وهم العالمية .. من فاتن حمامه وأحمد رمزي، حتى (عمرو واكد، وخالد النبوي، وعمرو سعد) !

كتب : أحمد السماحي

انتهى النجم عمرو سعد منذ أيام من تصوير أول أفلامه العالمية (The Goat) وذلك بصحراء سيوة، الفيلم بطولته مع الأمريكية (ميرا سورفينو)، وهو من تأليف وإخراج إيلاريا بوريللي، ويناقش الفيلم العديد من القضايا المجتمعية الهامة أبرزها زواج القاصرات وفضح شركات بيع المياه المعدنية المغشوشة، حيث تدور أحداثه في إطار درامي حول هروب فتاة بعد إجبارها على الزواج القسري، إذ تهرب إلى الصحراء في رحلة امتدت طوال 7 أيام بواسطة ماعز وذلك من أجل إنقاذ نبع المياه الوحيد في قريتها من شركة كندية معتددة الجنسيات.

والفيلم إنتاج مشترك بين فرنسا، وإيطاليا، وأمريكا، ومصر، وتواصل المخرجة (إيلاريا بوريللي) حالياً العمل على مراحل المكساج للانتهاء منه مبكراً تمهيدًا لعرضه في أحد المهرجانات السينمائية العالمية.

حضور فاتر وشخصيات باهتة

عمرو سعد ليس أول ولا آخر نجم مصري تستهويه وتجذبه أضواء السينما العالمية التى وقع في شركها نجوم كثيرين توهموا أنهم يمكن أن يصبحوا بحجم شهرة ونجومية (عمر الشريف)، والحقيقة أن كل النجوم المصريين الذين قدموا تجارب عالمية من النجوم المصرين – بعيدا عن النجوم المصريين المهاجرين – كان حضورهم في الأفلام العالمية التى شاركوا فيها فاتر، وقدموا شخصيات باهتة!.

رشدي أباظة في وادي الملوك

المتابع لرحلة النجوم المصريين في السينما العالمية يجد أن ما قدموه من أدوار لم تلفت الانتباه إليهم، ولم يحققوا من خلالها أدوار تماثل أو تقترب من أدوارهم في السينما المصرية، من أوائل النجوم الذين ظهروا في السينما العالمية عام 1954 كان النجم (رشدي أباظة) حيث شارك في فيلم (وادي الملوك) كـ (كومبارس) في مشهد واحد، كما ظهرت أيضا في نفس الفيلم الفنانة سامية جمال في مشهد وهى ترقص!، والفيلم قام بإخراجه روبرت بيروش، وبطولة (روبرت تايلور، إليانور باركر، وكارلوس تومبسون).

الوريث .. جميل راتب

من أهم الفنانين المصريين الذين شاركوا في أفلام ومسرحيات عالمية، منذ بداية الخمسينات كان النجم المصري العالمي (جميل راتب) الذي بدأ التمثيل في الخارج مع فرقة مسرحية فرنسية على عكس بقية الفنانين المصريين الذين بدأوا مسيرتهم في مصر ثم اتجهوا فيما بعد للعالمية.

كان يعيش في فرنسا، وفي عام 1951، جاء إلى مصر مع الفرقة الفرنسية الكوميدية (فرانسيز)، التي كان عضوا فيها لتقديم عروض مسرحية متنوعة، وشارك في عرض مسرحية (الوريث) مع تلك الفرقة الفرنسية عام 1952.

ندم أحمد رمزي

لم يكن الفنان رشدي أباظة هو الوحيد الذي ظهر ككومبارس في السينما العالمية، حيث ظهر (أحمد رمزي) ككومبارس فى الفيلم العالمى (إبن سبارتاكوس) أمام ستيف ريفز عام 1960، وكان الفيلم استثمار لنجاح فيلم كيرك دوجلاس (سبارتاكوس محرر العبيد)، وتعرض (رمزى) بسبب هذا الفيلم لهجوم حاد من النقاد لقبوله المشاركة فى الفيلم فى صفوف الكومبارس رغم جماهيريته ونجوميته فى مصر فى ذلك الوقت .

ولم تكن هذه هى تجربة (رمزي) الوحيدة في السينما العالمية، حيث ظهر عام 1968 في دور بسيط في الفيلم الإيطالي (الدورية الانتحارية) للمخرج (روبرتو مونتيرو) وكان معه ككومبارس الفنان محيي إسماعيل.

فاتن حمامه وأدوار لم تضف لها

 كما استقطبت السينما العالمية سيدة الشاشة العربية (فاتن حمامه) وأعتقدت بحكم موهبتها الطاغية أنها يمكن أن تحقق ما حققه زوجها النجم العالمي (عمر الشريف)، فوافقت عام 1962 على المشاركة في فيلم (Cairo) من إنتاج شركة مترو جولدن ماير، وإخرج الأمريكي وولف ويلا، وشاركها البطولة مجموعة كبيرة من النجوم الأجانب والمصريين منهم (جورج ساندر، وريتشارد جونسون، جون ميلون، وإريك بولمان)، ومن النجوم المصريين (أحمد مظهر، كمال الشناوي، شويكار، صلاح نظمي، سعيد أبو بكر، يوسف شعبان، صلاح جاهين، والراقصة ناهد صبري)، ولم يكن الفيلم مدبلجا بل تحدثت فاتن وأبطال الفيلم باللغة الإنجليزية بطلاقة، وعرض الفيلم في القاهرة عام 1963 ولم يحقق نجاحا كبيرا، وسقط من ذاكرة الجمهور.

