رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

لوتس عبدالكريم : نهلة لم تحب (عبدالوهاب) وميادة الحناوي كادت تخرب بيته ! (2/3)

* محمدعبدالوهاب كان صاحب فكرة إنشاء (مجلة الشموع)، وأحمد بهاء الدين رفض أن نطلق عليها الصالون

* كان معبودا للنساء فى مختلف مراحل عمره، فلم تقترب (ست) من (عبدالوهاب) ولم تحبه !

* (سعاد) مديرة منزل عبدالوهاب كانت تحبه، ووضعت مسجل صغير فى مكان جلوس (عبدالوهاب وميادة الحناوي) أثناء البروفات فى البيت !

* نهلة القدسي طلبت من (نبوي إسماعيل) حماية بيتها، وطلبت الطلاق وهجرت عبدالوهاب عندما علمت بحبه لـ (ميادة الحناوي) !

في أثناء التسجيل للإذاعة

كتب : أحمد السماحي

في ذكرى الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب الـ 31 مازالنا مع الكاتبة والفنانة التشكيلية الكبيرة (لوتس عبدالكريم) التى اقتربت من موسيقار الأجيال لسنوات طويلة وربطت بينهما صداقة وطيدة، في طيات حوارها الهادئ الرزين، والذي لايقل في شجوه وعذوبته عن إبداع (عبدالوهاب)، توضح لنا كيف ذهب بالأغنية  المصرية (مسافر زاده الخيال) إلى آفاق أكثر رحابة من سابقيه من أساطين الطرب الرصين متمردا على المألوف منها ومحررا إياها من قيود التخت الشرقي القديم بعد أن ظل حبيس القصور لقرون عديدة، ثم تعرج بنا إلى الضفة الأخرى من نهر الإبداع المصري (عبد الوهاب) لتزيل كثير من الغيوم  التي عكرت صفو أيامه، وتدحض تلك الأساطير المضللة التي كثيرا ما أحاطت به في حياته وظلت حبيسة أدراج الالتباس لسنوات، مفجرة في الوقت ذاته عدة مفاجآت من العيار الثقيل، فإلى التفاصيل:

مع عبدالوهاب والكاتب أحمد بهاء الدين في الصالون الذي أطلق (مجلة الشموع)

بهاء الدين رئيسا لتحرير (الشموع)

في بداية الجزء الثاني من الحوار تؤكد (لوتس عبدالكريم) أن (عبدالوهاب) كان صاحب فكرة إنشاء مجلة (الشموع) التى كانت تصدرها الكاتبة وتوقفت عن الصدور في السنوات الأخيرة، حيث كان الموسيقار الراحل يعقد صالونا ثقافيا وفنيا فى منزله بصفة منتظمة مع مجموعة من كبار الشخصيات السياسية والثقافية والفنية مثل (أحمد بهاء الدين، وأنيس منصور، وصلاح طاهر، وإحسان عبدالقدوس، ويوسف إدريس، ولويس جريس، ورتيبة الحفني) وغيرهم.

 وفى أحد الأيام قال: (من ينقل أحاديثنا المهمة هذه إلى الناس لابد أن يصل ما نقوله فى هذا الصالون للجمهور العادي)، واقترح أن نصدر مجلة تحت اسم (الصالون) وأن يتولى رئاستها الكاتب الكبير (أحمد بهاء الدين)، لكن الأستاذ (بهاء) اعترض على اسم (الصالون) لأن اللفظ أوروبي، فكانت (الشموع)، وتكلم (عبدالوهاب) بإخلاص وحماس وناقش مصير القيم الجمالية، وطالب بإنشاء (جمعية الرفق بالوجدان)، بعد انتشار مجموعة من الأغنيات الهابطة والمسفه التى تؤذي الأذن والوجدان فى هذا الوقت.

ميادة الحناوي

ميادة كادت تخرب بيته

عن المرأة في حياة (عبد الوهاب) تقول الكاتبة الكبيرة عبد الكريم: إن المرأة  أخذت مساحة واسعة من حياته، فقد كان معبودا للنساء فى مختلف مراحل عمره، فلم تقترب (ست) من (عبدالوهاب) ولم تحبه وكل واحدة أحبته بطريقتها (وهو ولا هو هنا!)، فهولم يعترف بالشيخوخة فى الحب كما لم يعترف بالشيخوخة فى الفن ولياقته البدنيه والعقلية والروحية سمحت له بذلك، وكان لا يعطي الحب أكثر مما يحفظ له التوزان، بمعنى أنه كان يفرمل أحاسيسه ويتحكم بعقله فى عواطفه فى الوقت المناسب، فضلا على أنه كان عاشقا للجمال.

