رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

هشام المليجي .. الصابر الصامت صاحب عزة النفس !

هادئ الطبع إلى حد الخجل

كتب : محمد حبوشة

أثار الفنان هشام المليجي، الجدل بعد تعليقه  على صديقته الفنانة (رانيا شاهين)، فى منشورله  عبر حسابها على الفيس بوك، قالت خلاله أن هشام المليجي يعاني من الاكتئاب بسبب قلة الأعمال المعروضة عليه، وكانت البداية عندما كتبت رانيا شاهين منشورا عبر حسابها  بـ فيس بوك، عن الفنان هشام المليجي موضحة أنه يعاني حاليا من الاكتئاب بسبب قلة العمل، قائلة: الراجل ده جاري في العمارة اللي جنبي ومتربيين مع بعض مش بيشتغل وهو ممثل ممتاز، ومكافح وعنده اكتئاب وبيرفض أنه يكلم حد على شغل عشان هو حساس، تحية ليك يا جاري العزيز الصابر الصامت صاحب عزة النفس، أنا عارفة أنه هيزعل مني لما يعرف أني كتبت الكلام ده، بس كل ما أزوره حقيقي بيصعب عليا مع أنه مش بيشتكي بس باين عليه، الموهوبين في الظل.

وأوضحت (رانيا شاهين) خلال مداخلة هاتفية، بأحد البرامج، عن سبب كتابتها للمنشور، قائلة: كنت أحاول تذكير الناس به، وسط مشاغل الحياة، ودائما أكتب عن أصدقائي وزملائي، وهشام المليجي جاري، وصديق مقرب لي، وأعلم عنه تقريبا كل شيء، وبالتالي أردت مساعدته ليس أكثر، وواصلت: أعتقد أني فهمته بشكل خاطئ، وتوقعت زعله، وهشام لم يشتكي لي، ولم يطلب أي مساعدة، ولكني شعرت بأنه مكتئب، خصوصا أن قلة الإنتاج تؤثر على الأعمال الفنية والعروض، ويوجد العديد من الفنانين الموهوبين، ولكنهم لا يحبون طلب المشاركة في الأعمال الفنية، وهشام من بينهم.

اعتذر لزميلتي الفنانة (رانيا شاهين)

ليرد عليها الفنان هشام المليجي عبر حسابها الشخصي بفيس بوك أيضا، موضحا أنه لم يطلب منها المساعدة على الإطلاق وأنها تدخلت في حياته الخاصة دون وجه حق قائلا: يا أستاذة رانيا حضرتك تطوعتي وتدخلتي في حياتي من غير إذن وقولتي كلام مش حققي، محدش طلب منك المساعدة، حضرتك مصممة تزعجيني من فضلك متجيبيش سيرتي تاني في أي حوار أو مداخلة.. شكرا.

ثم عاد ووجه الفنان هشام المليجي اعتذارا لزميلته الفنانة (رانيا شاهين) عن الحديث عنها بطريقة حادة، مطالبا إياها بعدم التدخل في شؤونه والحديث عن عدم عمله الفني لسنوات، وكتب المليجي عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك: (أنا مضايق من نفسي جدا لأني كنت عنيفا مع زميلتي اللي كانت عاوزة تساعدني وغلطت في الأسلوب ومش عارف أعمل إيه.. إخواتي وأقرب الناس لي ميعرفوش دواخلي ولا حياتي الشخصية.. وأنا مطلبتش منهم مساعدة، لأنهم أولى الناس بمساعدتي ده لو كان عندي أزمة.. عشان كده أنا انفعلت ومكنش المفروض أكتب وأنا غضبان)، وتابع: (متزعليش مني يا رانيا وحقك عليا إنتِ عارفة إنك غالية عندي وطول عمرنا جدعان مع بعض وأنا بعتذرلك قدام الناس كلها).

