رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد شمروخ يكتب : ما وراء الطلاق السعيد

بقلم : محمد شمروخ

دون الدخول في تفاصيل انفصال رجل الأعمال الشهير عن زوجته الفنانة الشهيرة، فالأمر متوقع ليس اليوم أو بالأمس، بل منذ فترة سريان الشائعات بقرب زواجهما قبل خمس سنوات على ما أذكر، ثم تم زواجهما فعلا، ثم كالمنتظر نجد تفاصيل تنشر كل فترة عن حياتهما السعيدة والتبات والنبات وصفاء النيات، طبعا ومظاهر الثراء والفخفخة التى تهتم بكل شيء من الحذاء إلى الطائرة، كل هذا نقرأه في مصادره الإعلامية بنوع من الانبهار أو الحنق أو الحسد أو الغل وكان السيد قاسم السماوى، حاضرا وراء المشهد.

لكنى لن أنزلق هنا لأتطرق إلى زواج أو طلاق، مكتفيا بأن كل ما شاهدناه كان مجرد فيلم على أرض الواقع وهو كأى فيلم من الأفلامانات، لابد له من نهاية، غير أن النهاية لابد أن تكون سعيدة حتى مع الطلاق!

أى نعم.. الطلاق.. فتلك تبدو أحيانا أسعد النهايات.

كيف يابوي؟!

أقولك كيف يا ولدى: فكما أن زواجهم غير زواجنا وحياتهم ليست حياتنا، فبالتالى طلاقهم ليس كطلاقنا، فذلك يستتبع أن نهاياتهم غير نهاياتنا.

ولكن بعد كل ذلك أؤكد لك أن هذا ليس موضوعى ولا أريد أن أسهب فيه لأنه موضوع وخلص واقلب على اللى بعده

عادت إلى قواعدها محملة بملايين الجنيهات

فالذي أريد أن أنبهك عليه هنا هو هذه الفئة من رجال الأعمال الأثرياء ثراءً فاحشا، فموضوع رجل الأعمال المنفصل عن زوجته هو مجرد مدخل إلى تجاوز قائمة مجلة فوربوس، التى ينتظرها الكثيرون من الناس، فالسيد أبو هشيمة قد تكون مفاجأة لك أنه ليس من العشرة الأوائل في قائمة الأغنياء، ودعك من تقديرات الصحافة الاقتصادية والصحفيين المتخصصين في الثرثرة.

بل ربما يكون أمل السيد أبو هشيمة أن تكون ثروته الحقيقية مؤهلا له ليلحق بالعشرة المبشرين بقائمة فوربوس ولو على مستوى مصر وحدها.

هل تريد أن أغيظك أكثر بسؤال غويط حبتين؟!

  • من هم أثرياء مصر الحقيقيين؟!

هنا لا أدعى أن لدى القدرة أو حتى المعلومات الكافية كى أجيبك بأسماء محددة أو أرقام دقيقة.

ذلك لأن طوفان المال الدائر في الأسواق أو في البنوك الخارجية أو الداخلية أو المجمد في عقارات وشركات وسندات وعقودات ومشروعات وخلافه، سوف يخبرك بأن رجال الأعمال الساعين للشهرة عن طريق الاقتران بعالم الفن، سواء بالزواج الشرعي أو بالـ (صداقات) أو حتى بالمهرجانات والقنوات الفضائية وتنظيم الاحتفالات الموسمية، هؤلاء كل آمالهم ومنى عينهم الحقيقي أن تكون ثرواتهم الحقيقية بمقدار شهرتهم الافتراضية.

ليس معنى هذا يا صاحبى أنهم غلابة ومش لاقيين اللضا، لكن حسب الإحصاءات (الهفأ) في الصحف والمجلات والمواقع العالمية المهتمة بأخبار المال وحيوات رجال الأعمال – ولا تقولى فوربوس ولاميكى ماوس – فإن متصدر قائمة أغنى أغنياء مصر لم تزد ثروته عن  8 مليارات  دولار…. مش بقول إنها إحصاءات هفأ!

