كتب : أحمد السماحي
يعتبر شهر نوفمبر هو شهر المطرب اللبناني الراحل (عازار حبيب) ففي نهايته ولد وبالتحديد يوم 28 نوفمبر عام 1945، ورحل عن حياتنا يوم 14 نوفمبر عام 2007، كان صوته فيه انطلاقة الريح الخفيفة المفتونة بنفسها، وتميز في غنائه بالأداء الخاص الحساس جدا، القريب من التعبيرية، تجربته الغنائية واللحنية تجربة خاصة جدا تشبه البحر الذي يغسل شواطئ لبنان كل لحظة، ومثل أشجار الأرز العريقة التى نسى الناس متى ولدت والتى لا يتصور أحد أنها ستتلاشى في يوم من الأيام، وكل هذا مغلف بصوت دافئ حنون يستطيع أن ينتشلك من واقعك ويهرب بك بعيد حيث السماء الزرقاء، والبحر الواسع.
على مدى مشواره ملء حياتنا من خلال أغنياته الناعمة بالأحلام والمعاني الجميلة، وظني لأنني لم أسعد بمعرفته، أنه لم يستطع أن يعيش تجربة الكذب والافتعال الفني، ولم تستطع دوامة الشهرة أن تجذبه فيتسلق عليها مقاتلا الآخرين، أعتقد أنه كان شخصا رومانسيا للغاية بدليل اختيارته الغنائية التى تذوب رقة وحنان.
قدم (عازار حبيب) العديد من الألبومات الغنائية التى حققت انتشارا كبيرا، حتى أن أغنيته (صيدلي .. يا صيدلي) حققت له انتشارا عربيا واسعا وتم غنائها في العديد من الدول العربية ومازالت محبوبة ومطلوبة حتى اليوم، كذلك أغنيته الشهيرة (نانا .. نانا) وغيرها مثل (لولاكي يا ملاكي، ومين ما كنتي، ومن بين الأسامي، وشو حلوة يا سنين، ردوها، خطبوها، حكواتي، يا ساكن بقلبي، ومش حلو الحكي، بدك زقفة، أنا والحبيب).
كما شكلت ألحانه مدرسة فنية خاصة اتسمت بالبساطة والعمق من منا ينسى له ألحانه الجميلة الشهيرة التى حملتها لنا فى مصر ألبومات بعنوان (منوعات لبنانية) مثل (عازز علي النوم) للمغني اللبناني هادي هزيم، وأغنية (ع طبق ألماس) للمغني الأمير الصغير، و(بتقولي ما حدا قلك) لمنعم فريحة، و(طاير يا قلبي طاير) لعفيف شيا.
هذا الأسبوع فى باب (غلاف ألبوم) سنتوقف بمناسبة ميلاد جارة القمر (فيروز) وذكرى رحيل مطربنا (عازار حبيب) عند ألبوم جمعهما بعنوان (عازار حبيب يغني فيروز)، وهو رقم عشرة في مسيرة المطرب اللبناني والألبوم قبل الأخير له، يتضمن الألبوم 9 أغنيات قام بتلحينهما العبقري اللبناني (فيلمون وهبه)، وكلمات (الأخوين رحباني) و(جوزيف حرب)، وهذه الأغنيات التسعة تمثل علامات مضيئة في المشوار الطربي للسيدة (فيروز)، وهى (بكرم اللولو، على جسر اللوزية، يا مرسال المراسيل، جايبلي سلام، يا دارة دوري فينا، أسورة العروس، فايق يا هوى، ليليى بترجع يا ليل، يا كرم العلالي).
أجمل ما فى هذه الأغنيات أن (عازار حبيب) ابتعد عن تقليد السيدة (فيروز) وقدم الأغنيات بأداء خاص جدا، تشعر عندما تسمعها أنها كتبت ولحنت له هو، حيث أضاف الكثير وتعب جدا حتى يبتعد عن سطوة الملكة (فيروز) على هذه الأغنيات المحفورة فى ذاكرة العالم العربي، ورغم اجتهاده في إعادة هذه الأغنيات إلا أن التجربة لم تحقق نجاحا كبيرا في العالم العربي، يجوز لأن عشاق (فيروز) رفضوا التجربة من الأساس.!
تميز غلاف الألبوم الذي انتجته شركة (ريلاكس إن) لصاحبها (محمود موسى)، بالبساطة والجمال، حيث تم رسم العمالقة الثلاث (فيروز وفيلمون وهبى وعازار حبيب).
جدير بالذكر أنه بعد هذا الألبوم قدم (عازار حبيب) ألبومه الأخير الذي جاء بعنوان (أحلى السيدات) عام 2003.