لم أطلب المساعدة من أحد طوال حياتي

فعلا (الفن لايطعم خبزا).. تلك مقولة تنطبق على العديد من الممثلين في هذا الزمن الذي يخاصم الإبداع الحقيقي، ففي فن التمثيل لا يمكن أن يتساوى الموهوب مع المجتهد، ومع من يمثل من أجل الشهرة أو الفلوس، وهى قاعدة ليست في التمثيل فقط؛ بل في كل المجالات، ولكنها تبرز أكثر في الفنون؛ لأنها تفترض وجود من يقيم المؤدي، وتفترض وجود متلقي، برغم إنه في مجالات أخرى يستوجب أيضا توافر المتلقي للقياس ولمعرفة جودة المنتج من عدمه.

في فن التمثيل مواهب كثيرة جدا يقف عندها المتلقي وهو المشاهد أو المتفرج، قد يكون عمل واحد يكشف فيه الفنان عن موهبته، ويصل في الأداء إلى قمته، وهنا يشار إليه، ويتم إلقاء الضوء على هذا العمل، فيتم الكشف عن موهبته الكامنة؛ كما حدث مع نجوم كثيرين من قبل، عاشوا سنوات طويلة يمثلون في الظل يقدمون أعمالا مسرحية ومشاركات سينمائية وتليفزيونية، دون أن تتاح لهم فرصة الإمساك بخيوط اللعبة، ولا أذهب بعيدا إلى نجوم كبار، أو أزمنة بعيدة، ولكن هنا أتحدث عن نماذج كالتي أفرزت الممثل المصري هادئ الطبع إلى حد الخجل (هشم المليجي) الذي كان حديث السوشيال ميديا طوال الأيام الماضية.

قد يبدو ممثلا عاديا جدا حين يؤدي الشخصيات الضعيفة أو الطيبة، لكنه لم يختبر بعد في أدوار الشر والشخصيات القوية والمتسلطة فحتما سيبهرك بأدائه، وظني أن قادر تماما على أن يجعلك تكرهه و تصدق أنه هو الشخصية التي يقوم بها رغم ملامحه التي قد تبدو هادئة و مسالمة، وهنا أتحدث عن موهبة الأداء غير القائم على الانفعال والمبالغة، أو كما يسمونه الأداء الفطري، يتوافر لدى نوعيات معينة من الممثلين، لا يحتاج فيه الممثل إلى توتر وانفعال، كما هو الحال في أداء (هشام المليجي)، فالتمثيل عنده يرتبط فيه الأداء الحركي مع الصوتي فلا يبالغ صوتيا في الكلام عن أدائه الجسدي للمشهد؛ لأن الحركة في الأداء للمشهد إذا لم تتواءم مع تون الصوت فشل المشهد وفشل الممثل في أدائه.

في بداياته الفنية

ومن خلال متابعتي لإداء الفنان (هشام المليجي) أستطيع القول بأنه على مدار رحلته – التي تعد قصيرة إلى حد ما –  هو من الممثلين الذين يدركون أن   الممثل هو الأداة الرئيسية في المنجز الدرامي سواء كان مسرحيا أو سينمائيا أو تليفزيونيا.. فهشام يعي أنه الموكل بإيصال فكرة العمل وموضوعه من خلال الحوار أو الأداء والتعبير، لذلك تجده يهتم  بأدواته على أكمل وجه في التجسيد الدرامي وفي تفصيل ما يحتاجه الانسان ليكون ممثلا.. أو بتعبير أدق مايحتاجه الفنان الموهوب أو الشغوف ليكون ممثلا ناجحا وأشهرها ما يعتمد عليه من وجهة نظري كتاب (إعداد الممثل) للمخرج الروسي الشهير ستانسلافسكي الذي يعتبر المصدر الأساسي الذي تعتمده مدارس التمثيل، ومنه استمد الكثيرون بحوثهم وكتبهم التي تتعلق بذات الموضوع مثل جلال الشرقاوي وكتابه (فن التمثيل وفن الاخراج).. ووصل إلى أن نجاح الممثل يتطلب منه أن يكون ملما بأدواته التي يحتاجها لتجسيد دوره باتقان وتميز.

