رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حنان أبو الضياء تكتب: ستالين.. (الديكتاتور) الوقح الذى تزوج ابنته!

أفيش فيلم (موت ستالين)

بقلم: حنان أبو الضياء

رجل كان يرى أن الامتنان هو المرض الذي يعاني منه الكلاب، وأن الموت هو الحل لكل المشكلات، فبدون بني آدم لا يوجد مشكلات.. أنه (جوزيف ستالين) أحد المجرمين ضد الإنسانية، لكنه رجل دولة وسياسى.

ثمة أعمال كثيرة اقتربت من ستالين وعهده، والمؤامرات التى أصبحت سمة للحكومات التي تعاقبت على الحكم في روسيا السوفيتية، تأرجحت تلك الأعمال مابين كتب وأفلام ولكن أكثرها انتشارا ما كتبته ابنته (سفيتلانا) من مذكرات تحت عنوان (20 رسالة الى صديق)، و كتاب (نساء الكرملين) لاريسافا سيليفا، ترجمة (أحمد الخميسى)؛ وفيلم (ستالين) التلفزيوني تم إنتاجُة سنة 1992، من بُطولة الممثل (روبرت دوفال).. ولعل أهم وصف لشخصيته ماقالت  ابنته فى مذكراتها (كان رجلا بسيطا جدا، وقحا جدا وقاسيا جدا، كان يحبني ويريدني أن أصبح ماركسية متعلمة).

جوريف ستالين .. ناقل الاتحاد السوفيتي من الزراعة للصناعة

إلى جانب أن هناك فيلم  عن الابنة يظهر به ستالين؛ للمخرجة (لانا بارشينا)؛ قالت فيه سفيتلانا: (أينما ذهبت إلى سويسرا أو الهند أو أي جزيرة نائية سأبقى سجينة اسم والدي)، ومعروف أن سفيتلانا كانت قريبة من والدها في وقت من الأوقات، وأنه كان يدعوها (عصفورتي الصغيرة)، وكان عمر (سفيتلانا) ست سنوات حين انتحرت والدتها وقتل شقيقها (ياكوف) خلال الحرب العالمية الثانية عام 1941، حيث وقع في الأسر ورفض والدها مبادلته بجنرال ألماني، بينما توفي شقيقها الآخر (فاسيلي) في موسكو في عام 1962، وقد نفى والدها حبيبها الأول، وهو مخرج أفلام إلى سيبيريا حيث قتل أثناء محاولة هروبه.

ومعظم الأعمال تناولت موت ستالين الذى قيل إنه عملا طويلاً في مكتبه في الكرملين، في الليل وعلى عادته شاهد فيلمًا برفقة (بيريا، مالينكوف، خروتشوف وبولجانين)، بعدها ذهب الجميع لتناول العشاء في بيت ستالين الريفي في كونتسيو، وحسب خروتشوف، انتهى العشاء قرابة الساعة الخامسة أو السادسة صباحًا: (كان ستالين ثملاً كفاية ومزاجه رائعًا، وهكذا بعد هذه (الجلسة) عدنا إلى منزلنا سعداء لأن ما من شيء حدث.. حفلات العشاء عند ستالين لا تنتهي دائمًا نهاية سعيدة).

في اليوم التالي (الأحد) في الأول من مارس (وهو عادة يوم عطلة) أمضى (خروتشوف) نهاره في منزله، بانتظار تلقي مخابرة من (الزعيم) كما يحصل كل يوم، وانتهى نائمًا حين استيقظ فجأة في الليل على صوت رنين الهاتف، وكان (مالينكوف) يعلمه أن حرس ستالين ومرافقيه شعروا أن ثمة ما أصابه، وكان مالينكوف قد أبلغ أيضًا بيريا وبولجانين، انتقل خروتشوف بسيارته إلى (كونتسيو) حيث التقى معاونيه، وقال له الحرس إنهم كانوا قد أرسلوا خادمة (ستالين ماتريونا) العجوز لتحصل على أخبار منه فوجدته واقعًا خارج سريره نائمًا على الأرض. حينها مدده الحرس على أريكة في الغرفة المجاورة، وفي رواية خروتشوف أن الحرس اعتقدوا أن ستالين كان ثملاً: (حين علمنا بالأمر قررنا أنه من غير اللائق أن نظهره (ستالين) في هذه الحالة المزرية وغير اللائقة)، وعاد كل واحد إلى منزله، بعد ساعات عادوا من جديد إلى كونتسيو بعد استدعائهم بواسطة التليفون، وكانوا قد اتصلوا بأطباء، تقرر أن حالة ستالين سيئة وخطيرة وقرر حينها مساعدوه الستة الكبار تنظيم حراسته من 24 ساعة على 24، اثنين اثنين ومداورة، قرب سريره.

