رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

بهاء الدين يوسف يكتب : (العتبة جزاز) والإخراج نايلون في نايلون !

بقلم : بهاء الدين يوسف

من منا لا يتغنى بفن زمان وأفلام زمان ونجوم زمان وكل حاجة لها علاقة بزمان، من منا لم يستلق على قفاه من الضحك وهو يشاهد أفلام (إسماعيل يس) أو إفيهات (ستيفان روستي وعبد الفتاح القصري والنابلسي وزينات صدقي) وغيرهم من نجوم الزمن الذي اعتدنا أن نطلق عليه الجميل.

لكن في المقابل كم واحد منا دقق في أفلام زمان ولاحظ كم الأخطاء الساذجة والمضحكة في تنفيذ الفيلم من حيث الإخراج والمونتاج وخلافه؟!، أكاد أجزم أنه لا أحد تقريبا لاحظ ذلك لأننا غالبا ما نشاهد تلك الأعمال بعين المحب التي كما نعلم (تخفي المساويا).

بهاء الدين يوسف يكتب : (العتبة جزاز) والإخراج نايلون في نايلون !
مستر إكس

أقول ذلك بعد أن قادتني الصدفة لمشاهدة فيلم قديم من أشهر أفلام الستينات هو (العتبة جزاز) للمخرج (نيازي مصطفى) وبطولة الفنان الكوميدي العظيم الراحل (فؤاد المهندس مع فاتنة السينما في ذلك الوقت (شويكار)، وحفنة أخرى من النجوم مثل (سلامة الياس وسيد زيان ومحمد رضا) وغيرهم، والفيلم بالفعل يحمل من الكوميديا الشيء الكثير، كما بدا لي أن هناك غرض أو رسالة من إنتاجه هى تحذير المصريين من مافيا التجسس التي كانت منتشرة في ذلك الوقت مستغلة حالة الإحباط الجماعي عند الشباب بصفة خاصة والشعب بصفة عامة عقب نكسة 67 الشهيرة.

لكن على المستوى الإخراجي تجاوز (نيازي مصطفى) عن العديد من البديهيات والتفاصيل التي كان يجب أن توضع في الاعتبار والتي لو فعلها مخرج في الزمن الحالي لقامت الدنيا عليه، وهناك العديد من الأمثلة على ما ارتكبه المخرج، منها مثلا مطاردة لفؤاد المهندس وشويكار خلال حفلة تقام ليلا وخلال نفس المطاردة يصل الاثنان إلى السيارة التي سيهربان فيها وضوء النهار يعمي العيون!، مثال آخر على تفجير سيارة (ماكس) وهو الدور الثاني الذي يلعبه (فؤاد المهندس) في بداية الفيلم، ونراه في المستشفى وقد احترق جسده تماما، لكنه قرب النهاية يعود إلى الأحداث سليما معافى بلا أثر للحروق أو حتى خدشة على وجهه.

بهاء الدين يوسف يكتب : (العتبة جزاز) والإخراج نايلون في نايلون !
مستر إكس مع شويكار في سيارته

حتى أكون منصفا فإن أغلب أفلام الكوميديا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي حفلت بأخطاء إخراجية مشابهة، وأتذكر مثلا في فيلم (الفانوس السحري) أن إسماعيل يس حصل على الفانوس من فتاة كانت تحاول اللهو به في ليل رمضان لكنه لم يعمل فاشترى لها فانوسا جديدا وأخذ الفانوس السحري، لكن المخرج نسى حكاية رمضان تماما وبمجرد أن ظهر العفريت طلب منه (إسماعيل يس) أن يحضر له وجبة غداء فاخرة، وهى مفارقة ذكرتني بالقيادي الإخواني (عصام العريان) حينما قال إنه كان يتغدى مع صديق له وقت أن اندلعت حرب أكتوبر التي صادف انطلاقها يوم العاشر من رمضان!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.