رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

هشام سليم .. رحيل داهية التمثيل الذي برع في دور رجل المخابرات

كتب : محمد حبوشة

ترى هل كان يعلم أن نهايته ستكون بزيارة المرض اللعين مبكرا، وهل كان يدرك أن السرطان سينهى حياته وهو عز مرحلة التألق والنشاط الإبداعي الإبداعي الخلاق، الأمر المؤكد أن الإجابة على هذين السؤالين ذهبت معه إلى دار الحق، ولن نتمكن من معرفة ما كان يحمله بين جوانحه، في لقاء نادر للفنان القدير الذي غادرنا قبل ساعات (هشام سليم) مع الإعلامية (منى الحسينى) وبرنامجها الأشهر في التسعينيات (حوار صريح جدا)، سألته إن كنت تملك جائزة مالية كبيرة لمن تهديها، فأجاب المبدع هشام سليم: (أهديها لمعهد السرطان.. مرض خبيث بايخ.. اللى بيمرض بيه محتاج فترة علاج طويلة قوى.. والعلاج ثمنه غالى قوى.. متهيألى يبقى حاجة كويسة إن أودع الجائزة المالية في معهد السرطان، وهكذا كان يرحمه الله يحمل قلبا رحيما يشعر بآلام مرضى السرطان تحديد إلى أن حل عليه ضيفا ثقيلا يقد مضعجه وينهكه إلى أن سلم أمره لخالقه سبحانه وتعالي ليوارى الثري اليوم.

رغم أنه عاش حياته  كأحد المرفهين الذين جاؤوا إلى الحياة وفي فمهم ملعقة ذهب، وأراد له أبوه (المايسترو) صالح سليم أن يخلفه في الملاعب، حيث كان  يلقى رعاية خاصة من قبل أكبر المدربين والزملاء في الملعب، إلا أن شعورا دفينا اعتراه بأنه لن يحقق شيئا كبيرا في عالم كرة القدم، فقد داعبه حلم التمثيل منذ كان طفلا يشارك أكبر النجوم في الأفلام، وثقل موهبته بالدراسة والقراءة والتعلم حتى صار من أعتى أساطين التمثيل الحقيقي، ولعل برع في كثير من الأدوار إلا أن أدوار الجاسوسية تعد علامة بارزة في حياته المهنية، ولأنه من عشاق هذا الوطن فقد أدرك أن من بين الصفات التي يجب أن يتمتع بها رجل المخابرات: الولاء للوطن الأم، والشعور العالي بالواجب، ويجب أن يكون مثابرا في عمله ويستخدم خلاله النهج الإبداعي غير المعهود، ومن يعمل في المخابرات، يجب أن يتمتع  بذاكرة ممتازة، وعقلية تحليلية، وأن يكون قادرا على اتخاذ القرارات الصحيحة في المواقف الصعبة، وأن يتحلى بروح المبادرة في الحدود العقلانية، وأن يخاطر بشكل مبرر، وفوق هذا وذاك يجب أن يتمتع بالقدرة على التركيز لفترة طويلة، فضلا عن حرفية التعامل مع الآخرين ونيل ثقتهم، وكذلك يجب عليه التمتع بالقدرة على تنظيم ذاته، والالتزام بالمبادئ والنزاهة والصدق في العلاقات مع قيادته ومع زملائه في العمل، وهذا يعني أن رجل المخابرات الناجح هو الذي تتوفر فيه صفات الطاعة والإخلاص وحب العمل وحفظ الأسرار والصبر والمصابرة والأخلاق العالية الرقيقة المتمثلة في الصدق والإخلاص والتضحية.

