رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

في الذكرى الـ 47 للعندليب، تعرف على خصوم (عبد الحليم حافظ) الذين نافسوه بقوة!

محمود قاسم

بقلم الناقد والباحث السينمائي: محمود قاسم

(عبدالحليم حافط وخصومه)، هذا هو عنوان المقال الذي كتبه الناقد والباحث السينمائي (محمود قاسم)، إحتفاءا بالذكرى الـ 47 للعندليب الأسمر التى تهل علينا اليوم.

فتعالى بنا عزيزي القارئ نقرأ ماذا كتب ناقدنا الكبير: (لكل إنسان خصومه الذين يحيطون به خاصة في العمل أوفي الانشطة، والهوايات التي يمارسها.

وتزداد حدة هذه الخصوم إذا ارتبط نشاط الإنسان بالشهرة والمال والمكانة الاجتماعية، ويحدث هذا بقوة في عالم الرياضة والفنون وأيضا في السياسة والأنشطة العامة.

 ومنذ بدايته وجد المطرب (عبد الحليم حافظ) نفسه محاطا بالخصوم، والذين يشعر أنهم يريدون أن يتفوقوا عليه، أو أن يزيحوه عن المكانة التي حققها.

سرعان ما وضع أصدقاء (عبد الحليم حافظ) في الصدارة

أصدقاء حليم وضعوه في الصدارة

في بداية حياته الفنية كان (عبد الحليم حافظ) سعيد الحظ حين وجد نفسه في دائرة من الأصدقاء يتعاون معهم خاصة الملحنين، والشعراء.

ومنهم على سبيل المثال (سمير محجوب، وصلاح عبد الصبور، وكمال الطويل، ومحمد الموجي)، وكان التعاون مثمرا جدا سرعان ما وضع (عبد الحليم حافظ) في الصدارة.

هذه الصدارة شجعت محمد عبد الوهاب أن يتعاون مع (حليم) بكل قوة فينشأ معه شركة (صوت الفن) التي أنتجت الأفلام والأغاني، ولحن له الكثير من الألحان الجيدة منها (ظلموه).

 ومن ناحية آخري تحول (عبد الحليم حافظ) من مطرب شاب معجب للغاية بمحمد قنديل، وأسلوبه في الغناء الي منافس خطير لكافة الموجودين في الساحة.

ومنهم فريد الاطرش، وعبد الوهاب نفسه الذي اعتزل الغناء في الحفلات عام 1954، وبدأ كأنه يتفرغ لصنع مجد (عبد الحليم حافظ)، ورفاقه، ومنهم (صباح، وشادية، وفايزة أحمد، ونجاة).

وكان النجاح السينمائي الأول (لحن الوفاء) إخراج إبراهيم عمارة، وشارك في التمثيل (شادية و حسين رياض).

كمال حسني

كمال حسني الخصم الأول

في نفس العام الذي قدم (حليم) فيلمه (لحن الوفاء) ظهر مطرب جديد يحمل كافة صفات (عبد الحليم حافظ)، وهو (كمال حسني) الذي كان يمتلك الوسامة، والصوت الشبابي، وخفة الظل.

وتم إنتاج فيلم قام ببطولته (كمال حسني) مع شادية، وحسين رياض باسم (ربيع الحب) من إخراج إبراهيم عمارة أيضا.

وكان من الواضح انه تم عمل فيلم (كمال حسني) لينافس بقوة (عبد الحليم حافظ)، فكان بذلك هو أول خصم حقيقي قد يعرقله، ولكن سرعان ما اختفي (كمال حسني)!

وقيل إنه التحق بالعمل في أحد البنوك، وسافر خارج مصر ثم عاد في آخر حياته ليغني في الإذاعة، أغنيات دينية، وقد قابلته في حفل أعده اتحاد الإذاعة والتليفزيون.

وقد صار أشيب الشعر بالغ الوسامة قليل الكلام، وقد حكي لي بالتلميح عن المحاولات التي أبعدته تماما عن الفن،  واستطاع (عبد الحليم حافظ) بذلك ان يتصدر المسيرة الغنائية.

ولا شك أن أغنيات (عبد الحليم حافظ) الوطنية والسياسية ساعدت في تألقه أن يكون في صدر الفنانين، بداية من أغنية (ثورتنا المصرية).

