رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

تعرف على القصيدة التى حذف منها العندليب كلمات حرصا على المجتمع والدين والمقدسات

المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة، أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفها .

انزعج عبد الحليم عندما علم بغناء (نجاة) القصيدة

كتب : أحمد السماحي

من القصائد المحفورة كالوشم في وجدان محبي الغناء في العالم العربي قصيدة (رسالة من تحت الماء) التى كانت أول قصيدة تعانق فيها كلمات الشاعر السوري الكبير نزار قباني حنجرة عبدالحليم حافظ،  ولهذه القصيدة (حدوتة) شهيرة كتبت عنها كثيرا مجلة (الشبكة) اللبنانية، والحكاية باختصار أن الشاعر نزار قباني ظهر في بداية سبعينات القرن الماضي في أحد البرامج التليفزيونية اللبنانية مع المذيع عادل مالك، وألقى قصيدته الجديدة (رسالة من تحت الماء) في التليفزيون اللبناني.

وبالمصادفة كان العندليب حاضرا في التليفزيون اللبناني، وسمع القصيدة ونالت إعجابه، وقابل نزار قباني واتفق معه على غنائها، وكتب له شاعرنا الكبير كلمات القصيدة على ورقة، وعندما عاد العندليب إلى مصر أعطى الورقة لصديقه الملحن محمد الموجي، الذي بدأ بالفعل في تلحين مقدمة القصيدة.

حليم عاتب نزار قباني لأنه أعطى القصيدة لنجاة

لكن لظروف خاصة بالعندليب تأجل تلحين القصيدة لشهور امتدت لعامين، وأثناء ذلك كانت المطربة نجاة الصغيرة تبحث عند الموجي على ألحان جديدة فأسمعها مقدمة (رسالة من تحت الماء) وتعلقت بها جدا، واتصلت بالشاعر السوري تستأذنه في غنائها، ونظرا لتأخر العندليب في غنائها لمدة عامين سمح (نزار لنجاة) بغناء القصيدة!، خاصة أنه لم يتقاض أي مبالغ مالية من العندليب الذي تباطأ في غنائها، وعندما وافق شاعرنا الكبير على غناء القيثارة الحزينة لقصيدته دفعت صاحبة الصوت الهامس مبلغ مالي كبير للموجي كعربون.

 وعندما بدأت الصحف تكتب عن غناء نجاة لقصيدة (رسالة من تحت الماء) انتفض العندليب وطلب من الموجي سرعة إنهاء اللحن، كما اتصل بالشاعر نزار قباني يعاتبه على السماح لنجاة بغناء القصيدة رغم الاتفاق الذي كان بينهما، فقال له شاعرنا الكبير: (أنك تأخرت يا حليم، ونجاة صديقة عزيزة على قلبي وسبب شهرتي في العالم العربي، وقد سمعت القصيدة من الموجي ونالت إعجابها خاصة أنها على لسان إمرأة وطلبت مني غنائها فوافقت)!

وانتهت المكالمة بالتصالح بين نزار وحليم، وبدأ الموجي تلحين القصيدة وأثناء التلحين وجد حليم كلمات كثيرة لا تصلح للغناء فاتصل بالشاعر نزار قباتي واستأذنه في تغييرها، وبالفعل قام الشاعر السوري الكبير تغييرها، كما قام بإضافة بعض الأبيات الجديدة غير الموجودة أصلا في القصيدة.

فالقصيدة تبدأ بجملة (إنت كنت صديقي) فقام نزار مع حليم والموجي بتغييرها إلى (إن كنت حبيبي)، وفي الجملة الثانية كتب نزار (أو كنت حبيبي ساعدني كي أشفى منك) فتم تغييرها إلى (أو كنت  طبيبي ساعدني كي أشفى منك) كما تم تغيير كلمة (القلب) إلى (الحب) في جملة، (علمني كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق)، كما تم تغيير غير جملة (فأنا عاشقة من رأسي حتى قدمى)، إلى (فأنا مفتون من رأسي حتى قدمي).

شاعر القصيدة نزار قباني
الموسيقار محمد الموجي

وفي الجزء الأخير منها قال نزار: (الموج الأزرق في عينيك يجرجرني نحو الأعمق)، وقال حليم في الأغنية بعد تعديلها: (الموج الأزرق في عينيك يناديني نحو الأعمق)، كما قال نزار في قصيدته:  (إن كنت نبيا خلصني من هذا السحر، حبك كالسحر فخلصني من هذا السحر)، فقال عبدالحليم : (إن كنت قويا أخرجني من هذا اليم، فأنا لا أعرف فن العوم)، وحرصا على الشعور العام في المجتمع، والمقدسات والدين، حذف عبدالحليم الجزء الأخير من القصيدة الذى يقول:

(يا من أهديتك ضوء الشمس لماذا تعطيني الظلماء

يا من قدمت لك الجنات، لماذا تعطيني الصحراء)

وتقول كلمات القصيدة كما كتبها نزار قباني، وستجدون الكلمات المحذوفة مكتوبة باللون الأحمر:

لوكنت صديقي ساعدني كي أرحل عنك

أو كنت حبيبي ساعدني كي أشفى منك

لو أني أعرف أن الحب خطير جدًا ما أحببت

لو أني أعرف أن البحر عميق جدًا ما أبحرت

لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت

اشتقت إليك فعلمني أن لا أشتاق

علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق

علمني كيف تموت الدمعة في الأحداق

علمني كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق

إن كنت نبيا، خلصني من هذا السحر

من هذا الكفر، حبك كالكفر فطهرني

من هذا الكفر

يامن صورت لي الدنيا كقصيدة شعر

وزرعت جراحك في صدري وأخذت الثأر

إن كنت أعز عليك فخذ بيدي

فأنا عاشقة من رأسي حتى قدمي

لو أني أعرف أن الحب خطيرٌ جدًا ما أحببت

لو أني أعرف أن البحر عميقٌ جدًا ما أبحرت

لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت

الموج الأزرق في عينيك يجرجرني يناديني نحو الأعمق

أزرق أزرق لا شيئ سوى اللون الأزرق

وأنا ما عندي تجربة في الحب ولا عندي زورق

إني أتنفس تحت الماء إني أغرق

إني أغرق إني أغرق أغرق أغرق

يا كل الحاضر والماضي ياعمر العمر

هل تسمع صوتي القادم القادم من أعماق البحر

إن كنت قويًا أخرجني من هذا اليم

فأنا لا أعرف لا أعرف فن العوم

لو أني أعرف أن الحب خطيرٌ جدًا ما أحببت

لو أني أعرف أن البحر عميقٌ جدًا ما أبحرت

لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.