رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

نجوم الفن العراقي يستنكرون منع الميليشيات لـ (سعد لمجرد) من الغناء

لمجرد أكتوى بنار السياسة العراقية والميليشيات

كتب : أحمد السماحي

يوم الخميس الماضي الموافق 9 يونيو ألغت إدارة مدينة (سندباد لاند) السياحية في بغداد العاصمة العراقية، الحفل المقرر إقامته للفنان المغربي سعد لمجرد، قبل ساعات قليلة من انطلاق فعاليات الحفل الذي يحييه المطرب لأول مرة في العراق، بعدما قام محتجون بعمل (هشتاج) بعنوان (حفل سعد لمجرد مرفوض)، وكتبوا على صفحاتهم (الغيارى على الدين والمذهب والأصلاء الرافضين أن تكون بغداد مرتع للمطبعين والسكارى والفاسدين، امنعوا حفل سعد لمجرد)، ولم يكتفوا بهذا بل قاموا باقتحام مكان الحفل، مما أجبر إدارة مدينة (سندباد لاند) التي يقام بها الحفل على إلغائه حفاظا على سلامة الجمهور حال اندلاع أعمال شغب.

وكتبت إدارة (سندباد) بوست على صفحاتها على (الإنستجرام) قالت فيه : (تنوه إدارة مدينة سندباد لاند إلى جمهورنا الكريم وعوائلنا العزيزة ممن اقتنوا تذاكر حفل الفنان العالمي سعد لمجرد بالتواجد يوم غد السبت لاستلام مبالغهم المالية التى تم دفعها في التذاكر بعد إلغاء الحفل).

الميليشيات : نرفض أن تكون بغداد مرتع للمطبعين والسكارى والفاسدين

وانهالت على المواقع الإلكترونية خلال اليومين الماضيين كثير من التكهنات والشائعات عن السبب الحقيقي لإلغاء الحفل، وهل هو بسبب اتهام (لمجرد) في قضايا إعتداء جنسي في فرنسا؟!، والتى لم يتم إثباتها حتى الآن، ولم يصدر حكم ضد المطرب المغربي حتى هذه اللحظة!

ولأننا نؤمن بمقولة (أهل مكة أدرى بشعابها) التى تعد واحدة من أشهر المقولات العربية المتداولة في العالم العربي الإسلامي، والمقولة واضحة ولا تحتاج لشرح كبير، فالوافد إلى مكة كان يجد صعوبة في الولوج إليها والتعرف على شِعابها بسبب وعورة تضاريسها، لأن الجبال تحيط بمكة من كل جانب مما يجعل الغريب عنها عرضة للتيه وربما الهلاك بخلاف أهلها الذين يعرفون بلدتهم جيدا.

لهذا دق (شهريار النجوم) باب مجموعة من أكبر نجوم العراق ليوضحوا لنا أسباب المنع، بعضهم صرح لنا ورفض أن نذكر اسمه خوفا على عائلته وأهله وناسه المقيمين في العراق، والبعض الآخر رفض تماما أن يدلي برأيه لكنهم أكدوا لنا أن المطرب (سعد لمجرد) ضحية لحسابات سياسية، وليس لأي سبب آخر، وكان الله في عون (لمجرد) حيث أكتوى بنار السياسة العراقية والميليشيات!، وبعضهم أدلى برأيه صراحة.

في البداية تقول النجمة العراقية الكبيرة (شذا سالم) صاحبة التاريخ الفني الحافل: إلغاء حفل المطرب المغربي (سعد لمجرد) أمر مؤسف ومحزن جدا، لأن الفن عابر لكل الحدود وهو رسالة إنسانية، والفن في العراق متأصل في الوجدان العراقي منذ نشأ الحضارات القديمة فيه، ولم يحدث من قبل مثل هذا الأمر في العراق المعروف بكرم استقباله وضيافته، حقيقي هو أمر محزن لا يليق بسمعة البلد، وقد اتخذنا موقفا موحدا مع نقابة الفنانين العراقيين حتى لاتتكرر مثل هذه الأمور مستقبلا وتبقى بغداد حاضنة للفن والثقافة من كل حدب وصوب.

شذا سالم

وقال نجم عراقي كبير رفض ذكر اسمه: هو جزء من الصراع بين الميليشيات المسلحة التي توالي لإيران وبين الحكومة العراقية، الميليشيات تحاول ودائما فرض سياستها للسيطرة على القرار السياسي الداخلي والضغط باتجاه جعل الحكومة عاجزة عن تنفيذ ما ييسر الحياة اليومية للعراقيين، لم تقم هذه الجماعات بمهاجمة حفل (المجرد) بسبب الفسق والفجور كما قالت وليس لها علاقة أيضا بما يتهم به (المجرد) من قضايا اغتصاب، فعلى بعد مئات الأمتار من هذا الحدث هناك الكثير جدا من النوادي الليلة وكازينوهات القمار التي تعج بالموسيقى والعري والمخدرات.

وهى أماكن تحت سيطرة هذه الميليشا حيث تدر عليها ملايين الدولارات شهريا، ما حدث رسالة للحكومة العراقية وللعراقيين، نحن نفعل ما نريد ونعطل ما نريد وعلى الكل أن ينصاع، فليس هناك دولة فيها 75 تشكيل مسلح مرتبات أفراده وتسليحه وكل نفقاته على الدولة وبقانون وبنفس الوقت هذه التشكيلات العدوانية هى ضد الدولة والقانون والدستور!

كاظم القريشي

أما النجم المتميز (كاظم القريشي) فيقول: للأسف كنا نتمنى أن تكون هذه التظاهرات ضد الفاسدين الذين سرقوا أعمارنا أو ضد من قتلوا 800 شاب لا لشيء إلا لأنهم طالبوا بحقوقهم وتحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، أو ضد فساد وزارة الكهرباء التي صرفت عشرات المليارات من الدولارات ومازلنا نعيش على المولدات الكهربائية المنزلية، وا.. وا.. وا.. وكثير من الأمور التي كانت ممكن أن تكون هذه الوقفة هي وقفة رجال فعلا ضد الظلم الذي نعيش فيه، في حين يعيش السياسيون الفاسدون في نعيم وقصورهم تشمخ في أوروبا وأمريكا ودول الخليج.

وأضاف القريشي وهو غاضب وثائر: كان الأولى أن تكون هذه التظاهرات ضد الفاسدين الذين نشروا المخدرات بين شبابنا حتى في المدارس الابتدائية، بصراحة صدمت وأنا أرى أن هذه الوقفة كانت ضد حفلة موسيقية هدفها إسعاد الناس وبث الفرح والسرور في مدة لاتتجاوز الساعتين وفي منطقة مغلقة وحفلة غير منقولة تلفزيونياً اصلاً.

ومن هذه الأراء التى نشرناها، أوالتى علمناها ورفض مجموعة من النجوم العراقيين التصريح بها خوفا على حياة أسرهم وأقاربهم، يتضح لنا أن (سعد لمجرد) وقع ضحية الميلشيات، بعد أن وقع ضحية في مصر بسبب نجم كبير في عالم الغناء المصري.!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.