رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد شمروخ يكتب : الراب يحمل رسائل الشيطان تحت سفح الهرم

بقلم: محمد شمروخ

ترافيس سكوت.. صار حديث الساعة في مصر بعد الإعلان عن حفلة الراب التي سيحييها تحت سفح الأهرامات، لنؤجل قليلاً الحديث عن ماسونية أو عبادة شيطان أو غيرها، ولنبدأ بالحديث عن نوع الفن الغنائي الذي تخصص فيه سكوت وهو  الراب، وطريقة الراب صارت هى المفضلة لدى قطاعات غفيرة من الجماهير لاسيما المراهقين بسبب طبيعتها التى تناسب حيويتهم مع النشاط الزائد في تلك المرحلة من العمر،

ولكن في حقيقته الراب ظهر كحلقة من حلقات الجنون الموسيقى الصاخب والغنائي المجنون، منذ ظهور الجاز والهوب هوب والتراب والمينال وما شابه

وهى جميعاً موسيقى يقال إنها بدأت وتطورت منذ حقبة الستينات في الأوساط الشعبية في المجتمعات الأمريكية بين أحفاد الأفارقة الذين تم جلبهم من غرب إفريقيا كعبيد في المزارع ليشكلوا فيما بعد الأقلية السوداء حيث يوصفون بأنهم أمريكان من أصول إفريقية “وكأن بقية الأمريكيين من أقطار أوروبا كانوا من أصول أمريكية”.

لكن على أي حال، انتشرت هذه الأنواع من غناء الراب والموسيقى وصار نجومها عالميين يتصدرون المشاهد وتتسابق الصحافة والإعلام والسوشيال ميديا لتتبع أخبارهم وفتن بهم المليارات من سكان الأرض، لكن الحديث عن عبادة الشيطان له جذوره ولم يأت كنوع من المبالغة أو التهويل أو استسلاما لنظرية المؤامرة، فأصول هذه الإيقاعات الموسيقية البعيدة تعود الى بعض القبائل البدائية في أفريقيا والتى كانت تمارس السحر كطقس ملازم لوجودها، بل ومازال السحر منتشرا بكثرة فيها، وتقام مهرجانات للسحرة في المناطق المشهورة بممارسة السحر.

تقام حفلات الراب الموسمية في مجاهل الغابات الاستوائية أو في أعماق الصحراء الكبرى

حفلات الراب الموسمية

كذلك تقام حفلات الراب الموسمية في مجاهل الغابات الاستوائية أو في أعماق الصحراء الكبرى، يتم تعميد السحرة الجدد والتجديد للحاليين في حفلات صاخبة، حيث تقرع الطبول مع آلات موسيقية أخرى بشكل مزعج جداً، ويلازم هذه الموسيقي الصاخبة رقص لا يقل جنونا وتمارس فيها جميع أنواع الانحرافات الأخلاقية وسط هذا الضجيج، مع الإتيان بحركات جنونية من القفز في الهواء أو السقوط على الأرض مع تلطيخ الوجوه بالدماء.

هل طرأ على ذهنك الآن ما يحدث في حفلات الزار المصرية؟!.. تلك التى يعتبر دق الطبول من أساسياتها، مع الرقص الهستيري والأزياء العجيبة وذبح الطيور وتلطيخ البشرة والملابس بالدماء مع التشنجات والإغماءات وضرب الوجوه مع نكش شعر الرأس وتقطيع الوجه بالأظافر!، فالموسيقى الصاخبة مع الرقص الهستيري، يشجعان على مثل هذه الحركات سواء في الزار أو في حفلات السحر!

لكن الفرق بين الزار المصري وبين حفلات التعميد، أنه في الأخيرة لا مانع من تقديم ضحايا بشرية لو لزم الأمر، الخرص في هذه الحفلات الأخيرة أن تكون مختلطة، فيها سحرة وساحرات والرقص يقترن بالعرى والفجور وممارسة العلاقات الجنسية بشكل جماعي، ثم يتم منح السحرة، شهادات الاعتماد بموجب هذه الحفلات، ليصبح بمثابة تجديد للعهد مع السنيور (الشيطان)، حيث يتم التسليم له تسليماً تاما مع الاستعداد لتنفيذ أى أمر يبلغ عن طريق وسطاء يشكلون ما يشبه المجلس القيادى للسحرة والساحرات ليقرر اعتمادهم قبل عودتهم إلى مواطنهم لممارسة التخصصات المنوطين بها.

يمكنك السخرية من ادعاءاتى هذه حول الراب والسحرة واستنكارها بل وإنكارها، بحجة أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين ولا مجال للاعتقاد في مثل هذه الترهات، لكنك في الحقيقة تغمض عينيك عن واقع معاش يحيط بك من كل جهة ولن يغيره إصرارك على الإيمان بنهجك العلمى، فرغم تطور أساليب المعيشة مع التقدم العلمى المطرد وزيادة مساحة التكنولوجيا، إلا أن السحرة والعرافين والمنجمين بمسمياتهم التقليدية أو المبتكرة لهم وجودهم المؤثر في دوائر حساسة ومؤسسات كبرى في ارقي الدول تقدما وأكثرها مدنية ولا تقل أهميتهم لدى أجهزتها العليا عن العلماء الحقيقين.

