رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حمدي حافظ : غيرت اسمي بسبب العندليب، والشعرواي عقد قراني، وكشك كان صديقي (1/2)

* أول يوم تصوير في مسلسل (ملف سري) شعرت أنني وجه جديد

* قرار مواصلة عملي الفني مرهون على الدور الجيد الذي يغريني بقبوله

* محمد متولي الشعراوي عقد قراني، ولم يطلب مني اعتزال الفن، والشيخ كشك كان صديقي، ودمه خفيف !

* شقيقي كان صديق لصفاء أبوالسعود وشقيقتها وسام، وبسببه أحببت الفن.

* بسبب عبدالحليم حافظ اختار لي (مأمون الشناوي) اسمي الفني.

الشيخ متولي الشعراوي

حوار : أحمد السماحي

كان من أجمل المفاجآت التى قدمها لنا مسلسل (ملف سري) في شهر رمضان الماضي، عودة النجم الكبير صديق الطفولة والصبا، الفنان الكبير حمدي حافظ، صاحب الطلة الدافئة، والأحلام المسافرة نحو بواطن الرومانسية والعاطفة المحملة بالشجن، وماتزال تلك الابتسامة الغامضة التى تضيئ وجهه تلازمه رغم مظاهر تقدم العمر وبعض من الشيب الذي أكسبه فتنة آسرة، فقد قدم لنا مشاهد قليلة في مسلسل (ملف سري)، لكنها أعادت لنا طلة نجم كبير في جلال سنة وكل هدوئه بذات زخم الأداء العذب الذي عودنا عليه من قبل، لكنه هذه المرة يبدو نضوج الرجولة في عينيه، والاتزان الذي يعبر عن حيوية ماتزال حاضرة بقوة على جناح تطور تجربته الإنسانية وعمق الإحساس الذي عاد به مجددا بمزيد من ألق الموهبة.

حمدي حافظ، نغمة فارقة في التمثيل المصري، وطيفا جميلا يظل أريجه فواحا وهو يتدفق بالمشاعر الممزوجة باللين والعاطفة، وهو الذي استمتعنا بأدائه من قبل في عشرات الأعمال الدرامية والسينمائية حين تسلل من خلالها إلى وجداننا بوسامته وحيويته وانفعاله وشبابه، واستطاع في يوم من الأيام أن يكون من النجوم الشباب المقربين إلى قلوب ووجدان الشباب الطامح نحو مزيد من الحرية، يكلمهم من خلال أعماله بمنطقهم، ومن خلال عواطفهم وتصرفاتهم وردود أفعالهم، وكون مع أبناء جيله (هاني شاكر، وليلى حماده، وخالد زكي، ونسرين، وشيرين، ومحمد ووجدي العربي، وهناء ثروت، وحياة قنديل، وعفاف شعيب) نغمة مختلفة عن الأجيال التى سبقتهم.

المستشار طاهر عز الدين في مسلسل (ملف سري)

عن عودة هذا النجم الكبير، دق (شهريار النجوم) باب (حمدي حافظ) وكان لنا هذا الحوار الطويل الممتع المليئ بالذكريات مع عمالقة الفن المصري الذين شكلوا وجداننا وأصبحوا جزء من ذكرياتنا، فإليكم نص الجزء الأول من الحوار:  

* ماهي ظروف عودتك مجددا للأضواء من خلال مسلسل (ملف سري) الذي عرض بنجاح في شهر رمضان الماضي؟

** كلمني المنتج الفني للمسلسل (غزال الشال) وأقنعني بالعودة وعرض علي الدور وحدثني عنه بشكل جميل وطمئأنني جدا، وعندما قرأت الدور وجدته دورا محترما، في مسلسل كبير ومهم وله رسالة وطنية مهمة، ورغم قصر عدد المشاهد رحبت به على الفور لأنه سيكون عودة محترمة.

* هل كان لك شروط معينة هى التى أخرت ظهورك وعودتك للأضواء؟

** ولا شروط ولا أي شيئ، كنت خائفا فقط عندما قررت العودة ألا تساعدني لياقتي البدنية وصحتى على تحمل مشقة العمل الفني مجددا، خاصة أن آخر أعمالي الفنية  كان منذ حوالي 28 عاما وهو مسلسل (عمر بن عبدالعزيز) مع النجم الكبير الراحل نور الشريف، لكن الحمد الله ربنا أعانني في مسلسل (ملف سري)، وكانت المشاهد قليلة، وكلها في ديكور واحد ولم يتطلب الدور التنقل أو تغيير الملابس كل (شوية)، وغيرها من مشقات العمل الفني.

* ماذا عن أول يوم تصوير بعد العودة؟

** شعرت كأن الزمن رجع بي إلى بدايتي الفنية، كنت قلقا جدا كأني وجه جديد أول مرة يدخل استديو، وحفظت دوري جيدا وكنت ملتزما وأذهب إلى مكان التصوير قبل الميعاد المحدد، والحمد الله أن الدور رغم قصره الشديد، وجد ترحيبا كبيرا عند الجمهور.

