رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(لا وقت للحب).. فيلم يجسد قصة حقيقية عن المناضل البطل (حمزة البسيوني)

* كاتب الفيلم يقابل البطل الحقيقي فى معتقل أبو زعبل عام 1954

* يوسف إدريس اختلق قصة صديق البطل بدير الذي جسده صلاح جاهين

* رشدي أباظة يرفض أن يكون إسمه (حمزه) وأبوسيف يصر!

* يوسف إدريس يكتب كواليس الفيلم في يومياته تحت عنوان (ليلة وراء الكاميرا)

يوسف إدريس وفاتن حمامه وصلاح أبوسيف في كواليس فيلم (لا وقت للحب)

كتب : أحمد السماحي

من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية، وبالنسبة لأبطاله فيلم (لا وقت للحب) قصة وحوار الأديب الكبير يوسف أدريس، وإخراج صلاح أبوسيف، وهو مأخوذ عن قصة حقيقية للطبيب المناضل (حمزة البسيوني)، ويدور موضوع الفيلم حول (حمزة) المهندس الشاب الذي رفض حياة الدواجن! حياة أجيال شعارها (وأنا مالي)، كانت تحني رأسها مقابل الإبقاء على مستوى الحيوان، ولهذا يتحول (حمزة) من مثقف ثوري إلى وطني يقود جيش الفدائيين، إلا أن الاستعمار يتدخل، ويحدث ما نعرفه قبل الثورة، مثل (حريق القاهرة، الأحكام العرفية، إبادة الوطنيين).

ووسط الإرهاب نتتبع (حمزة) مُطاردا يتخلى الكثيرون عنه، ولا يأويه سوى إنسان شريف، مسالم كسول أيضا هو (بدير)، وعند (بدير) لا يصله بالخارج سوى المدرسة (فوزية) التى رأته مرة في المعسكر فشدها إليه متصورة بأن رجولته ليست مجرد إحساس يثيره الذكر عند أي أنثى فهى رجولة ترتفع إلى الوعي، لهذا تتحول ()فوزية من مجرد أنثى إلى إنسانة مسئولة تغامر بالذهاب إلى بيته وهو مراقب أو تحمل الديناميت إلى الثوار.

………………………………..

بداية علاقة الحب بين حمزة والمدرسة

البطل الحقيقي يتذكر

يقول الدكتور (حمزة البسيوني) البطل الحقيقي لفيلم (لا وقت للحب) مع الزميلة (جاكلين منير) في موقع (اليوم السابع): لقائى بالكاتب الكبير يوسف إدريس كان فى معتقل أبو زعبل عام 1954، وتم وضعنا فى زنزانة واحدة بما يخالف قوانين السجن، بعد ترحيلنا على سجن مصر عقابا لنا على تحريض المعتقلين، للمطالبة بخدمات طبية ضد الإدارة الطبية بالسجن، وكنا فى عنبر الإخوان المسلمين من الدرجة الثانية فى تنظيم الإخوان، وأضربنا عن الطعام سويا فى عنبر التأديب وتبادلنا الأحاديث الطويلة ونشأت علاقة صداقة بيننا، استمع فيها إلى قصة نضالى السياسى التى كتبها فيما بعد كقصة قصيرة بعنوان (قصة حب).

كان (إدريس) ينصت بتركيز شديد لما أسرده من تفاصيل لدرجة إنى كنت أخاف من نظرة عينيه، وهو ينصت لى بتركيز شديد، وعندما كتب القصة كتبها كما سردتها له، ماعدا فروق بسيطة، حيث ذكر (يوسف إدريس) فى القصة أحداث حريق القاهرة، ولكنها كانت موقعة نضالية يوم 4 مارس عام 1946 بميدان سعد زغلول، وخلال المعركة كتب (يوسف إدريس) أن المتظاهرين نظروا إلى طائرات فى السماء، ولكنهم فى الحقيقة نظروا إلى الفنان (أنور وجدى) الذى كان يطل على الميدان فى شرفة أحد الفنادق منزعجا وقت اشتعال النيران والمعركة مع الاحتلال الإنجليزى، وأظن أن (يوسف إدريس) رفض ذكر الفنان أنور وجدى حرصا على مشاعره.

