رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

راغب علامة…. يعطي (استمارة 6) للمطربيين الشعبيين، وينشر البهجة والسعادة

كتب : أحمد السماحي

راغب علامه وجه يفيض بالوسامة والجمال، وجه  يعلن عليك الحب، يقنعك بالقدرة على العطاء، وجه صبوح وسيم تصافحه العين لتقرأ فيه أخبار الحياة، من عينيه تنطلق نظرات رجولية فيها كثير من الشجاعة والتحدي والتطلع والشبق للحياة، والرغبة في اختراق المجهول، والقدرة على المغامرة والاستهانة بكل العقبات، فضلا عن كل ذلك يتمتع (سوبر ستار العرب) بمكانة شديدة الخصوصية في قلوب عشاقه ومريديه وما أكثرهم في جميع أنحاء العالم العربي، فهو من القلائل النادرين الذين يستقطبون حب الناس من جميع الأعمار، فأغنياته من النوع الذي يحفر في ذاكرة الوجدان، وتتحول إلى رصيد غني من المشاعر، وأغنياته مصاغة في أنغام وأنغام تذوب في مشاعر المحبين والعشاق.

في الفترة الأخيرة اتجه أكثر إلى الشباب وخاطب مشاعرهم من خلال أغنياته التى طرحها، فشرب من حبهم إكسير الشباب الذي جعله أكثر شبابا من الشباب أنفسهم، حتى أنني عندما شاهدت كليبه الجديد (استمارة 6) الذي طرحه منذ ساعات، ضحكت معه وقلت له (يا راغب الله يكون في عون الستات!، بخر نفسك من الحسد) فرد علي ضاحكا: ربك هو الحامي!

راغب علامة.... يعطي (استمارة 6) للمطربيين الشعبيين، وينشر البهجة والسعادة
راغب تمتع برشاقة وحس شعبي مذهل رغم ملابسه العصرية

الكليب:

لو تحدثنا عن كليب (استمارة 6) سوف نجد عذوبة كلمات الموهوب بشدة (نادر عبدالله)، واللحن الشجي لـ (محمود الخيامي)، مع توزيع رائع لتوما، وتم تصوير الكليب بطريقة (ميتافيرس)، وبهذا الكليب يكون (راغب) من أوائل النجوم العرب الذين يستخدمون هذه التقنية في تصوير أعمالهم الفنية، وقام بإخراج الكليب (زياد خوري)، وجاء الكليب على درجة كبيرة من الفرجة الغنائية المليئة بالبهجة والسعادة، والمليئ أيضا بـ (المزز)!، فـ (زياد خوري) في هذا الكليب والذي سبقه (تعاليلي) حشدهما بكل أنواع النساء، ويبدو أنه يسير على خطى مخرج الروائع (حسن الإمام) الذي كان يحشد أفلامه بالراقصات لخلق نوع من البهجة، والحقيقة وهذه نقطة تحسب لـ (زياد خوري) إنك بعد مشاهدة هذا الكليب المبهج لو شاهدته مخلصا تجده قد أزال عنك غبار الطاقة السلبية، وغسلك من الأدران، وصفى مشاعرك ونقاها بالجو الفني المصري الذي صنعه.

راغب علامة.... يعطي (استمارة 6) للمطربيين الشعبيين، وينشر البهجة والسعادة
بأداء بسيط وخفة دم يقول : ينقص من اللستة واحد يجيي غيره ستة

الكلمات:

عادة عندما أشاهد أي أغنية جديدة أشاهدها بعين مجردة ولا أبحث عن شاعرها أوملحنها أوموزعها، إلا إذا استفزتني الأغنية بجمال مفرداتها المبتكرة وعذوبة لحنها، وأفعل هذا لأن معظم العاملين في الساحة الغنائية أصدقائي، وهذا ما فعلته في كليب (استمارة 6)، هذا العنوان الغريب الطريف لفت نظري بقوة، واستفزني فهو جديد تماما على قاموس الأغنية العربية، وأتحدى أي شخص يقول لي هناك أغنية عاطفية طرحت من قبل بهذا الاسم، باستثناء أغنية (الاستمارة راكبة الحمارة) لعمنا (فؤاد حداد) التى قام بغنائها (سيد مكاوي) في برنامج (المسحراتي) وهى أغنية اجتماعية نقدية تتحدث عن الروتين القاتل في الشركات الحكومية.

لكن أغنية (استمارة 6) للمتفرد (نادر عبدالله) أغنية عاطفية شعبية مليئة بكبرياء رجل يتمتع بالرجولة والشهامة والاستغناء، ولديه ثقة في نفسه وقدراته، كما أنه واضح وصريح ولا يلجأ إلى الأساليب الملتوية فيقول: (و كُلّ اللِي بِأصلُه قَلّ عَليه أنا بَنَزِّل سِتارَة، وِاللِي مَالوش عَندي لَزمة، بَطفِيه زي السِّيجَارَة، وِاللِي يسبِّبلي أزمَة أنا بَدِّيلُه اِستمارَة سِتَّة).

