رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أسمهان ونعيمة عاكف وعزالدين.. نجوم سبقوا (مصطفى درويش) في الرحيل وهم في ريعان الشباب

كتب : أحمد السماحي

يقام عزاء الفنان مصطفى درويش مساء اليوم الثلاثاء بعد صلاة المغرب في مسجد الشرطة بمنطقة (الخمائل) في مدينة الشيخ زايد، وسط تواجد عائلته وأصدقائه، الذين بكوه أمس بقوة بعد رحيله المفاجئ والصادم بسبب توقف عضلة القلب بشكل مفاجئ.

ليس مصطفى درويش أول عزيز يموت، ولا هو أول من يدهمه الفناء في شرخ الشباب، وليس قلبه الكبير أول قلب يتوقف عن النبض وتبتلعه متاهات العدم، ولا هو أول إنسان يعز على النفس أن تتخيله حيا موفور الطاقة مشع البسمات، الكلمة الحلوة تملأ فمه، والإحساس العميق بالناس وأحزانهم ومتاعبهم الصغيرة يقض مضجعه، ثم تتخيله بعد هذا جسدا ساكنا لا حراك به، بعد أن تفتحت وروده الفنية.

 وبدأ مؤخرا يجني ثمار 12 عاما قضاهم في الوسط الفني، حيث بدأ مشواره مع المخرج المبدع خالد يوسف، في فيلم (كف القمر) عام 2011 من خلال دور صغير، وقدم للمصادفة واحد من آخر أدواره في المسلسلات الأربعة التى قدمها في شهر رمضان هذا العام وهو (سره الباتع) مع نفس المخرج.

مصطفى درويش

الموت الصادم

مصطفى درويش هو رابع فنان عربي يموت خلال الشهور الماضية وهو في شرخ الشباب، فالمتابع للساحة الفنية المصرية والعربية يجد أن الموت اختطف خلال الفترة القريبة الماضية مجموعة من النجوم، كان أولهم المطرب اللبناني (جورج الراسي) – 40 عاما – الذي وفاته المنية في شهر أغسطس الماضي إثر حادث سير مروع على الطريق الدولي الفاصل بين الحدود اللبنانية، السورية.

بعدها وفي شهر فبراير الماضي رحل الفنان السوري (شادي زيدان) عن عمر ناهز 49 عاما، بعد أيام من تعرضه لأزمة صحية دخل على أثرها المستشفى، وخلال الأيام الماضية وبالتحديد يوم 22 أبريل الماضي رحل الفنان السوري المتميز (محمد قنوع) متأثرا بأزمة قلبية بعد مسيرة فنية طويلة، كان آخرها مجموعة من الأدوار المتميزة في شهر رمضان الماضي.

سيد درويش

نابغة الموسيقى سيد درويش

من يعود بالذاكرة إلى الوراء يجد أن الموت اختطف مجموعة كبيرة من النجوم الشباب الذين لمعوا بقوة في سماء الفن، ثم خبأ نجمهم أمام جبروت الموت، ذهبوا وخلفوا وراءهم الذكرى العاطرة الطيبة، اختلفت الشائعات والأقاويل والكتابات حول حقيقة وفاته، لكن اتفق الجميع أن نابغة عصره الملحن العبقري (سيد درويش) رحل وهو في بداية الثلاثينات من عمره، بعد أن أبدع عشرات الألحان التى كتبت لاسمه الخلود الفني.

أسمهان

أسمهان

لعل القراء يذكرون الحادث المشؤوم الذي وقع يوم 14 يوليو 1944 الذي ذهبت ضحيته المطربة (أسمهان) فقد كانت تستقل سيارتها حتى انحرفت بها إلى ترعة صغيرة في الطريق الزراعي إلى رأس البر، ونقلت من حطام السيارة جثة هامدة، وقبل أن تسافر بيوم زارت جميع أصدقائها وصديقاتها ودعتهم بحرارة، وكانت في خلاف مع السيدة والدتها فذهبت إليها وقبلت يدها، وفي اليوم التالي سافرت ولم تعد.