هشام سليم .. رحيل داهية التمثيل الذي برع في دور رجل المخابرات
قدرة فائقة على تقمص الشخصية

تلك الصفات وغيرها توفرت تماما للنجم (هشام سليم) في تجسيده لدور (السيد رفعت المسيري) في مسلسله الرائع (هجمة مرتدة)، والذي بدا من خلال لغة جسده أنه يتقن العمل في مختلف المجالات المهنية والحياتية، وأن يستخدم، عندما تقتضي الضرورة، الأساليب والتقنيات التي يستخدمها ممثلوا التخصصات المختلفة (السياسيون ورجال الأعمال والعلماء) وغيرهم، ومن نظرات عيونه الحادة التي تنفد كسهام قاتلة يبدو واسع الاطلاع في مختلف المجالات، كما يتمتع بإلمام كبير بالتكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة، وقد بدا لي (هشام) ذلك (النحيف المخيف) في أدائه التعبيري صارما مثل رجل المخابرات القوي وهو يزرع مبادئ الطاعة والتقيد بالأوامر في عناصره التي يجهزها للقيام بمهام في الخارج (سيف العربي) الذي جسده النجم أحمد عز، و(دينا أبو زيد) التي لعبت دورها النجمة هند صبري.

ولأن الطاعة هى أساس الانضباط العسكري والطاعة المطلقة لتنفيذ الأوامر هى أساس نجاح عمل المخابرات، وذلك لاختلاف وخطورة المهام الموكلة لرجل المخابرات، فقد برع (هشام سليم) في أداء شخصية (السيد رفعت المسيري) الذي يقوم بترويض (سيف العربي) المتمرد بطبيعته وبطريقة تندرج تحت اسم (السهل الممتنع) تقمص هشام سليم دور القيادي والمعلم الذي استطاع كبح جماح (سيف) وبث روح الرغبة في العمل والاندفاع الذاتي والشعور بأهمية وخطورة العمل الملقى عليه، خاصة بعد أن كانت له تجربة في العراق 2007 بها بعض الأخطاء الناجمة عن الرعونة والادفاع، وهى خصال غير مستحبة على الإطلاق في عنصر المخابرات، حيث كلف الجهاز خسارة اثنين من المتعاونين معه جراء السرعة غير المحسوبة والفشل في إخلاء المكان على النحو الذي تعلمه في مدرسة (رفعت المسيري).

هشام سليم .. رحيل داهية التمثيل الذي برع في دور رجل المخابرات
جدية وصرامة تبدو على وجهه كما جسد الشخصية

وقد نجح (هشام سليم) في أن ينقل إحساس رجل المخابرات على نحو احترافي على جناح الصدق في أداء العمل المخابراتي، بمعنى أنه استطاع أن يعكس دأب (رفعت المسيري) في عمليات التحري والدقة في المعلومات المجمعة وكتابة التقارير لما وقع فعلا دون تحريف لأهداف أو زيادة أو نقصان وكتابة لأغراض شخصية، وهو مابرز في كافة المشاهد وهو يقدم النصيحة لمساعدية (أكرم/ نضال الشافعي)، و(هبة / ندى موسى) والتي تعني التعليق أو التحليل أو إبداء الرأي السليم وتقديم الملاحظات التي تطور وتقدم العمل ، كما كان يركز معهما دائما على كيفية استخدام الدهاء والحيل والخديعة وحسن التصرف والتمويه في تجنيد العملاء بالداخل والخارج ، وهى من أهم الصفات اللازمة لرجل المخابرات أن يكون كثير الدهاء والحيل والخديعة والتمويه وحسن التصرف في المواقف الخطرة والأمثل في أداء مهامه أو ظفر به العدو، وحسن تصرفه وخدعته للأعداء في عمله المخابراتي، وأن يتأكد كل منهم من جليسه محذرا من لغة العيون والجواسيس بذكاء، كما ظهر ذلك في ملاحظاته لـ (دينا أبو زيد) في أثناء شرحه لها قبل السفر طبيعة المهمة التي تقوم بها في لقاء (ناظلي شوكت تحسين/ إنجي المقدم) التي تعمل لحساب الموساد في إحدى الدول الأوربية.

هشام سليم .. رحيل داهية التمثيل الذي برع في دور رجل المخابرات
يبدى ملاحظاته المهة لدينا أبو زيد قبل لقائها بعميلة الموساد نظلي شوكت تحسين

