رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

بهاء الدين يوسف يكتب : الفصل الأخير من قصة شيرين ورجال الـ (نعم) !

بقلم : بهاء الدين يوسف

قبل أن أكتب أي سطر في تلك المقالة أعتذر لكم مقدما عن التطرق لقصة المطربة (شيرين عبد الوهاب) التي تحولت الى فيلم هندي هابط بلا لون ولا طعم ولا أكشن، لكنني وجدت أن من الواجب علىّ كتابة فقرة ختامية لتلك القصة مع وعد بعدم العودة إليها مستقبلا.

قصة (شيرين) وتكرار سقوطها ذكرتني بحوار منشور قبل عدة سنوات في صحيفة بريطانية مع لاعب في منتصف العشرينات لا أتذكر أسمه حاليا، لكنه كان حديث الملاعب والصحف البريطانية قبل سنوات من ذلك الحوار حين انطلقت مسيرته الكروية كلاعب شاب في السابعة عشر من عمره توقع له الكثيرون أن يكون أحد نجوم الكرة الإنجليزية، لكنه سرعان ما سقط في هاوية الانحراف فبات يسهر كثيرا ولا يهتم بصحته حتى استغنى عنه النادي الذي كان يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأظن أنه كان نادي (إيفرتون) الشهير، ووجد اللاعب نفسه في مهب الريح وانصرف عنه من كانوا يحومون حوله كالذباب حين كان مشهورا ويتقاضى الكثير من المال، في ذلك الحوار قال اللاعب للصحيفة أنه كان ضحية لصحبة أحاطت به أطلق عليهم تعبير (Yes Men)، وهو تعبير إنجليزي متداول مقصود به الصحبة التي تحيط بنجم ما ولا يخلصون له النصيحة وإنما يوافقون على كل ما يفعله مهما كان مضرا له أو لمستقبله.

المرء هو نتاج صداقاته، بمعنى أن الشخص يحيط نفسه بمن يريد أن يكون مثلهم

مشكلة (شيرين) في اعتقادي إنها أحاطت نفسها منذ فترة بصحبة من عينة (رجال الـ نعم)، وهم بالمناسبة فئة من الناس يتكاثرون حول النجوم مثل الفطريات السامة، ويعرفون أنهم باقون في حياة النجم طالما بقيت قدرتهم في نسج شباكهم حوله ليستمر في الانحراف عن الطريق المستقيم.

هل تتحمل (شيرين) الخطأ فيما حدث أم أنها كانت ضحية للظروف؟!، في علم النفس مقولة تذهب إلى أن المرء هو نتاج صداقاته، بمعنى أن الشخص يحيط نفسه بمن يريد أن يكون مثلهم، وفي حالة (شيرين) من الواضح إنها قررت أن تحيط نفسها بمن يمدحون خطواتها ويوافقون على كل ما تفعله دون نقاش، ومن يخالف ذلك سيصبح من الأعداء حتى لو كان من العائلة.

الفرق بين (شيرين) وبقية مطربي الزمن الحالي عن فناني زمان أن هؤلاء كانوا يحيطون أنفسهم بكوكبة من المثقفين والمفكرين والأشخاص المحترمين الذي يرتقون بالنجم ووعيه وطريقة تفكيره وكلامه، وفي الغالب أيضا يساعدونه على أن يرسم لنفسه طموحا مختلفا عن العادي، مثلما حدث مع (أم كلثوم مثلا وعبد الحليم)، رغم أنهما يتشابهان مع شيرين في الخروج من بيئة اجتماعية متواضعة.

أما فناني الجيل الحالي فالبعض منهم يحيط نفسه برجال (نعم) طوال الوقت وسرعان ما يسقطون في منتصف الطريق أو ربما قبله، أما البعض الآخر مثل مطربي المهرجانات (الجهلة) فيبدو أنهم هم أنفسهم (Yes Men) الذين لا يحتاجون لأي شخص آخر لإفسادهم!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.