أحمد جلال ليلة زفافة على النجمة ماري كويني

أحمد جلال

في عام 1947 أصيب الرائد السينمائي المخرج (أحمد جلال) بالذبحة الصدرية وقضى في فراشه ما يقرب من ثلاثة شهور، ثم نصحه الأطباء بالسفر إلى لبنان طلبا للراحة والاستجمام، وبينما (جلال) يستعد للسفر عاودته أعراض المرض، فاعتكف في فراشة بضعة أسابيع منعه الأطباء خلالها من الكلام والحركة، وفي صبيحة يوم 21 يوليو دعا زوجته الفنانة والمنتجة الرائدة (ماري كويني) وأوصاها خيرا بنفسها وابنهما (نادر) ثم لفظ أنفاسه الأخيرة على صدرها، ورحل وهو لم يدخل عامه الخمسين.

أحمد سالم

ابن الذوات.. أحمد سالم

يحار المرء في تلخيص حياة الفنان (أحمد سالم) في سطور قليلة، حيث سافر إلى إنجلترا لدراسة الهندسة، فدرس الطيران وعاد إلى مصر سنة 1931 قائداً بنفسه طائرته التي اشتراها لنفسه ليعود لبلده بعد أن تعرض أكثر من مرة لحادث كان من الممكن أن يودي بحياته، بمجرد عودته عُيِن مهندسا لشركات (أحمد عبود باشا)، ولأنه يملك روحا متمردة لم يستمر في هذا العمل طويلا رغم أن الجميع شهد له بالنجاح الكبير كمهندس.

عمل مديراً للقسم العربي بالإذاعة المصرية سنة 1932، وكان أول من نطق بالجملة التي نسمعها حتى اليوم وهي (هنا القاهرة)، ظل أحمد سالم في الإذاعة يقدم عصارة فكرة وقدم من البرامج ما أسعد المستمعين لكن بكل أسف لم تكن وسائل التسجيل تساعد على الحفاظ على كل ما يذاع للصعوبة البالغة في وسائل الحفظ آنذاك.

وذات يوم ذهب أحمد سالم كمذيع إلى حفل أقامه (طلعت حرب باشا) بمناسبة نجاح شركات بنك مصر وأعجب بذكاء المذيع الشاب وطلب منه أن يتفرغ لإنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما وبناء ستوديو كبير يكون مصريا خالصا وبالفعل قدم (أحمد سالم) استقالته وتفرغ لبناء صرح السينما المصرية، فبني (ستوديو مصر) على أحدث ستوديوهات ذلك الزمان وتولى عملية توظيف الفنيين الأجانب والمصريين، وقدم باكورة إنتاج ستوديو مصر فيلم (وداد) لأم كلثوم وأحمد علام.

 وأنتج العديد من الأفلام الناجحة بعد ذلك ووثِق فيه طلعت حرب فأسند إليه بجوار عمله في ستوديو مصر المدير العام للقسم الهندسي لشركات بنك مصر ومدير عام مطبعة مصر، كما شارك في مجموعة من الأفلام المهمة، وتزوج من جميلات مصر، (أسمهان، أمينة البارودي، مديحة يسري، تحية كاريوكا)، ورحل وهو في التاسعة والثلاثين من عمره.

عزالدين ذوالفقار مع صباح

شاعر الإخراج

(كانت الغيبوبة تفاجئني وأنا طريح الفراش فأحس كأن الدنيا تظلم، كأنها عدة مصابيح هائلة تنطفئ واحدا بعد الآخر في عز النهار، ثم أحس أن الفراش يميد بي كأنني في أسانسير يهبط إلى قاع لانهائي بسرعة خارقة، وكنت أحس أن الظلام الذي ينتشر هو ظلام القبر لأن القاع الذي أهوى إليه هو قرار القبر، وفي هذه الأثناء التى أحس فيها بوقع أقدام الموت أمد يدي إلى أي شيئ أتشبث به، أي مخلوق، إنني أعتبر أي شيئ جسرا أعبره إلى الحياة)، هذه بعض كلمات شاعر الكاميرا المخرج العبقري (عزالدين ذوالفقار) عندما فاق من أحد نوبات مرضه الأخير الذي رحل بعد تصريحه هذا بعدة أيام في الأول من يوليو عام 1963، وهو في شرخ الشباب حيث لم يكمل الـ (44) ربيعا.