ولأن الخبرة المكتسبة من التجارب والمهارة في أداء الواجبات من أهم صفات رجل المخابرات فقد قابلت نفس هوى الخبرة والمهارة في الأداء عند (هشام سليم)، حيث تمكن من معالجة الأمور وتقييم المعلومات والاستنتاج الدقيق على كل الأصعدة العسكرية أو السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية، كأنه تربي في دهاليز المخابرات المصرية المعروف عنها الكفاءة والتفوق في أداء المهام الموكلة لها كجهاز وطني من طراز رفيع، وظني أن (هشام) نجح في أن يعكس على نحو صحيح طبيعة الصبر والمصابرة التي يتمتع بها رجل المخابرات (أنظر إلى رأسه وهو ينظر نظرات عميقة ولمعة عيونه على قدر حدتها المخيفة)، ويبدو لي أن أدرك تماما أن الصبر على صعوبة العمل وخطره من أهم الصفات الواجب توفرها في رجل المخابرات الذي يمثله، وإلا أدى ذلك إلى الإنسحاب من العمليات الهامة والخطرة، تماما كما فعل مع (سيف) بعد عودته من العراق.

 معروف أن حفظ الأسرار والكتمان هى من أقصى صفات العمل المخابراتي، وذلك لسرية العمل ودقة المعلومات وخطورة النتائج من تسرب المعلومات للعدو أو التحدث بها حتى لأقرب الأقربين إليه زوجه أو ولده، ومن هنا يمتاز العمل المخابراتي بالخطورة والمخاطر في سبيل الوطن بالمال والنفس وكل شيء عزيز، كما ترجم (هشام) بعذوبة وبحنو مع ابنته المريضة مرض (السرطان) الذي ربما يكلفها حياتها في أي لحظة، ومع ذلك بقي طوال الوقت صلبا ويمارس عمله بجوار سريرها في المستشفى، ويقطتع بعض من وقت الزيارة القصير جدا للقاء مساعديه في طرقات المستشفي ليواصل عمله بدأب وصبر وجلد، وهو يخفي آلامه وحزنه على حال ابنته طريحة الفراش، خاصة أنها لا تفيق إلا دقائق معدودة يظل يداعبها مبتسما ومشجعا لها على تجاوز كل الصعاب، وتلك هى صفة الرحمة التي يتصف بها الإنسان المحب لأهله ووطنه وبنو وطنه وهى صفة اتصف بها (هشام) في تجسيده  لشخصية رجل المخابرات الذي يتولد لديه شعوره دائم وعميق بالدور الذي يؤديه لوطنه ولإخلاصه في العمل.

صحيح أن (هشام سليم) جسد من قبل دور رجل المخابرات في مسلسل (حرب الجواسيس – 2009)، ولكنه هنا في (هجمة متردة) عزف على أوتار مغايرة في التجسيد الدرامي، مستخدما ما يسمى بالتقنية الداخلية، وهو الاتجاه الذي رأى فيه أن التعبير الجسدي للممثل يتبع إعمال الذهن، ويأتي تجسيدا للعواطف والانتقالات المحفزة له على الإتيان بالفعل، الذي يبدو للمتلقي حاملا دلالاتها، وقد كان (قسطنطين ستانسلافسكي) أحد أهم هذه التجارب عندما رأى أن المسرح – وبالتالي الممثل – ينبغي أن يكون محاكيا للواقع، بعد إعادة صياغته وتهذيبه وسعيه لتحقيق ذلك عبر مجموعة من التقنيات التي ضمنها نظامه المعروف بـ (الواقعية النفسية)، ومن ثم فإن قدرة (هشام سليم) التعبيرية كانت تكمن في توظيفه للطبيعة التشكيلية في جسده مؤمنا بقدرة هذا الجسد الإنساني على التعبير عن أدق المشاعر والأحاسيس الإنسانية وأيضا عن العلاقات بين البشر بعضهم وبعض كما ظهر في تجسيده لرجل المخابرات المصري (رفعت المسيري) في مسلسل (هجمة مرتدة).

هشام سليم .. رحيل داهية التمثيل الذي برع في دور رجل المخابرات
حنو بالغ في تعامله مع ابنته المريضة بالسرطان

ونحن بصدد الحديث عن الصفات التي يتمتع بها (هشام سليم) في حياته الفنية لابد أن نذكر النبع الذي جاء منه، فهو كما نعلم ابن (المايسترو) الكبير صالح سليم وشقيقه الأكبر هو خالد زوج الفنانة المشهورة ونجمة الشاشة المصرية يسرا، ولد فى القاهرة وأكمل تعليمه حتى تخرج من كلية سياحة وفنادق من جامعة حلوان عام 1981، ولم يعمل بمجال دراسته لرغبته فى إكمال مسيرة والده الراحل الفنية القصيرة جدا، ولكن حبه وشغفه للفن والتمثيل، وكان اختياره لاستكمال طريق والده كان فى صالحه لإظهار موهبته وإبداعه أمام كاميرات التلفزيون وبالفعل حقق هشام سليم نجاح كبير فى التمثيل أصبح له جمهور كبير ومتابعين لكل أعماله .

