رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أفلام محفورة بالوشم منها (الأب الروحي) تعرض في كان السينمائي في دورته الـ 75

بوستر 50 سنة على العراب
The godfather

كتب : أحمد السماحي

بعض الأفلام يُشاهد دون أن يترك فيك أثرا، والبعض الآخر تفوح منه المشاعر، وتدخل في نفسك فيكون لها وقع عظيم يحرك الساكن فيك، هذا النوع الأخير قليل على مستوى العالم، لهذا أعاد مهرجان (كان) السينمائي في دورته الحالية التى بدأت يوم الثلاثاء 17 مايو وتستمر حتى يوم 28 من الشهر نفسه، وبمناسبة اليوبيل الماسي للمهرجان بدورته الـ ( 75)عرض مجموعة من الأفلام القديمة المحفورة بالوشم على جدار قلوب عشاق السينما والتي حققت نجاحا باهرا، منها فيلم (The godfather)، أو (الأب الروحي) الذي عرض في مثل هذه الأيام وبالتحديد في شهر مارس عام 1972، أي منذ خمسين عاما على طرحه لأول مرة، وهو مقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه، وقام ببطولته (مارلون براندو، وآل باتشينو)، وإخراج فرانسيس فورد كوبولا.

مارلون براندو
آل باتشينو

كما يعرض أيضًا فيلم (E.T) الذي طرح لأول مرة عام 1982 من بطولة (هنري توماس، ودرو باريمور)، وإخراج ستيفن سبيلبيرج، بالإضافة إلى عرض فيلم (The Truman show) هو من بطولة الفنان (جيم كاري) إخراج بيتر وير.

كما يعرض فيلم (A monkey in winter) بطولة (جان بول بلموندو، وجان جابان) إخراج هنري فيرنوي.

بوستر (E.T)
بوستر (The Truman show)
بوستر A monkey in winter

جدير بالذكر أن فيلم (الأب الروحي) حطم كل الأرقام القياسية للإيرادات، وفاز بجائزة (أوسكار) وجعل العالم بأسره يتعرف إلى المافيا وتقاليدها القاسية وفسادها.

قلة يعلمون أن المخرج فرنسيس فورد كوبولا (82 عاماً) والذي أضيفت قبل أسابيع وبالتحديد في شهر مارس الماضي نجمة باسمه على رصيف المشاهير في هوليوود، كاد يرفض المهمة عندما عرضت عليه فكرة الاقتباس السينمائي لرواية (ماريو بوزو) التي حققت نجاحاً كبيرا، إلا أن أحد شركائه الشباب ويدعى (جورج لوكاس) أصر عليه لحسن حظه وشرح له أنه لا يستطيع رفض هذا العرض لأنه كان سيمكنهما من إنقاذ شركتهما المستقلة الصغيرة للإنتاج American Zoetrope  من الإفلاس.

وروى (كوبولا) أن لوكاس الذي أوجد بعد سنوات ظاهرة (حرب النجوم) قال له يومها: (فرانسيس، نحن بحاجة إلى هذه الأموال! فالمراقبون الضريبيون سيأتون ويضعون قفلاً على مدخل (الشركة).. عليك أن تقبل بعمل كهذا).

كواليس من (فيلم العراب)

انطلق (العراب) في 24 مارس 1972 في عدد كبير من دور السينما، وأصبح بعد ستة أشهر الفيلم الذي حصد أعلى الإيرادات في تاريخ الفن السابع، منتزعاً الرقم القياسي من فيلم (ذهب مع الريح) الذي أنتج عام 1939.

ويرى الخبراء والمتخصصين أن (العراب) دشن نوعاً ما عصر الإنتاجات الضخمة، وهو ما أكده بعد ثلاث سنوات رقم قياسي جديد سجله على شباك التذاكر فيلم (جوز) لستيفن سبيلبرج.

كسب (فرانسيس فورد كوبولا) رهانه مع استوديوهات (باراماونت) التي وعدته بأن تشتري له سيارة (ليموزين) طويلة إذا وصلت إيرادات (العراب) إلى 50 مليون دولار، فكان أن تجاوزت 130 مليون دولار في ذلك الوقت، أي ما يعادل 880 مليون دولار في الوقت الراهن.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أدى الفيلم كذلك إلى ارتقاء (كوبولا) إلى مصاف مخرجي الصف الأول وبات أحد أبرز النجوم وراء الكاميرا، وأتاحت له مصداقيته الإخراجية وسمعته الفنية الحصول على تمويل لكل مشاريعه.

المفارقة أن (العراب) لم يكن يحمل في جعبته الكثير من الأوراق التي تنبئ بنجاحه، فأفلام العصابات كانت تعتبر عام 1972 نوعاً تخطاه الزمن، ومع أن (فرانسيس فورد كوبولا) كان في مقدم ما سُمي حركة (هوليوود الجديدة) التي اندرجت ضمن الثقافة المضادة وهدفت إلى تحديث المفاهيم والقواعد السينمائية، إلا أنه كان لا يزال أقل شهرة بكثير من هؤلاء المخرجين المرموقين، ولم يكن في رصيده سوى أصوله الإيطالية.

وافق (كوبولا)، لكنه طلب موازنة كبيرة، وأصر على أن تجري أحداث الفيلم في أجواء نيويورك خلال أربعينيات القرن العشرين، لم تتوقف الصعوبات عند ذلك بل امتدت إلى اختيار النجوم حيث شعبية نجم الفيلم الأول (مارلون براندو) كانت بدأت بالأفول، أما (آل باتشينو) فلم يكن بعد معروفاً نسبياً.

في نهاية المطاف، فاز (العراب) بجائزة الأوسكار الرئيسية كأفضل فيلم روائي طويل، فيما نال (براندو) جائزة أفضل ممثل في ذلك العام ، وكان (آل باتشينو) من بين النجوم الثلاثة للفيلم الذين رشحوا في فئة أفضل ممثل مساعد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.