رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

بسبب جملة عن (حكام مصر): رقابة التليفزيون المصري تعدم (ابن خلدون).. (2/2)

كتب: أحمد السماحي

مازالنا مع الكاتب والسيناريست (مصطفى محرم) الذي نحيي ذكرى ميلاده، حيث يستكمل كواليس مسلسله المتميز (ابن خلدون) الذي قام ببطولته نجمنا المبدع (نور الشريف).

أمس تحدثنا عن ظروف ولادة مسلسل (ابن خلدون) واليوم نستكمل باقي كواليس المسلسل، وسر منعه من العرض في تليفزيون مصر!.

يقول الكاتب والسيناريست مصطفى محرم: تم اختيار باقي الممثلين المشاركين في بطولة مسلسل (ابن خلدون) بجوار النجم نور الشريف وهم (عبدالمنعم إبراهيم، تيسير فهمي، رشوان توفيق..

وأحمد خميس، مشيرة إسماعيل، هادي الجيار، عبدالعزيز مخيون، سامي مغاوري، كمال أبورية، ومحمد السبع، كمال ياسين، أشرف زكي، أنور إسماعيل، عبدالحفيط التطاوي) وغيرهم.

وكان يحضر بروفات المسلسل، مصحح اللغة لكي يضبط الإعراب، وتشكيل الحروف للممثلين، وكنت أظن أن مهمته تقتصر على ذلك، ولكني وجدتها تتجاوز إلى أسماء البلاد والمدن، والأماكن، وجغرافيتها وتاريخها.

وكان الرجل لديه الكثير من العلم في اللغة والتاريخ والجغرافيا، وقد استفدت منه كثيرا.

فوجئنا باعتذار المخرج (إبراهيم الصحن) لإرتباطه بعمل

اعتذار إبراهيم الصحن

بدأ تصوير المسلسل في القاهرة، في بعض الأماكن الأثرية، خاصة وأن (ابن خلدون) انتهى به المطاف إلى العيش في القاهرة، وبعد أسبوعين من التصوير تقريبا فوجئنا باعتذار المخرج (إبراهيم الصحن) لإرتباطه بعمل كان لابد أن يقوم به.

ووقعنا في حيرة، لكن النجم نور الشريف أتى بزميل دفعته في معهد الفنون المسرحية، وهو المخرج (محمد عبدالسلام)، وعندما قابلت نور، وأبديت تخوفي أخبرني بأن ما حدث قد أراحه كثيرا.

وسوف أرى النتيجة على ضمانته، وسوف أرتاح أنا الآخر، وظل القلق يساورني لهذا التبديل، فأنا بدأت عملي في الكتابة للتليفزيون مع (إبراهيم الصحن)، وكنت أرتاح للعمل معه.

كنت أشاهد تمثيل (نور الشريف) فوجدته يبدع ويتفوق في تجسيد الشخصية

تفوق وإبداع نور الشريف

بعد عدة شهور انتهى تصوير المسلسل، وأثناء التصوير كنت أشاهد تمثيل (نور الشريف) فوجدته يبدع ويتفوق في تجسيد الشخصية، بحيث لا يستطيع أحد أن يتخيل (ابن خلدون) إلا أن يكون نور الشريف.

كنت أشعر أنه يتجلى في كل مشهد يقوم به، وأن في داخله حلما كان يحلم به.

رقابة التليفزيون المصري اعتبروا المسلسل مسلسلا دينيا

سر منع (ابن خلدون) في مصر

تم عرض المسلسل في البلاد العربية وحقق نجاحا كبيرا، وأرسل (لطفي الزيني) نسخة من المسلسل إلى التليفزيون المصري باعتباره أشهر التليفزيونات، وأعماله تحقق نسب مشاهدة عالية نظرا لتعداد الشعب المصري الكبير!

وبعد أن شاهد المسئولين في رقابة التليفزيون المصري المسلسل أعتبروه مسلسلا دينيا، ولم أعرف لماذا أعتبروه مسلسلا دينيا؟!، ولذلك أحالوه إلى لجنة في الأزهر تقوم بمراقبة ومراجعة الأعمال الدينية!

ورأت اللجنة الموقرة أن المسلسل يبرز سلبيات وعيوب شخصية إسلامية كرجل طموح يتكالب على السلطة بشكل انتهازي، وتم رفض العمل بحجة أننا نسيئ لشخصية إسلامية.

وبالطبع أدركت أنه لا يوجد واحد من المشايخ الأجلاء يعرف شيئا عن (ابن خلدون)، أو حتى كلف نفسه بقراءة سيرته ليعرف حقيقة شخصيته، فهو عالم عظيم ومفكر قلما يجود الدهر بمثله.

ولكنه ليس من الصحابة أو العشرة المبشرين بالجنة، وليس من الأئمة الأربعة!، وليس وليا من أولياء الله، ولكنه إنسان من دم ولحم، وله طموحاته.

ونجح في أن يصل ما كان يود أن يصل إليه فأصبح رئيسا للوزراء ومستشارا للملوك والسلاطين، وفي النهاية أصبح ولي الدين عندما تولى منصب قاضي القضاة للمذهب المالكي في عهد أحد سلاطين المماليك.

وبالطبع أخذت الرقابة في التليفزيون بتقرير لجنة مشايخ الأزهر، وعندما حاول النجم (نور الشريف) التدخل لعرض المسلسل، وذهب للمسئول عن الرقابة في التليفزيون.

وبدأ يناقشهم وجد تفكيرهم عقيم، ووجد أن هناك بعض الجمل في المسلسل أثارت إنزعاجهم، وخاصة تلك الجملة التى يقولها أحد أصدقاء (ابن خلدون) عندما سأله عن أحوال مصر فأجابه قائلا: (إن مصر منكوبة بحكامها!).

فكانت هذه الجملة بمثابة حكم الإعدام على عرض المسلسل في مصر، ولم يعرض مسلسل (ابن خلدون) حتى الآن.

نتمنى أن ترفع الشركة المنتجة وهى شركة (زيني فيلم) المسلسل على (اليوتيوب) بصورة جيدة

اقتراح لشركات الإنتاج

الى هنا انتهى كلام أستاذنا وكاتبنا (مصطفى محرم)، والحقيقة أننا نتمنى أن ترفع الشركة المنتجة وهى شركة (زيني فيلم) المسلسل على (اليوتيوب) بصورة جيدة، لأنه من الأعمال التى تستحق المشاهدة.

ونتمنى أيضا من المسئولين عن الإنتاج في مصر والدول العربية إعادة إنتاج أعمال تاريخية مهمة مثل (ابن خلدون) مجددا بنجوم جدد، حتى نستفيد من ثورة التكنولوجيا الحادثة الآن في تقنيات العمل الفني.

وليس (ابن خلدون) فقط ولكن إعادة إنتاج أعمال تاريخية أخرى لكتاب آخرين مثل (محفوظ عبدالرحمن، يسري الجندي، جمال الغيطاني) وغيرهم، خاصة وأن لا يوجد للأسف الآن كتاب يكتبون العمل التاريخي بصورة جيدة وصادقة.

كما أن كثير من الشباب الحالي يرحب بالعمل التاريخي لو وجد نجم يحبونهم، وعمل مكتوب بصورة جيدة، والدليل على ذلك نسبة المشاهدة العالية لمسلسلات مثل (الحشاشين، الإمام الشافعي، ممالك النار) وغيرهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.