كتب : أحمد السماحي
في ليلة لن تنساها تونس، اجتمعت فيها النجوم مع القمر لأول مرة، وكان شعارها (هلَّ في ليلتي خيال الندامى والنواسي عانق الخيام، وتساقوا من خاطري الأحلام، وأحبوا وأسكروا الأيام)، اختتمت مطربتنا رائعة الصوت والإحساس (شيرين عبدالوهاب) مهرجان قرطاج الدولي في دورته الـ (56) التى جاءت متميزة للغاية، رغم الأوضاع المالية الصعبة التي تمر بها (تونس) والتى حالت دون دفع الأجور المرتفعة للفنانين والنجوم العرب والعالميين الكبار، كما صرح (كمال فرجاني) مدير المهرجان في المؤتمر الصحفي قبل بدء المهرجان بأيام.
أطلّت (شيرين عبدالوهاب) على المسرح بفستان أسود مفتوح الصدر، وافتتحت الحفل وسط حضور جماهيري كبيرعكس مدى شعبيتها هناك بأغنيتها الشهيرة (كلها غيرانة) التى رددها معها الجمهور، ولم يعطيها الفرصة لتغنيها بالشكل المطلوب والذي استمعنا إليها على قناتها على (اليوتيوب) وحققت حوالي 140 مليون مشاهدة منذ طرحها قبل شهور.
وتابعت بإحساس كبير وتفاعل مع الكلمة واللحن أغانيها الرائعة (سيدنا القماص، كدابين، مش عايزة غيرك أنت) التي تفاعل معها الجمهور بشكل رائع، وردد كلماتها عن ظهر قلب بشكل أثار إعجاب (شيرين) نفسها التي شعرت بفرح كبير جراء هذا التفاعل، لهذا توقفت (رائعة الصوت) عن الغناء وقالت مخاطبة جمهورها: شكرا ليكم وحقيقي جمهور قرطاج يحيي أي إنسان بيموت، معتبره أنهم سبب رئيسي في عودتها للحياة، مؤكده أنها لن تغيب مرة أخرى عن الغناء مهما كانت الأسباب.
ووصل الجمهور بذروة تفاعله مع أغنيتيْ (أنا مش مبينالو، ومش عايزة غيرك أنت)، الإيقاعيتيْن واللتين أثارتا صيحاتهم وتصفيقهم الحار، لتعود (شيرين) إلى الأجواء الرومانسية مع أغنيتي (كتير بنعشق) التي تجاوب الجمهور معها بشكل كبير، وقام بغنائها بدلا منها، ونفس الأمر حدث مع أغنية (مشاعر) التى طالبها الجمهور بها أكثر من مرة.
وفاجأت (شيرين عبدالوهاب) جمهور مهرجان قرطاج بتقبيل يد طبيبها (نبيل عبدالمقصود)، بعد أن طلبت منه الصعود على المسرح لكي تشكره أمام الجمهور على إعادتها للحياة مرة أخرى، وقامت بتقبيل يده، وقالت : (منذ أسبوعين قلت له مش هقدر أغني، قال لي : هتقدري وأنا هاجي معاكي)!
بعد لمسة الوفاء هذه حان موعد العودة إلى التراث فقدمت (شيرين) أغنية سيدة الغناء العربي أم كلثوم الرائعة (دارت الأيام) التي أثارت في الصالة حالة إيجابية من التفاعل المميز، ولدى انتهاء (شيرين) من آدائها صرخ الجمهور بصوت واحد : (شيرين .. شيرين).
وزادت (شيرين) من جرعة الحماس في الصالة عندما اختارت من قديمها أغنيتي (آه يا ليل، وعلي بالي) التي خلقتا حالة من النوستالجيا لدى الجمهور الذي استرجع أجمل ذكرياتهما على أنغامهما.
وخلال الحفل قدمت (شيرين) الشكر لأكثر من شخص ساعدها على الغناء في تونس، من بينهم السفير المصري الذي أكدت أنه كان سبب وجودها في مهرجان قرطاج هذا العام، كما شكرت وزيرة الثقافة التونسية على وجودها في الحفل، كما شكرت جمهورها وقالت: (أنتم نعمة ربنا ليا على الأرض).
واختتمت (شيرين) ليلتها الساحرة بواحدة من أغنيات البدايات وهي (صبري قليل)، وخرج جمهور قرطاج من حفل (شيرين عبدالوهاب) وهو منتشيا سعيدا، ويردد: (من لم يطربه الطرب فليس من العرب).