وأهم هذه الأدوات أو لنسميها القدرات هى القدرة الجسدية تبدو واضحة من خلال أدواره التاريخية التي جسدها ببراعة عبر أعمال (خيبر، قضاة عظماء، أورق التوت، حارة اليهود)، من خلال التحكم بالجسد وتطويعه وبالأخص الوجه وعلى وجه الخصوص، وهنا نود الإشارة الى العيون وحركة الحاجبين عنده، فهو لايستهين بهما رغم بساطتهما لأنهما غالبا ماتكونان حافزا للدوافع النفسية أو الانفعالات الداخلية أن تطفو على السطح وبالتالي تجسيد الشخصية بشكل سليم وأكثر اتقانا، أما جسمه كممثل نفسه فهو الأداة الرئيسة لتجسيد الشخصية خصوصا في المنجز المرئي بشكل عام.. وعلى مايبدو أن يكون ملما بالأنشطة الجسدية كالرقص بأنواعه أو الرياضات بأنواعها.. كالمبارزة وركوب الخيل وغيرها، ونادرا مايكون الممثل الحقيقي لا يتقن هذه الرياضات.

أدوار مختلفة برع في تجسيدها

ومن أهم المزايا الموجودة عند الممثل (هشام المليجي)، أن لم تكن الأهم على الاطلاق، ولايمكن أن يكون هناك عمل فني ينسب إلى تمثيله بدونها هى قدرته الصوتية كأداة تعبيرية مناسبة، كما يبدو تمثيله التليفزيوني الناطقة باللغة العربية الفصحى، والتي ينبغي أن تكون متقنة قواعديا أو اللهجات المحلية التي لاتتطلب الإتقان النحوي، فتراه يعتمد اعتمادا كبيرا على صوته وبدون وسائل تقنية انشرت في الأوقات الحالية حتى فقد الممثل ميزة الصوت المسرحي وتقويتها بتمارين يعرفها المسرحيون مثل تمارين (لاساك)، وكذلك التمرين على نطق مفردات صعبة وبدون معنى أحيانا لتعويد اللسان على التحكم، إنطلاقا من أن الممثل يحتاج إلى ممارسات أخرى تساعده في تكوين شخصيته الحقيقية .. مثل القراءة المستمرة للتاريخ والاقتصاد والسياسة والفن وكل شيء تقريبا حتى يكوًن خزينا معرفيا ينهل منه عند دراسته للشخصية المطلوب منه أداءها وهذا ضروري جدا للفنان بشكل عام ..وللممثل على الأخص لكون البحث يدور حوله .

ظهر هشام في العديد من الأدوار القوية التي قدمها بأسلوبه المتميز و جذب إنتباه الجمهور إلى موهبته ، بداية ظهوره في مسلسل (نهاية القصة)، الذي ينتمي إلى الدراما الإجتماعية من إخراج علاء كامل وتأليف إيهاب الأزهري وبطولة عمر الحريري و محمود الجندي، وشارك أيضا في السهرة التلفزيونية (كل هذا الحب)، بطولة منى عبد الغني و توفيق الكردي، واستمر في الظهور بأدوار صغيرة في مسلسل (حبيبي حبيبتي) بطولة حسن شبل، وفي عام 1990م شارك في تقديم مسلسل (البحث عن فرصة)، الذي تم تصنيفه من الأعمال الكوميدية بطولة يونس شلبي و تيسير فهمي.