سافر هشام سليم إلى بريطانيا تحديداً فى العاصمة لندن ليبدأ فى دراسة الفن فى الأكاديمية الملكية للفنون التى تخرج منها الكثير من الفنانين، هذه الأكاديمية تأسست من خلال عمل الملك (جورج الثالث) وتم إنشائها من أجل دعم الفنون والتصميم من خلال نظام تدريبى قوى وفعال والتدريب على يد خبراء فى مجالات الفن والتصميم، ومن المعروف أنه من يتخرج من هذا الأكاديمية يصبح فنان محترف ومبدع .

كان النجم الفني والرياضي الكبير صالح سليم، رافضا لاتجاه إبنه إلى هذا المجال لأنه ليس مضمون، ولكن بعد أن لاحظ موهبة إبنه قام بتشجيعه ، وبدأ مشوار (هشام) الفني عندما كان سنه اثنتا عشر عاما فحصل على دور فى فيلم (إمبراطورية ميم) بطولة النجمة الكبيرة فاتن حمامة والفنان أحمد مظهر وتم عرض الفيلم عام 1972 م، وصنف الفيلم من الأعمال الدرامية للمخرج حسين كمال والمخرج المساعد حسن إبراهيم، ومن تأليف إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ، وشارك فى هذا الفيلم (سيف أبو النجا وحياة قنديل ودولت أبيض)، وربما كانت القصة هى البطل الذي دفع إلى نجومية المشاركين في هذا الفيلم، حيث يحكى الفيلم عن زوجة تتحمل مسئولية  أبنائها وعددهم 6 وذلك مع عملها الهام فى وزارة التربية والتعليم، ويوضح الفيلم كيفية تحمل الأم مشاكل أبنائها مع كبرهم خصوصاً بعد وفاة زوجها ووهبت حياتها كلها لهم، وفى ظل المسئولية تقع فى حب رجل أعمال وأصبحت فى اختيار بين أبنائها وحبها لهذا الرجل وفى النهاية أختارت أبنائها وحقق هذا الفيلم نجاح عظيم جدا في حينه.

هشام سليم .. رحيل داهية التمثيل الذي برع في دور رجل المخابرات
يتمتع بكلة تجمع بين الوسامة والجدية

بعد (إمبراطورية ميم) شارك أيضا في فيلم (أريد حلا) مع فاتن حمامة ورشدي أباظة وإخراج سعيد مرزوق عام 1975 وفيلم (عودة الابن الضال) مع الفنانة ماجدة الرومي وهدى سلطان ومن إخراج يوسف شاهين عام 1976، ثم انقطع عن التمثيل بعد أن سافر إلى لندن للدراسة بالأكاديمية الملكية، وعاد من جديد ليشارك في فيلم (تزوير في أوراق رسمية) مع محمود عبد العزيز وميرفت أمين وإيمان البحر درويش، ومن إخراج يحيى العلمي عام 1984، وفي نفس العام شارك في فيلم (لا تسألني من أنا) وهو آخر أفلام الفنانة الكبيرة شادية ومن إخراج أشرف فهمي.

حتى نهاية الثمانينات شارك في العديد من الأعمال وهى: فيلم (سترك يارب – سنوات الخطر – بصمات فوق الماء – رجب الوحش – ساعات الفزع – الانتقام – السفلة – الأوباش – الزيارة الأخيرة – رجل لهذا الزمان – نداء الدم – الملعوب – حارة الجوهري – عطشانة – عندما يتكلم الصمت)، وفي عام 1988 شارك في أول أعماله الدرامية وحققا نجاحا كبيرا لدى الجمهور وهما مسلسل (الراية البيضاء) مع سناء جميل وجميل راتب ومن إخراج محمد فاضل و مسلسل (ليالي الحلمية) بكافة أجزائه التالية، من خلال دور (عادل سليم البدري)، تأليف أسامة أنور عكاشة، من إخراج اسماعيل عبد الحافظ، بعدها شارك في أفلام: (اغتيال مدرسة – بنت الباشا الوزير – الأراجوز – فضيحة العمر) ومسلسل (اليقين).