تمارس الرياضة في جزر المالديف

بص من الآخر كده.. فإن الذين تسمع عنهم وتعرفهم وتملأ صورهم الصحف والمواقع والشاشات ويثيرون الضجيج بتصريحاتهم وتويتاتهم أو زيجاتهم أو طلاقاتهم أو (صداقاتهم) .. هؤلاء تتراجع ثراوتهم أمام غيلان السوق الحقيقيين التى تطعن ثراوتهم السائلة والمتجمدة في العقود العليا من الأعداد المليارية، يعنى ملياديرات كسر العشرة الذين تعرفهم. هم بالكثير بمثابة أكشاك سجاير بجوار مولات الغيلان الكبرى!

  • وي!!

سوف يدور في ذهنك بعض الأسماء.. وغالب ظنى أنهم ليسوا هم كذلك، فالأثرياء الكبار لا يهتمون بالشهرة ولا يريدون لفت الأنظار إليهم ويجوز لو ذكرت لك اسم أو اسمين منهم فسوف تضحك لأنك لم تسمع عنهم.

– ولماذا لم تسمع كفى الله الشر؟!

– لأنهم لا كتبوا تويتات ولا عملوا مهرجانات ولم يتزوجوا أو يطلقوا فنانات تجلب لهم الشهرة وما في الشهرة من (تركيز عليهم)، إذ ربما أن هؤلاء الناس يعتقدون في الحسد، فلا تظن أن مقادير عقولهم أو مستوياتهم الثقافية أو حتى معاملاتهم الاجتماعية تتوازى مع مقدار ثراوتهم، لا يا قمر، فهذه نقرة وتلك نقرة أخرى!

أسمعك تتحدث عن مصادر تلك الأموال وكأنك مأمور ضرايب قسم اللبان، فاسمع وأنت ساكت.

فعند مقدار معين من الثروات لا تسأل عن المصدر أو الشرعية، هذا ليس على مستوى الأفراد بل على مستوى الدول، بل إن المدراس الاقتصادية المسيطرة على الأسواق العالمية، لم تعد تهتم بتلك التصنيفات الساذجة وليكن في علمك أن عمود الاقتصاد العالمى الآن يقوم على هذه “اللامبادئ”

وصدقنى هؤلاء الغيلان هم المحركون الحقيقيون، ليس للأسعار، بل للأحداث عامة ويتحكمون في مفاتيح كثيرة أبعد ما تكون عن خيالك.

أما الباشوات بتوعنا من نوعية (س وص وط وظ) فليسوا إلا مجرد خيالات مآته لإخافة العصافير المتربصة بالحقل.

سيارتها الفارهة

لذلك لا تنبهر كثيرا بما تسمع أو حتى ترى فما يدور في الأعماق أكثر، فأنت يا عينى مشغول بتفاصيل ما يحدث في (الفيتنج روم) للفنانة فلانة بعد زواجها من رجل الأعمال علان والطائرة المخصصة لرحلاتها إلى درب سعادة وحمام التلات.

وتتحسر على الأخبار المنشورة عن المهر والخاتم السوليتير والعربية المش عارف أفسر ماركتها بالضبط، ولا رحلة المالديف، ثم ما يقال عن مؤخر الصداق وأنت يا عينى نازل تغل في نفسك وتحسب على الآلة الحاسبة بتاعة الموبايل بتاعك لحد ما يطلع لك حرف x بعد آخر عملية ضرب لأن الرقم الناتج أعرض من شاشة الموبايل!

تصدق؟! .. كل ما أسمع عن قصة متعلقة بواحد من مشاهير الأغنياء بيصعب على لأنه مسكين زيه زيك بالضبط، عندما يحسب على (آى فونه) صفقات الغيلان الحقيقيين الذين يطلع على أعمالهم بحكم الشغل لأنه حتما ولابد أن يتعامل معم لامحالة ولو حتى يكرس لهم حجرين جوزة، كمان لأنه ممكن يا عينى يكون مجرد واجهة من واجهات أعمال هؤلاء الأغوال الذين لا يظهرون أبدا، لأن الظهور ليس من طبعهم والواحد فيهم بثلاثين عتريس من عتاريسنا العاديين، ولكن من غير دهاشنة ولا أنعام ولا حتى أجدعها فؤادة تجرؤ تقرب من عجلة الهويس بتاعهم!

وكفاية كده لأننا ممكن نعك وربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم ولكن في النهاية لا ننسى أن نهنيء رجل الأعمال وطليقته على الانفصال السعيد!

طبعا يا صاحبي.. ألم أخبرك بأن أفراحهم غير أفرأحنا وأحزانهم غير أحزانا ونهاياتهم غير نهايتنا؟!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.