محمد رشدي

محمد رشدي الخصم الثاني

كان هناك (عبد الحليم حافظ) واحد يغني للثورة كل عام،  وللأحداث السياسية إلي أن شعر (حليم) أن الاغنية الشعبية التي يتخصص فيها محمد رشدي قد زحزحت بعض من عرشه.

 خاصة ملحمة (أدهم الشرقاوي) من غناء محمد رشدي،  وقد فاجئنا (عبد الحليم حافظ) بأنه يغني موال مختلف (لأدهم الشرقاوي) من ألحان محمد الموجي في فيلم (أدهم الشرقاوي) إخراج حسام الدين مصطفي عام 1964

وغير (عبد الحليم حافظ) من أسلوبه الغنائي، وفضل الأغنية الشعبية، وغنى بالفعل عدة أغنيات شعبية من ألحان بليغ حمدي مثل (على حسب وداد قلبي) و(أنا كل ما أقول التوبة).

 وقد التقيت ذات يوم بمحمد رشدي، وتحاورنا فيما فعل به (عبد الحليم حافظ)، وكان يشعر بحزن عميق.

وقد قلت لرشدي  في تلك الأمسية أن (عبد الحليم حافظ) ما كان له أن يدخل في الحقل الذي انفردت أنت به، ولكنه بلا شك خاف علي مسيرته، وكانت هذه فترة استمرت لثلات سنوات ثم عاد (عبد الحليم حافظ) إلى ملحنيه وأغانيه التقليدية.

فريد الأطرش

الخصم الثالث فريد الأطرش

في تلك الفترة وما قبلها كان (عبد الحليم حافظ) قد قطع الطريق على (فريد الأطرش) الذي كان يكبره بتسعة عشرة عاما، بما يعني أن (حليم) كما قال في أحد البرامج التى جمعت بينه وبين فريد الأطرش، أن فريد في سن أبيه.

وبالفعل كان كلامه صحيحا، فبينما كان (عبد الحليم حافظ) يجسد دور الشاب الصغير النشيط المقبل علي الحياة كان (فريد الأطرش) يقدم أفلاما سينمائية مليئة بالأحزان.

وكان (فريد) يعاني من بالفعل من مرض القلب وتنافس الاثنان في الأفلام، وانتهت هذه المنافسة بالضربة القاضية من خلال الإيرادات الضخمة التي حققها فيلم (أبي فوق الشجرة).

وفي السينما فان النجمين الكبيرين قد استعانا دوما بنفس البطلات في أفلامهما مثل (شادية، وفاتن حمامه، ومريم فخر الدين، وزبيدة ثروت، وميرفت أمين).

ووصلت الخصومة بين الرجلين إلى حفلات موسم الربيع، واللقاءات التليفزيونية التي كانت تنتهي دوما بعناق حار، وحلفان بالمحبة.

وكان (فريد الأطرش) صار متقدما في السن، في الوقت الذي كان عبد الحليم يتمتع بالشباب.

هاني شاكر

هاني شاكر الخصم الرابع

 في السنوات الاخيرة للعندليب ظهر مطرب طفل ثم شاب هو (هاني شاكر) الذي انطلق بأقدام ثابتة في عالم الطرب.

وما لبث أن جذبته السينما، ويبدو أن (عبد الحليم حافظ) قد شعر بخطورته عليه، لكنه لم يدبر المكائد للتخلص منه مثلما فعل مع (كمال حسني).

وذلك لأسباب عديدة منها وطأة المرض على (حليم)، وأيضا لأنه كان متحققا مع كافة الألحان التي يقدمها لأنها كانت خارج المنافسة.

وقد حاول (عبد الحليم حافظ) في تلك الفترة أن يتصالح مع (محمد الموجي) بعد أن ابتعد عنه لفترة، وتعاون بشكل ملحوظ مع (بليغ حمدي).

كما كثف علاقتة بألحان محمد عبد الوهاب، وغني قصائد خلدته لنزار قباني، ولا شك أن تصالحه مع (الموجي)، حيث اختتم حياته بغناء قصيدة من ألحانه وهى (قارئة الفنجان) وضعت (عبد الحليم حافظ) في دائرة خارج المنافسة.

حيث أنشد القصيدة في حفل امتلئ بالارتباك الذي تصوره البعض محاولة للنيل منه، واستطاع بذلك أن يكون المطرب الذي سيعيش في القلوب عشرات القرون القادمة.  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.