* هل ستكرر ظهورك مرة آخرى في الأعمال الفنية أم ستكتف بهذا الدور؟!

** مش عارف حقيقي هذا سؤال ستجيب عليه الأيام القادمة، ولو جاءني عمل فني محترم، ووجدت دور يحمسني لتقديمه مع فريق عمل محترم سأقدمه ليه لأ؟!

* حضورك في مسلسل (ملف سري) رغم قصر المشاهد كان محببا وجميلا ومازلت تتمتع بالقبول والكاريزما، وهذا يجعلني أسألك قبل اعتزالك العمل الفني قدمت أعمالا فنية مهمة ومع نجوم كبار، وخضت تجربة الإنتاج السينمائي ما الذي دفعك للاعتزال؟.. هل طلب منك أحد الاعتزال؟!

** لم يطلب مني أحد الاعتزال أو الابتعاد عن الوسط الفني، لكن حضوري للدروس الدينية ومجالس العلم جعلني أسأل نفسي سؤال (ايه بقي اللي هتعمله في الفن، بقيت عبدالحليم حافظ، طب وبعدين؟.. بقي عندك فلوس وسيارة طب وبعدين؟)، وتكررت وبعدين هذه كثيرا!، ولم أجد إجابة لأسئلتي، ووصلت لقناعة من خلال الآية الموجودة في سورة (الذاريات) التى تقول: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) أي: إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم، ولكن للعبادة، ومن هنا ابتعدت.

الشيخ متولي الشعراوي يعقد عقد قرانه
حمدي حافظ مع أولاده

* كانت تربطك بفضيلة الشيخ (محمد متولي الشعراوي) صداقة هل كان سببا في ابتعادك واعتزالك الفن كما تردد؟

** إطلاقا كانت تربطني بالفعل صداقة بفضيلة الشيخ وتفضل وعقد قراني، وكنت على اتصال دائم به، لكنه لم يطلب مني الاعتزال أبدا، كما كانت تربطني أيضا صداقة وطيدة بالشيخ (عبدالحميد كشك)، لكنه هو الآخر لم يطلب مني الاعتزال.

* هل كان الشيخ (كشك) فى الواقع عنيفا على الفن كما كان من خلال أحاديثه التى تناقلها الناس عبر شرائط الكاسيت؟

** بالعكس كان رجل دمه خفيف جدا، وليس عنيفا، وكنا نتزوار بصفة منتظمة حيث كانت تربطه بزوج شقيقتي صداقة وطيدة، وكان عندما يقابلني يقول لي وهو مبسوط: (أما يا واد يا حمدي شفت لك فيلم إمبارح، انما ايه؟.. جميل!) رغم أنه لا يبصر، لكنه كان لذيذا ولم يوبخني يوما ولم يكن عنيفا معي ولم يطلب مني الاعتزال، بالعكس كان يتحدث عني بشكل حلو جدا وكان نادما جدا على الفترة التى قضاها في السجن دون أن يستفيد من علمه المسلمين، وكان يقول: (لما دخلت السجن لا المسلمين استفادوا من سجني، وعملوا مظاهرات وأخرجوني، ولا أنا استفدت من سجني، وكتبت لهم كتب في تفسير القرآن).!

الشيخ عبدالحميد كشك

* وماذا عن تأثير النجم الكبير (شكري سرحان) في التزامك الديني؟

** كان النجم الراحل (شكري سرحان) بالفعل سببا في التزامي، فكان رحمة الله عليه، رجل دمث الخلق، وجمعني به أحد الأعمال الفنية الذي كان يصور في الخارج وأقمنا شهر كامل سويا في أحد الفنادق واقتربنا جدا من بعض وتوطدت صداقتنا، وكان يطلب مني بصفة دائمة أن أصلي معه، وفي الأول كنت أتحجج بأنني لست على وضوء، وسأصلي في وقت آخر، ويوم بعد يوم بدأت أخجل من نفسي عندما يطلب مني تأدية الصلاة، وبدأت أصلي، ثم تعودت على الصلاة.

* نجمنا الكبير لو رجعت بحضرتك بطريقة (الفلاش باك) إلى الوراء وسألتك كيف دخلت الوسط الفني؟

** بعد ثواني وكأنه يعود بذاكرته إلى الوراء سنوات طويلة قال: شقيقي الأكبر (إبراهيم عبدالحافظ) هو السبب في حبي للفن، حيث كان طالبا في معهد السينما وزميل وصديق للشقيقتين (صفاء ووسام أبوالسعود)، وكان يدرس لهم (محمود مرسي، وحسين فهمي وأحمد مرعي) وسعداء جدا بالدراسة والمعهد، وبعد السنة الأولى في المعهد، قرروا إلغاء قسم التمثيل، وإرسال طلبة القسم إلى معهد الفنون المسرحية، فرفض الطلبة، والتحقت (صفاء أبوالسعود) وأخي إبراهيم بقسم الإخراج، والتحقت (وسام) بقسم المونتاج.

