رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

سر خطف عبدالحليم حافظ أغنية (على حسب وداد قلبي يا بوي) من إلهام بديع !

طلب حليم تنازل صلاح أبو سالم عن (على حسب وداد قلبي)

كتب : أحمد السماحي

مع بداية الستينات ظهرت في مصر موجة من الأغنيات الشعبية التى ملأت الساحة الغنائية، وكانت الحصان الرابح وسط كل المحاولات التى كانت تجتهد في خلق أغنية جديدة، وتسابق كل المطربيين في غناء هذا اللون الشعبي، واتجه كثير من الملحنيين إلى الاقتباس من الفلكلور المصري والعربي، وحاول العبقري (بليغ حمدي) الاستفادة من التراث، وقدم تجارب ناجحة جدا في هذا اللون مثل (آه يا اسمراني اللون) و(قولوا لعين الشمس) لشادية، و(آه يا ليل يا قمر) لـ (محمد رشدي) الذي كان أول من قدم اللون الشعبي الراقي من خلال أغنيات مثل (تحت السجر يا وهيبه، عدوية، نجاة، هنادي، بلديات، وسع للنور) وغيرها، ونظرا للنجاح الكاسح الذي حققته هذه الأغنيات مع الجمهور المصري سار خلفه كل مطربي مصر.

العندليب يتجول في أجواء لندن

من هؤلاء العندليب الأسمر (عبدالحليم حافظ) الذي تمنى الدخول إلى حلبة المنافسة الشعبية، لكنه خشى من المجازفة في تقديم أوراق اعتماده في هذا اللون، خاصة وأن نجم هذا اللون هو (محمد رشدي) الذي سبق وتفوق عليه عندما غنى ملحمة (أدهم الشرقاوي)، التى لم تحقق نجاحا بصوت (عبدالحليم حافظ) عندما غنى موال (أدهم الشرقاوي) في الفيلم الذي حمل اسم هذا البطل الشعبي الذي لم يكن لا بطلا ولا شعبيا، لكنه مجرم طريد العدالة!.

في هذه الفترة أي عام 1963  لحن الموسيقار العبقري (بليغ حمدي) أغنية (على حسب وداد قلبي يا بوي)، كلمات صلاح أبوسالم، للمطربة (إلهام بديع) وبدأ (بليغ وأبوسالم) يترددان على المطربة لتحفيظها اللحن، وبدأت المطربة صاحبة الأغنية الشهيرة فيما بعد (يا حضرة العمدة ابنك حميده حدفني بالسفندية)، وأول من غنى (مساء الجمال على حبايبنا) تحفظ اللحن.

وأثناء حفظها اللحن، كان يتردد عليها أحد أصدقائها من الأمراء السعوديين، والذي كان صديق حميم للعندليب الأسمر (عبدالحليم حافظ)، وعندما استمع إلى أغنية (على حسب وداد قلبي) نالت إعجابه جدا وطلب من شاعرها (صلاح أبوسالم) تليفونه، وفي اليوم التالي كان هذا الأمير في منزل العندليب وحكى له عن جمال كلمات (على حسب وداد) وعذوبة لحنها، وطلب منه غنائها، وتساءل (حليم) عن اسم شاعرها وملحنها، وعرف أنها لشاعر جديد غير معروف اسمه (صلاح أبوسالم) ولحن (بليغ حمدي).

عبد الحليم كان طائرا محلقا في هذه الفترة

وأعطى الأمير السعودي تليفون (صلاح أبوسالم) للعندليب حتى يتصل به، ويتنازل له عن حقوق الأعنية، وبالفعل اتصل (مجدي العمروسي) بالشاعر الجديد الذي جاء وهو سعيد للغاية خاصة أن (حليم) في هذه الفترة كان حلم لأي شاعر، وطلب منه (حليم) الاستماع إلى كلمات أغنية (على حسب وداد)، ونالت الكلمات إعجاب معبود الجماهير وطلب منه أن يغنيها فوافق (أبوسالم) على الفور وكتب له تنازلا!.

وفى نفس اليوم اتصل (حليم) بالموسيقار (بليغ حمدي) وطلب منه الحضور مساء إلى منزله، وعندما حضر فاتحه في غناء أغنية (على حسب وداد قلبي)، لكن (بليغ) شعر بالحرج وخجل أن يرفض، خاصة وأنه تربطه صداقة وطيدة بـ (حليم)، فأحب أن يخرج من هذا الموقف المحرج فقال: أنه ليس وحده صاحب الأغنية، فهناك مؤلف للأغنية ويجب أن أستأذنه!.

وهنا أخرج (العندليب) من جيبه تنازل الشاعر (صلاح أبوسالم)، وضحك (بليغ) وكتب على الفور تنازلا آخر لـ (حليم) عن الأغنية التى حققت نجاحا كاسحا وأصبحت أغنية عام 1963 بامتياز.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.