خلال سنوات التسعينيات شارك (هشام سليم) أيضا في الكثير من الأعمال وهى: أفلام (إسكندرية كمان وكمان – قسمة ونصيب، الخادم – اللعب مع الشياطين – الجبلاوي – يا مهلبية يا – السجينة 67 – الهجامة – قليل من الحب كثير من العنف – أرض الأحلام – كريستال – جمال عبد الناصر – ميت فل – يا دنيا يا غرامي)، كما شارك في مسلسلات (ومازال النيل يجري – أرابيسك أيام حسن النعماني – أهالينا – هوانم جاردن سيتي بجزئيه الأول والثاني – امرأة من زمن الحب – خيانة، وفي المسرح شارك  في رواية (شارع محمد على).

ومع بداية الألفية الجديدة شارك في العديد من الأعمال وهى: أفلام : (شروع في قتل – جرانيتا الناظر – الباحثات عن الحرية – إنت عمري  – خيانة مشروعة – كلام في الحب – الأولة في الغرام – 45 يوم – العاصفة) ، وشارك في مسلسلات : (حروف النصب – الكومي  – طيور الشمس – السيرة العاشورية الحرافيش/ الجزء الأول – آخر المشوار – حد السكين – ملك روحي – البنات – محمود المصري – لقاء ع الهوا”،  – أماكن في القلب – السيرة العاشورية الحرافيش/ الجزء الثاني – درب الطيب – المصراوية – لحظات حرجة – في أيد أمينة – ظل المحارب – حرب الجواسيس – اسم مؤقت – كلمة سر – بين عالمين – وأخيرا هجمة متردة)، والمسلسل الإذاعي (مجنون ليلى) ومسرحية (لما بابا ينام)، وفي عام 2010 شارك في مسلسل (لحظات حرجة – الجزء الثاني) ومسلسل (اختفاء سعيد مهران) كما وضع صوته على شخصية (هدهد سليمان) في مسلسل الرسوم المتحركة (قصص الحيوان في القرآن) عام 2011.

هشام سليم .. رحيل داهية التمثيل الذي برع في دور رجل المخابرات
جسد أدوارا عديدة في السينما والتليفزيون

هذا وقد لفت (هشام سليم) أنظار الجمهور فى أدائه لشخصية ضابط المخابرات المصرية (رفعت المسيرى) عبر أحداث مسلسل (هجمة مرتدة) الذى أذيع في رمضان 2021 ، ليبقى درة أعماله الدرامية المشغولة بحرفية شديدة بحيث نالت إعجاب متابعى المسلسل، وقد اتضح ذلك منذ بداية عرض الحلقات، وعلى الرغم من مرور عدد قليل من الحلقات في البداية، إلا أنها كانت كافية لخطف الأنظار لما يمتاز به من مهارة فى تقديمه شخصية حافلة بجوانب متعددة من حكمة كبيرة فى إدارة الأمور وعين على كل ما يحدث من ملفات، سواء كانت على الشارع المصرى أو بالخارج من شرق أوروبا إلى العراق، وربما ساهم في نجاح دوره نظرا لأن المسلسل تعرض للعديد من الملفات والخبايا والتي جعلت كل كلمة تخرج منه كلما ظهر أمام الشاشة صادقة معبرة عن الحالة الشعورية للشخصية، بالإضافة لعدم إهمال الجانب الإنسانى فى الشخصية مع علاقته بابنته المصابة بالسرطان، وهو الذي رحل متأثرا بآلام المرض اللعين .. تحية تقدير واحترام لروح النجم الكبير هشام سليم، ذلك (النحيف المخيف) في الأداء التعبيرى الصادق باحترافية شديدة جعلته في مصاف النجوم الكبار في لوحة رمضان 2021، ومن ثم توج بتحفة درامية تظل تاجا للفخر والشرف والانتماء لهذا الوطن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.