رواية حارس (ستالين) الخاص تختلف عن رواية (خروتشوف)

أما رواية حارس (ستالين) الخاص فتختلف عن رواية (خروتشوف) حيث غادر خروتشوف والمعاونون الآخرون منزل ستالين الريفي في الأول فجرًا بعد أن تناولوا بضع كؤوس من عصير الفاكهة، عند الظهر بدأ الحارس الخاص أمام باب ستالين يقلق لعدم سماعه أي حركة من ناحية مسكنه، وكان ممنوعًا بشكل قاطع أن يصعد أحد ليرى (ستالين) من دون أن يكون مدعوًا مسبقًا، قرابة الساعة السادسة والنصف مساء أضيء النور في مكتبه، اطمأن الجميع بانتظار مكالمة منه، كان الوقت يمرُّ من دون أن يعطي (ستالين) أي إشارة.

قرابة الساعة الحادية عشرة ليلاً وصل القلق إلى أقصى درجاته، لكن ما من أحد كان يجروء على فتح بابه، أخيرًا وعند وصول البريد الخاص من الكرملين إلى المنزل الريفي أعطى ذلك حجة بأن يدخل المسكن، وجده ممدًا على سجادة بالقرب من مكتبه، كان عاجزًا عن الكلام من دون أن يفقد الوعي، وأشار ستالين برأسه بالإيجاب حين سأله الحرس إذا كان ممكنًا أن ينقلوه إلى الأريكة.. بعدها تم الاتصال تلفونيًا بوزير أمن الدولة (أنياتيا) ونصح هذا الأخير باستدعاء (بيريا) أو (مالينكوف)، وكان ممنوعًا منذ (قضية الأطباء المسممين) من السماح لأي طبيب بالاقتراب من ستالين من دون إذن مسبق من بيريا.. ولم يظهر معاونوا ستالين في منزله الريفي قبل الساعة التاسعة صباحًا وكانوا بصحبة أطباء.. وأُعطيت له أول الإسعافات الأولية، قرابة عشر ساعات بعد اكتشاف إصابته بالمرض، وكان نزيفًا في الدماغ.

ستاالين .. الطاغية الذي قرأ كتب أعائه

وصلت ابنة ستالين إلى كونتسيو في صباح التالى وقد وصفت اللحظات الأخيرة من حياة والدها بالكلام الآتي: (كان النزيف قد اجتاح دماغه، وفي الساعات الثانية عشرة الأخيرة بدا واضحًا النقص في الأوكسيجين، بدأ وجهه يزداد اسودادًا وكان نزاعه مع الموت رهيبًا، كان يختنق أمام نظرنا، وفي لحظة قبل النهاية فتح فجأة عينيه ليضم بنظره كل من كان حوله.. كانت نظرة مخيفة، ما بين الجنون والغضب، وكان الرعب يملأه أمام الموت وأمام وجوه الأطباء المنحنين فوقه، إن أكثر من عشر ساعات مرَّت ما بين لحظة اكتشاف مرض (ستالين) ووصول الأطباء لمساعدته.

بعد ثمان وأربعين ساعة، سُمعت دقات على الطبول قبل الإعلان: (قلب زميل لينين في السلاح، حامل راية عبقريته وقضيته، المربي الحكيم وقائد حزبه الشيوعي والاتحاد السوفياتي، توقف في الخامس من مارس، في الساعة التاسعة وخمسين دقيقة، في موسكو).

وفى الحقيقة أن (ستالين) دمر حياة الكثيرين وعلى رأسهم (ناديا سيرجيفنا آليلوييفا) هى الزوجة الثانية لزعيم الاتحاد السوفيتي (جوزيف ستالين)، ولدت في يوم 9 سبتمبر 1901 لإبن عامل سكك حديدية ثوري روسي إسمه (سيرجي آليلوييف) وزوجته (أولجا) ذات الأصل الألماني الجورجي المشترك، والتي كانت تتقن اللغة الروسية، وقد كان (سيرجي آليلوييف) صديق لستالين وتعرف على ابنته وأحبها وتزوجها في سنة 1919 وهى بعمر الـ 18، بعد الثورة الروسية (1917) عملت (آليلوييفا) أمينة القلم السري في مكتب لينين، وقد كان زيها بدون مكياج وتجميل وكان شكلها أقرب للثوار، أنجبت من (ستالين) إبنين منه وهما (فاسيلي ستالين) في سنة 1921 و(سفيتلانا ستالين) سنة 1926، وحسب كلام صديقة آليلوييفا المقربة (بولينا زيمخوجينا)، أن زواجهما كان مجهد وصعب وأنهما كانا كثيرين الجدال مع بعضهما، وقد كانت تعاني من مرض عقلي هو اضطراب ذو اتجاهين، وقد كان يقول (فياتشيسلاف ميخائيلوفيتش مولوتوف) بأنها كانت تعاني من تغيرات في مزاجها من فترة لأخرى وكانت تبدو امرأة عصبية، كانت علاقتها قوية مع ابنها فاسيلي) ولم تكن قوية مع سفيتلانا، وقد كانت صارمة مع إبنيها.