أما شخصية صديق (حمزة) التى جسدها الفنان (صلاح جاهين)، فهى شخصية مختلقة من يوسف إدريس للحبكة الدرامية ولا توجد فى الواقع، وعندما عرض الفيلم على الفنان (رشدى أباظة) للقيام ببطولته، اعترض على اسم (حمزة) وقال (دنجوان السينما المصرية يطلع اسمه حمزة؟!)، إلا أن المخرج أصر على الاسم.

………………………………..

يوسف إدريس

يوسف أدريس وليلة وراء الكاميرا

كتب يوسف إدريس في كتابه (جبرتي الستينات) مقالا عن كواليس تصوير الفيلم بعنوان (ليلة وراء الكاميرا) قال فيه: خلال الساعات التى قضيتها أتابع ما يدور خلال الكاميرا أتيح لي أن أقف على حقيقة المجهود الشاق الذي يتكبده العاملون في الحقل السينمائي، في أول الليل قال لي المصور عبده نصر إن الدقيقة من دقائق عرض الفيلم قد تستغرق ثماني ساعات وأكثر من المجهود والبروفات والاستعداد، وحسيت أنه يبالغ ، لكن اتضح لي أنه يتواضع!، فقد استغرقت الدقيقة ليلتها أكثر من عشر ساعات.

في يوم التصوير بدأ العمل في الثالثة بعد الظهر وجاء عمال الكهرباء والإضاءة وظلوا في تركيبات وتوصيلات إلى الساعة السادسة، ومن السادسة إلى التاسعة كانت مرحلة التجارب، ومن التاسعة بدأت التجارب الحية على الممثلين.

قبلة ساخنة بين رشدي أباظة وفاتن حمامة

وأضاف: كان على فاتن حمامة ورشدي أباظة (وأبو دومة وزوجته وابنه) أن يقطعوا عشرة أمتار بعدها يدقّون الباب ويدخلون.. وأكثر من عشرين مرة قطعوا المسافة، من اليمين مرة واليسار مرة، وبالكاميرا منحرفة وبها معتدلة، وكل مرة يرتفع صوت صلاح أبو سيف: (ستوب)، ثم يلوِّح بيده قائلًا: مرة ثانية، ويعود الموكب يتجمع ليتحرك من جديد، بينما أعضاء اللجنة يقولون: (يا مسهل يا رب)، والبرد قد استبدّ بكتف أحدهم فأوقفها، برد يتزايد في ليلة شتاء، لولا الأضواء لتجمد ظلامها ثلجًا أسود.

وتابع: كان ذلك المكان الذي يقع فيه التصوير هو أحد الأماكن النائية في شمال القاهرة، وقد ازدحم فجأة بأناس لا يدري أحد كيف جاؤوا في مثل تلك الساعة إلى ذلك المكان ولا من أين جاؤوا، عيونهم تبرق في ضوء الكشافات وتتابع ما يدور بشغف لا يقل عن شغفهم بمتابعة فيلم، مع أن المشهد واحد، واللقطة واحدة، وكذلك الدَّقة، دَقة على مدفن الخديو توفيق (الرجل الذي لا يذكر له التاريخ إلا عملًا واحدًا لا يحسد عليه، أنه سهَّل للإنجليز مهمة احتلالنا).

وواصل: مئات الرجال والنساء والأطفال واقفون ينظرون خلال أسوار المدفن، ويتابعون فاتن حمامة ورشدي أباظة، وفراشات القاهرة وجرادها كأنما انتهزت الفرصة وعقدت مؤتمرًا عامًّا في نفس البقعة واتخذت قرارًا واحدًا.. مهاجمة فاتن حمامة، وفاتن تستغيث برشدي، ورشدي مشغول بترديد الجملة التي عليه أن يقولها، يرددها كل بروفة، وخلال خمسين بروفة: (انت تعرفه يا عم إسماعين؟).

واختتم (إدريس) مقاله قائلا: كان رشدي أباظة يذكِّرني حينها بالتلميذ الذي قصَّر في أداء واجبه، يردد الجملة بلسانه وعينه على المصور عبده نصر الممتطي عربة الكاميرا التي تسير كالقطار على قضبان، والتي يروح بها ويغدو، مقتربًا من المشهد مبتعدًا عنه، مسددًا الكاميرا إلى الهدف، ثائرًا حين يجيء (الشوت) كان يشبه طلعات (صالح سليم) كلما اقترب من الجون.. أوت).

………………………………..

