رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

ألبوم (وعود من العاصفة) لـ (مارسيل خليفة)، الذي أوصل (محمود درويش) للجمهور

يلقي كلمات قصيدة على المسرح قبل غنائها

كتب : أحمد السماحي

مارسيل خليفة، هو صوت الأرض والثورة والتمرد الذي كان صوته صديقا لأجيال من الطلبة في الجامعات المصرية والعربية في حقبتي الثمانينات والتسعينات، حيث كان الطلبة المصريين ينسخون ألبوماته من زملائهم العرب، اشتهر المطرب اللبناني بأغانيه المهمومة بقضايا الوطن، إذ ارتبطت بقيم الثورة والأرض والحرية، واحتفت تحديدا بتضحيات الشهداء، واقترنت أغانيه بتقدير الأم والأرض، وارتقى بغنائه للحبيبة لتكون الأنثى والوطن في آن معا، وعلى صعيد كلمات أغانيه، ارتبط اسم (مارسيل) بمجموعة من الشعراء العرب الكبار على رأسهم الشاعر الفلسطيني الراحل (محمود درويش) الذي تعاون معه في أول ألبوماته (وعود من العاصفة).

وعن ظروف ولادة ألبومه الأول (وعود من العاصفة) الذي طرح عام 1976 قال (مارسيل خليفة) في أكثر من برنامج : عندما اندلعت الحرب اللبنانية عام 1975، نزحت أسرتي من قريتي (عمشيت) إلى بيروت، وقد كان ذلك صعبا، كان ذلك الاقتلاع الأول الذي تشكل لي الأرض قيمة أساسية في وجودي، لكن الجيد في تلك الفترة أنه تم إحياء تجربة فرقة (عمشيت) ولكن بشكل أكثر تنظيما، فولدت فرقة (الميادين).

شاعر الأرض المحتلة محمود درويش

 وفي ظروف الحرب، كانت العزلة داخل البيت مفروضة على الناس لأن الشوارع ليست آمنة، ولم أجد في عزلتي سوى أشعار (محمود درويش) وبدأت أدندنها وعجبتني أعماله هو وبعض زملائه الشعراء الثوريين لأنها تأخذ منحى الثورة على الطغيان والاستبداد والقهر واغتصاب الأراضي، وفي هذه الفترة ولدت أغنيات ألبومي الأول (وعود من العاصفة) الذي كانت كل أشعاره من كلمات الشاعر (محمود درويش)، باستثناء قصيدة (جفرا) التى كتب كلماتها الشاعر (عزالدين المناصرة).

غلاف الأسطوانة

يتضمن الألبوم خمس قصائد هى: (أحن إلى خبز أمي، بين ريتا وعيوني بندقية، جفرا، جواز سفر، وعود من العاصفة)، وهذه القصائد حققت نجاحا كبيرا وأوصلت شاعرها (محمود درويش) إلى الجمهور البسيط في الشوارع بعد أن كانت شهرته في نطاق النخبة والمثقفين، ونظرا لشهرة القصائد وانتشارها على صفحات الإنترنت سنكتفي بنشر بعض الأبيات القليلة من كل قصيدة من القصائد الخمسة.

القصيدة الأولى (أحن إلى خبز أمي) التى يقول مطلعها:

أحن إلى خبز أمي

وقهوة أمي .. ولمسة أمي ..

وتكبُر فيّ الطفولة

يوماً على صدر يوم

وأعشق عمري لأني

إذا مت، أخجل من دمع أمي!

………………………………………

أما قصيدة (جواز السفر) يقول مطلعها :

لم يعرفوني في الظلال التي

تمتصُّ لوني في جواز السفرْ

وكان جرحي عندهم معرضاً

لسائح يعشق جمع الصور.

مع الشاعر الراحل الكبير محمود درويش

………………………………………

ويقول مطلع قصيدة (بيني وبين ريتا بندقية):

بين ريتا وعيوني… بندقيَّة

والذي يعرف ريتا ينحني ويغني

لإلهٍ في العيون العسليَّة !

وأنا قبَّلت ريتا،عندما كانت صغيره

وأنا أذكر كيف التصقتْ

بي, وغَطَّتْ ساعدي أحلي ضفيرة

وأنا أذكر ريتا

مثلما يذكر عصفورٌ غديرَهْ

آه.. ريتا.

………………………………………

أما قصيدة (جفرا) التى كتبها الشاعر(عزالدين المناصرة) فتقول بداياتها:

للشعر المكتوب على أرصفة الشهادة أغني

للأشجار العاشقة أغني

للطلقة في صدر الفاشستي سأغني

للسيدة الحاملة الأسرار الثورية

للشجر المحروق الأخضر في ذاكرتي

لرفاق آه لي في السجن أغني

لرفاق آااااه لي في القبر أغني

و لجفرا سأغني

سأغني لجفرا سأغني

و لجفرا سأغني

سأغني لجفرا سأغني

جفرا أمي إن غابت أمي

جفراء الوطن المسبي

الزهرة والطلقة والعاصفة الحمراء

جفرا إن لم يعرف من لم يعرف

غابة زيتون و لفيف حمام و قصائد للفقراء

جفرا.

………………………………………

ويقول مطلع قصيدة (وعود من العاصفة) التى حملت عنوان الألبوم:

وليكن

لا بدّ لي أن أرفض الموت

وأن أحرق دمع الأغنيات الراعفةْ

وأُعري شجر الزيتون من كل الغصون الزائفة

فإذا كنت أغني للفرح

خلف أجفان العيون الخائفة

فلأن العاصفة، وعدتني بنبيذ

وبأنخاب جديدة، وبأقواس قزح

ولأن العاصفة

كنّست صوت العصافير البليدة

والغصون المستعارة

عن جذوع الشجرات الواقفة

وليكن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.