في يوم 9 نوفمبر 1932 بعد شجار مع (ستالين) في حفلة عشاء عامة أمام الناس، تم العثور عليها وهى ميتة في غرفتها مع مسدس بجانبها، البيان الرسمي قال بأن (ناديشدا) ماتت بسبب التهاب الزائدة الدودية، لكن السلاح الذي كان بجانبها يشير بأنها ماتت منتحرة، لكن آخرين شككوا بهذا وقالوا بأن السلاح الذي كان بجانب جثتها لم تستعمله وأن (ستالين) هو ألذي قتلها بنفسه، وقد كانت حسابات و رسائل (ستالين) في تلك الفترة تبين أنه كان قلق بتلك الفترة، بعد هذا الحدث غادرت ابنة ستالين البلاد وهاجرت إلى الولايات المتحدة، وقد كتبت مذكراتها عن عائلتها وما كان يدور فيها، في سنة 1992 مثلت (جوليا أورموند) دورها في فيلم (ستالين)، وعن انتحارها، فقد انطلقت الشائعات بأن (ستالين) هو من قتلها رميا بالرصاص، فيما تقول مؤلفة كتاب (نساء الكرملين) أن هناك قصة غربية روتها لها امرأة بلشيفية طاعنة أواسط الخمسينات حينما كانت الكاتبة شابة، وهى أن (ناديجيدا) ملعونة منذ ولادتها وحتى آخر حياتها لأنها زوجة ستالين وابنته فى الوقت نفسه، وبأن ستالين هو من قال لها ذلك فى لحظة شجار عنيفة بينهما.

غلاف كتاب سفيتلانا (رسائل إلى صديقي)

وهناك مسلسل للتلفزيون الروسي بعنوان (سفيتلانا) عن حياة ابنة يوسف ستالين (سفيتلانا اليلويفا)،وأحداث المسلسل تدور في الفترة بين عامي 1942 و1966، وتعرض فترة دراسة سفيتلانا في المدرسة وزواجها وولادة أطفالها ومغادرتها الاتحاد السوفيتي عام 1966.

المسلسل مستوحى من كتاب سفيتلانا (رسائل إلى صديقي) الصادر في الولايات المتحدة بعد هجرتها إلى أمريكا، المسلسل تناول أكثر حقبة درامية في تاريخ الاتحاد السوفيتي، بدءا من فترة تقديس ستالين، وانتهاء بإزالة قناع القداسة عنه في المؤتمر الـ 20 للحزب الشيوعي السوفيتي، عام 1956، وتولى كاتب السيناريو الروسي المشهور (ألكسندر بوروديانسكي) تأليف سيناريو المسلسل، وقام الممثل (سيرغي كولتاكوف) بأداء دور يوسف ستالين، أما الممثلة الشابة (فيكتوريا رومانينكو) فلعبت دور ابنته سفيتلانا.

أما فيلم وفاة ستالين يعد أحد أفلام الهجاء السياسى  للمخرج و والسيناريست (أرماندو يانوتشي) مستندا إلى الرواية المصورة الفرنسية La mort de Staline ، مصورا الصراع على السلطة السوفييتية بعد وفاة الزعيم السوفييتي الثوري والسياسي جوزيف ستالين (أدريان ماكلوجلين) في عام 1953.

الهجوم على الفيلم اتخذ ذريعة مايحويه من أخطاء تاريخية؛ ولكن الحقيقة أننا أمام نوع من الكوميديا السوداء والتى معها قد نتقبل بعض الأخطاء حتى التاريخية؛ وفى الحقيقة أننى تحملت مآسى مافعله (ستالين) فى تلك الحقبة بسبب التناول الكوميدى للأحداث على عكس ماحدث معى عند مشاهدة فيلم ستالين؛ هو فيلم تلفزيوني تم إنتاجُة سنة 1992، من بُطولة الممثل (روبرت دوفال) الذي جسّد الزعيم السوفيتي (جوزيف ستالين) وفاز الفيلم بثلاث جوائز (جولدن جلوب)، كذلك فاز الممثل روبرت دوفال بجائزة أفضل مُمثل، تم تصوير الفيلم في (بودابست، والمجر، وموسكو، وروسيا)، وبالقُرب من الكرملين وصور الحياة السياسية والشخصية للزعيم السوفيتي جوزيف فيساريونوفيتش ستالين وكيف وصل إلى الحُكم وتمكن من تحويل الاتحاد السوفيتي إلى قوة عُظمى كذلك يُسلِط الضوء على سُلوك ستالين وتصفيتة لمُعارضيه وعلاقتة مع زوجتة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.