رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

في ذكرى محمد عبدالوهاب: نكشف الكلمات الأولى لأغنية (ضي القناديل) وسر رفض فيروز لها !

المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة، أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفها.

كتب : أحمد السماحي

نحيي خلال الأيام القادمة الذكرى الـ (32) لرحيل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذي رحل عن حياتنا يوم 4 مايو عام 1991، وبهذه المناسبة ننشر لأول مرة الكلمات الأولى لأغنية (ضي القناديل) التى كتبها الفنان (منصور الرحباني) عام 1960 لتغنيها فيروز تحت عنوان (شارع الضباب)، على أن يلحنها محمد عبدالوهاب، بعد النجاح الكبير الذى حققه عبدالوهاب مع فيروز في عدة أغنيات منها (يا جارة الوادي، خايف أقول، سهار).

فيروز ومحمد عبدالوهاب أثناء الأتفاق على شارع الضباب

وبعد أن لحن الموسيقار الكبير الأغنية، أسمعها لمجموعة من أصدقائه المقربين فى مصر منهم (الكاتب والمفكر مصطفى محمود، الشاعر الكبير كامل الشناوي، والكاتب الصحفي اللبناني جورج إبراهيم الخوري)، وعندما سمعها (الشناوي) قال: (هذه ليست  شارع ضباب، هذه مدينة نور)، وكان لحنها الأول من مقام (السيكاة)، بعدها سافر عبدالوهاب إلى لبنان، وقابل السيدة  فيروز وفى لقاء مغلق بينهما قالت له: (أنها بعد أن سمعت كلمات الأغنية، وجدت إنها لا تتفق والشخصية المحترمة التى رسمتها لنفسها فى أغانيها، فشارع الضباب، وضو القناديل، والمصابيح الملونة، والأرصفة السوداء، والمواعيد الجميلة، كلها أجواء توحي ببنات الليل، لذلك لم يهفو قلبها إليها، وترى أن انسحابها أضمن لكرامتها).

وسألها عبدالوهاب وشو رأيك باللحن؟

 ردت: رائع!

فقال: (إذن انتهت المشكلة، أما زعمك بأن (جو) الأغنية لا يليق بشخصيتك، فاسمحي لي أن أرد بالقول أن المطربة الحقيقية هى التى تمثل الأغنية، ولا تعيش فصول حكايتها، والكثيرات من المطربات يقلن ما لا يفعلن، بل يصورن ببراعة الصوت ما يريد الشاعر أن يقوله، والشاعر في (شارع الضباب) هو زوجك عاصي الرحباني).

عبد الوهاب حاول إقناع فيروز كثيرا لكن دون جدوى

ولاذ عبدالوهاب بالصمت، ولم يشأ أن يستطرد إلى الإقناع، بل رأي ألا يدخل فى جدل مع سيدة يحترم رأيها، وحبس الأغنية فى درج مكتبه عامين لعل فيروز تعدل عن رأيها، وعندما يأس أعطاها للمطرب عبدالحليم حافظ، الذى غير بعض كلماتها اللبنانية، وتعديل عنوانها من (شارع الضباب) إلى (ضي القناديل)، وسجلها مرتين الأولى فى مارس  1962، ولم يعجبه التسجيل، فقام بإعادته فى يناير 1963، وقام بغنائها عام 1964.

عبد الوهاب مع عبد الحليم بعد الاتفاق على على غناء (ضىي القناديل

ولأول مرة ينشر (شهريار النجوم) الكلمات الأولى لأغنية (شارع الضباب) قبل تعديلها إلى (ضي القناديل):

ضو القناديل، بالشارع الطويل

فكرني يا حبيبي بالموعد الجميل

بليالي سهرناها وسهروا القناديل

يا شارع الضباب شو نسيتك أنا

مرة بالعذاب، ومرة بالهنا

تعباني بحبي اسأل عن دربي

بفراغ الليل، وبطريقو قلبي

وضو القناديل، وتحت المصابيح

رصيف الحلو ضايع وجريح

أخو ما الو ويا لفتة سريعة

من العين الوجيعة، تلف الشبابيك

والسما الوسيعة وضو القناديل

حنينا واشتقنا للخطوة الحبيبة

تحت القناديل نشكي والضي العليل يبكي

حكينا حكينا والدمع بعنينا رايح رايح ولا تسأل علينا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.