رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

تعرف على النجم اليهودي الذي عشق السينما المصرية ورفض الذهاب إلى إسرائيل

كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو (سيلفي) بلغتنا الآن.

توجو مزراحي مع زوجته

كتب : أحمد السماحي

هو واحد من رواد السينما المصرية الأوائل، هؤلاء الذين عاصروا بداية محاولات الانتاج السينمائي في القاهرة والإسكندرية منذ عام 1917 ، وممن شاركوا في هذه المرحلة سواء أمام الكاميرا أو خلفها حتى وصلوا بهذا الفن الوليد إلى أول مراحل انتاج فيلم مصري طويل في عام 1927 .

اليوم نتوقف مع الفنان والمنتج والمخرج (توجو مزراحي) الذي تعرض أفلامه طوال شهر رمضان على الفضائيات المصرية، والذي ولد وتعلم في الإسكندرية لعائلة يهودية متمصرة، وحصل على دبلوم التجارة الفرنسية، ثم سافر إلى إيطاليا عام 1921 ليكمل تعليمه في دراسة التجارة حتى حاز على درجة الدكتوراه، ثم انتقل إلى فرنسا لكي يزور استوديوهات السينما هناك، فعشق السينما وعمل هناك في عدة أفلام أجنبية .

وفي عام 1928 عاد (توجو مزراحي) مجددًا إلى مدينة الإسكندرية، وقام بتأسيس شركة (الأفلام المصرية)، وفي عام 1929 قام بإنشاء ستوديو سينمائي في منطقة (باكوس) وجهزه بكافة معدات التحميض والطبع وغرف الممثلين، وفي عام 1930 قدم أول أفلامه الصامته وهو (الكوكايين) الذي قام ببطولته باسم مستعار هو (أحمد المشرقي) خوفاً من غضب عائلته التي كانت تطمح إلى أن يستمر في العمل التجاري، وقد حقق الفيلم نجاحاً كبيراً ولاقى استحسان الحكومة المصرية وأرسل له حكمدار القاهرة الإنجليزي (رسل باشا) خطاب شكر عن صناعة هذا الفيلم الذي يعالج قضية اجتماعية خطيرة وهي الإدمان.

توجو مزراحي مع فريق فيلمه (تحيا الستات)

وفي عام 1934 أصبح فيلم (الكوكايين) ناطقاً ومصحوباً بالموسيقى التصويرية، ومن هنا بدأ مشواره الفني الذي تعاون فيه مع كبار نجوم الفن المصري، في مقدمتهم سيدة الغناء العربي الذي قدم لها واحدا من أشهر أفلامها وهو (سلامه)، كما اكتشف سندريلا السينما الغنائية (ليلى مراد) وكان أول من قدم أفلام بإسمها، لعل أشهرها (ليلة ممطرة، ليلى بنت الريف، ليلى بنت الفقراء، ليلى بنت مدارس، ليلى في الظلام).

وكون ثنائيا فنيا مع الفنان (علي الكسار) وقدم له سلسله من الأفلام منها (سلفني 3 جنيه،غفير الدرك، نور الدين والبحارة الثلاث، ألف ليلة وليلة، علي بابا والأربعين حرامي، نور الدين والبحارة الثلاثة).

من المحطات الفنية الهامة للمخرج الشهير تقديمه لشخصية (شالوم) الكوميدية في السينما المصرية في فيلم (خمسة آلاف وواحد) وتعد أول حضور قوي للشخصية اليهودية في السينما المصرية وتعكس حياة اليهود في مصر من خلال مواقف كوميدية تتعرض لها الشخصية، مؤكدةً على اندماج اليهود في المجتمع المصري في ذلك الوقت، وقد أنتج (توجو) وأخرج عدة أفلام تعتمد على نفس الشخصية ومن بينها (شالوم الترجمان، العز بهدلة، شالوم الرياضي)

توجو مزراحي أثناء إخراجه أحد الأفلام اليونانية

اهتم (توجو مزراحي) بإنتاج الأفلام الناطقة باللغة اليونانية والتي لاقت نجاحا كبيرا في دور السينما اليونانية الموجودة في مصر، لأن مصر في هذه الأوقات كان يعيش بها عدد كبير من اليونانيين، فعمل مع فرقة (أخوات كلتوس) وأنتج فيلم بعنوان (الطبيب إبامينونداس) وعمل أيضا مع (صوفيا فيمبو).

في عام 1948 غادر (توجو مزراحي) مصر بعد أن اتهمه البعض بالصهيونية واستقر في إيطاليا وظل فيها، رافضا الذهاب إلى إسرائيل حتى وفاته 5 يونيو عام 1986، تاركا عددا كبيرا من الأفلام الناجحة والتي سكنت قلوب وذاكرة الجمهور المصري والعربي.

هذا الأسبوع في باب (سيلفي النجوم) ننشر لـ (توجو مزراحي) صورة ملونة تجمعه مع مساعده واثنين من نجوم أفلامه الكوميدية هما (علي الكسار، وفوزي الجزايرلي).

مشهد من فيلم (نور الدين والبحارة الثلاثة) لعلي الكسار واسماعيل ياسين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.