رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

سر لقاء (ديمس روسس) ببوسي ونورا في نهاية السبعينات، وغنائه الأخير لـ (تحيا مصر) !

المطرب اليوناني من أصل مصري (ديميس روسوس)

كتب : أحمد السماحي

يجسد الفنان اليوناني العالمي (ديميس روسوس)، جسرا مثاليا ونموذجا راسخا لما تتعين أن تكون عليه العلاقة بين الحضارات، ففي حياته كما في أعماله، عبر (روسوس) عن عظمة حضارته التي ينتمي إليها وهى الحضارة اليونانية التي أهدت البشرية أعظم الفلاسفة والكتاب والمسرحيين، وكانت مهدا للمأساة والملهاة وفنون المسرح وغيرها، كما جسد عظمة الحضارة التي نشأ في كنفها، وهى الحضارة المصرية التي ما زالت تحير العالم بأسرارها، وظل حتى آخر أيامه وفيا لكلتا الحضارتين، فخورا بالمزيج الرائع الذي يشكله والذي أبدع عبقرية موسيقية نادرة المثال.

ولد (روسوس) في مدينة الإسكندرية في 15 يونيو من العام 1946، وعاش في حي الإبراهيمية حيث كانت تقطن غالبية الجالية اليونانية، من والد يعمل مهندساً ويدعى (جورج) ووالدة من أصول إيطالية تدعى (أولجا)، وكانا كلاهما قد ولدا في مصر أيضاً وتربيا بمدينة الإسكندرية، وأتقن (روسوس) أثناء تلقيه تعليمه في مدرسة موسيقية العزف على العديد من الآلات الموسيقية، مثل (الجيتار، والأورج، والبوق، والكونترباص)، وعندما بلغ العاشرة من عمره وقع في حب آلة (الترومبيت)، فبدأ يعزف موسيقى (الجاز)، كما استمر في الغناء لمدّة خمس سنوات ككورال في الكنيسة البيزنطية اليونانية الموجودة في الإسكندرية.

أصبح مليونيرا بعد أن بلغ المباع من اسطواناته في العالم 20 مليون اسطوانة

لهذا كان (روسوس) يعشق الإسكندرية وقال عن ذكرياته فيها: (ذكريات طفولتي بالإسكندرية كانت الأكثر رومانسية، واليوم مع أنني أعيش في اليونان على ضفاف نفس البحر المتوسط، إلا أنني عندما أزور الإسكندرية أشعر بعبق ورائحة مميزة هى الهواء اليوناني العربي في الإسكندرية، لقد هاجر أجدادي إليها من جزيرة كريت هرباً من الفقر وبحثاً عن الأمان، وقد ولد أبي فيها، كذلك أنا وأخوتي، لقد اعتدنا على أن نستمع إلى الأغاني الإيطالية والفرنسية عبر المذياع، كما اعتدنا سماع الألحان اليونانية مع العربية وهو ما خلق لدينا تذوقاً خاصاً للموسيقى).

(روسوس) كان حريصا على تأكيد عشقه لمصر من خلال كثير من ألحان أغنياته التى كانت لا يخلو كثير منها من لمحة شرقية، فهو لا ينسى أنه في طفولته وصباه كان عاشقا للمطرب (محمد عبدالمطلب) ويردد أغنيته (أنا وأنت في الهوى)!

ديمس روسوس بالعباية المصرية يعزف من اثنين من العازفين المصريين

من الزيارات التى قام بها إلى مصر والتى نتوقف عندها هذا الأسبوع ونسلط الضوء على صورة منها في باب (سيلفي النجوم)، زيارته في نهاية السبعينات لإحياء حفلين في القاهرة والإسكندرية ضمن جولة في عواصم العالم العربي قدم حلالها 56 حفلة إلى جمهوره وعشاق فنه خاصة من المراهقين في هذا الوقت.

حرص عدد كبير من النجوم على حضور حفله في القاهرة في نهاية السبعينات، من بينهم (بوسي ونورا) اللتين حرصا مع شقيقهما على التقاط هذه الصورة مع مطربهم المفضل في هذا الوقت (ديمس روسوس).

وفي عام 2014 وبعد سنوات طويلة من الغياب عن مسقط رأسه مصر، عاد روسوس إلى الإسكندرية، وكأنه مكتوب عليه أن يودعها، وأحيا حفلاً غنائياً على مسرح دار أوبرا الإسكندرية المعروف بمسرح سيد درويش، وذلك بمصاحبة أوركسترا القاهرة الفيلهارموني، حيث تغنى بأشهر أغنياته.

وفي 29 أكتوبر من نفس العام أحيا (روسوس) حفلاً آخر بتنسيق من القنصلية اليونانية بالإسكندرية، في (بورتو كايرو) بالقاهرة، ذهبت إيراداته إلى صندوق (تحيا مصر)، وكأن القدر كتب عليه أن يولد في مصر، ويحيي آخر حفلاته أيضا في مصر، بعدها رحل عن حياتنا، حيث توفي يوم الأحد الموافق 25 يناير 2015، أي بعد الحفل بأسابيع قليلة.

ديمس روسوس مع مجموعة من جمهوره وهو يتصفح خبر نشر عنه في مجلة الموعد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.