وفي هذه الفترة كنت أذهب إلى شقيقي (إبراهيم) وأقرأ كتبه الدراسية التى ألفها (أحمد بدرخان، ومحمود مرسي) وغيرهم قبله وأذاكرها جيدا، ولم أكتف بهذا فكنت أذهب إلى مشاهدة الأفلام بانتظام حتى ارتبطت بالسينما جدا، والتحقت بمعهد الفنون المسرحية، وكان يدرس لي كبار نجوم الفن في مصر منهم (نبيل الألفي، حمدي غيث، كرم مطاوع ، سعد أردش ،عبد الرحيم الزرقاني ، علي فهمي، نور الشريف).

شاب وسيم في مقتبل حياته الفنية

* بدايتك الفنية كانت من خلال السينما وبالتحديد في فيلم (شلة المراهقين) ماهي ظروف مشاركتك في بطولة هذا الفيلم؟

** أثناء دراستي في معهد الفنون المسرحية كنا نشارك كطلبة في بعض العروض المسرحية التى يقدمها النجوم الكبار ومن بين العروض التى شاركت فيها عرضا يعيد قراءة الأساطير والحكايات التاريخية والفانتازيا ويقدمها بمنظور معاصر، وهو (شمشون ودليلة) للكاتب الفلسطينى (معين بسيسو) وإخراج أستاذنا فى المعهد نبيل الألفي، وبطولة النجم (نور الشريف)، في أحد الأيام حضر العرض المخرج (نيازي مصطفى) وشاهدني وطلب التعرف علي.

وتم التعارف، وطلب مني المشاركة في فيلمه الجديد (شلة المراهقين) وأعطاني موعدا لمقابلة المنتج الكبير (جمال الليثي)، وأثناء ذلك حدث نقاش حار بين (الليثي، ونيازي) فالمنتج عينه على الشباك والأفيش، ويريد عمل التوليفة المضمونة النجاح بالنجوم الذين لهم أسماء في شباك التذاكر وهم (أحمد رمزي، وحسن يوسف، ويوسف فخر الدين)، والمخرج (نيازي مصطفى) ينتصر للفن ويريد عمل الفيلم بمجموعة من الشباب الجدد الذين هم بالفعل في سن المراهقة.!

وبعد مناقشات طويلة استقر الأمر بينهما على الدمج بين النجوم الكبار، والشباب الجدد فقام ببطولة الفيلم (أحمد رمزي، ميرفت أمين، عماد حمدي، مريم فخر الدين، محمد رضا، حبيبة) وكانت شلة المراهقين تتكون مني مع (فاروق يوسف، محمد أسامة، محمد يحيي، ليلى حمادة).

الشاعر الكبير مأمون الشناوي

* ذكرت أن شقيقك اسمه (إبراهيم عبدالحافظ)، معنى هذا إنك تحمل نفس اللقب (حمدي عبدالحافظ)، من الذي غير اسمك إلى (حافظ)؟

** الشاعر الكبير (مأمون الشناوي) الذي كانت تربطه صداقة وطيدة بالمنتج جمال الليثي، وعندما فكروا في كتابة اسمي على الأفيش وجدوا أنه سيكون طويلا، وليس فيه موسيقى، فاقترح (مأمون الشناوي) أن يحذفوا جزءا من اسم (عبدالحافظ) ويحتفظوا باسم (حافظ) وكان حجة (الشناوي) في هذا عمل (دوشة، ولخبطة) عند الناس باسم (حافظ) حيث كان المطرب (عبدالحليم حافظ) في هذه الفترة في أوج نجوميته وشهرته، وبالتالي سيتسأل الناس عن علاقة الوجه الجديد (حمدي حافظ) بالعندليب الأسمر.

وعندما يرضوا فضولهم ويسألوا ويبحثوا يكون الاسم أصبح شهيرا ومتداولا بين الناس، وهذا ما حدث، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا، وبدأ المشوار..

…………………………………………………………………………………………..

في الحلقة القادمة

* فاتن حمامه وميرفت أمين ونجلاء فتحي استبعدوني من أفلامهم لهذا السبب؟!

* برلنتي عبدالحميد أنتجت لي مسرحيتين، وسعيد بالعمل مع (كمال الشناوي ومحمود مرسي، وفريد شوقي، نعيمة وصفي، ويحيي الفخراني وعادل إمام).

* قمت ببطولة مسلسل مع عادل إمام نصفه أبيض وأسود والنصف الثاني ألوان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.