رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان يكتب: الأمير الشاعر (بدر بن عبد المحسن).. رحمة الله عليه

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

يوم السبت 5 مايو.. فقدت الحياة الثقافيه والعربية، شاعرا غنائيا من أعظم شعراء العرب، كان رحمة الله عليه من أقرب الأصدقاء إلى قلبي.. فقدت الأمة العربية الشاعر الصديق الجميل.. صاحب السمو الملكي.. الأمير الشاعر (بدر بن عبد المحسن) بن عبد العزيز آل سعود.

علاقتي بالأمير (بدر بدر بن عبد المحسن) علاقة قديمة جدا.. صحيح أنها لم تستمر كثيرا لانقطاع الصله في الفترة الأخيره.. ولكنه كان في قلبي دائما

كيف تعرفت على سموه؟

في يوم من الأيام منذ فترة طويله حيث كنت أكتب لكل محطات الإذاعه عشرات البرامج.. اتصل بي سياده المستشار (علي السيد علي)، نائب رئيس مجلس الدولة، ليخبرني أن هناك أميرا سعوديا أمنيته في الحياه أن يقابلني، وأنه موجود من اليوم في فندق شيراتون الجزيرة، وأنه في انتظاري على الفور.

كنت وقتها في إجازه في المنصورة.. اتجهت فورا إلى القاهرة، ووصلت إلى الدور التاسع في مبني الإذاعة والتلفزيون.. حيث يوجد  مكتب المستشار (علي السيد علي).

بعد أن انتهى من العمل، حيث كان يعمل مستشارا قانونيا لوزير الإعلام.. أخذني في سيارته إلى فندق الشيراتون.

حيث كتبوا لوحة عليها اسمي و اسمه  وسار العامل باللوحة وسط الجالسين وفي يده جرس.. بعد لحظات حضر الأمير (بدر بن عبد المحسن) لمقابلتي.. أحسست أنه في غاية الفرح.. قابلته و أنا أظن أنه شاعر  صغير، لأنه طلب مقابلتي رغم صغر سني بالنسبه لأي شاعر موجود القاهرة.

في هذه الفتره كان الشاعر العظيم (مرسي جميل عزيز) موجود، وكان الشاعر الكبير (صلاح جاهين) موجود أيضا، وكان معظم شعراء العامية والأغنية على قيد الحياة.

اكتشفت أن الأمير (بدر بن عبد المحسن) هو أعظم شاعر في السعوديه.

الشاعر الذي كتب أغنية أحبها جدا، وهى أغنية (في أمان الله)، التي غناها محمد عبده، والتي يقول في بعض سطورها (وقالتلي رسايلها.. وخصله من جدايلها.. وقالتلي في أمان الله.. يا ريت الليله ما كانت.. ولا الإحساس.. يا ريت الدنيا خانتني وكل الناس.. ولا خونتي.. ولا قولتي في أمان الله).

الليلة الأولي في جناح الأمير (بدر بن عبد المحسن)

في جناح الأمير (بدر بن عبد المحسن)

الليلة الأولي في جناح الأمير (بدر بن عبد المحسن) تواجد بها الملحن (هاني مهنا) وزوجته (منى)، ومجموعه كبيرة جدا من فناني مصر، كان الأمير سعيدا جدا بهذه المجموعه الكبيرة (الملحن الكبير محمد الموجي.. الشاعر عبد الوهاب محمد..عازف الكمان ميشيل المصري..الدكتور مصطفي محمود).

قال لهم: (عندما طلبت أن أقابل شاعرا من مصر.. لم أطلب مقابلة مرسي جميل عزيز.. ولا صلاح جاهين.. ولا غيرهما.. لكنني طلبت أن أقابل أستاذي الشاعر ابراهيم رضوان.. قالوا له.. كيف عرفت الشاعر (ابراهيم رضوان)؟

 قال لهم من خلال برنامج (صوره شعرية) الذي يذاع في إذاعه الشرق الأوسط..  في هذه الفتره كنت أعاني من حزن داخلي.. ومن الديون التي تقتلني.. ومع ذلك لم أحاول حتى أن اشرب عنده كوب من الماء، باستثناء أننا كنا نجلس في شرفة الجناح الذي يسكنه في شيراتون الجزيره فجرا.. وأمامنا نهر النيل..