(ضحك ولعب وجد وحب) مع عمرو دياب
فيلم (صعيدي في الجامعة الأمريكية)

هنا انتهت أدواره الصغيرة وبدأ في الظهور بشكل أكبر وفي أدوار مهمة، عام 1993، حيث قدم دور (طارق حسن) في فيلم (ضحك ولعب وجد وحب)، من إخراج وتأليف طارق التلمساني، وبطولة عمر الشريف و عمرو دياب و حسين الشربيني و يسرا، وفي عام 1998، ظهر في دور (هاشم) في فيلم (صعيدي في الجامعة الأمريكية)، وعام 1999م شارك في مسرحية (ملاعيب) من إخراج أشرف ذكي و تأليف يسري الجندي وبطولة ماجد المصري و نادين، وفي 2001 شارك في مسلسل (وتاهت بعد العمر الطويل) من إخراج محمد عبد العزيز و تأليف إحسان عبد القدوس، وبطولة دلال عبد العزيز و أحمد خليل و سامي العدل، وفي نفس العام شارك في تقديم مسلسل (شجر الأحلام) بطولة دلال عبد العزيز و محمد رياض، ويستكمل العام بمشاركته في مسلسل (حارة الطبلاوي) بطولة فاروق الفيشاوي وحسن حسني و معالي زايد.

في عام 2002 ظهر (المليجي) في مسلسل (يحيى العدل)، من إخراج محمد عبد العزيز وتأليف محمد أشرف القرشي، وبطولة مصطفى فهمي و مديحة يسري و عماد رشاد ،كما ظهر في مسلسل (أوراق مصرية – الجزء الثاني)، بطولة صلاح السعدني و فريدة سيف النصر، بجانب مشاركته في أقوى الأعمال الدرامية مسلسل (العصيان – الجزء الأول)، الذي حقق نجاحا كبيرا في ذلك الوقت، ولعب دور (حامد عاصم الغرباوي) حفيد بطل العمل،من إخراج أحمد السبعاوي وتأليف سلامة حمودة وبطولة محمود ياسين وفادية عبد الغني و نهال عنبر وغيرهم من نجوم الفن، وانتهى العام بمشاركته في مسلسل (الخريف لن يأتي أبداً) بطولة حسين فهمي ونهال عنبر وروجينا .

فيلم بوحة
مسلسل (خيبر)

عام 2003 شارك (هشام) في الجزء الثاني من مسلسل (العصيان)، وعام 2004م ظهر في مسلسل (بطة وأخواتها) بطولة أحمد بدير ومديحة حمدي و إبراهيم يسري ، في عام 2005 شارك بمسلسل (زهور شتوية)، بطولة كريمة مختار وجلال العشري وأحمد داود، وفي نفس العام شارك في تقديم الفيلم الشهير (بوحة) الذي تم تصنيفه من أعمال الكوميدية والعمل من إخراج رامي إمام وتأليف نادر صلاح الدين و بطولة محمد سعد و مي عز الدين و لبلبة وحسن حسني ظهر هشام في دور جابر،و في عام 2006 قدم دور (وائل) في مسلسل (قضية نسب) من إخراج مدحت السباعي، وتأليف مصطفى إبراهيم وبطولة عبلة كامل و أحمد صلاح السعدني وعزة أبو عوف وإيمان العاصي.

كل خطوة لهشام المليجي في عالم الفن تزيد من نجاحه وجمهوره ومحبيه وظل يقدم أعمال فنية قوية حتى الآن، وآخر عمل شارك فيه هو مسلسل (قيد عائلي) الذي تم عرضه في عام 2019م وتم تصنيفه من أعمال الإثارة و التشويق من إخراج تامر حمزة و تأليف محمد رجاء، وبطولة ميرفت أمين و عزت العلايلي ودينا فؤاد ، ويشارك هشام حاليا في تصوير مسلسل (السر) الذي لم يُعرض حتى الآن من إخراج محمد حمدي و تأليف حسام موسى و بطولة حسين فهمي و وفاء عامر و نضال الشافعي.. تحية تقدير واحترام للفنان (هشام المليجي) الذي عاصر الكبار في التمثيل، ولعب أدوار مهمة في الدراما المصرية، ومازال لديه طاقة هائلة، ومن ثم يحتاج إلى نظرة جديدة تليق بموهبته وخجله الذي لا ينبغي أن يوارى.. فهل من نظرة من جانب شركات الإنتاج والمخرجين؟!.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.