(سميح شقير).. صوت المعارضة السورية الذي غني للوطن أروع أغنياته!

كتب: أحمد السماحي

عندما بدأت مشواري الصحفي في نهاية التسعينات أهداني أحد أصدقائي من نجوم الفن السوري، ألبوم جديد لمطرب سوري يلحن ويكتب ويغني كل ما يقدمه اسمه (سميح شقير)، وكان الألبوم بعنوان (زماني).

وكان يتضمن 12 أغنية هى (خلص، مش ركباني، أنا شخصيا، ما تواخذني، شو بحبك، الطبالين، نجم الغنية، بداوي، سمرمر، بدي إلك، حوار ثقافي، زماني).

كانت أغنيات الألبوم اجتماعية نقدية ساخرة، وبمجرد استماعي إلى هذا الألبوم هزني ما فيه من صدق وبساطة وجمال فني، وهزني فوق ذلك كله ما فيه من حرارة نقدية ساخرة.

ووقعت في حب ما يقدمه (سميح شقير)، وبدأت أتابع كل ما يطرحه من أغنيات، ومن حسن حظي إنني وجدت له العديد من الألبومات على (اليوتيوب) غير (زماني) وهى بترتيب طرحها (لمن أغني) عام 1983.

و(بيدي القيثارة) عام 1984،  (حناجركم)، عام 1985، و(وقع خطانا) عام 1987، (زهر الرمان) عام 1990، كما وجدت له العديد من الأغنيات المنفردة.

ومن خلال هذه الأغنيات لاحظت أنه مهموم بالبسطاء والغلابة والمقهورين والمناضلين ويغني لهم معظم أغنياته، ويقدم فنه للتعبير عن القضايا الوطنية، ويمزج في أغنياته بين الموروث الفني الشامي، وبين الحداثة، والأساليب الفنية العلمية.

ذروة ما بلغته الأغنية المعارضة

بعد أن قدم (سميح شقير) أغنيته الوطنية الرائعة (يا حيف) قال عنه الروائي السوري نبيل سليمان: (أحسب أن ذروة ما بلغته الأغنية السورية المعارضة هو ما صدح به (سميح شقير) مع عوده، كلمات ولحنًا وغناءً، ومن ذلك أغنيته الشهيرة المبكرة والموجعة (يا حيف).

و(يا حيف) هى واحدة من أشهر أغنيات (سميح شقير) التى أطلقها  عقب انطلاق الثورة السورية في 15 مارس لعام 2011 وسقوط عدد من القتلى في مدينة درعا برصاص قوات الأمن السوري، ويقول مطلعها :

يا حيف أخ ويا حيف

زخ رصاص على الناس العزل يا حيف

وأطفال بعمر الورد تعتقلن كيف

كيف.. كيف ؟!

وانت ابن بلادي تقتل بولادي

وظهرك للعادي، وعلي هاجم بالسيف

يا حيف يا حيف، وهذا اللي صاير يا حيف

و بدرعا ويا يمه ويا حيف.

ولم تكن أغنية (يا حيف) هي الوحيدة التى قدمها (سميح شقير) ينتقد فيه النظام السوري، ولكنه قدم العديد من الأغنيات منها (سجاني) التى يقول مطلعها:

هى يا سجاني، هى يا عتمة الزنزانةِ

عتمك رايح، ظُلمك رايح

نسمة بُكرا ما بتنساني

(سميح شقير) لسان حال شعب يعاني

ما قدمه (سميح شقير) للأغنية السورية المعارضة هو جزء من إيمانه العميق بدور الأغنية حيث يقول في أحد حواراته: (أؤمن بقدرة الأغنية على الحفر عميقًا في الوجدان إلى درجة التأثير في سلوك الفرد والجماعة، بشكل قد يفوق في ظروف معينة تأثير أحزاب وقوى منظمة..

 والأغنية التي أقصدها ليست مَحض نص شعري ملحن، بل حين ترتقي لتصبح نبضًا حيًا لقلوبٍ كثيرة ولسان حالٍ لشعب يعاني).

(سميح شقير) و(زماني)

هذا الأسبوع نتوقف من خلال (غلاف ألبوم) مع ألبومه السادس (زماني) الذي طرح عام 1996، والذي كان يتضمن 12 أغنية رائعة كتبها ولحنها وغناها (سميح شقير)، وسنتوقف مع كلمات بعض هذه الأغنيات.

كلمات أغنية (زماني):

يا ليلي، يا ليل يا لا لا لا يا ليل

زماني، يحسدني عليه، يحسدني عليه ظلي

كله تمام والعيشي يا سلملم يا سلام

شي مثالي، شوف بعينك واحكي عنّي

أنا سِكْت لساني، أنا مش قادرعبّر عن شكري لزماني

وامتناني للدقايق والثواني، للحياة أعطتني فرصة

آكل العسل كل يوم، كل يوم بالصواني

…………………………………………..

كلمات أغنية (حوار ثقافي):

أنا مش معك، وبرخت بذاتو ما نهى القصة

ولساتو كلام، سنسلافسكي مهم ومايرخولد

وإن حكا عالجسد بيظلو

سانسلافسكي عايش بقلبو بقلبو بقلبو للأبد

أنا مش معك، من غير تزمُّت وقالها فولتير

يمكن أضحي بروحي حتى تقول رأيك مع إني مش معك

وكلامك صاير سريالي، قطَّع عا بيكاسو وعلى دالي

وبنصحك تقرأ ابن عربي، وابن رشد، والغزالي

أنا مش معك لما تقول الشعر الصيني مجهول

والفراعنة من كوكب تاني، هالحكي مش معقول

أنا مش معك لما تقول إنو جلجامش مالوش أصول

وهالحكي لو عن أنكيدو كنت صدقتك على طول

أنا مش معك والبعد الذاتي حامل المنحى

السيكوباتي، مريض ومش حيعطي نتيجة وأحلا شي

على الهدا ستمعني، إنت تسمعني

 تسمعني أيوا تسمعني واسمعك

…………………………………………..

كلمات أغنية (سمرمر):

البنت بتحبك يا سمرمر، والقصة ما بدها تخمين

هواها باين قبل ما نيرون يحرق روما لانه حزين

سمرمر ايه حن عليها.

والبنت طالعة طالعة لأمّها

إمّه مين، إمّه كانت كانت بصّارة

يا أهلين

وقالوا كمان طلعتلا صورتك بالفنجان

وقالوا كمان وكمان وكمان وكمان وكمان

والبنت حلوة وشعرا سادل

والعينين كحلا سايل، خصرا شايل، أحلا شيل

والبنت كانت قبل ما تحبك مدام

تركت جوزها ولحقت حبّك والأوهام

سمعها كلام حلو بتستاهل

…………………………………………..

كلمات أغنية (بدي قلك):

بدي قلك قومي عالرقصة، قومي وخايف تتخجليني

وأنا صاير حساس لكن بالأساس

مش ناقص إنّي اتبهدل إدّام الناس، حاجة

كلما بتعشق عينيّ بتعشق صبية

بيطلعلها لصاحب وبيعلق فييّ

هيدا حظي ومش معقول ، سيفي لا يصول ولا يجول

وخيلي بآخر الخيول عم تاكل أكلات الجاجة

بحلم بحلم، والحلم عندي أنا عامل مناعة

تيتحقق يا عالم ناطرو ساعة بساعة

حلمي صغير وكله إنه غني، وياخدوني تاسجل بالاذاعة.