محمد فوزي

العبقري محمد فوزي

رغم سنوات عمره القصيرة التى لم تتجاوز الـ (48) إلا أنه قدم فيها ما يعجز عن تقديمه من عاش حتى سن المائة، هو أحد عباقرة مصر الكثيرين الذين تم اكتشاف بعضهم، ولم يتم اكتشاف آخرين هو المطرب والملحن والمنتج ونجم السينما الشهير المحبوب (محمد فوزي) الذي قدم 36 فيلما، ومئات من الأغنيات، فضلا عن إنشاء أول مصنع اسطوانات في مصر، كما أسس شركة (مصرفون) لتكون أول شركة للأسطوانات في الشرق الأوسط والتي لحق بها ستوديو لتسجيل الألحان والأغاني.

بدأت متاعبه الصحية ومرضه الذي احتار أطباء العالم في تشخيصه عام  1965، وقرر وقتها السفر للعلاج بالخارج وبالفعل سافر إلى لندن، ثم عاد إلى مصر، ولكنه سافر مرة أخرى إلى ألمانيا بعدها بشهرين إلا أن المستشفى الألماني أصدر بيانا قال فيه أنه لم يتوصل إلى معرفة مرضه الحقيقي!، ولاكيفية علاجه وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض حيث وصل وزنه إلى 36 كيلو.

(المرض هو تليف الغشاء البريتوني الخلفي) فيما بعد وأطلق على هذا المرض وقتها (مرض فوزي)، هكذا سماه الدكتور الألماني باسم محمد فوزي، وهكذا دخل محمد فوزي دوّامة طويلة مع المرض الذي أودى بحياته إلى أن توفي في 20 أكتوبر عام 1966م عن عمر لم يتجاوز الـ 48 ربيعا.

نعيمة عاكف

تمرحنة الفن

شعرت نعيمة عاكف عام 1963 ببعض الألم أثناء عملها في فيلم (بياعة الجرايد)، وعند عمل الفحوصات اكتشفت أنها مصابة بمرض سرطان المعدة، وصارعت المرض على مدى الثلاث سنوات الأخيرة من حياتها، ثم رحلت يوم 23 أبريل 1966 وهى في سن الـ (36) ربيعا بعد أمتعتنا بالعديد من الروائع السينمائية التى لا تنسى قدمتها خلال مشوار سبعة عشر عاماً من الفن والتألق والإبداع.

الضيف أحمد

الضيف أحمد

من النجوم الذين ماتوا أيضا بالسكتة القلبية الفنان (الضيف أحمد) الذي رحل عن حياتنا وهو في منتصف الثلاثينات من عمره، بعد أن أثرى الحياة الفنية بالعديد من الأعمال الفنية المهمة التى قدمها على مدى سبع سنوات فقط وبالتحديد  من 1963 وحتى عام 1970 .

عماد عبدالحليم

العندليب الباكي

كما لا يمكن أن ننسى صاحب الحنجرة المطرزة بالشجن، المطرب (عماد عبدالحليم) الذي أسعدنا بصوته واختياراته الغنائية المليئة بالأهات والشجن، مثل (ألوان، الضباب، مهما خدتني المدن، سفية رسيت على المينا، يريد الله، ليل بعد ليل، الستائر، وداع، أوعى يهمك حد، تحت الأباجورة) وغيرها، ورحل عن حياتنا وهو في منتصف الثلاثينات من عمره.

عمر فتحي

صوت المرح

في نهاية سبعينات القرن الماضي غزا القلوب مطرب صاحب وجه يشبه ملايين المصريين، وابتسامة خجولة، وصوت مرح اسمه (محمد عبدالله هندي)، تبناه مخرج المنوعات فتحي عبدالستار، والشاعر الغنائي عمر بطيشة، فحمل اسمهما وأصبح (عمر فتحي)، والذي شق طريقه نحو النجومية بسرعة الصاروخ، وقدم العديد من الألبومات الغنائية التى تبدأ بأغنيات مثل (على قلبي، وعلى سهوا، وعلى فكرة، وعلى إيديك، وعلى فين) وغيرها، وقدم ثلاثة مسلسلات غنائية هى (سفينة العجائب، سيدة الفندق، الليل والقمر)، كما قام ببطولة فيلما سينمائيا بعنوان (رحلة الشقاء والحب)، ورحل وهو لم يكمل (35) ربيعا.

