رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

كيرة والجن يحقق رغبة (علي أمين) التى كتبها منذ حوالي 60 عاما عن (دولت فهمي) !

أسرة فيلم (كيرة والجن) وبينهم دولت فهمي الشهيرة بهند صبري

كتب : أحمد السماحي

يعرض هذه الأيام بنجاح ساحق فيلم (كيرة والجن) المستوحى من رواية (1919)، للمؤلف أحمد مراد الذي كتب السيناريو والحوار، وإخراج مروان حامد، وبطولة (كريم عبد العزيز، أحمد عز، هند صبرى وسيد رجب، مع أحمد مالك، على قاسم، هدى المفتى، محمد عبد العظيم، عارفة عبد الرسول، تامر نبيل) وغيرهم.

الفيلم حقق حتى الآن حوالي 97 مليون جنية منذ عرضه في 30 يونيو الماضي، ويرصد حقبة مهمة فى تاريخ مصر أثناء ثورة 19 إذ يتناول العمل واقع المجتمع المصرى فى فترة الاحتلال الإنجليزى إبان ثورة 1919، ويكشف عن قصص حقيقية لمجموعة من أبطال المقاومة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي وقت ثورة 1919 حتى عام 1924، وذلك من خلال أبطال منسيون خاضوا معارك وتضحيات جريئة من أجل الاستقلال، لتكتشف للأجيال الصغيرة مدى حب المصريين لبلدهم وأرضهم من هؤلاء (دولت فهمي) التى جسدتها بتميز شديد الفنانة هند صبري.

الكاتب الراحل علي أمين صاحب مقال فكرة
مقال علي أمين الذي حلم فيه بتجسيد شخصية دولت فهمي في فيلم سينمائي

المثير والغريب أن الكاتب الكبير الراحل (علي أمين) طالب منذ حوالي 60 عاما من خلال مقال له في مجلة (الكواكب) وبالتحديد في العدد الصادر يوم 24 سبتمبر 1963، بتجسيد شخصية (دولت فهمي) من خلال فيلم سينمائي حيث قال في مقاله الممتع جدا الذي كان تحت عنوان (فكرة) : (إنني أقرأ بشغف مذكرات سعد زغلول عن ثورة 1919، التى تنشرها (الأخبار، وأخبار اليوم)، ففي كل يوم أجد شخصية جديدة تصلح نواة لفيلم سينمائي ممتاز، مثلا شخصية النجار الصغير والد الأطفال السبعة الذي كان يتقاضى سبعة قروش في اليوم، وكتم أسرار رجال ثورة 1919، ولم يضعف أمام العشرة آلاف جنيه التى عرضها البوليس لمن يكشف هذه الأسرار!.

وقصة (دولت فهمي) ناظرة مدرسة (الهلال الأحمر) بمصر الجديدة، فقد قبض البوليس على أحد شبان الثورة، وهو يلقي قنبلة على وزير الأشغال، وثبت أن الشاب كان لا ينام في بيته، وتوقع رجال البوليس أنه كان ينام في بيت أحد شركائه في الجريمة، فإذا عرفوا اسمه استطاعوا أن يصلوا إلى باقي شركائه في الجريمة.

ورفض الشاب أن يعترف بالمكان الذي ينام فيه، وضيق رجال البوليس عليه الخناق وراحوا يعذبونه حتى يعترف، وعرف زملاء الشاب بمحاولات البوليس، فأرسلوا له وهو في السجن يطلبون منه أن يقول في التحقيق أنه كان يمضي الليل مع (دولت فهمي) ناظرة مدرسة (الهلال الأحمر) بعد أن اتفقوا معها، ونفذ الشاب رغبة زملائه، واعترف للنائب العام بأنه كان على علاقة غرامية بـ (دولت فهمي) التى لا يعرفها ولم يسمع بها!.

وقبض البوليس على ناظرة المدرسة وأحضروها إلى غرفة النائب العام، فلما رأت المتهم هجمت عليه وراحت تمطره بالقبلات وتقول له: يا حبيبي!، واقتنع البوليس أن الشاب كان يمضي الليل فعلا مع ناظرة المدرسة، ونجا زملاء الشاب من المشنقة بسبب ناظرة المدرسة التى ضحت بسمعتها لتحمي الثوار الشبان.

هند صبري جسدت شخصية دولت فهمي فيالفيلم ببراعة

إن (دولت فهمي) تصلح قصة سينمائية ممتازة، فإن قصتها لا تنتهي عند هذه الشهادة، لقد فصلتها إدارة المدرسة من عملها لسوء سلوكها! واستندت في قرار الفصل إلى شهادتها أمام النائب العام، لقد ماتت دولت فهمي ولكن اسمها سيعيش مئات السنين، ستصبح في يوم من الأيام أسطورة من أساطير التاريخ، فلماذا لا نعرض قصتها في السينما؟ لماذا نبحث في أفلامنا عن بطولات وهمية وتاريخنا مليء بقصص الأبطال والبطلات.

……………

جدير بالذكر أن المخرجة الكبيرة (أنعام محمد علي) قامت بإخراج سهرة رائعة في نهاية الثمانينات عن دولت فهمي بعنوان (دولت فهمي التى لا يعرفها أحد) عن قصة مصطفي أمين، وبطولة سوسن بدر، وممدوح عبدالعليم، وغناء علي الحجار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.