رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أسامة كامل يكتب: ميرفت امين.. ثمرة الفاكهة الطازجة

ساحرة السينما التي أسرت قلوب أجيال متعاقبة

بقلم الإعلامي: أسامة كامل

هزتني شائعة زواج الفنانة الجميلة (ميرفت أمين)، والتي انتشرت منذ أسابيع قليلة، ورغم أن الشائعة غير صحيحة، فقد استدعت ذكريات كثيرة على الخاطر، ومنها أنه كان ظهور ميرفت أوائل  السبعينات كاختراع  جديد في فيلم  (أبي فوق الشجرة) مع عبد الحليم حافظ  وقصة إحسان عبد القدوس  وإخراج حسين كمال ، و رغم الاختلاف  التام بين القصة و الفيلم إلا أن  رؤية  حليم كانت هي الغالبة.

أنذاك كنا لا نزال في مرحلة  طفولة متأخرة وكان ظهور (ميرفت أمين) بالنسبة  لنا  حلم جميل لا ينتهي أبدا.

كانت (ميرفت) عبارة عن ثمرة  من الفاكهة  الطازجة الشهية، بجانب الست (نادية لطفي) التي أدت  دور الراقصة  المحترفة و أخوها  (صلاح نظمي).. وأعترف أن كل شيء  في ميرفت كان و لا يزال جميلا  نديا من صوابع  قدميها حتي شعرها الهفهاف الأصفر، وحتي النمش الذي كان يملأ  وجنتيها  و ظهرها كان  بالنسبة  لنا حسنات يغفرن السيئات 

عينها  الملونة  و الحور العظيم في مقلتيها  

شفتاهها  الصغيرين علي بسمها  الطروب 

أنفها  الشيق..

ونهيدين  يقيظين  ووسط سبحان المعبود

وساقين  منطلقين ممدودتين  وأزرع  وأكتاف  مرسومة

وكفتي  يديها  بيضاء  تفسران  مشاعرها و انوثتها  الخيالية .

تظل ملكة متوجة على عرش الجمال

كانت (مرفت) بالنسبة لنا هى الفتاة  التي نحلم بها ونبحث عنها في مكان، و لا أعرف كيف فات  حليم أن يلتهم  هذه الثمرة  اليانعة و يغلق عليهما كل الأبواب  ويظل معها حتي النهاية؟!

يا من أسأت  إلى (ميرفت أمين) لقد كسرت داخلنا  أشياء لا تعوض وأيقظت أحلامنا الطويلة.

أرجوك يا (ميرفت) تزوجي ما دمت أنا عاجز عن ذلك وعيشي وتمتعي، فعلى مايبدو لي: لقد خلق الله  البشر في يوم وخلقك في يوم آخر، فلم يعد يفيد جميلتي وآسرتي أن أقول أني كنت أحبك أو أحب أي أنثي أخري تشبه ميرفت عن بعد.

أذكر أنه في أحد المرات شاهدت في أقصي الصعيد  شبيهة لها وكنت احج  إليها ولكن  صامتا أخرسا رغم محاولتها  الدائمة، فلا أنا قادر علي أن البوح  ولا هى تستوعب العشق الممنوع، وظللت سنوات وأنا في بلدنا في أقصى الشمال أكتب لفتاتي الأرستقراطية خطابات عاطفية وأرسلها مع الخادمة ولكن يبدو أنها لم تفهمها بل وظنت  أني مجنون!

يبدو أنه كتب على العشاق  والمحبين  الجنون  والوله واللوعة  إلى الأبد.. أرجو ألا تبلغوا ميرفت  بذلك  حتي لا تلهث ورائي  وأنا مجرد (طيف دخان)، هذه الصورة بين عبد الحليم حافظ وميرفت أمين هى الصورة المثلي التي كانت غاية آمالنا وأمانينا، ولكن حليم كان لديه حسابات أخرى.

مع عبد الحليم في فيلم (أبي فوق الشجرة)

كانت ميرفت بنت 16 عاما في فيلم (أبي فوق الشجرة)، فهى لا تزال طفلة بريئة سعيدة أنها تمثل مع نجم و مطرب مصر الأول ولم يكن يجول في خاطرها أن تحبه ويحبها ويعيشان قصة رومانسية سعيدة وربما قصيرة،  ولكنها قصة فيلم القرن العشري.

وربما كانا سينجبان طفلا يملك جمال وحلاوة (ميرفت) وعبقرية وذكاء وصوت حليم الذي لا يعوض بعد حوالي نصف قرن لم يخلق بعد من يجلس علي عرش هذا الملك غير المتوج في وقت لا يزال أغلب المصريين يستمعون بحب وإعجاب لأم كلثوم سيدة الغناء العربي التي تظل خالدة هى الأخرى ولا يقترب من أسوار أسطورتها أحد.

عبد الحليم سلطان الغناء العربي وللاسف لم ينجب ولدا ولا بنتا يحملان جينات الحب والعشق والغناء والموسيقي المصرية المبهرة.

قدمت (ميرفت أمين) أعمالا قيمة وأخري لا تستحق الذكر، ولكن كان مجرد وجودها في أي عمل فرصة للمراهقين ليطلعوا علي قطعة من جمال الخالق في خلقه، وربما اندمجت مع (نور الشريف) أكثر من (محمود ياسين وحسين فهمي) الذي أخذها بعيدا وأنجب منها فتاة مضطربة لا تستقر في عمل ولا زواج كعادة والديها.

أتخيل لو أنها تزوجت عبد الحليم وأنجبا طفلا يجمع وسامة أمه وصوت أبيه لأصبح الآن نجم مصر والعرب جميعا، ولكنها مجرد خيالات وشطحات.

أهم أدوارها على الإطلاق في (زوجة رجل مهم)

ورغم ولعي بمرفت أمين فقد كرهت كل أدوار الإغراء و العري التي قامت بها نجمة مصر الجميلة، والاستغلال البشع من المنتجين والمخرجين لهذه الأيقونة، رغم أنها أجادت في بعض الأدوار الجادة، ولا أستطيع أن أنسي دورها في (زوجة رجل) مهم أمام الوحش (أحمد زكي).. كانت ندا قويا و سرقت الأضواء و الكاميرا ببساطة وهدوء من اللحظة الأولي حتي النهاية الدرامية المرعبة بلا مبالغة ولا تكلف، وظني أنها تستحق الأوسكار عن هذا الدور الذي بلغت فيه النضج والكمال وحتي في (أيام السادات) أفردت مساحة هائلة للنجم (أحمد زكي) وارتضت في خشوع أن تكون جيهان السادات بل أفضل منها في الواقع.

و رغم بعد الكاميرات عن صاحبة الوجه الأجمل والأقرب والأفضل بحكم السن وأشياء أخري إلا أن وجودها في أي عمل هو إثراء لهذا العمل وللعاملين فيه، لذا أطالب بتواجد (الهانم ست الستات) ميرفت أمين في الاعمال الجميلة فقط، سواء علي الشاشة الصغيرة أو الكبيرة.

وأخيرا أهمس في أذن الجيل الحالي: أنتم لا تشعرون بشعورنا وأجيالنا حينما كنا نشاهد الست (ميرفت أمين).. إنها تاريخ و صور فوتوغرافية لا يمكن أن تغادر ذاكرتنا.

أرجو ان تبلغوها تحياتي وحبي ولهف قلبي عليها، وسأظل على عهدي في عشقها بحكم أني أعشق الخيال وأعيش في التاريخ وحتى أحب الخرافة التي تنسج حولها.

العاشق: أسامة كامل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.