رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

بهاء يوسف يكتب : جنازات أهل الفن.. كثير من الفضائح قليل من العظة !

بقلم : بهاء الدين يوسف

 كلنا نعرف أن العظة والعبرة هى الهدف الأسمى من حضور جنازة أي متوفي بداية من الصلاة عليه حتى توديعه أمام المقبرة التي سيوارى فيه جثمانه، ذلك أن مشاهد تجهيز المتوفى حتى الانتهاء من دفنه تعد بمثابة كوب كبير من القهوة المرة الكفيلة بإفاقة المترنحين في كازينو الحياة.

لكن المتابع لجنازات الفنانين في مصر يلاحظ أن الأمر ليس فقط ابتعد عن الهدف النبيل من وراء حضور الجنازات، ولكنه وصل في كثير من الأحيان إلى درجة الفضيحة أو المهزلة، سواء من المشاركين في الجنازة وبعضهم البعض، أو من صحفيي (الباباراتزي) الذين يظهرون كالجراد في جنازات المشاهير دون مراعاة لحرمة وهيبة الموت ولا حزن ذوي الراحل عليه، باحثين عن لقطات ترفعهم إلى قائمة (الترند) في مواقع التواصل الاجتماعي بعيدا عن الالتزام بأي قيمة مهنية أو أخلاقية.

بهاء يوسف يكتب : جنازات أهل الفن.. كثير من الفضائح قليل من العظة !
غادة إبراهيم تلفظت بكلمات نابية!

آخر تلك الفضائح ما شهدته جنازة الفنان (سمير صبري)، حين اشتبكت الفنانة (غادة إبراهيم) مع زميلتها (إلهام شاهين) لأن الأخيرة بحسب ما ذكرت بعض وسائل الإعلام منعتها من ركوب الحافلة التي كان يفترض إنها ستقل المشاركين في جنازة الفنان الراحل إلى مسقط رأسه في الإسكندرية ليوارى الثرى هناك.

ما ساءني أن الفنانة المحرومة من ركوب الأتوبيس ورغم التأثر البادي عليها حزنا على رحيل (سمير صبري)، لم تمرر الواقعة في صمت، ولو فعلت ذلك لكان ذلك تصرفا نبيلا منها إكراما لزميلها المتوفي، لكنها بدلا من السكوت قررت أن تتحدث باستفاضة لعدد من (باباراتزي) الفضائيات والمواقع الذين تواجدوا أمام المسجد وراحت تكيل الأوصاف المهينة لزميلتها، وأظن كذلك للمذيعة (بوسي شلبي) التي قيل إنها شاركت (إلهام شاهين) في منع (غادة) من ركوب الأتوبيس.

لا أعرف ولا أريد أن أعرف في الحقيقة سبب قيام (إلهام شاهين) بمنع (غادة إبراهيم) من ركوب الحافلة، ولا سلطة شاهين أو بوسي شلبي على منظمي الجنازة لتقرير من يصعد إلى الأوبيس ومن لا يصعد، ولا حتى المعايير المتبعة لتحديد المحظوظين بركوب الحافلة، بل لا أريد أن أعرف أيضا ما إذا كانت الواقعة حقيقية أم مختلقة، لكنني أتساءل: هل ما نراه من أهل الفن و باباراتزي الإعلام هو الحضيض الذي كنا نسمع عنه ونحن طلبة في المدارس دون أن نراه، أم أنه لا يزال هناك درجات أدنى من الحضيض لم نبلغها بعد؟!، كذلك إذا كان الفن هو مرآة المجتمع فهذا يعني أن مجتمعنا بلغ من التبجح حد عدم الاكتراث لهيبة حدث جلل مثل الموت، فكيف يمكن أن يبلغ تبجحنا في التعامل مع الأحداث اليومية العادية؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.