رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أسامة كامل يكتب : العمر لحظة .. فيلم اسمه (In time)

بقلم الإعلامي : أسامة كامل

هذا الفيلم قصته غريبة وأحداثه تكاد تكون قليلة لكن فيه (رسالة) عبقرية ومخيفة وواقعية إلى حد الذعر في وقت واحد !!

الفيلم بدأ بأن الإنسان عمره الحقيقي مُسجل على الذراع الأيسر لكل الأبطال ولكل الناس الموجودة في الفيلم، أنت ترى بعينك الثواني وهى تخلص والدقائق والساعات.

والمرعب في الفكرة أنهم يستعملون هذا العمر في التعاملات المادية بدلا من الفلوس !!

بمعنى إنهم عندما يحصلون على احتياجاتهم العادية اليومية فإنهم يستعينوا بالدفع عن طريق عمرهم اللي على ذراعهم .

يعني مثلا اللي عندما يشتري حاجة لابد أن يستغني عن 30 دقيقة أو ساعة أو يوم مقابل إنه يحصل على شراء شيء أو مثلا لو سيركب مواصلات لابد أن يفرغ من ساعة اليد الموجود فيها (عمره) حتى يستطيع أن يصل للمكان الذي يريده، يعني أنهم لا يتعاملوا بالفلوس بل يتعاملوا بالعمر فقط.

وأضاف المؤلف في شيء من الواقعية يشبه واقع الحياة تماماً.. إن حتى هذه الساعة الرقمية الموجودة بالعمر فيها طبقية فهناك فقراء العمر وهناك أغنياء العمر .

عمر الإنسان الحقيقي مُسجل على الذراع الأيسر

بمعنى أن هناك ناس لديها عمر زمني أكتر من 100 سنة وناس يدوب عايشة اليوم بيومه مجرد ما يخلص وقتهم بيموتوا.

وفي مشهد يظهر فيه البطل وهو ينتظر أمهُ على المحطة ليمنحها من يده بعض الساعات والأيام ختى يلحقها قبل أن تموت لأن الذي كان باقيا من عمرها ساعة ونص وبطارية العمر تتنتهي وتموت تلقائيا.

عندما ركبت أمه (الباص) حتى تذهب لأبنها السواق قالها قضي ساعتين من عمرك.. قالت له ليس باقيا غير ساعة ونص فقط ونظرت للناس من حولها نظرة حيرة، لكن لا أحد منهم يتحرك ولا ينظر لها ولا أحد عرض عليها أن يمنحها 5 دقائق حتى من عمره .

فنزلت الأم وظلت تجري بسرعة حتى تقابل ابنها اللي يجهز لها هدية في ذراعه 10 سنين يهديها لها، رأوا بعضهما وظلا يجريان قبالة بعضهم بعض والدقائق تعد والثواني تجري ومجرد ما وصلوا لبعضهما وحضنت ابنها وقعت بعدها وماتت.. كان باقيا من عمرها ثانية وانتهت .. أكتر مشهد مؤلم في الفيلم كله.

نظرت الست للناس في الباص وهم تجاهلوا حيرتها كان يمكن أن يمنحها أحدهم دقائق من عمرهُ حتى تستطيع أن تعيش، ولكن في الواقع لا أحد يستطيع أن يمنحك العمر ..

أكتر مشهد مؤلم في الفيلم كله

هذا الفيلم يحتوي في تفاصيله رسالة عظيمة جدا: (مهما عملت في حياتك من حسنات أو سيئات، من شرور أو خيرات لبني الإنسان .. حينما تقع و تفشل أو تمر بأزمة ما لن تجد أحد بجانبك ولن تجد إنسان يمنحك لحظة من عمره تسترجع بها نفسك وقدراتك في محاولة النجاح، لن تجد أحد يضحي ويمنحك دقائق من عمره في سبيل إنك تتخطى أزمتك و تتعافى).

يوم ما ستقع وتنتهي بطاريتك وتوشك صلاحيتك على النفاذ، لن ينقذك إلا نفسك وسعيك واجتهادك وحلمك وإيمانك .

شخصين فقط هما سيكونا على أتم الاستعداد بتفريغ بطارية عمرهما من أجل أن تعيش أنت وتحقق أحلامك (أمك وأبوك ).

الوحيدين اللذين يران إنك أحق بكل دقيقة من حياتهما، وهذه بالفطرة وبالمحبة الربانية الوراثية في الدم .

غير هذا إياك أن تضيع دقيقة من حياتك في العبث والحسرة والحزن والانتقام و الندم على شيء.

لو كل واحد فينا حرفيا كان مرسوما على ذراعه ساعة فيها بطارية عمره وهو يرى الثواني والأيام تنتهي أمام عينيه كان سيراجع حساباته بشدة.. حساباته مع الله وحده.. مع أحبائه .. مع الأهل .. مع الدنيا كلها.

راجع نفسك والحق نفسك .. لن ينفعك أحد لو أصابك هوان أو لحظة انكسار واحدة، الثانية الواحدة لو قضيتها في العبث أنت وحدك من سيدفع الثمن كاملاً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.