رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد حبوشة يكتب: (أحمد السقا) يستعيد بريق أدائه في (جولة اخيرة)!

بقلم: محمد حبوشة

عبر دراما اجتماعية لم تخل من مشاهد الأكشن، استطاع  النجم (أحمد السقا) استعادة بريق نجوميته عبر ظهوره بالدراما التلفزيونية من خلال مسلسله القصير (جولة أخيرة) الذي عرض على منصة (أمازون برايم) الذي صور بين مصر ولبنان.

تصدر النجم (أحمد السقا) ترندات مواقع التواصل الاجتماعى، وأصبح حديث السوشيال ميديا طوال حلقات مسلسله الجديد (جولة أخيرة)، إذ حظى العمل بمشاهدة وتفاعل كبير من الجمهور على أحداثه وكذلك إشادتهم بالمجهود والأداء الكبير الذى يقدمه (أحمد السقا) خلال الحلقات.

وجاءت ردود الأفعال حول المسلسل والشخصية التي يقدمها (أحمد السقا) خلال (جولة اخيرة) مميزة للغاية اذ أشاد الجمهور بتركيز (أحمد السقا) الشديد في الشخصية وتقلباتها وتحضيراته الجيدة، وظهور استعداده الجيد بالتمرين علي الـ (fights).

مع قدرته على مشاهده كـ (fighter) وكطبيب مع وجود مشاعر إنسانية مضطربة لشخصية مزدوجة ذات تركيبة خاصة، وهو ما مكنه من استعادة بريقه أدائه من جديد على مستوى لغة الجسد.

إقرأ أيضا : “عابد فهد” ضيف “أحمد السقا” في رمضان

وبغض النظر عن كون اقتباس أحداث مسلسل (جولة أخيرة) من فيلمي (محارب) الأميركي، و(الأخوة) الهندي، إلا أن (هذه الاتهامات تعد استباقا للأحداث)، فهل يعقل الحكم – بحسب المخرجة مريم أحمدي – على مسلسل من 9 حلقات بمجرد رؤية برومو دعائي لا يتعدى دقيقة؟!

ظني أن إقبال الفنان (أحمد السقا) على انخراط في عمل فني رياضي هو أمر جيد، لاسيما أن أعمال المنصات أصبحت تتنوع ما بين الدراما أو الكوميدي، ونادرا ما نجد أعمالا فنية رياضية، وهو ما جعل (أحمد السقا) يستعيد أداءه الذي عهدناه في أفلام التي قدمها من قبل.

وعلى الرغم من جمهور السوشيال ميديا صنف (جولة أخيرة) من نوعية الأكشن والإثارة إلا أنني أراه مسلسلا ناعما، عبارة عن توليفة اجتماعية إنسانية، وكان مفاجئا بأداء (أحمد السقا) على مدار حلقات العمل بفاعلية غير مسبوقة.

(جولة أخيرة) خطوة جديدة وجريئة لكل المشاركين به خصوصا (أحمد السقا وأشرف عبد الباقي)
(جولة أخيرة) خطوة جديدة وجريئة لكل المشاركين به خصوصا (أحمد السقا وأشرف عبد الباقي)

خطوة جديدة لـ (أحمد السقا)

(جولة أخيرة) خطوة جديدة وجريئة لكل المشاركين به خصوصا ان مسلسل احمد السقا واشرف عبد الباقي ، لا سيما بعد ظهور الأخير بشكل مغاير لما اعتاد عليه الناس حيث قدم (عبد الباقي) بعض اللقطات الخفيفة العابرة لكنها ليست كوميدية.

وقي هذا الصدد تؤكد (مريم أحمدي) مخرجة (جولة أخيرة) أن (أحمد السقا) رغم نجوميته لم يتدخل في عملها مطلقا، ولم تكن له متطلبات (خرافية) لذا جاءت التجربة معه كانت ممتعة، وتدخله كان فكرا وطرحا وليس فرض رأي.

