رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حسين نوح يكتب : عار الترند الملعون !

بقلم الفنان التشكيلي الكبير : حسين نوح

سيطر البحث عن (الترند) على معظم شبكات التباعد الاجتماعي كما أطلق عليها وأصبح الترند هدفاً في حد ذاته لتحقيق مشاهدات وتسجيل إعداد بكل طرق الكذب والاحتيال للحصول على أموال، فيتسابق البعض وبدون أى محاذير أو تحفظات للقبض وبالدولار وزادت التنازلات وظهرت نجمات الترند بالتنازل عن كثير من قيم ومنهن من تنازلن عن بعض ما يغطي أجسادهن.

قررت متابعة تلك الظاهرة التي أصبحت مصدراً للرزق لبعض المرتزقة الباحثين عن تواجد أو شهرة أو مصدر مالي وزادت أعداد امتهان مهنة (الترند)، وأخذت أتجول مع تلك الظاهرة وهالني ما شاهدته من أكاذيب وتجارة تجاوزالبعض منها لكثير من القيم و الأعراف وأذكر علي سبيل المثال سيدة ترتدي ملابس فاضحة تكشف عن مفاتنها المستحدثة وتدعي عرض لموديلات لملابس لصديقاتها بشكل فاضح، ولم أجد غير شباب ورجال يتابعون ويعلقون وتزداد الأعداد ويتحقق (الترند)، ثم سيدة اخري علي سطح المنزل ترتدي ملابس لا يجوز أن تتجاوز حجرة النوم لتقدم لعشاق الأجسام المتعرجة طريقة عمل الكريم كراميل والجيلي الرجراج.

ثم انتقل لعامل النظافة صاحب (حادثة محل الكشري) الذي أصبح متواجداً بشكل دائم يوقع علي عقود للغناء وأخري لتقديم البرامج ومعظمها فقط لعمل (الترند) وتظهر بجواره الباحثات عن شهرة، فأجد فتاة تكشف عن مفاتنها بفجاجة وتستعد لتوقيع عقد عمل فني في مكتب تدعي أنه شركة إنتاج وهو لا يمت للإنتاج بصلة، وفقط تستعرض جسدها في ابتذال ممجوج ويقف حولها بعض الضحايا.

وسيلة رخيصة لابتزاز مشاعر الناس

ويتحقق الترند ومحادثات الإعجاب تنهمر من السذج والباحثين عن أي تواجد بأي ثمن، ثم ننتقل لبسمة مصر نجم الكرة محمد صلاح وأكاذيب تلاحقه صلاح والفاتنة المجنونة!، وأكاذيب (كيفن دي بروين) يهين (صلاح!)، وتدخل وتستمع ولا تجد إلا (هري وهبد ساذج)، ويطالبك بتفعيل الجرس والضغط علي علامة اللايك، إنه (الترند) الملعون ومرة أخري صلاح يشتري ليفر بول!، و(يورجن كلوب) يستقيل بسبب صلاح!، و(ماني) يفضح صلاح!، وزوجة مالك ليفربول تتابع صلاح!، ويدخل المتعطشون للأكاذيب ورواد الترند الملعون والباحثون عن فضائح، ويشتعل (الترند) ويزداد المال بالكذب والتدليس والعار ويزيد الإقبال، والمدهش أن العظيم والمتألق (صلاح) لا يتابع تلك المهازل والأكاذيب وينطلق يدعمة المحبون الحقيقيون والعالم يعرف قدرة.

لقد أصبح أيقونة النجاح ويبقي (الترند) وتزداد حرفية بعض المصريين الطيبين في عمل (الترند)، وتتواجد كائنات ترتدي كل ما هو عجيب وغريب وفاضح ومبتذل، وتظهر نوعية من فتيات كنت أشاهدهن في أماكن السهر وشارع الهرم يمتهن الابتذال وأول مهنة للمرأة وهى تجارة الجسد ومنها الابتزاز.