كنا نشرب أو أشرب معه كوب من البرتقال.. قال لي أن عليه بعض الفودكا.. كان فرحا بي جدا.. أذكر أن ملحنا كبيرا.. بل يعتبر أكبر ملحن في مصر في هذه الفترة.

استأذن بعد أن أخذ أغنية من الأمير (بدر بن عبد المحسن) وذهب ليعرض الأغنيه علي المطربه مها صبري.. عاد بعد مده ليبلغ الأمير (بدر بن عبد المحسن)، أن الأغنيه أعجبتها وأنها أبلغته أن يأخذ ثمن اللحن من  الأمير (بدر بن عبد المحسن)..انتفض الأمير وهو يقول له:

إذا كانت قالت لك ذلك فعلا.. قم بتمزيق الأغنية.. والقذف بها حتي تذروها الرياح،

قال الملحن الكبير للأمير (بدر بن عبد المحسن): تعرف أنك الأمير الوحيد اللي ما جابشي ليا بدلة من لندن!

قالي له الأمير (بدر بن عبد المحسن): هو انت جيبت ليا  المقاسات وما جبتلكش بدله..

عند ذلك وضع الملحن الكبير يده في جيبه و أخرج له ورقه بالمقاسات، أخذها الأمير (بدر بن عبد المحسن)، وهو يقول: إن شاء الله في خلال الأسبوع ده هاتوصلك البدله من لندن!

طلبت (منى) المطربه المسرسعه أن تتعرف على الأمير (بدر بن عبد المحسن) وبالفعل أخذتها معي، ولكنها بعد ذلك قالت لي: أنا ندمانة جدا إن أنا جيت معاك الزياره دي مش كويسه لسمعتي!

كانت تخاف جدا على سمعتها لدرجه أن (حسام الدين مصطفى) كان قد دعانا لمشاهدة فيلمه (غابه من السيقان).. رفضت أن تجلس بجانبه لأن سمعته كانت سيئه في هذه الفترة، وخافت أن يرتبط اسمها باسمه.

كان من ضيوف الأمير (بدر بن عبد المحسن) أيضا المذيعة (دريه شرف الدين)

ضيوف الأمير (بدر بن عبد المحسن)

كان من ضيوف الأمير (بدر بن عبد المحسن) أيضا المذيعة (دريه شرف الدين) التي سجلت معه في برنامج لا أذكر اسمه.

 ظللت مع الأمير (بدر بن عبد المحسن) بن عبد العزيز آل سعود، فترة طويله.. قبل مغادرته القاهرة.. أخبرني أنه خطب بنت ولي العهد الأمير خالد.. وأنه سيدعوني في زواجه ولن أعود مرة أخرى إلى القاهرة.. حيث سنتفرغ لركوب الخيل والعمل في الديوان الملكي.. بحيث نجلس معا أكبر مدة ممكنه من الوقت.

 أخذ مني ديوان اسمه (القديسه) لطبعه لي في السعودية، حتي هذه اللحظه لا أدري مصير هذا الديوان، لأن رسائله لي انقطعت فجأة، ولكن الدكتور (عبد العزيز الدسوقي) وكيل أول وزارة الثقافه في مصر أخبرني أنه رأى لي ديوانا في السعودية، ولكنه لا يذكر اسمه.

كان الأمير (بدر بن عبد المحسن) يقول لي في خطاباته: يا غريب!

في أثناء وجوده عرفني بالأمير (خالد)، وهو  شاعر رائع.. وكان نسخة من الملك فيصل، ولا أدري حتي الآن: هل هو بالفعل ابن الملك فيصل.. أم هو خالد آخر.

 بعد ذلك أرسلت للأمير (خالد) أمير أبها، بخطاب أسأله فيه عن الأمير (بدر بن عبد المحسن) بعد أن انقطعت أخباره عني.. فرد علي خطابي بطريقة تلغرافية، فعاتبته علي ذلك، وقلت له أننا أصدقاء وبيننا عشرة في القاهرة.. فأخبرني أنني أقصد خالدا آخر.

 مات (الملك فيصل) مقتولا من أحد أفراد الأسره المالكه.. وتولى الأمير خالد ولي العهد حكم  المملكة، فاصبح الأمير (بدر بن عبد المحسن) زوج ابنة الملك..عندما دعاني الأمير (فيصل بن فهد) لزيارة السعوديه لأداء العمرة، حدثت لي أنا والعائله حادثة كبيرة جدا أثناء عودتنا من مكة.