تدور الأحداث حول (يحيى) الذي يقدم دوره (أحمد السقا)، وهو طبيب مصري ابتعد عن ممارسة رياضة فنون القتال المختلفة (MMA) التي يعرف بأوساطها باسم شجيع، في أعقاب وفاة منافس له بعد مباراة جمعتهما لقنه فيها شجيع هزيمة قاسية.

ليعيش (يحى) حياة مرتبكة بين عمله طبيبا، وحنينه للماضي، وذكريات رحيل منافسه بين يديه من دون أن يستطيع فعل شيء له.

ارتباك الدكتور (يحيى) يمتد لحياته اليومية، فهو منفصل عن زوجته وعلاقته مع ابنته لا تبدو في أفضل أحوالها حتى مع انتقالها للإقامة لديه في منزله لسفر والدتها.

بينما يظهر بعد آخر لحياته مرتبط بعلاقته مع والده المصاب بـ (الخرف)، وهو الأب الذي كثيرا ما عارض لعب نجله هذه الرياضة العنيفة.

إقرأ أيضا : أحمد السقا يدخل برامج المسابقات في رمضان

طوال حلقا المسلسل، نكتشف كثيرا من التفاصيل عن حياة الدكتور (يحيى/ أحمد السقا) الذي يقدم استقالته من المستشفى مع أول فرصة تأتي إليه للعودة إلى اللعب ليحقق حلمه القديم، بمساعدة مدربه السابق (تامبي) الذي يجسد دوره أشرف عبد الباقي، ويرافقه رغم قلقه.

ينطلق (شجيع) في رحلة العودة لحلبة اللعب متحديا صعوبات عدة، في مقدمتها وصوله لمنتصف الأربعينات بينما يواجه شباب في مرحلة العشرينات، بالإضافة إلى استئنافه التمارين بعد سنوات توقف طويلة، بجانب تلقيه نتائج فحوصات طبية تشير لإصابته بـ (الخرف) على غرار والده الذي يقدم دوره (رشدي الشامي).

يقول مؤلف المسلسل (أحمد ندا): إن هوسه الشخصي برياضة فنون القتال المختلفة ومتابعته لها وإعجابه بشخصية (جورج فورمان) الذي فاز ببطولة الملاكمة للوزن الثقيل عند عمر الـ45 عاما.

المؤلف كان يرى (أحمد السقا) في الدور منذ بداية كتابة المعالجة الخاصة بالعمل

المؤلف: (أحمد السقا) مناسب للدور

كانت كلها أمورا ملهمة له في القصة التي كتبها قبل فترة طويلة، وانتظر توقيتا مناسبا لخروجها إلى النور، مشيرا إلى أنه كان يرى (أحمد السقا) في الدور منذ بداية كتابة المعالجة الخاصة بالعمل.

وأضاف أن المخرجة مريم أحمدي تواصلت معه، وأخبرته ببحثهم عن فكرة عمل رياضي يقوم ببطولته أحمد السقا، فعرض عليها القصة التي كانت جاهزة لديه بالفعل لينطلق تحضير العمل على مدار شهور عدة، لافتا إلى أنه كان حريصا في الأحداث على التركيز على الأحلام غير المكتملة التي نعيشها في حياتنا.

والحقيقة أن كامل حلقات مسلسل (جولة أخيرة) اتسمت بالسرد الجذاب مع توظيف إمكانات الممثلين في أدوارهم بشكل متميز، وهو أمر يُحسب لصناع المسلسل.

ومن بين القضايا التي يناقشها المسلسل، مرض (الخرف) المصاب به والد (شجيع)، بوقت تسفر فيه نتيجة الفحوصات التي يجريها شجيع بأنه سيرث نفس المرض عند تقدمه في العمر، بينما ينصحه الطبيب بتناول الأدوية التي يمكن أن تؤجل ظهور الأعراض والتي تداهمه في نهاية الحلقة الثالثة.

يشير مؤلف المسلسل لمراجعة التفاصيل الطبية الدقيقة مع أطباء مختصين بجانب الأبحاث التي أجراها خلال التحضير، لافتا إلى أن اختيار طبيعة المرض جاء لأن لاعبي الألعاب العنيفة الذين يتعرضون لإصابات مباشرة في الرأس يصابون به في مرحلة عمرية مبكرة.