عار جديد ظهر على سطح المشهد المصري باسم (الترند) كم من كذب رخيص ارتزق منه أصحاب النفوس الضعيفة ومستند لنوع من دعارة مستحدثة تجلب المال وكانت سبب لسجن بعض الفتيات تحت مسمي مهازل (التوك توك) وتجلت الآن باسم عار (الترند)، لقد أصبح مصدر رزق ويزداد أعداد رواده ومع الحالة الاقتصادية التي يعاني منها العالم يتفنن تجار الترند، فمن أخبار نجمة الغناء التي تحولت نتيجة للجهل والسذاجة وقلة حراسة العقل إلي ملاذ للمرتزقه والباحثين عن وقت للفرفشة أو الكيف أو النميمة.

البحث الدائم عن أسوأ موبقات حياتنا !

ينشط (الترند) ويتدخل في أمور المعرفة ثم الأسرة ثم والد الزوج وينتشر ويتوغل (الترند) الملعون وبديلاً للنجمة الساذجة عن تقديم إبداع لموهبتها التي وهبها الله لها، أصبحت مصدر للترند يكشف مدي التردي العقلي والحالة المزرية التي تتحدث بها وتنتقل صورها وتصبح من نجوم ترند العار ومن قبلها الممثله الصغيرة التي اشتهرت على الترند هى وحبيبيها وزوجها، ولم يبقي منها للفن إلا أدوار لها وهى طفلة صغيرة تقدم فن وللأسف حين نضجت وأثمرت وأصبحت كبيرة فقط تقدم (الترند) والارتباط والانفصال والخلافات، والمؤسف أن يسيطر (الترند) علي المنتجات والاقتراحات الطبيه يظهر جهابذة تجارة العار ونجد كريم التكبير والتطويل وأعشاب التخسيس وكريم الركب وهشاشة العظام، وكريم الفرد للجلد وأعشاب التخلص من آلام القولون، حتي القولون الذي يعاني منه تسعين في المائة من المصريين أصبح له علاج فعال سريع، بالظبط يذكرني برجل كنت أشاهده في الستينيات يقف ويلتف حوله بعض البلهاء ليقدم لهم (شربة الحاج محمود) تخلصك من الدود.

ابحث ياسيدي وفعل الجرس واضغط لايك لدينا في ترند العار، كل طرق التخلص من كل الأمراض حتي البواسير، فقط كريم الكريمات هى الحل المؤسف أن يعرض البعض مادة عجيبة تجعل نظرك لمن في عمر (60) أقوي من التلاتين ولا داعي للأستاذه العظماء فقد حصلنا علي المادة السحرية، وقد يستعين بها أطباء العيون في العالم!، ولكنه عار (الترند) وكيف لا فقد شاهدت البعض من جهابذة (الترند) يقدم قطعة الجبنة الرومي للفأر المحتاج، تخيل يا سيدي أن يجد المواطن في تلك الظروف الاقتصاديه التي يعيشها العالم إعلان يقدم 6000 جنيه في اليوم من تصنيع الجبنة الرومي، وما عليك إلا تفعيل الجرس والضغط لايك ونحن معك لتحقيق النجاح.. ادخل يا طيب وشاهد ملايين المحتاجين والمستفيد فقط صاحب (الترند).

تجاوز الترند محلقا في عالم السحر والشعوذة

أصبحت ظاهرة (الترند) تستحق الانتباه!، ومن هنا أدعو المسؤلين عن (اليوتيوب) إلى التوقف عن الدفع العشوائي الذي يعتمد على مجرد عدد المشاهدات وأن يكون الدفع مقنناً للجديد من ابتكارات أو ابداع أو أي جديد مفيد، أو يترك إضافه للوعي أو الفكر ولا يترك كما هو الان، فيتحول وخصوصآً في الدول النامية ودول العالم الثالث إلى ممارسات تعتمد علي الإثاره والشذوذ والابتذال، فقد شاهدت البعض يأكل اللحوم دون طهي ونساء تمارس صيد الأسماك شبه عارية وأطفال تمسك بالثعابين وممارسات غير اخلاقية لا هدف لها إلا تحقيق نسب مشاهدة وعمل (ترند مدفوع التمن) بالدولار، وللأسف فالمائتي دولار هم خمسة آلاف جنيه مصري!

 فهل لنا أن نستفيق ونحترس من غزو (الترند) الملعون والخطير؟!.. حفظ الله مصر الغاليه لتنطلق فهي تستحق وأكثر استحقاق هو إعمال العقل الذي طالب به كل من اهتم بالتنوير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.