جلست في الفندق.. وبالصدفه شاهدت برنامجا للمذيعه (شافكي المنيري).. ولقاء لها تليفونيا مع الأمير (بدر بن عبد المحسن)، حيث  قالت له: أنه جدد في الأغنية العربية فقال لها: الذي جدد في الأغنيه المصريه والعربية هو إبن بلدك الشاعر ابراهيم رضوان.

في برنامج اسمه (صورة شعبية) تقدمه مذيعه لا أذكر إسمها، (صورة شعرية)، كانت تقدمه مذيعه اسمها حاجة (الشربيني).

عجبت كثيرا عندما لم يسأل عني الأمير (بدر عبد المحسن)

عندما لم يسأل عني الأمير

عجبت كثيرا عندما لم يسأل عني الأمير (بدر عبد المحسن)، ولم يزورني في المستشفي ولا في فندق (حياة ريجنسي).. رغم تواجدي فترة طويله في جدة من أجل العلاج.

ورغم أن خبر الحادث الذي وقع لي أنا وأسرتي قد نشر في كل الصحف العربية والسعودية، كانت صدمتي كبيرة لأنه لم يهتم بالسؤال عني!

 ومرت الأيام وانتظرت أن يتصل بي فلم يفعل.. رأيته مع المستشار (ترك آل الشيخ) في إحدى الحفلات الخاصه بليالي موسم الرياض.. وكان كل فترة يأخذ يد الأمير (بدر بن عبد المحسن) ويقبلها تحية له.

رغم أننا لم نتقابل منذ أن افترقنا في شيراتون.. إلا أنني أحسست بالحزن الشديد جدا لموته.

و للحديث بقية..

……………………….

ويا بدر كان عندي أمل ..

ألاقيك في يوم.. مستني ليا ..

فوق جسور الحب.. وبحور الوطن

تطفي من القلب الشجن

بعدين نصالح قلبنا..

يا حبيبي تاني ع الزمن

كان بينا عشره طويله أطول م

 السنين..

اللي قضيتها معاك وكان بيننا حنين

وكلام.. حلمنا ف يوم بأنه يكتمل

بس الأمل.. بالموت فارقنا وانتهي

ووصلنا شط المنتهي

وفارقت دنياك الرقيقه يا غريب

……………………….

في القلب كنت حبيب ليستني الرجوع

فارقت يا بدر الحنان من غير رجوع

والموت خدك

وقدر يا صاحبي يبعدك عن دنيتي

ماتت في لحظة فرقه عنك ضحكتي

 وأنا كنت كل دقيقه باطلب م الإله

يجمعنا في الآخر سوا

ونكون لبعض نسيم دوا

يرجع لروحنا العيد في أيام الأمل

البدر يرجع يكتمل

 لكن إلهنا يا بدر خلانا بحكمه نفترق

يطول ما بيننا المفترق

ونقاسي من جرح الفراق

كان بيننا دايما اشتياق

وسواقي دايرة جوه ليل حاضن قمر

الفرقه مكتوبه علي كل البشر

ولا بد نتحمل مرار التجربة

يا اللي انت كنت المركبه..

في بحوري.. ماشية بميت شراع

العمر ضاع.. قبل الأوان

……………………….

ياما يا بدر الحب فكرنا نعود

نزرع على الأوراق ورود

واحنا اللي ياما فضلنا نحلم باللقا

قولنا زمان

والروح حزينه م البعاد.. متشوقة

بكره أكيد هايضمنا

والدنيا ترجع تاني تبقي أمنا

 ويا بدر ضاع العمر وانتحر القمر

ولا عاد أمان ولا عاد سهر

واحنا اللي كنا زمان بنفتكر الليالي

ونرضي دائما بالقدر

 والحب كان بيننا مدينة مقدسة

و الشعر بيننا مدرسه

روحك و روحي مخلصة

……………………….

الله عليك يا بدر يا قلبي الرقيق

أيوه باحبك يا صديق

 إاتنين على أطهر طريق

حافضين في أشعار الحياة

آه يا حبيب القلب يا بدر الوجود

 يا أغلى أيام السفر..

آه يا صفا

باطلب من الرب الكريم ..

يحسن ختامك يرضي روحك

بالحبيب المصطفى

من كتاب (مدد.. مدد)

سيرة ذاتية لبلد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.