رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(أمينة رزق) كادت أن تكون بطلة فيلم (زينب)، وكانت سببا في إنشاء مجلة (روزاليوسف) !

أمينة رزق في مرحلة نضجها الفني والإنساني

كتب : أحمد السماحي

(أني عايش الشخصية على نحو عفوي وتلقائي أعتمد على أحساسي الطبيعي بالصدق، وبدون تخطيط هندسي صارم مسبق أتفهم الجو والطباع المتعلقة بالشخصية التى أؤديها وأحفظ مشاهدها بدقة، وأدرك أن التمثيل عمل جماعي بحيث أكون مهيأة إلى التوافق والتناغم مع من يمثل أمامي).. هذه بعض كلمات الفنانة الرائدة (أمينة رزق) – التى نحيي هذه الأيام ذكرى رحيلها التاسعة عشر – عن كيفية أدائها لدورها.

بدأت (أمينة رزق) مشوارها وهى صبية صغيرة جدا كفتاة كورس في فرقة (علي الكسار) في مسارح روض الفرج، وعملت لأول مرة في فرقة (رمسيس) مع صاحب الفرقة الفنان الكبير (يوسف وهبي) في مسرحية (راسبوتين) عام 1924، وكانت بدايتها في السينما مبكرة إذ شاركت في الفيلم الصامت (سعاد الغجرية) عام 1928، من إخراج الفرنسي (جاك شوتز) وبطولتها مع (فردوس حسن، وعبدالعزيز خليل، وشرفنطح)، ولفتت الأنظار في هذا الفيلم لأنها كانت رشيقة القوام وعليها سمات البراءة والسذاجة وهى سمات وصفات شخصية جعلت المخرج (محمد كريم) يفكر في أن يسند لها بطولة فيلمه الروائي الأول (زينب) عام 1930، لكن نظرا لعملها الليلي في المسرح وعدم تفرغها لبطولة العمل، وكل هذا جعل المخرج (محمد كريم) يسند بطولة الفيلم للفنانة (بهيجة حافظ).

على خشبة
المسرح مع سراج منير ودولت أبيض

لكنها بعد عامين قامت ببطولة أول فيلم مصري ناطق وهو (أولاد الذوات) عام 1932 المأخوذ عن المسرحية المليودرامية (الذبائح) التى قدمتها فرقة (رمسيس)، واستمرت في العطاء حتى رحيلها عام 2003، ويحسب لها أنها ظلت تمثل حتى آخر أيامها وعايشت أجيال مختلفة من المخرجين والنجوم، وعملت مع شتى المدارس والإتجاهات.

ويقول الناقد الفني الكبير (عبدالغني دواد) عن أمينة رزق: (أنها تخلصت بالتدريج من المغالاة في الانفعالات والحركات والميل إلى التنغيم في الأداء الصوتي، وعرفت إمكانات الكاميرا والميكرفون وأدت أدوارها بإستاذية).

ويقول عنها العملاق (محمود مرسي): (أخرجت لها تمثيلية تليفزيونية بعنوان القطة، وطلبت منها الابتعاد عن الأداء الباكي الذي تشبعت به من خلال عملها الطويل مع يوسف وهبي، وببساطة أدت دورها بواقعية أفضل من كل توقعاتي.

 ويستكمل محمود مرسي كلامه قائلا: عندما جسدت دورها أمامي في مسلسل (عصفور النار) للمخرج محمد فاضل، جسدت القوة بوقفتها وشموخ رأسها وعمق نظراتها ونبرة صوتها الواضحة المحددة أيا كانت درجة حنوها على ابنة شقيقها القتيل، واستطاعت أمينة رزق التطور والتلوين والتنويع والتغيير في أدائها وشخصياتها بليونة، وانتقلت من مدرسة في الأداء إلى مدرسة أخرى بمهارة فائقة).

في كامل شياكتها

من المعلومات التى لا يعلمها الكثيرين أن الفنانة الكبيرة (أمينة رزق) كانت سببا في نشأة مجلة (روزاليوسف)، حيث صرحت في حوار نشر لها في واحد من مطبوعات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته العشرين عام 1996: مع موسم عام 1926 قدم (يوسف بك وهبي) على مسرح (رمسيس) مسرحية (الذبائح) تأليف الأديب (أنطوان يزبك) وكانت البطولة لثلاث شخصيات نسائية الزوجة الأفرنجية، والزوجة المصرية، وبنت العم اليتيمة التى يرعاها عمها، وكانت السيدة (فاطمة اليوسف) هى نجمة مسرح (رمسيس) فى هذا الوقت، وأرادت أن تختار بنفسها الشخصية التى تريد أن تلعبها، ولم يكن (يوسف بك) مقتنعا بهذا المبدأ فهذه مهمة المخرج الأساسية الذي عليه مسئولية الاختيار وفقا لإحساسه بالممثل ورؤيته الفنية للعمل المسرحي.

ورشح (فاطمة اليوسف) لأحد الأدوار فرفضت وتمسكت برأيها في رغبتها في أداء شخصية بنت العم، وحدث خلاف بينهما، وتم ترشيحي لهذا الدور وعمري لم يتجاوز 14 عاما، فغضبت (فاطمة اليوسف) حيث كانت شديدة الاعتزاز بنفسها وتقديرها لموهبتها، فتركت الفرقة واتجهت إلى الصحافة وأنشأت مجلة (روزاليوسف) التى أرادتها فنية في البداية من أجل هدف كبير هو مهاجمة (يوسف وهبي) وعروض الفرقة، ولكن المجلة تحولت بعد ذلك عن هذا الهدف بمجرد أن هدأت النفوس إلى أن أصبحت من أقوى المجلات السياسية فى هذا الوقت بمصر.

مع ليلى مراد في قطار الرحمة
في شبابها المبكر
صور نادرة في مصيف رأس البر في صباها مع زميلاتها
حشمة في المصيف
تقود قارب في رأس البر في العشرينات
بالمايوة في رأس البر في العشرينات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.