ستقول لى ما علاقة ذلك بحفل المغنى الأمريكي ذي الأصول الإفريقية؟!

طقوس شيطانية.. وراء دعوات إلغاء حفل ترافيس سكوت في مصر

ترافيس.. الراب والماسونية

ليكن في علمك يا صديقي أن الأستاذ (ترافيس) يعلن بلا أي مواربة، معتقداته الماسونية ومعروف أن الماسونية في نسختها الأخيرة، تدعو إلى (منح حرية الاعتقاد لعبادة الشيطان) من خلال أغاني الراب التي يقدمها.. هذا ليس مجرد كلام بل بالفعل اعترفت الولايات المتحدة رسمياً بعبادة الشيطان، وتم افتتاح معبد بترخيص رسمى بعدما وافقت المحكمة العليا في الولايات المتحدة على إقامة (الصلوات السوداء) في معبد بوسطن لعبادة الشيطان، بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسه، ضمن احتفالية استمرت ثلاثة أيام، من 28 وحتى 30 أبريل الماضي.

هذا من الناحية الرسمية ولكن عبادة الشيطان في أوروبا والولايات المتحدة، تمارس فعلياً من عدة عقود وكان يتم افتتاح كنائس ومعابد لتكريس عبادة الشيطان بدون أي عوائق تذكر، مع أنهم في وقت لا يكفون فيه عن التشكيك بل والهجوم على الأديان السماوية!.

ستقول إن حرية العبادة تكفل لعبدة الشيطان، ممارسة حرياتهم، لكنهم ينسون وصدورهم تضيق حرجا بأتباع الأديان السماوية ويتهمونهم بالتخلف أو الإرهاب!

لكن ما علاقة هذا بحفل الراب للمغنى الأمريكي؟!

ألم تفهم بعد؟!

لكن لك العذر، فإنك لم تر مثلما رأيت في ساعة مبكرة مع شروق الشمس، حيث كنت في طريقي إلى مسكنى بالقرب من الأهرامات وكان ذلك قبل 23 سنة، وكانت الاستعدادات لاحتفالات دخول الألفية الثالثة على قدم وساق، حيث رأيت أشخاصا كأنهم في مظاهرة صغيرة في الطريق إلى هرم خوفو وهم يرتدون أزياء عجيبة وطالت لحاهم مع شواربهم التى طالت حتى صدورهم، وعلى رؤوسهم قبعات طويلة مدببة كأفلام الرعب، ولكن لم يكن بينهم من يحمل ملامح مصرية أو عربية أو أفريقية، بل كانوا أقرب للملامح الأوروبية.

 من هؤلاء؟!

ترافيس جاء للأهرامات لممارة الطقوس الشيطانية تحت سفح الأهرام

الراب وعبدة الأهرام

هم عبدة الأهرامات يأتون لممارسة طقوسهم تحت سفح الهرم، معتقدين أن بعد يوم القيامة سيكون أول من يبعث من الموتى هم من سيموتون ويدفنون تحت الهرم الأكبر!، فهناك من عبدة الشيطان من يعتقدون أن مركز عبادتهم ومقصد حجهم هو الهرم الأكبر!، لكن الغريب أن مسرح الصوت والضوء تحت سفح الأهرامات لا يناسب حفلات الراب للمغنى الأمريكى، لا عجب أن تنفد تذاكر الحفل خلال دقائق، فهناك آلة دعاية جبارة تعمل للترويج له.

لكن القضية الآن ليست قضية أن تذاكر حفل الراب بلغت أسعار الصف الأول فيها 20 ألف جنيه، لكن العجب كل العجب أن جميع الحسابات ما بين أجر المغنى والموسيقيين والمرافقين بمشتملاتهم، مع تكاليف تجهيز الحفل، لا ترجح المكسب بل الخسارة!

لماذا؟!

هههههههههههه

بالذمة!

هههههههههههه.. تانى

من سيتحمل الخسائر؟!

هههههههههههه.. تالت

ستواجهنى أخيراً بأن جمهور الواد الأمريكانى ليسوا بالضرورة من عبدة الشيطان، بل غالبيتهم من المترفين أو المغرقين في التفاهة من سن 14 وانت طالع، لكن سيكون ردى عليك بسؤال: وماذا يريد الشيطان منا سوى أن نغض الطرف عن الإغراق في تلك التفاهة على جناح الراب؟!.. فهذا يكفيه جدا جدا!

وأخيراً لو عندك أولاد في تلك المرحلة فسألهم عن الأخ مطرب الراب الأمريكى، لتفاجأ بأنهم يعرفون عنه كل شيء وأول شيء أنه ماسونى وملحد، لكن ذلك لا يزعجهم أبدا.

وتلك هى الكارثة!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.