ظل الخيانة

نفس الأمر حدث في تجربتها الثانية حيث شاركت في بطولة (ظل الخيانة أو Shadow of Treason) قصة وإخراج جورج بريكستون، وشاركها البطولة (جون بنتلي، فيردي ماين، أنيتا ويست) وعرض أيضا عام 1963 ولم تحفظه الذاكرة الجماعية للجمهور.

رمال من ذهب

التجربة الثالثة كانت من خلال المخرج المصري العالمي يوسف شاهين، الذي قدمها كبطلة مطلقة في الفيلم (رمال من ذهب) قصة وسيناريو وحوار إحسان عبدالقدوس، وشاركها البطولة (بول بارج، إيلينا ماريا نيفيرو، كارلوس موينث)، ومن الممثلين العرب (دريد لحام، ونهاد قلعي، عبد الوهاب الدوكالي، عبد السلام العمراني) وقبل عرض الفيلم نشر خبرا في الصحف كتبه مدير الإنتاج إبراهيم المدلل أن فيلم (رمال من ذهب) ليس لبنانيا، بل اشتركت في إنتاجه ست دول من ثلاث قارات وهي (لبنان، وسوريا، والمغرب، ومصر، وفرنسا، وأسبانيا)، وقد طالبت فاتن حمامه عدم عرض هذا الفيلم في القاهرة نظرا لجرأة الشخصية التى جسدتها وخافت من إهتزاز صورتها أمام جمهورها!.

الملك.. وكريم ابن الشيخ

كما شارك الملك فريد شوقي عام 1963 في الفيلم الإيطالي المصري (كريم إبن الشيخ) تأليف عبد الوارث عسر، إخراج ماريو كوستا، وشاركه البطولة (دوبرا عرفي، وچوردن ميتشل)، ومن النجوم المصريين (مريم فخر الدين، لولا صدقي، محمد سلطان، نظيم شعراوي)، كما لا يمكن أن ننسى للملك بطولاته في السينما التركية، حيث قام ببطولة العديد من الأفلام في السينما التركية، وحصل على أكبر الجوائزهناك.

شادية .. على ضفاف النيل

كما شاركت معبودة الجماهير النجمة الكبيرة (شادية) عام 1963 في بطولة الفيلم الياباني (على ضفاف النيل)، ﺗﺄﻟﻴﻒ نوبووياماوا، ﺇﺧﺮاﺝ كوناكاهيرا، بطولة مجموعة من نجوم السينما اليابنية، منهم (إيشيهارا يوجيرو، إيزومي أيشكاوا) وغيرهم ومن مصر (كمال الشناوي، حسن يوسف ، محمود المليجي).

شكري وشاهين في إبن كليوباترا

شارك العديد من الفنانين المصريين عام 1964 في الفيلم العالمي (ابن كليوباترا) إخراج فرديناندو بالديو، بطولة (مارك دامون، وأنولدوا فوا) ومن مصر (شكري سرحان، يحي شاهين، حسن يوسف، ليلي فوزي، سميرة أحمد، محمود فرج).

لبني .. نار علي جليد

كما قدمت النجمة (لبني عبدالعزيز) عام 1965 أكثر من فيلم عالمي أولهما كان الفيلم الإيطالي الفرنسي (نار علي جليد) إخراج لوتشيانو سالسي، وشاركها البطولة الممثل العالمي فيتوريو جاسمان، ونجوي فؤاد، كما قدمت فيلم إيطالي آخر بعنوان (تزلج متعرج) بطولة الإيطاليتين (دتنييلا بيانشى، وببا لونكار).

نجوم من أجيال مختلفة

في كل التجارب التى قدمها نجوم الزمن الجميل لم يذكر أحد منهم اعتزازه أو فخره بمشاركاته في السينما العالمية، ولكن معظمهم كان ينظر إلى هذه المشاركات كأكل عيش وليس أكثر من ذلك، وبعضهم كان لا يحب تذكر هذه الأعمال، بل كان يعتبرها سقطة في مشواره.

ورغم هذا ظلت للسينما العالمية سحرها الذي جذب كثير من النجوم المصريين من أجيال مختلفة منهم (سامي العدل، هالة صدقي، عمرو واكد، خالد النبوي، خالد أبوالنجا، محمد كريم، أمير المصري)، هذا فضلا عن بعض النجوم المنتمين لأسر مصرية والمقيمين في الخارج والذي لا ينطبق عليهم وصف نجوم محليين اتجهوا إلى السينما العالمية، لأنهم ليس لديهم رصيد فني مصري عند الجمهور في مصر، ولكننا عرفناهم من خلال مشاركات أفلامهم في مهرجانات مهمة، أو حصول بعضهم على جوائز عالمية مهمة من هؤلاء النجوم (رامى مالك، مينا مسعود، رامى يوسف، عمر متولي، زيكو زكى، ويندى مالك، ميدو حمادة، سامى الشيخ).