كلمات شعبية بسيطة جدا، وعميقة جدا، وصعبة جدا في كتابتها بهذه البساطة والمرونة والجمال، والأجمل أنها تحمل مفردات جديدة على الأغنية الشعبية، التى تم ابتذالها في السنوات الأخيرة، حتى جاء (نادر) ورد اعتبارها وأعادها إلى مملكتها الراقية، وأجمل ما في هذه الأغنية أنها لا تناسب أحد غير (راغب علامه)، فهو الوحيد الذي يليق عليه أن يقول:

أَنَـا مِـية فُـلّ وأَلِـسطَـة، وِ مِ الـحَـبَايِـب عَـندي لِـيستَة

يِـنقَـص مِ اللـيِسـتَـة وَاحِـد،ِ يجِي فَــوراً غِــيرُه دَســــتَـة

أَنَـا مِـية فُـلّ وكَـمَـان، شَــبعَـان هَـنَـا وحُـبّ وحَـنَـان

وِيَـــجُـوز فِـيه نَـاس عَــشَانِـ تقابِلني تِحتَاج أَلـف وَاسـطَـة

ومن غير (راغب علامه) يقول بكل ثقة في النفس وأدب وذوق:

مِش وَاخداني الـجَـلَالَة، بَس شَايِف نَـفسي حَـالَة

أنـا أكَـمِّـل أي حـاجَـة، بَس أنا مَا أبقَاش كِـمَالَة

‎وبَـراعي اللي يـراعِيني، وِبـالمحـبَّة أديلُه عــــيني

‎بَس كمان فِي المِلاوعَة، أنا مَا عَنديش يَا أمَّه ارحَمِيني

 (نادر عبدالله) يا جماعة الخير أصبحت أغنياته علما على الأغنية الحداثية المتطورة، التى تنتقي ألفاظا جديدة موحية ذات دلالات شعرية غنية، وفي نفس الوقت تحمل زخم الواقع وعبق المجتمع المصري الناهض، ولا يتوقف (نادر) عن محاولاته في تحديث مفردات الأغنية المصرية والعربية بكل ما أوتي من حساسية وثقافة وخيال شعري خصيب.

والأغنية عند (نادر) وحدة لا يمكن اختصار كلمة واحدة منها، فأول كلمة في المطلع موصولة بل ملتحمة بآخر كلمة في المقطع الأخير، ليس عن طريق الترجيع التقليدي، بل هو اتصال عضوي موضوعي.

راغب علامة.... يعطي (استمارة 6) للمطربيين الشعبيين، وينشر البهجة والسعادة
حرص راغب على بث طاقة إيجابية على مستوى الحركة والأداء والملابس الكجوال

النهاوند يلمع في حنجرة راغب:

جاء لحن (محمود خيامي) تجسيدا لمعنى الكبرياء بكل ما في الكبرياء من معاني الشموخ والسمو والترفع والتعفف، كما أن اللحن يخاطب في المستمع كبرياءه، والحقيقة أن (خيامي) قدم لحن شعبي عذب جميل من مقام النهاوند على درجة الصول (النوى)، وهو مقام  له طابع رقيق عذب يناسب الألحان العاطفية الحزينة، وأيضاً له طابع طربي فرحي، وقد اختار (خيامي) الطابع الفرحي فقدم إيقاع مقسوم راقص أمتعنا فيه بصوت (راغب)، لأن اللحن ينضج بمعاني كلمات الأغنية ويرسم الأنغام العذبة المنطلقة صورة لحنية موازية للصورة الشعرية في رهافتها وإشعاعها وبهجتها.

وقد سهل اللحن على الموزع (توما) مهمة عمله فلم يعاني في مسألة التوزيع الذي جاء إستكمالا للحن.

راغب علامة.... يعطي (استمارة 6) للمطربيين الشعبيين، وينشر البهجة والسعادة
اعتمد المخرج على الأنوثة الصارخة لتسخين أجواء الفرح

تجدد راغب:

أعطى راغب (استمارة 6) لكثير من المطربيين الشعبيين وعلمهم كيف يكون الغناء الشعبي الراقي الذي استمعنا إليه من قبل من أساطينه مثل: (محمد عبدالمطلب، محمد قنديل، محمد رشدي، محمد العزبي) وغيرهم، وجاء أداء (راغب علامة) للأغنية (ياخد العقل) – بلغة أهل الشام – وساعده في هذا حضوره الطاغي، وإجادة تمثيله للكلمة التى يغنيها، وحالة البهجة التى ينشرها بطلته البهية حتى أن رسالته التى يريد توصيلها لك سرعان ما تتسرب إلى وجدانك عبر الشرايين والأوردة التى يتكون منها قلبك فضلا مخاطبة جهازك العصبي، فإذا بك قد أصابتك الحالة المزاجية الرائعة التى يغني لها فتبتهج وتشعر بالسعادة والانشراح، فالحس الشعبي عنده شديد العذوبة والطواعية، بمعنى أنه يغني وكأنه ينهل من بئر الوجدان الشعبي العربي.

راغب علامة.... يعطي (استمارة 6) للمطربيين الشعبيين، وينشر البهجة والسعادة
أجواء الكليب مفعمة بالألوان والرقصات التي تبعث على البهجة

كوبليه أخير:

(كل ما أقول أن الغناء الفردي انتهى ولم يعد ممتعا، ولا يوجد فيه جديد، ولم يعد الغناء يسعد اللي قايله ولا اللي سمعه، على رأي حبيبي الشاعر الكبير (بهاء الدين محمد)، ولابد أن يتجه معظم المغنيين والمغنيات إلى السينما والمسرح والدراما لعمل أعمال درامية تخلق لهم مواقف درامية يغنوا من خلالها أغنيات تحمل مفردات جديدة، يفاجئني قلة من المطربيين والشعراء بأن الأغاني لسه ممكنة)، فشكرا لهولاء أنهم موجودون في حياتنا.!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.