وقد ظهرت قدرة (أحمد السقا) في المشاهد الخاصة بإدمان (شجيع) الأدوية النفسية التي جعلته (متبلد المشاعر) ليست لديه القدرة على التعبير بوجهه، وأفقدته الانفعالات الظاهرية التي كان يجب أن تظهر منه، لكن في الحلقات التالية شهدنا تحولا كبيرا في أداء (أحمد السقا).

ومن هنا أشيد بأداء (أحمد السقا) لشخصية شجيع وتقديمه الدور بشكل جيد لا سيما مع عده الأنسب للشخصية سواء على مستوى المرحلة العمرية أو حتى على المستوى الجسدي لشهرة الممثل المصري بتقديم أعمال الأكشن المختلفة التي استطاع أن يترك بها بصمة مميزة سواء في السينما أو التلفزيون.

استطاع (أحمد السقا) أن يجيد بشخصية (يحيى) في التعبير عن مشاعر وانفعالات الشخصية مع (رشدي الشامي)

تعبير (أحمد السقا) بالمشاعر

فقد استطاع (أحمد السقا) أن يجيد بشخصية (يحيى) في التعبير عن مشاعر وانفعالات الشخصية التي يلعبها طوال الوقت، على عكس أداء (أحمد السقا) في الموسم الرمضاني الماضي من خلال مسلسل (حرب)، حيث كان أداءه مترهلا إلى حد كبير.

كما أرى الفنانة (أسماء أبو اليزيد) تستحق الإشادة أيضا بعد تألقها في لعب دور مختلف تماما عنها، وكذلك الفنان (علي صبحي)، والفنان القدير (رشدي الشامي) الذي تألق في لعب دور مريض بمرض ألزهايمر.

كنت أركز طول وقت عرض الحلقات على (ريأكشنات) الممثلين، وخاصة الفنان (رشدى الشامى) الذي قدم الشخصية كأنه بالفعل مُصاب بـ (ألزهايمر) وهو مايثبت أننا أمام ممثل يجيد تجسيد مختلف الشخصيات.

كما أنني أن رامى الجندى مدرب الأداء بذل مجهودا كبيرا مع كل الشخصيات، كذلك الفنان (على صبحى)، الذي رسم الشخصيات وكيفية تطورها، واهتم بالحالة النفسية في طريقة رهانه على عودة شجيع للحلبة.

وفي النهاية لابد لي أن أُشيد مرة أخرى بذكاء الفنان (أحمد السقا)، لأن ذكاءه هو الأمر الذي جعله مستمرا حتى اليوم، وبسبب ذكائه يستطيع دائمًا تقديم عمل مختلف، حتى إذا كانت معظم أعماله تقع تحت مظلة (الأكشن).

فهو في مسلسل (جولة أخيرة) قدم حالة إنسانية أكثر منها قصة بطولية أو عملا مبنيا على (الأكشن)، بجانب استعانته بعدد من الفنانين الذين ساندوه مثل الفنان أشرف عبدالباقى، أسماء أبواليزيد، وأجواء المسلسل بين التدريبات.

وأيضا محاولة (أحمد السقا) الدائمة لمساندة والده الكبير سنا، ومعانته في تلويح جسده أنه سيصبح مصابا بـ (ألزهايمر)، وبشكل عام، المسلسل به حالة إنسانية فريدة من نوعها تستطيع جذب تعاطف الجمهور معه.

جدير بالذكر أن (أحمد السقا) يفتح سوقا جديدا للأعمال الفنية المصرية والعربية خلال نافذة عرض عالمية مثل (أمازون) لم تكن متواجدة فى السوق المصرى والعربى خلال السنوات الماضية.

ومن ثم فمع عرض مسلسل (جولة أخيرة) على المنصة سيكون هناك مجالاً لعرض أعمال لنجوم مصريين وعرب خلال الفترة المقبلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.