أهم الأحداث السينمائية عام 1963

كان عام 1963 من الأعوام متوسطة الإنتاج السينمائي، لكن مليئة بالتجارب السينمائية المهمة، ووصل عدد الأفلام  إلى 47 فيلما سينمائيا، كما كتب الناقد السينمائي الراحل (علي أبوشادي) فى كتابه (وقائع السينما المصرية في مائة عام) وإليكم أبرز ما حدث عام 1963.

* يشهد عام 1963 البداية الرسمية للقطاع العام السينمائي بصدور القرار رقم 48 لسنة 1963 بإدماج المؤسسة المصرية العامة للسينما في المؤسسة العامة للهندسة الإذاعية، وأصدر مجلس إدارة المؤسسة المصرية العامة الجديدة قرارا بإنشاء أربع شركات جديدة هى :

1ـ شركة الإنتاج السينمائي العربي (فيلمنتاج) تولى رئاستها المخرج صلاح أبوسيف.

2 ــ شركة الإنتاج السينمائي العالمي (كوبرو فيلم).

3 ــ شركة ستوديوهات السينما.

4 ــ شركة توزيع وعرض الأفلام السينمائية.

وتولت (فيلمنتاج) مسئولية السينما التسجيلية من خلال إدارة الأفلام التسجيلية بها.

* تم عرض أول أفلام من إنتاج القطاع العام وعددها ثلاثة أفلام هى (الأيدي الناعمة) لمحمود ذوالفقار، و(القاهرة في الليل، ومنتهى الفرح) لـ محمد سالم.

* عرض فيلم (الزوجة 13) للمخرج فطين عبدالوهاب في مهرجان فينسيا السينمائي.

* انتقلت تبعية جريدة  مصر الناطقة إلى التليفزيون العربي.

* انتقلت جمعية الفيلم إلى متحف العلوم بباب اللوق لتمارس نشاطها وعروضها هناك.

* أقيمت مسابقة الدولة السادسة للسينما لأفلام الفترة من 1959 إلى 1962 ووزعت مبالغ مالية قدرها 33 ألف جنية للفائزين الثلاثة من كل مهنة من مهن الفيلم السينمائي بالتساوي وبدون ترتيب، نال الجوائز 12 فيلما، حصل فيلم (دعاء الكروان) إخراج بركات على أكبر عدد فقد حصل على 5 جوائز.

رشدي أباظة وعبد الله غيث في مشهد من الفيلم

………………………………..

الأفلام التى عرضت عام 1963

عرض عام 1963 حسب موسوعة أفلام السينما المصرية للناقد السينمائي والباحث (محمود قاسم) 47 فيلم نافس بعضها بقوة فيلمنا (أم العروسة)، وهذه الأفلام هي: (الحقيقة العارية، الليلة الأخيرة، الأيدي الناعمة، أم العروسة، زقاق المدق، الساحرة الصغيرة، البدوية العاشقة، الباب المفتوح، عروس النيل، حياة عازب، عريس لأختي، جواز في خطر، النشال، رابعة العدوية، بطل للنهاية، الناصر صلاح الدين، المجانيين في نعيم، قصة ممنوعة، أميرة العرب، لا وقت للحب، أيام زمان، المتمردة، اغفر لي خطيئتي، سر الهاربة، شفيقة القبطية.

وعائلة زيزي، النظارة السوداء، شقاوة بنات، رجل فى الظلام، طريق الشيطان، من غير أمل، شباب طائش، القاهرة في الليل، نار في صدري، سجين الليل، سنوات الحب، الجريمة الضاحكة، منتهى الفرح، إمرأة على الهامش، العريس يصل غدا، صاحب الجلالة، الشيطان الصغير، الحسناء والطلبة، ثمن الحب، زوجة ليوم واحد، حب لا انساه، بائعة الجرايد).

………………………………..

بوستر فيلم (لا وقت للحب)

بطاقة فيلم (لا وقت للحب)

إنتاج : دينار فيلم.

قصة وحوار: يوسف إدريس.

سيناريو: لوسيان لامبرت.

ديكور: حلمي عزب.

موسيقي: فؤاد الظاهري.

تصوير: عبدالحليم نصر.

مونتاج: كمال أبوالعلا.

بطولة: (فاتن حمامه، رشدي أباظة، صلاح جاهين، عبدالله غيث، عصمت محمود، أحمد توفيق، بدر نوفل، كامل أنور، إبراهيم قدري) وغيرهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.