 لهذا كان طبيعيا أن تقع المطربة الشابة (ميادة الحناوي) فى بداية الثمانيات فى حبه عندما بدأ يلحن لها أغنية (في يوم وليلة)، والتى تغنت بها بعد ذلك المطربة (ورده)، وكادت هذه القصة أن تخرب بيت (عبدالوهاب)، ففى هذا الوقت كان لديه مديرة منزل اسمها (سعاد) تحبه جدا، وكانت تعلم جيدا أن السيدة (نهلة القدسي) زوجته تغار عليه، و(سعاد) تلك كانت تغار من (نهلة القدسي) نفسها عليه!، وأرادت أن تدمر حياتها!.

وعندما سمعت كلمات الإعجاب بين المطربة الجديدة والموسيقار الكبير استغلت هذا الموقف لصالحها، وفى هذا الوقت كانت السيدة (نهلة) فى رحلة سفر إلى الإردن فوضعت (سعاد) مسجل صغير فى مكان جلوس (عبدالوهاب وميادة) أثناء البروفات فى البيت!.

وفى إحدى المرات سجلت لهما غزلا جريئا، فأخذت هذا التسجيل، وعندما حضرت (نهلة القدسي) من الأردن أسمعتها التسجيل، فجن جنون الزوجة الغيورة التى تحبه حب امتلاك، وذهبت إلى اللواء (النبوي إسماعيل) وزير الداخلية فى هذا الوقت وزوج صديقتها المطربة (فايدة كامل) وطلبت منه إنقاذ بيتها، فقرر (النبوي إسماعيل) ترحيل ميادة ومنعها من الدخول إلى  مصر!.

 ولم تكتف (نهلة) بهذا فقد هجرت (عبدالوهاب)، وسافرت للأردن وطلبت الطلاق! وقابل (عبدالوهاب) الموقف بالهدوء والصمت ولم يهتز وانشغل فى أعماله الفنية، ورفض الطلاق خوفا أن تدمر حياته الفنية والشخصية بإدعائها أشياء غير صحيحة في الصحف المصرية والعربية والعالمية، فهو كان مؤمنا أن المرأة تستطيع ذبح الفنان من الوريد إلى الوريد، وبعد مرور فترة هدأت الأمور بينهم ورجعت نهلة لبيتها.

عبد الوهاب طالب بإنشاء (جمعية الرفق بالوجدان)، بعد انتشار مجموعة من الأغنيات الهابطة والمسفه

نهلة لم تحب عبدالوهاب

في لحظة صراحة نادرة أكدت الدكتورة (لوتس) وعلى مسئوليتها الخاصة: بأن السيدة الراحلة (نهلة القدسي) زوجة الموسيقار (محمد عبدالوهاب) لم تحب موسيقارنا المبدع (عبدالوهاب)!، ولكنها أحبت نفسها ومصالحها أكثر، لهذا فرطت فى ملابسه، ومن ضمن هذه الملابس البدلة البيضاء الشهيرة التى ارتداها في فيلم (الوردة البيضاء)، فحبها وجشعها للفلوس جعلها تبيع كل ما تقع عليه يداها من مقتنيات عبدالوهاب وأهملت التوثيق له والإحتفاء بذكراه كل عام باستثناء الخمس سنوات الأولى، وأذكر أنه حكى لي إنه فى إحدى السنوات طلبوا منه في عمان تلحين نشيد قومي فعندما سمعت ذلك ذهبت قبله إلى عمان قبل أن يبدأ تلحين اللحن وأخذت الفلوس ووضعتها في أحدى البنوك الأجنبية خارج مصر، ورجعت مصر مرة أخرى، كما كانت وراء بيعه لعمارة (الجندول) وفيلا الأسكندرية وكل ما يملك أثناء حياته، وهو كان مستسلما لأنه لا يريد أن يشغل نفسه بالأمور المادية حتى لا يتعب نفسيا وجسديا، ويؤثر هذا التعب على فنه!.

وفجرت صديقة (عبدالوهاب) المقربة جدا مفاجأة أخرى، حيث أكدت أنه بعد النجاح الكبير لأغنيتة الأخيرة (من غير ليه) تحمس عبدالوهاب للتلحين وبدأ يلحن مجموعة أخرى من الأغنيات وأعلنت كثير من الصحف والمجلات عن هذه الأغنيات، لكن بعد موته اختفى هذا الكنز من الألحان، وأعتقد أن القدسي – على عهدة لوتس – أخفت هذه التسجيلات، أو باعتها لأحد من الملوك والمليونيرات الذين يحبون فن الراحل!.

لم يعترف بالشيخوخة فى الحب كما لم يعترف بالشيخوخة فى الفن

…………………………………………….

غدا نستكمل الحلقة الأخيرة من الحوار الجرئ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.