايلي صور رؤساء دول وملوك، لكنها ليست للتداول، والغريب أن هذا الطيار طالبني بـ 25 مليون وبسخرية : لست أعرف هل هذا 25 مليون “بنبون”، لدي فيديو يقول فيه هذا الطيار: “أنا الدولة .. أنا الحكومة” وكأنه بهذا لا يتعمد نشر ذلك على الميديا التي تراقبه في أثناء الحوار!!.

مع الطيار الذي ذبحه ولا يطاوعه خيال المريض على إنصافه

لم يوخزه ضميره الحي عندما قال له “الإبراشي” أن هذا الطيار دفع ثمنا غاليا وذبحه في مستقبله، ومع ذلك تتعامل معه بعصبية، نافيا علاقته بالموضوع من قريب أو بعيد، رغم إنه حاول استدرار عواطف الجمهور بأنه حاول توظيف الطيار في شركة إمارتيه، وفي محاولة أخرى للسخرية من الجمهور الذي يطالبه بتلقائية بدفع 9.5 مليون قائلا: بحثت عنه فوجدت أنه ممكن يقاطع امه على 9 جنيهات، وكأنه يكشف الحجاب عن الحمهور!!

في حالة من الارتباك قال أن هناك محاميين وراءهما مطرب كبير يحاول إيقافي عن الغناء، حاول “الإبراشي” استعادته لرشده في قتل مستقبل الطيار، لكنه ظل يناور صابا جام غضبه على الإعلام، رغم أن الطيار كسب تعاطفا كبيرا من الجمهور، بينما رمضان خسر قطاع كبير من الجمهور، فرد ببرود أنا كمان متعاطف معه وطاله بالعودة إلى العمل عن طريق تقديم تظلم لمحكمة العمل وأظنها ستكون عادلة.

كان الإبراشي على وعى كبير عندما واجهه قائلا : أنت تغني بدون ملابس ، أو قميص شيفون، مضيفا : ملابسك مستفزة ولا علاقة لها بالغناء، رد بأن هذا نوع من الغناء في الغرب، اسمه “ميوزكل شو” ، وملابسهم هكذا، ما أقدمه اختراغ جديد على الناس، وهو للحقيقة غير مبال بآثار تلك السلوكيات على الشباب الصغار الذين يقلدونه تقليدا أعمى، فضلا عن عدم اكترث بملايين المعارضين لهذا اللون الغريب والمستفز، وقال أن مطرب أجنبي كان يغني في الساحل الشمالي كانت ملابسه أجرأ مني كثيرا، في محاولة جاهدة الدفاع عن أسلوب غنائه رغم أنه اعترف ضمنيا بأنه فعلا يصدم الناس كنوع من الغناء الحديث.

أعجبني جدا “وائل الإبراشى” عندما واجهه بأنه لم يهتم بتعهده أمام نقابة الموسيقيين، لكنه رواغ وأصر على أن هذا النوع مطلوب في الغرب – والحمد لله – وبلغة استفزازية وتعالى شديد وهروبا من تعهده أمام النقابة : أصبحت أعلى مطرب في مصر، وأنا الوحيد الذي عنده 5 أغاني تتعدى الـ 100 مليون.

وعن التباهي بثروته أرجعها للعلاقة بينه وبين جمهوره، قائلا : أنا أشرك جمهوري فرحتي بالسيارات والفلوس التي أكسبها، أنا أزيل الجدار بيني وبين الجمهور، وأصر على أن الذي يستفز من هذا السلوك يبدو أنه شخص حقود غلاوي، ولا أطمع أن يكون من جمهوري، هدفي أن أسعد جمهوري بهذا الأسلوب وهذه علاقة في النهاية بيني وجمهوري، وبلغة “التضجين” قال: أنا حر في تصرفي مع جمهوري وبلدي طالما أقوم بواجبي.

ربما حاول خلال الحوار أن يكسب تعاطف الجمهور متحدثا عن صلة الرحم بينه وبين أمه وأسرته وباقي أهله، بينما لم يدرك أن يقوم بفنه هذا بتدمير أجيال بكاملها، والغريب أنه يتحدث عن طموحه للوصول للعالمية، وقد فات عليه أن هناك من يرون أنه أصبح بمثابة ورم سرطاني استشرى في الجسد المصري بهزله الغنائي مؤخرا ويبنغي استئصاله من جذوره، حتى يمكن أن يعود الفن برسالته الحقيقية إلى سابق عهد كما كان في زمن الفن الجميل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.