شاعر القلوب علي مهدي

من الشعراء الغنائيين الذين رحلوا أيضا وهم في ريعان الشباب الشاعر الموهوب بقوة (علي مهدي) الذي رحل عن حياتنا وهو في نهاية الثلاثينات من عمره وبالتحديد وهو في سن 37 عاما، بعد أن قدم مجموعة مهمة ومحفورة في وجداننا جميعا رغم مرور السنين على تقديمها مثل (لعبة الأيام، كل أطبا القلب، فوق الشوق، إختاري واحد من تلاتة، أنت اللي ظالم، أحلفلك بالماضي، بريئة.. بريئة، روح مش ممكن أسامحك، يا قلبي يا عصفور، من يوميها، جايز) وغيرها.

اسماعيل الحبروك مع وداد حمدي وأمال فريد وصديقة لهم

عبقري الكلمة إسماعيل الحبروك

يعتبر الشاعر الغنائي (إسماعيل الحبروك) واحد من فلتات مصر في مجال الشعر الغنائي، وقدم خلال مشواره الفني القصير جدا مجموعة من الأغنيات الذهبية المحفورة في وجدان كل مصري وعربي منها (يا أغلي اسم في الوجود، بتسأل ليه علي، تخونوه، أول مرة تحب يا قلبي، أسمر يا أسمراني، مشغول وحياتك مشغول، يا حبيبي قولي آخر جرحي أيه، كل شيئ راح وانقضي، أما غريبة)، وغيرها من الروائع التى يحتاج غيره من الشعراء لسنوات طويلة لتقديم مثلها، وصاحب هذه الروائع الخالدة رحل وهو لم يكمل الـ (36) ربيعا.

عمر خورشيد

ساحر الجيتار عمر خورشيد

هو واحد من أصحاب الطلة الساحرة، والحضور الطاغي، والموهبة القوية، قدم الفنان (عمر خورشيد) العديد من الأعمال الفنية في مجالات مختلفة، فهو أشهر عازف جيتار عرفته مصر حتى الآن، حيث عزف مع (أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش، وعبد الحليم حافظ، نجاة، فايزة أحمد، محرم فؤاد) وغيرهم.

 وبدأ مشواره السينمائي بدور في فيلم (ابنتي العزيزة) إخراج حلمي رفلة عام 1971 بعدها توالت أفلامه نذكر منها (جيتار الحب، العرافة، العاشقة) وغيرها، كما أطل على الجمهور في المنازل من خلال أعمال تليفزيونية منها (الخماسين، الحائرة، الحمامة، الثأر، الآنسة).

وهو أيضا صاحب مؤلفات موسيقية مختلفة، ولقي مصرعه في 29 مايو 1981 وهو في الـ (37) ربيعا جراء حادث تصادم مروري عقب خروجه من ملهى (الرولاند) هو وزوجته اللبنانية (دينا) في نهاية شارع الهرم أمام (مطعم خريستو).

علاء ولي الدين

الإنسان علاء ولي الدين

من النجوم الذين تسبب موتهم في مفاجئة صادمة للنجوم وللجمهور العادي النجم الموهوب (علاء ولي الدين) صاحب الحضور الإنساني الكريم الي يعرفه المقربين منه، والذي فارق الحياة عن عمر يناهز التاسعة والثلاثون، في شهر فبراير عام 2003، الذي وافق آنذاك أول أيام عيد الأضحى من جراء مضاعفات (مرض السكر) الذي كان يعاني منه.

مديحة كامل

نجوم آخرون

نظرا لكثرة النجوم الذين رحلوا وهم في ريعان الشباب، سنذكر أسماء بعضهم دون التطرق إلى معلومات خاصة بهؤلاء النجوم من هؤلاء (عادل خيري، إسماعيل الحكيم، عبدالحليم حافظ، ناهد شريف، عبدالله محمود، هالة فؤاد، عاطف الطيب، ذكرى، مديحة كامل، رضوان الكاشف، ميرنا المهندس، سوزان تميم، ماهر عصام، عامر منيب، خالد صالح، عمرو سمير، هيثم أحمد زكي) وغيرهم.

ناهد شريف
هالة فؤاد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.